لم يكن كايوس يظهر بشكل مادي دائمًا؛ بل كان صوته يتردد في عقل سيرا، كأنه جزء من وعيها.
كان هذا هو ظلّها.
انتقلت سيرا إلى بلدة مجاورة، وبدأت العمل كنادلة في حانة متواضعة، لكنها كانت ترصد كل شيء.
كان كايوس يعلمها دروساً قاسية.
السيطرة العاطفية:
“الغضب ضعف. لكن الغضب الموجه هو قوة. لا تشعري بالانتقام، بل نفذيه كحرفة.”
فن الإدراك:
“انظري إلى عيونهم. الضعف ليس في ما يقولونه، بل في ما يخفونه. الجميع لديهم أسرار، وسركِ يكمن في اكتشاف أسرارهم.”
سحر الظل الخفي
كان هذا أصعب درس. لم يكن سحراً لإلقاء الكرات النارية، بل كان سحراً للتأثير على المحيط.
“لتجعليهم يرونكِ جذابة، أنتِ لا تحتاجين إلى تعويذة؛ أنتِ تحتاجين إلى تغيير طفيف في إدراكهم للواقع. اجعليهم يرون ما تريدين أن يروه.”
كان التدريب قاسياً، وكانت سيرا تتفوق فيه.
كانت تتعلم كيف تستخدم جمالها الجديد كأداة، وكيف تستخدم ذكاءها لتفكيك الرجال والنساء على حد سواء.
خلال هذه الفترة، بدأ شيء غريب يحدث. كانت سيرا تشعر بـلمحات من الإنسانية تتسلل إلى كايوس.
في إحدى الليالي، بينما كانت سيرا تبكي بصمت على ذكرى والدتها التي بالكاد تتذكرها ، لم يعطها كايوس درساً في السيطرة.
بدلاً من ذلك، شعرت سيرا بحرارة خفيفة على خدها، كأن شيئاً يمسح دمعتها.
“لماذا تبكين؟” سأل كايوس، وصوته كان أقل حدة.
“أنا… أفتقد الذكريات الجيدة. الانتقام لا يشبع تلك الوحدة.” أجابت سيرا بصدق.
رد كايوس ببطء
“الوحدة هي الثمن الذي يدفعه الأقوياء. لكن… لا بأس أن تتذكري الضعف، يا سيرا. إنه الوقود الذي يحرق الجسر خلفكِ.”
كانت هذه هي المرة الأولى التي يعطيها فيها كايوس أي شيء يشبه العاطفة بدلاً من التعليمات.
بدأ كايوس يرى في سيرا ليس فقط مجرد روح قوية، بل روح متحدية يمكن أن تكون شريكة حقيقية، لا خادمة.
مرّ عامان سريعًا. أصبحت سيرا امرأة مختلفة. لم تعد جميلة فحسب؛ بل أصبحت ساحرة بشكل لا يقاوم.
كانت عيناها الخضراوان تحملان الآن بريقاً يسيطر على كل من ينظر إليهما.
في الليلة الأخيرة من العهد، ظهر كايوس أمامها مرة أخرى بهيئته الكاملة في نفس غابة ويسبيرن.
“لقد نجحتِ، يا سيرا. لقد أصبحتِ آلة الانتقام التي وعدتكِ بها. الآن، حان الوقت لتعودي. العهد يبدأ اليوم.”قال كايوس.
“ما هي المهمة الأولى؟” سألت سيرا، وقد اشتعلت عيناها.
“العودة إلى قلعة إيفروود ليست مجرد عودة؛ إنها غزو. ستعودين تحت اسم جديد، وبثروة جديدة، لتقتربي من عائلتكِ. مهمتكِ الأولى، هي أن تأخذي منهم ريكاردو مرة أخرى، هذه المرة ليس كخطيب، بل كـ دمية تدمرينها أمام عيني إيفلين.”
التعليقات لهذا الفصل " 5"