3
•♡•
اتجهت نظرة الدوق الجليدية نحو إيلا.
“لكنها كما تبين، لم تعد ابنتنا الحقيقية. هذا المقعد الآن من حق روزيا.”
ارتجفت روزيا مندهشة، عيناها تتسعان كعيني ظبي مذعور.
“آسفة، لم أقصد شيئًا. لم أكن أنوي أخذ مقعد إيلا……”
اهتزّ كتفي روزيا بخفة.
كانت تتظاهر بالصدمة لكونها وضعت إيلا في موقف محرج.
لكن الدوق كاليوس خاطبها بلطف.
“هذا ليس مقعد إيلا. إنه مقعدكِ أنتِ، الابنة الحقيقية لعائلة بلانش.”
رغم محاولاته لطمأنتها، ظلت روزيا تتلفت بقلق نحو إيلا.
إيلا التي كانت تراقب المشهد بتأمل:
‘تتظاهر بالخطأ. مع أنها تعرف الحقيقة وتخطط لكل شيء. لو كنتُ إيلا الأصلية لسقطت في الفخ.’
في الرواية الأصلية، كانت إيلا تصاب بصدمة من قسوة والدها.
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
“أفسحي المكان، إيلا.”
اتسعت عينا إيلا بالصدمة.
“أبي…؟”
“أبي؟ لم أعد أباكِ.”
شحبت ملامح إيلا من برودة كلماته.
“لكن هذا مقعدي منذ سنوات! كيف تطلب مني التنازل لطفلة…”
“أما زلتِ لا تفهمين؟ روزيا هي الآن الابنة الوحيدة لبلانش.”
“…!”
“سنحذف اسمك من سجلات العائلة قريبًا. ستصبحين عامة. اعرفي مكانكِ.”
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
إيلا تعرف جيدًا من هو والدها.
رجل نبيل بكل معنى الكلمة، قادر على التخلي عن أحب الناس إذا تعارضوا مع مصلحته.
‘الآن بعد أن علم أنني لست دمه، فقد قطع علاقته بي بالفعل.’
في الرواية، رفضت إيلا الأصلية هذه الحقيقة وتمسكت بغرورها.
ظنّت أن التمسك بمقعدها سينقذها من الطرد.
‘ولذلك تعرضت لمزيد من الإهانات، وكسبت كراهية أبي، وانحاز إخوتها لروزيا.’
في اللحظة التي همّ فيها كاليوس بتوبيخ إيلا، نهضت من مقعدها فورًا.
بابتسامة حزينة تكاد تخفي دموعًا.
“تفضلي، روزيا.”
“إيلا…؟”
“هذا مقعدكِ. كدتُ أنسى أنني لم أعد من عائلة بلانش.”
تصلّبت ملامح روزيا للحظة، لم تكن تتوقع هذا الرد.
‘ظنتني سأقاوم.’
لكن روزيا ليست بالسهلة.
سرعان ما غيرت لهجتها.
“أنا آسفة حقًا.”
“ليس عليكِ الاعتذار. أنا بخير، حقًا.”
أجلست إيلا روزيا بمحبة في مقعدها، ثم اتجهت لأبعد كرسي.
التنازل كان أسهل مما توقعت.
لم تشعر بالحزن أو المرارة التي تخيلتها.
‘وتعبيرات عائلتي المذهولة مسليةٌ للغاية.’
بدأت وجبة الإفطار في جو كئيب.
كانت روزيا تلتهم طعامها ببطء بوجه عابس.
الأخ الأصغر سيدريك قطع شريحة لحم العجل من طبقه ووضعها في صحنها.
“جربي هذا، روزيا.”
“شكرًا لك، سيدريك.”
“يمكنك مناداتي بـ (أخي) الآن.”
“حسنًا… أخي.”
همس سيدريك بشفقة:
“كم عانيتِ حتى أصبحتِ بهذا النحول.”
“لا بأس. أنا سعيدة أنني من تحمل المعاناة وليس إيلا.”
ابتسمت روزيا ابتسامة صغيرة، كأنها تقول أنها ممتنة للمعاناة.
“روزيا…”
“بفضلي، عاشت إيلا في كنف عائلة محبة.”
“كيف يمكنكِ أن تكوني بهذه الطيبة؟”
“أنا متحملة. لكن إيلا لو كانت مكاني، لما استطاعت التحمل.”
بينما كانت إيلا منهمكة في تقطيع شريحة اللحم الخاصة بها.
‘إذا كنتُ سأواجه مكائد روزيا، فليكن جسدي قويًا أولًا.’
ازداد تعاطف سيدريك مع روزيا، فتبعه الأخ الأوسط
جيرالد في رعايتها.
“اشربي شيئًا، روزيا.”
“شكرًا لك، أخي.”
“لا داعي للشكر، هذه مسؤوليتي من الآن.”
رفعت روزيا عينيها الممتلئتين بالبراءة:
“حقًا؟”
“أعدكِ بأن نعيد لكِ كل ما حُرمتِ منه.”
بفعل سحر التلاعب العاطفي، انفتحت قلوب العائلة لروزيا بسرعة.
إيلا تلاحظ هذا جيدًا.
‘حتى إخوتي يلومونني في السر.’
يعتقدون أن إيلا سرقت حقوق روزيا.
لذلك يتعمدون معاملتها ببرود أمامها.
‘لهذا لا يكلمونني.’
طوال الوجبة، لم يبادروا إيلا بكلمة.
كل تركيزهم كان على روزيا.
باستثناء الدوقة إيرين التي كانت ترمق إيلا بقلق.
“هل أنتِ بخير، إيلا؟”
أجابت إيلا بابتسامة صغيرة:
“أنا بخير، لا تقلقي يا أمي.”
“لكن…”
“أمي، هل يمكننا الذهاب لرؤية الفساتين بعد الطعام؟”
كما لو أن اهتمام إيرين بإيلا أزعجها، قاطعتهم روزيا فجأة:
“أمي…”
لكن الدوقة أطبقت شفتيها.
على عكس الآخرين، لم تتأثر إيرين كليًا بسحر روزيا.
حتى بعد معرفة الحقيقة، لم تستطع منحها قلبها.
إيلا شعرت بموجة عاطفية تغمرها.
‘أمي تعرف بغريزتها. تعرف أنني ابنتها الحقيقية.’
في الرواية، ظلت إيرين ترفض اعتبار روزيا ابنتها حتى النهاية.
بسبب حبها لإيلا التي ربّتها.
‘أمي…’
ابتسمت روزيا للدوقة ببراءة مزيفة:
“كنت أحلم دائمًا بالتسوق مع أمي وأكل الكعك.”
“……”
“نشأت في الأحياء الفقيرة، لم أفعل هذا من قبل. الآن لدي أم، أنا سعيدة جدًا.”
قال جيرالد بإشفاق:
“أمي، لم لا تقضين وقتًا مع روزيا؟”
أضاف سيدريك بمزاح:
“هل يمكنني الانضمام؟ سأكون حامل أكياسكِ المخلص.”
رفعت إيلا رأسها فجأة، فهي تعرف ما سيحدث.
‘في الرواية، رفضت أمي طلب روزيا.’
كانت تخفف من إيلا.
هذه هي نقطة الصدام الأولى.
‘لاحقًا، سيجرح إخوتها أمي بسبب تعصبهم لروزيا.’
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
“لماذا تتعاملين هكذا مع روزيا؟ إنها ابنتكِ الحقيقية! لماذا تؤذينها؟”
“أشعر بخيبة أمل كبيرة منكِ يا أمي!”
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
بينما كانت إيلا تتابع المشهد، شعرت بقبضة حديدية على قلبها.
هذه المرة، لن تسمح بأن تؤذي روزيا أمها.
«««»»»
لا تنسوا التصويت والكومنت اللطيف 🙈
التعليقات لهذا الفصل " 3"
التستس
حبيت الدوقة🫂
حقارة🥰