### الفصل الثالث
رغم أنها رأت ظهر بايرون فقط وسمعت صوته المستوي، شعرت بوضوحٍ غريب بغضبه، تهيجه، وقلقه الخفيف.
تبددت أفكار داليا الجادة بصوته البارد:
“توقفوا عن الهراء وأحضروا معطفًا.”
“م، ماذا؟ الدوق يتكلم…!”
ذُهل أحد الفرسان.
قبل أن يزداد غضب بايرون، هرع فارسٌ ضخم، كان يواجهه، ليخفي سيفه ويصرخ:
“أحضروا معطف الدوق فورًا!”
كان بنجامين أورسيل، قائد فرسان إندلين، يراقب بايرون بحذر، ثم صرخ بالقادمين:
“هيا!”
“حاضر!”
رد خادمٌ قريب واختفى.
اقترب بنجامين من بايرون:
“سيدي.”
أخفى الفرسان سيوفهم عند رؤيته.
“هل أنت بخير؟”
“بنجامين، كيف أبدو؟”
عبس بنجامين، يتفحصه بدهشة:
“تبدو هادئًا.”
“صحيح.”
“هل اختفى الجنون؟”
لم يجب بايرون، بل مد يده.
وصل الخادم حاملاً المعطف:
“ها هو، سيدي.”
أخذ بايرون المعطف، ثم أدار ظهره للمتفاجئين.
كانت داليا تراقب من خلف الرفوف، ففزعت عند اقترابه.
شعرت بأنظارٍ تتجه إليها، فأخفت رأسها.
لمَ يأتي إليّ؟
‘لا تقترب، أرجوك!’
توسلت داليا لكنه اقترب، حاملاً المعطف ومبتسمًا:
“داليا.”
كان واضحًا أن أنظار الفرسان والخدم تتجه إليها.
صرخت بهدوء، خائفة من سماعهم:
“لمَ أتيتَ إليّ؟”
شعرت بشيءٍ ثقيل على كتفيها، المعطف الذي أخذه.
“لمَ هذا…؟”
“لا أريد أحدًا أن يرى ملابسكِ.”
أدركت داليا أن فستانها الشفاف لليلة الزفاف.
أسرعت بتغطية نفسها بالمعطف.
“داليا، امسكي يدي.”
“ماذا؟”
مد يده، وانحنى كالفارس يطلب مرافقة، لكن نظرته كانت شقية، كوحشٍ جاهز للالتهام.
خافت رفضه، إذ قد يتحول إلى الوحشية، لكن قبول يده أمام الجميع أرعبها.
لكن خيارها كان واحدًا.
مدت يدها المرتجفة، وأمسكت يده.
على عكس وجهه الساحر، كانت يده خشنة بالندوب.
لكن شيئًا واحدًا كان مؤكدًا: قبضته القوية جعلتها تشعر أنها لن تسقط مهما عصفت العواصف.
طمأنتها ابتسامته المنحنية:
لن يتركها ما لم تدفعه بعيدًا.
سيحميها بكل قوته.
“لا تقلقي، ثقي بي، داليا.”
هدأ قلبها المضطرب بكلماته.
أمسك يدها بحذر، وساعدها على إغلاق المعطف، الذي غطاها حتى فخذيها، مخفيًا فستانها.
تأكد من تغطيتها، ثم قادها خارج الرفوف نحو الفرسان والخدم.
تبعته داليا، خافضة رأسها، خائفة من أنظارهم.
ذُهل الجميع لرؤية بايرون، بوجهٍ هادئ، يقود امرأة.
تنهدات الدهشة جعلت داليا تتشبث بيده والمعطف.
“حيوها، انها سيدتي.”
“ماذا؟”
عبس بايرون عند ترددهم:
“حيوها، ولا ترفعوا رؤوسكم.”
خاف الجميع جنونه، فأسرعوا ينحنون.
بدأ بنجامين، فتبعه الفرسان.
لكن أحد الخدم، متأخرًا، أشار إلى داليا:
“م، مستحيل، تلك المرأة!”
“ماذا؟”
نظر بايرون إليه كمن سيقتله.
لكنه استمر، غير مبالٍ:
“آنسة هيكتول، التي يجب أن تكون في غرفة الدوق، لمَ هنا؟”
“لمَ؟”
أغلق الخادم فمه تحت نظرته القاتلة.
“لمَ، أسأل؟”
زاد غضب بايرون، عيناه تلتمعان، والخادم لا يزال يشير إليها.
شعرت داليا كأن عنقها يُخنق، فأمسكت يده بقوة.
هدأ بايرون فجأة، يربت على يدها:
“هش، لا بأس، داليا.”
لاحظ توترها، فهدأها:
“متعبة؟”
أومأت دون وعي تحت أنظار الخادم.
“آسف، لم أنتبه. لحظة.”
نظر إلى الخادم:
“هيا، أجب.”
تنهد الخادم بصعوبة:
“آنسة هيكتول، التي أُتمت مراسم زواجها لوريث الدوق…”
تلاشى غضب بايرون:
“زواج؟ أنا وداليا؟”
صرخ الخادم:
“نعم!”
“حقًا؟ سيدتي الحبيبة هي زوجتي؟”
شعرت داليا بالدوار من فرحه.
كانت تتوقع تغيير الرواية، لكن ليس لهذا الحد.
أين بايرون البارد القاسي؟
“آه، زوجتي.”
من هذا الرجل المبتهج بالزواج؟
أرادت داليا أن تفقد وعيها.
* * *
في مكتبٍ خالٍ من الأثاث، جلس بايرون، بوجهٍ بارد، يهز ساقه، بعكس ابتسامته السابقة.
“إذن، قلقًا على وريثي، اشتريتم آنسة بارونية ضعيفة، وقدمتموها لي وأنا غارقٌ في الجنون؟”
انحنى بنجامين:
“أعتذر، سيدي.”
ضحك بايرون بسخرية.
حتى لو كان الزواج السياسي شائعًا، لم يكن يُباع هكذا.
“هل وافقت عائلة البارون؟”
لم يجب بنجامين، إذ لم يعرف التفاصيل.
“يبدو أنني أخطأت بالسؤال.”
“أعتذر.”
لوّح بايرون:
“لا داعي. كنتَ مشغولاً بغابة الوحوش بدلاً عني. أمور العائلة على رب الأسرة.”
ساد الصمت.
نظر بنجامين بحذر:
“سيدي.”
“قل.”
“هل يمكنني السؤال عن الوضع؟”
توقفت ساق بايرون.
ابتسم دون وعي، متذكرًا لقاء داليا:
“سيدتي، بل زوجتي، استدعت شيطانًا. لكن الشيطان كنتُ أنا.”
تذكر الضوء الذهبي الذي اخترق عالمه المحطم.
* * *
المترجمة:«Яєяє✨»
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"