“أنا سيرا، ابنة الكونت ديميتريوس الملعونة! لقد خانني خطيبي، وساعدت عائلتي في خيانتي. لقد طُردتُ وشُوهتُ كرامتي! أريد انتقاماً! انتقاماً ينسيهم جميعاً كيف يتنفسون! أريد أن أراهم ينهارون تحت وطأة العار والفقر! سأدفع أي ثمن! أي ثمن تطلبه قواكم!”
في تلك اللحظة، تحركت الغابة.
لم يكن تحركاً مادياً، بل كان تجسيداً للظلام.
شعرت بالبرد يلف جسدها، ثم ارتفعت درجة الحرارة فجأة إلى مستوى حارق.
ومن خلف الصخور، بدأت تتشكل سحابة من الدخان الأسود الكثيف الذي لم يكن له مصدر. الدخان تجسد ببطء ليأخذ شكلاً بشرياً، أو بالأحرى، شكلاً شبه بشري.
خرج من الظلام كيان طويل القامة، نحيل، يرتدي ملابس سوداء من العصور الغابرة.
لم يكن وجهه شيطانياً بالمعنى التقليدي، بل كان شديد الجمال، بملامح نحتتها القسوة والغطرسة.
كان شعره الأسود ينسدل على كتفيه، وعيناه… عيناه كانتا النقطة الأشد رعباً.
كانت عيناه بلون الليل النجمي المظلم، تحملان عمقاً هائلاً ومعرفة أبديّة بكل ما هو مظلم وخفي.
كانت هذه هيئة كايوس، أمير الظلام الذي استجاب لنداء سيرا.
“يا له من نداء قوي، يا سيرا ابنة ديميتريوس.”
رنّ صوته في الهواء، صوتاً عميقاً وبارداً ككهف جليدي.
“لقد قطعتِ رحلة طويلة لتبحثي عني. قليلون هم من يملكون الجرأة على طلب خدماتي بهذه الصراحة.”
التعليقات لهذا الفصل " 3"