“من يجرؤ على لمس ولو إصبع واحدة من زوجة الدوق الأكبر، فلن يفلت من الموت!”
آلاف الجنود.
صرخ إيان، الذي واجههم وحيدًا بالسيف.
بينما كان يتصدّى لشفرات لا تُحصى تتجه نحوه، كان همه ينصبّ على سلامتي.
لهيب النيران يتصاعد في كلّ الاتجاهات وسط قصر الدوق العظيم البهي.
حرب بين أخوين من عائلة الدوق فيسبيرد.
واقع لا يُصدَّق رغم رؤيته بعينيّ.
“حقًّا، مهارة سيف مذهلة تليق بوريث عائلة الدوق فيسبيرد العريقة.”
“جوزيف!”
“لكن، ألم تملك هذه المهارة الرائعة بفضلي، أيها الأخ الأصغر؟”
على عكس جوزيف، الذي كان خلفه جيش الإمبراطورية الهائل، كنت أنا وحدي خلف إيان.
‘يجب أن أساعد إيان.’
أمسكت قبضتيّ ونظرت حولي.
‘لكن، كيف؟’
كبحت دموعي وأنا أتفحّص المكان، لكن لم أجد حيلة واضحة.
“آههـ…”
الأعداء الذين لا ينتهون مهما قُطِّعوا، كانوا ينهكون قوى إيان.
ملابسه الممزّقة من تصدّيه لشفرات لا تُحصى.
تحتها، كانت خطوط دم قرمزيّة، لا أعرف لمن تنتمي، تتدفّق على صدره المشدود وعضلات بطنه.
كلّما أعاد إمساك سيفه وتنفّس بعمق، كانت عضلاته ترتفع وتنخفض بقوة.
مسح إيان العرق المتدفّق على خطّ فكّه، فامتزجت به بقع الدم.
“كان من المفترض أن تكون هذه القدرةُ لي تحت اسم عائلة الدوق فيسبيرد، يا إيان، أخي الصغير.”
“أغلق فمك.”
“لكن، الأهم من ذلك، ما كان يجب أن يكون لي، أيها الأخ الصغير.”
أعاد جوزيف إمساك سيفه.
الجنود أمامه كانوا يحملون أعلامًا تحمل رمز قصر كارسيت الإمبراطوري، وليس عائلة الدوق.
“زوجتك التي لم تستطع حمايتها، إميليا.”
ارتجف جسدي عندما خرج اسمي من فم جوزيف.
اقترب إيان منّي أكثر، وأخفاني خلف ظهره.
“هيا… زوجتي، قفي خلفي.”
عضّ إيان على أسنانه وشدّ قبضته.
دماء الجثث المتناثرة حوله كانت واضحة على سيفه.
كان من الصعب تصديق أنّ شخصًا واحدًا قد واجه كلّ هذا.
مهارة سيف مذهلة، لكنها كانت بلا جدوى أمام الأعداء الذين يتدفّقون بلا توقّف.
“أن يرث قوة عائلة فيسبيرد التي لا تُضاهى، ومع ذلك يفشل في حماية زوجته! يا لها من مأساة لدوقنا العظيم!”
“أغلق… فمك.”
هزّ جوزيف كتفيه.
أشار بأصابعه، فبدأ جنود الإمبراطورية يضيّقون الحصار.
“حان الوقت لوداع دوق فيسبيرد العظيم!”
كان صوت جوزيف، وهو ينادي أخاه الأصغر بدوق فيسبيرد، مليئًا بالكراهية.
عند صيحة جوزيف، اندفع الجنود نحو إيان.
“آههـ!”
“كلا!”
في نهاية المعركة المستمرة، اخترق سيفٌ حاد خصر إيان.
سقط جسد إيان، وهو ينزف، على الأرض.
هرع عدد من الجنود الإمبراطوريين، كأنّهم كانوا ينتظرون، وقيّدوه.
“إيان!”
كُنت زوجته، وكان عليّ حمايته.
كان عليّ الذهاب إليه.
حين حاولت إجبار ساقيّ على الجري.
“………!”
تجمد جسدي عند إشارة إيان المرهقة التي رفعها بصعوبة، وكأنّه يقول لا تأتي.
آهـ..، إنّه يحاول حمايتي حتى في هذه اللحظة الخطيرة.
عند رؤيته هكذا، كتمت بكائي المؤلم وغطّيت فمي بيديّ.
“أخيرًا انتهى الأمر.”
أشار جوزيف برأسه إلى الجنود الذين قيّدوا إيان ليتنحّوا.
ثم سخر منه وهو يدوس على كتفه.
تألّق شعور النصر على وجه جوزيف.
“همم.”
تحوّلت نظرة جوزيف نحوي.
عند رؤية عينيه الدنيئتين، بدأ إيان يتلوّى.
لكن إيان كان قد أُنهك تمامًا.
“لا تقلق، أخي الصغير.”
“آههـ…”
همس جوزيف في أذنه كالأفعى، وهو يزيد من قوة قدمه الدّاسة على إيان.
“سأعتني بزوجتكَ من الآن فصاعدًا. ألن تكوني سعيدة معي أكثر منه، أيّتها الدوقة العظيمة؟ إرضاء الرغبات هو متعة أخرى في الحياة.”
تقدّم جوزيف نحوي.
هل كان بسبب فقدان الدم الغزير؟
بدأت رؤيتهُ تتلاشى، لكن إيان شدّ عينيه بقوة.
لكن حتى ذلك كان بلا جدوى، فقد كان مقيّدًا من قبل الجنود.
“لقد مرّ وقت طويل، يا سيدتي الدوقة العظيمة. بل، إميليا.”
“لا… لا تقترب!”
تجمد جسدي من صوته المرعب.
يجب أن أهرب.
رنّت إشارات الخطر في رأسي.
لكن جسدي المذعور لم يطاوعني.
ابتسم جوزيف وهو ينظر إليّ وأنا أجلس مرتعبة.
“هكذا، كيف تخافين من الرجل الذي سيكون زوجكِ؟ يا زوجتي.”
كان صوته كالدودة، يحوم على كلّ جزء من جلدي باعثًا شعورًا شديدًا بالنفور والإشمئزاز.
يجب أن أهرب من هنا.
لكن كلّ ما استطعت فعله هو مدّ يدي والزحف للخلف.
“هاها.”
ضحك جوزيف بخفّة وأمسك بكاحلي بقوة.
“إميليا!”
شعرت بدفء مقزز من قبضته على كاحلي.
سمعت صوت إيان المليء بالغضب.
قال جوزيف وهو يمرّر إبهامه بلطف على جلد كاحلي الناعم:
“إذا نظرتِ إليّ كما لو كنتِ تنظرين إلى حشرة، ألن يحزنني ذلك؟”
شدّ جوزيف قبضته وسحب كاحلي إلى جانب صدره.
تلامس جسدي معه وهو يسحبني دون مقاومة.
“آه، أم أنّ هذه هي المرة الأولى التي يلمسكِ فيها رجل؟ ألم تكونا أنتِ وإيان على علاقة؟ يبدو أنّني لم أكن مراعيًا لعذريتكِ.”
أمسك جوزيف بشعري.
ثم أجبرني بعنف على مواجهة إيان.
تحت خطوط الدم المتدفّقة، رأيت عيني إيان الحمراوين المملوءتين بالغضب.
عندما تقابلت عيناي بعينيه، انهمرت دموعي التي كنت أكبحها.
“سأعتني بـ إميليا جيدًا، فهي كانت من المفترض أن تكون لي.”
“جوزيف! تبًا، سأقتلك!”
“هاتان العينان الجميلتان، وهذا الشعر الناعم، وهذا الجلد الرقيق، والأهم من ذلك… جسدها ونفسها التي ستحمل وريث عائلة الدوق فيسبيرد.”
تحرّكت يد جوزيف ببطء على رقبتي وهو يهمس بكلمات مرعبة.
بينما شعرت بهذا الإحساس المقزز، فكّرت كيف يمكنني إنقاذ إيان.
“على أيّ حال، ألستم زوجين بالاسم فقط، دون أن تتشاركا الحب؟”
أمسك جوزيف بذقني وأدار رأسي نحوه.
أغلقت عينيّ بقوة وهو يحاول تقبيلي بالقوة.
آهـ، كيف يمكنني أن أظهر لـ إيان هذا المشهد المرعب.
هل أنا مجرد عبء عليه؟
في تلك اللحظة.
“لا تلمس إميليا!”
انفجرت قدرةُ عائلة الدوق العظيمة من إيان.
كان انفجارًا هائلًا لا يُقارن بلهيب الحرب الذي رأيته من قبل.
بدأت النيران تلتهم كلّ شيء في لحظات.
لم تكن مجرد نار، بل كانت وميضًا يبتلع كلّ شيء.
لم يتمكّن الجنود الذين قيّدوا إيان، ولا من حوله، من إصدار صرخة، بل احترقوا جميعًا.
كأنّهم لم يكونوا موجودين أبدًا، لم يبقَ حتى الرماد.
“إيان!”
لكن هذه النيران لم تكن لتحرق الآخرين فقط.
كانت وميضًا سيؤدي حتمًا إلى هلاك سيّده.
“توقّف… إيان!”
لا، إن استمر هكذا، سيكون إيان في خطر!
‘تذكّري، أنتِ من يجب أن يحمي إيان.’
في تلك اللحظة، كأنّه ختمٌ قديمٌ وقد تحرر،
اندفع ضوء أزرق من جسدي وغطّى إيان.
لكن….
نيران إيان التي كادت تبتلع كلّ شيء في القلعة.
وجريان الماء الأزرق الذي اندفع منّي لإيقافه.
كلاهما كان مجرد انفجار قوي لكنه غير متقن.
كان من المفترض أن تكون هذه القوة، هذا الماء، لإيقاف انفجار إيان.
كنتُ قد تزوّجته لأجل هذا الغرض.
لكن النتيجة كانت دمارًا كاملًا، أول اتّحاد مروّع بيننا.
* * *
“آههـ!”
“آنستي!”
استيقظت مرتعبة وأنا أصرخ، وقفزت من مكاني.
لم أستطع التنفّس، فأمسكت صدري.
“هاهـ… هاهـ…”
بينما كنت أتأوّه كمن يعاني من نوبة، شعرت بشيء غريب.
“هل يمكن… ما هذا…؟”
إنني حيّةٌ… أنا على قيد الحياة؟
“هاهـ، هاههـ…!”
كنت أتنفّس.
لم يكن ذلك كلّ شيء.
‘هذا الإحساس الناعم والرقيق للحرير على جلدي…’
السؤال الذي خطر في رأسي كان لا يُعقل.
‘لكن.’
مددت يدي أمامي للتأكّد.
‘يدي صغيرة بشكل لا يُصدّق.’
فركت رقبتي بعنف.
كان شعور اليد المرعبة وصوته المزعج لا يزالان حيّين، لكن لم يكن أيّ منهما موجودًا الآن.
وأنا، كنت على قيد الحياة مرة أخرى.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"