“لقد تعبتِ كثيرًا طوال هذه الفترة. عيشي حياة سعيدة من دون مزيد من الألم”
لورا و كامبل أمسكا بيديها بحذر ، قائلَين إنهما استمتعا طوال الوقت الذي قضياه معها.
أما ديليا ، التي كادت أن تبكي للحظة ، فأومأت برأسها قائلة إنها كانت سعيدة هي الأخرى.
لم يكن من اللائق أن تنهار بالبكاء في يوم الرحيل ، لذا تظاهرت ديليا بالابتسام و عانقتهما برفق.
و بينما كانت ديليا تتبادل الحديث الأخير معهما ، سمعت صوتًا ينادي: “أمي! أمي!” ، فسارعت بالنزول إلى الطابق الأول.
هناك ، وجدت آرون واقفًا يبتسم بمكر ، و كاليوس عند الباب ، يبدو عليه التوتر أكثر من المعتاد.
توقفت ديليا للحظة تنظر إليهما ، ثم أخذت نفسًا عميقًا.
و بعدها ، اقتربت من كاليوس بإبتسامة مشرقة على وجهها ، و فتحت الباب المغلق على مصراعيه.
***
في طريقهم إلى القصر بالعربة ، غاصت ديليا في أفكار كثيرة.
إذ كانت في طريقها إلى القصر الذي لم تزره منذ وقت طويل.
قبضت على قبضتها بتوتر ، و علامات القلق واضحة على وجهها.
لاحظ آرون ذلك و سألها بصوت مفعم بالفضول: “أمي؟ ما بكِ؟”
“…أعتذر ، فقط أشعر ببعض التوتر”
“همم؟ أمي متوترة؟”
في الحقيقة ، كانت ديليا من النوع الذي يتوتر بسهولة لدرجة يلاحظها من حولها ، و لهذا بقيت شاردة للحظة قبل أن تنفجر ضاحكة من كلام آرون.
“نعم ، ربما أكثر منك بكثير”
“هذا غير صحيح!”
“و من تظن أنك تشبه؟ بما أنك تشبهني ، فلابد أن التوتر منك إليّ”
لو كان آرون يشبه كاليوس ، لربما لم يعرف التوتر أو الخوف أصلًا. لكن لسوء الحظ ، ورث عنه صفات أخرى و ترك هذه.
فكرت ديليا بهذا و تنهّدت في سرّها.
… حسنًا ، قد يتغير حين يكبر. لا ، لا بد أن يتغير.
حاولت ديليا مواساة نفسها و هي تمسح على شعر آرون برفق. فشعر آرون بالسعادة و اقترب منها و أسند رأسه على ركبتها.
“هل سنأكل شيئًا لذيذًا الآن؟”
“… أنت تأكل أشياءً لذيذة طوال الوقت ، كم تنوي أن تأكل بعد؟”
“بقدر السماء و الأرض!”
لم تعرف ديليا من أين تبدأ في الرد عليه ، فعبست في وجهه ، بينما ابتسم كاليوس. ثم أشار بيده إلى آرون أن يقترب ، و انحنى ليهمس بشيء في أذنه بصوت خافت.
“آرون ، هل تعلم هذا؟”
“… همم؟”
“إذا أكلتَ كثيرًا جدًا ، قد ينتفخ بطنك مثل الجبل، وتبدأ بالتدحرج في أنحاء القصر”
عند سماعه كلام كاليوس ، تجمّد آرون في مكانه.
ربما تخيّل نفسه ببطن منتفخ كالجبل يتدحرج في القصر ، فبدأ وجهه يشحب ثم يزرقّ ، قبل أن يتخذ ملامح البكاء.
“لـ، لـن أُفرط في الأكل! لن آكل حتى ينفجر بطني و أتدحرج مثل الكرة! أعدك بذلك!”
“جيد ، هذا يريحني”
أغلق آرون قبضتيه بإصرار ، و كأنه عاهد نفسه.
ديليا ، التي كانت بالكاد تحبس ضحكتها ، نظرت إلى قصر هيلدبرانت الذي بدأ يلوح لهم عن قرب.
***
بعد أن توقفت العربة تمامًا ، أمسكت ديليا بيد كاليوس و نزلت السلالم برفق. و عندما رفعت رأسها ، وقعت عيناها على كبير الخدم الذي كان يبتسم لها بودّ.
“هل كنتِ بخير طوال هذه المدة ، سيدتي؟”
“…مرّ وقت طويل ، أليس كذلك؟”
حين تذكّرت اليوم الذي هربت فيه من القصر ، و تحديدًا مساعدته السرّية لها ، شعرت بغصّة في حلقها.
و بينما كانت تعبث بأصابعها بخجل ، لاحظ كبير الخدم خاتم الزواج في إصبعها البنصر الأيسر ، فابتسم بفرح.
“لم أتخيل أبدًا أن السيدة ستعود و معها وريث العائلة”
“…نعم ، اسمه آرون”
قدّمت ديليا آرون إلى كبير الخدم.
و حين رأى كم يشبه والده كاليوس من رأسه حتى أخمص قدميه ، بدا عليه التأثر ، ثم انحنى بانحناءة خفيفة نحو آرون قائلاً بابتسامة لطيفة: “أرجو أن تعتني بنا جيدًا من الآن فصاعدًا ، يا سيدي الصغير”
“سيـ … سيدي الصغير؟”
تفاجأ آرون من هذا اللقب الجديد عليه ، لكن سرعان ما تلألأت عيناه.
راح يردّد العبارة و هو في غاية السعادة:
“سيدي الصغير! سيدي الصغير!”
“نعم، آرون هو سيدنا الصغير في هذا القصر”
فتح آرون ذراعيه وهو يبتسم بفخر.
وبينما كانت ديليا تبدو محرَجة قليلًا من حماسه، أشار كبير الخدم مطمئنًا وأخذ الطفل ليدخله إلى القصر.
و بينما كانت ديليا تراقب آرون و هو يبتعد ، أمسك كاليوس بيدها و قال إن هناك مكانًا عليهما الذهاب إليه ، و سرعان ما قادها بخطوات سريعة.
شعرت ديليا بالاستغراب من تصرفه غير المعتاد ، حتى توقف بهدوء في مكان معين.
“… هذا المكان …؟”
لم تستطع ديليا أن تُكمل عبارتها من شدة الدهشة.
فلقد كان المكان الذي أحضرها إليه كاليوس هو حديقة الليلك التي كانا يديرانها معًا في الماضي.
حين رأت ديليا زهور الليلك البنفسجية وقد تفتّحت لاستقبال الربيع، شعرت بوخزة لطيفة في أحد جوانب قلبها.
و بينما كانت تقف شاردة ، رافعةً رأسها دون أن تنبس بكلمة ، اقترب منها كاليوس و فتح فاهه بهدوء:
“بعد أن غادرتِ القصر ، أعدتُ إحياء حديقة الليلك من جديد. لا أعلم إن كانت قد عادت كما كانت من قبل تمامًا ، لكنني بذلتُ قصارى جهدي للاعتناء بها”
“… يا إلهي ، أأنتَ من اعتنى بها؟”
“نعم ، هل يبدو ذلك غريبًا؟”
أصاب ديليا الذهول ، فلم تستطع الرد.
فقد كانت قد دمّرت الحديقة بيديها قبل أن تغادر القصر ، ولم يخطر ببالها أبدًا أن يعود أحد ليُرمّمها كما كانت.
و بينما راحت أناملها ترتجف بخفّة ، جذبها كاليوس إليه برفق و ضمّها من خصرها.
“ما زالت زهور الليلك هي المفضلة لدي. بتلاتها البنفسجية تُشبه عينيكِ تمامًا”
“…”
تسمرت ديليا في مكانها ، فاغرة فمها بدهشة.
لقد كانت تلك الكلمات شبيهة تمامًا بما قاله لها كاليوس ذات يوم ، لدرجة أنها شعرت و كأن قلبها سيتوقف في أية لحظة.
و بينما كانت تعبث بورقة ليلك حملها النسيم إليها ، لم تتمالك نفسها و أجهشت بالبكاء.
“… ديليا؟ لماذا تبكين؟”
فزع كاليوس و أمسك بكتفيها ، و قد ظن أن دموعها بسببه.
بدا عليه الارتباك ، و جسده تجمّد من شدة التوتر.
“لا، لا… فقط، أنا سعيدة جدًا…”
كان كاليوس حين فقد ذاكرته يصرّ دومًا على أنه يكره الزهور. لكن رؤيته الآن ، و قد بادر من تلقاء نفسه بزراعة الليلك ، جعلت دموعها تنهمر دون إرادة.
مسحت ديليا دموعها التي انسابت على وجنتيها ، ثم أسندت رأسها إلى صدر كاليوس ، و قالت بصوت مرتجف تمامًا: “أنا … سعيدة جدًا”
“ديليا …”
“سعيدة إلى درجة أنني خائفة … خائفة من أن ينكسر هذا الشعور الجميل فجأة …”
تفاجأ كاليوس من كلامها ، و ظهر الاضطراب في وجهه.
لكن بعد لحظة قصيرة من الصمت ، اقترب منها برفق … و طبع قبلة ناعمة على شفتيها.
عندما فتحت ديليا شفتيها بدهشة ، لم يتردد كاليوس في تعميق قبلته.
ارتبكت ديليا من المفاجأة و اهتز جسدها ، فسندها من خصرها بلطف ، يواصل تقبيلها بحنان حتى انفصل عنها أخيرًا.
“هل ما زلتِ غير واثقة من مشاعري؟”
“أ-أعني … ليس كذلك تمامًا …”
ابتسم و قال: “إن كنتِ تحتاجين لمزيد من التأكيد، فقولي فقط. لدي المزيد مما أقدّمه”
احمرّ وجه ديليا خجلًا ، و غطّت شفتيها المتورمتين بينما تنظر حولها مرتبكة ، ثم أسندت رأسها إلى صدره و همست:
“لم يكن عليك مفاجأتي بهذه الطريقة …”
“لم يعجبكِ الأمر؟”
“لا، ليس كذلك”
قبلة بعد غياب سنوات ، جعلت قلبها يخفق بشدة.
و بينما كانت تتنفس بهدوء ، مدّ يده ليمررها بلطف في شعرها ، فابتسمت بدفء تحت لمسته المحبّة.
“عزيزي، لنعد إلى الغرفة”
“هل أنتِ متعبة من ركوب العربة؟”
“لا، ليس لهذا السبب تمامًا …”
أدار وجهه إليها، ومن حركات جسدها فهم قصدها، فابتسم بعينين تملؤهما الحنان، ثم طبع قبلة خفيفة على جبينها.
“حسنًا، لنكمل الحديث في الغرفة”
“لم أقصد هذا تمامًا …”
“ربما، لكنني قصدتُه”
مدّ يده نحوها، وبعد لحظة تردد، أمسكت بها.
قد لا يكون أحد يعلم ما الذي يخبئه المستقبل ، لكن شيئًا واحدًا كانت متأكدة منه: ما دام ثمرة حبهما ، آرون ، قد وُلِد ، فلن يكون هناك ما يعجزان عن مواجهته معًا.
<إذا كُنت ترغَب فِي أن تترُكَني ، النهاية>
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
عاشت ايدج على الترجمه كلش حلوه وماقصرتي بالدفع اكدر اعرف اي روايه من رواياتج ناويه تكمليها ترجمه حتى اقراها ( نجي على تعليقي بخصوص الروايه , الروايه للفصل ٨٠ تمام التمام حد ماوكعت من الجرف المعاناه مالتها موصوفه ومسئله الاغتيال والحوادث حلوه كل شي حلو بس تجي الكاتبه تحل كل شي ب٢٠ فصل هذا شي واكف وغبن القصه حقها يعني مسئله الاغتيالات انحلت بطريقه بايخه مقارنه بالشغلات الي صارت وشلون ماتو نبلاء وجانت قضيه جبييره نجي لديليا نعرف تحبينه اوك مابيها مشكله بس فكره لقائين والثالث ترجعين وياه واكفه وره كل المصايب إلى سواها يعني على الأقل تسحله فد ٣٠ فصل بحالهن, ماكو اي دلاله على التوبه غير كم سطر هو نايم جوه اللوحه, سقوط ايزابيلا والحمراء جدا تافه مقارنه بالي سوو , أحداث الروايه من مصايب كلش حلوه بس من وصلت فتره الحساب والعقاب بده التخبيص وضجت لأن انتهت بهالشكل نريد نهايه تساوي المصايب إلى صارت مو تلطيش وبس…….. )
التعليقات لهذا الفصل "الفصل الأخير [النهاية]"
عاشت ايدج على الترجمه كلش حلوه وماقصرتي بالدفع اكدر اعرف اي روايه من رواياتج ناويه تكمليها ترجمه حتى اقراها ( نجي على تعليقي بخصوص الروايه , الروايه للفصل ٨٠ تمام التمام حد ماوكعت من الجرف المعاناه مالتها موصوفه ومسئله الاغتيال والحوادث حلوه كل شي حلو بس تجي الكاتبه تحل كل شي ب٢٠ فصل هذا شي واكف وغبن القصه حقها يعني مسئله الاغتيالات انحلت بطريقه بايخه مقارنه بالشغلات الي صارت وشلون ماتو نبلاء وجانت قضيه جبييره نجي لديليا نعرف تحبينه اوك مابيها مشكله بس فكره لقائين والثالث ترجعين وياه واكفه وره كل المصايب إلى سواها يعني على الأقل تسحله فد ٣٠ فصل بحالهن, ماكو اي دلاله على التوبه غير كم سطر هو نايم جوه اللوحه, سقوط ايزابيلا والحمراء جدا تافه مقارنه بالي سوو , أحداث الروايه من مصايب كلش حلوه بس من وصلت فتره الحساب والعقاب بده التخبيص وضجت لأن انتهت بهالشكل نريد نهايه تساوي المصايب إلى صارت مو تلطيش وبس…….. )