مع كل خطوة ناجحة للانتقام، كانت العلاقة بين سيرا وكايوس تتعمق.
لم يعد مجرد سيد ومعاهد، بل أصبح مستشاراً روحياً مظلماً.
في الليالي الهادئة، كان كايوس يظهر لسيرا في القصر المظلم.
لم يتحدثا دائماً عن الانتقام.
أحياناً كانا يتحدثان عن تاريخ إيثريا القديم، عن أساطير الشياطين، وعن النجوم.
في إحدى الليالي، سألت سيرا كايوس
“أيها الأمير، لماذا اخترتني أنا بالتحديد؟ لابد أن الملايين من الأرواح المعذبة تطلب الانتقام يومياً.”
نظر كايوس إليها، وكان صوته يملأ الغرفة بدفء غريب.
“الشياطين لا يختارون الأرواح المكسورة، يا سيرا. نختار الأرواح التي تقاوم الكسر. أنتِ لم تنهارِي تحت الخيانة، بل حولتها إلى سلاح. وهذا يعطينا، نحن أبناء الظلام، الأمل.”
“الأمل؟ ماذا يعني الأمل بالنسبة للشيطان؟”
“الأمل في أن نجد شيئاً حقيقياً.” قال كايوس، وهو يقترب منها.
“الحب بين البشر هش وسريع الزوال، مبني على الضعف. لكن الروابط المنسوجة بالظلام والانتقام… هي روابط أبدية. عندما تختارينني في النهاية، ستكونين قد اخترتِ قوة لا تتغير.”
في تلك الليلة، حدث شيء مختلف.
لم يكتفِ كايوس بالهمس أو اللمس، لقد قبل سيرا.
كانت القبلة باردة كالثلج في البداية، لكنها سرعان ما تحولت إلى حرارة حارقة، حرارة لم تكن شيطانية، بل كانت مزيجاً من قوته العميقة وروح سيرا التي استجابت للمرة الأولى لشيء ليس انتقاماً.
“أنتِ ملكي، يا سيرا.”
همس كايوس بعد أن ابتعد عنها، وعيناه تلمعان.
“لكنني سأنتظر حتى تختاريني بملء إرادتكِ. لأنني لا أريد الخضوع؛ أريد الولاء المطلق.”
أدركت سيرا في تلك اللحظة حقيقة رهيبة ‘الشيطان يقع في حبي. ‘
لم يكن طلبه للولاء مجرد شرط في العقد؛ لقد كان رغبة حقيقية من كائن خالد يبحث عن شريك لروحه المظلمة.
هذا التعقيد في المشاعر هو ما سيحدد المصير النهائي للعهد.
التعليقات لهذا الفصل " 9"