### الفصل الرابع
غرفةٌ مظلمةٌ كأن الليل هبط فيها بلا نوافذ.
كانت الغرفة مدمرة، مليئة بحطام الأغراض المكسورة.
السرير، الأثاث الوحيد، كان محطمًا، والجدران متشققة.
وقف بايرون في المنتصف، جالسًا يصارع ليحتفظ بعقله.
في لحظات الجنون، همسٌ خفي يأمره:
[اقتل، دمر، اسحق كل شيء.]
كان الهمس اللزج يتبعه ألمٌ يهدم الجسد.
ألمٌ ينهش الدماغ ويمزق الأعصاب، يقطع الأنفاس.
أراد الموت، لكنه لم يستطع حتى الانتحار.
كان غريزته تدفعه للبقاء، متبعًا الهمس، فيدمر كل شيء محاولًا استعادة وعيه.
“أغ…”
أنينٌ وحشي خرج منه تحت وطأة الألم.
[لا تقاوم، اقتل الجميع، مزقهم.]
“توقف…”
صارع الهمس الكريه، يضرب الأرض حتى تقشرت جلدته، لكنه لم يشعر.
عاد الألم أقوى.
“آه!”
أمسك صدره، منهارًا من الألم الخانق.
فجأة، غمرته رغبةٌ في التدمير، لكن رؤيته تلألأت بالذهبي.
تلاشى الألم كأنه يفر، وغمرته الدائرة الذهبية، مرسلةً شعورًا مبهجًا يرتجف له الجسد.
مع اختفاء الألم، عاد عقله، لكن تساءل:
لمَ زال الهمس والألم فجأة؟
تجاهل ألمه الجسدي، وقام:
“هل انتهى؟”
كان صوته الأجش مزعجًا حتى له.
تلاشى الضوء الذهبي تدريجيًا.
ظن أن الموت جاء أخيرًا، لكن رأى امرأةً صغيرةً بيضاء.
رغم ظلمة المكتبة، كانت كالشمس: شعرٌ أشقر ناعم، عينان ورديتان كأزهار الكرز، وجسدٌ صغير متكورٌ من الخوف.
كانت ساحرة، لا عيب فيها.
شعورٌ جديد، فرحٌ غريب هز عقله.
شعر باتصالٍ معها، بدم الشيطان الذي يكرهه، لكنه شعر بالخفة والانتعاش.
ضحك تلقائيًا.
منذ صغره، عرف كونك شيطانيًا يعني هذا الشعور.
هي من استدعته.
كان عليهما تبادل الأسماء لإتمام العهد.
عندما سألها، توسلت: “لا تقتلني.”
شعر بخوفها، فحاول تهدئتها بابتسامة.
اسمها، داليا، كان حلوًا كمظهرها.
رأى كتاب الاستدعاء بجانبها، فأدرك أنها استدعت شيطانًا، لكنه هو.
“بايرون… بايرون إندلين.”
استمتع بصوتها، وقبّل قدمها ليختم العهد.
غمرته مشاعر مبهرة، أراد إظهارها لها.
أراد امتلاكها، جعل عالمها له فقط، أن تكون عيناها له.
كانت رغبته كالجنون، لكنها مبهجة.
لكنه اضطر لمواجهة الفرسان المتأهبين.
نظرتهم المذعورة أغضبته، خشية أن تهرب داليا.
لكنه علم أنها زوجته، متزوجة اليوم.
رغم أن الزواج كان مدبرًا للوريث، سُر أنها لن تتركه.
ليس فقط شيطانًا مستدعى، بل ان سيدته زوجته.
أيقظه سؤال بنجامين:
“شيطان؟”
“نعم، أعرف دم الشيطان بداخلي، لكن هذه أول مرة أشعر به.”
ابتسم بايرون، يهز قدمه:
“لا أعرف إن كان الجنون زال نهائيًا أم مؤقتًا، لكنه غير موجود الآن.”
“هذا رائع.”
محا بايرون ذكرياته الحلوة، وتفحص الأوراق:
“لم أنتبه، بسبب الجنون، للغرباء الذين تسللوا إلينا.”
كانت ثلاث سنوات طويلة.
بدأ جنونه يسيطر عليه منذ ثلاث سنوات، ومنذ عام، نادرًا ما كان واعيًا.
كان يدمر كل شيء، فيُحبس تحت مراقبة الفرسان.
اليوم، بحثوا عنه لنفس السبب.
أمر الفرسان بحبسه إن فقد السيطرة، حتى بالقوة، لتجنب الخسائر.
لهذا كانت الدوقية في حالة طوارئ.
استغل الكونت غريغوري، جورج، هذا لتدمير الدوقية.
“هل هؤلاء كلهم؟”
“نعم، هؤلاء الذين أدخلهم غريغوري منذ ثلاث سنوات.”
“خدم؟ بل متسولون يطمعون بفتات الدوقية.”
كل ما فعلوه كان بناءً على افتراض موت بايرون.
كانت الدوقية قليلة الورثة، فإن مات بايرون، يرثها غريغوري رغم بعده.
استغل جورج ذلك.
“لقد استمتع جورج بلقب وكيل الدوق، رغم أنني لم أعينه.”
“قال إنك وافقتَ منذ ثلاث سنوات.”
“حتى في جنوني، أتذكر كل شيء.”
تذكر حتى لحظات موت والديه بيده.
حاول بايرون تجاهل الذكريات:
“بنجامين، منذ متى أصبح غريغوري دوقًا؟ كيف عين هؤلاء الخدم؟”
لم يجب بنجامين، بل قال:
“الخدم القدامى في طريقهم، وغريغوري كذلك.”
“ليسرعوا، ليخبرهم عن شعور كونه دوقًا قبل موتهم.”
تصفح بايرون الأوراق، وسأل:
“ماذا عن غابة الوحوش؟”
“نبني الخط الخامس، لكن ببطء بسبب كثرة الوحوش.”
“حضروا للحملة بعد تنظيف هذا.”
“حاضر.”
في آخر ورقة، وجد معلومات عن عائلة هيكتول.
“داليا هيكتول.”
نطق اسمها دون وعي، فغمرته أفكارها.
كأنها تسيطر على عقله، لكنه كان راضيًا.
أراد رمي الأوراق والعودة إليها، تقبيل قدمها مجددًا، احتضانها، تذوق شفتيها.
لكنه عرف خوفها، إما من سمعته أو من الزواج المدبر.
لكن لا بأس، سيعيشان كزوجين، وسيظهر لها جانبه الحقيقي تدريجيًا.
لكن أولاً، يجب إزالة هؤلاء المتطفلين.
“إن لم يسرعوا، سأقتلهم جميعًا.”
ترددت كلماته الباردة، فتمنى بنجامين الرحمة للخدم.
* * *
المترجمة:«Яєяє✨»
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 4"