تذكرتْ أنها لم تكمل قراءة الكتاب بسبب استدعاء بايرون فجأة في المرة الأخيرة.
وقفتْ داليا أمام الطاولة وفتحت الجزء الأخير من الكتاب.
رأت فقرة تقول إنه يمكن استدعاء الشخص أمام عيني المستدعي بإرادته.
―”ناديني في أي وقت. أينما كنتُ، سأكون سعيدًا بندائكِ.”
تذكرتْ تلك اللحظة المبهرة عندما همس بذلك.
كانت كلماته، التي تجعلها ترغب في استدعائه فورًا، قاتلة كأغنية السيرين.
شعرتْ أن عينيه، وأطراف أصابعه، وحركاته كلها تقول إنه يريدها.
ثم تداخل صوت آخر له:
―”الوقت متأخر. اذهبي لترتاحي.”
―”عندما تكونين جاهزة حقًا.”
هزتْ داليا رأسها بقوة لتنسى، محاولة طرد الذكريات.
‘سأقرأ الكتاب فقط.’
جلستْ داليا على السرير ممسكة بالكتاب المفتوح، ونظرت إلى الجزء الذي توقفت عنده آخر مرة.
“أخيرًا، يمكن للمستدعي، حسب قوة الرابطة مع الشيطان، إبراز القوة الأصلية للشيطان أو استخدام قوى خاصة. تختلف القوى التي يمكن استخدامها حسب دائرة الاستدعاء.”
انتهت الفقرة هنا، ولم يكن هناك مزيد من الشرح.
بحثتْ في الصفحات اللاحقة لعل هناك تفاصيل أخرى، لكن لم تجد شيئًا.
تساءلتْ بغرابة، متذكرة الجملة الأخيرة:
“تختلف حسب دائرة الاستدعاء؟”
قلبتْ داليا الصفحات إلى الأمام لترى دائرة الاستدعاء التي استُدعي بها بايرون.
رأت شكل ورقة البرسيم ذات الأربع أوراق مع كتابات غير مفهومة.
لفت انتباهها نص مكتوب باللغة الإمبراطورية بخط صغير جدًا أسفل دائرة الاستدعاء.
“هل لم أره لأن الخط صغير جدًا؟”
كان من الغريب أنها لم تلاحظه رغم رؤيتها لدائرة الاستدعاء مرات عديدة.
<يمكن إبراز قوة الشيطان المستدعى من خلال “التعزيز” و”الشفاء” له. يمكن أيضًا تنشيط ذلك بالإرادة أو التعبير، مثل الاستدعاء.>
التعزيز والشفاء.
كررت داليا كلمتي التعزيز والشفاء في ذهنها وأغلقت الكتاب.
يبدو أن التعزيز والشفاء يتطلبان وجود بايرون لتأكيدهما، لذا قررت أن تتحدث عنهما وتجربهما عند عودته.
“هل أتدرب الآن؟”
شعرتْ داليا أنها قد تُحرج لو رآها أحد، رغم أن الغرفة خالية، فنظرت حولها بسرعة، ثم مدّت يديها.
هل يجب أن تفعلها كما فعلت عند الاستدعاء؟
مدّت داليا يديها للأمام وصاحت:
“تعزيز! شفاء!”
عمَّ الغرفة صمت.
كان الأمر محرجًا جدًا.
لقد انتقلت إلى داخل كتاب، وليس لعبة.
أدركتْ بعد صراخها أن مظهرها وهي تصرخ بمفردها كان مضحكًا جدًا.
لم تتحمل داليا الإحراج، فاستلقت على السرير وضربت الوسادة بقبضتيها مرارًا.
أضافتْ فصلًا آخر إلى تاريخها المحرج.
* * *
“أخي! هل سنظل هكذا دون فعل شيء؟”
“إذا لم نستسلم، فماذا سنفعل هنا؟”
في زنزانة مظلمة ورطبة تحت الأرض.
كان جورج وميا، اللذان اعتادا على الرفاهية والمتعة، على وشك الجنون من الحياة المقيدة في السجن.
لحسن الحظ، لم يكونا في الطابق الأدنى من الزنزانة، لذا كانا يتلقيان وجبة يومية للبقاء على قيد الحياة، لكن الحياة لم تكن حياة.
في السجن الهادئ الذي يتردد فيه الصوت، كان صوت الفئران والحشرات الزاحفة يُسمع أحيانًا، مع رطوبة كريهة تجعل الدم يتعفن، وطعام يشبه القمامة.
التعليقات لهذا الفصل " 29"