Chapters
Comments
- 3 - غابة ويسبيرن ونداء الظلام منذ 7 ساعات
- 2 - مجلس العائلة وقرار القسوة منذ 17 ساعة
- 1 - حجر الزاوية المكسور منذ يوم واحد
عرض المزيد
في صباح اليوم التالي، بينما كانت الشمس تشرق على قلعة إيفروود وكأن شيئاً لم يحدث، كانت سيرا تستعد لمواجهة.
لم ترتدِ ملابس الحداد، بل اختارت فستاناً داكناً يبرز بياض وجهها وعينيها الخضراوين الحادتين.
في قاعة الطعام الكبيرة، اجتمعت العائلة لتناول إفطارهم المعتاد الكونت ديميتريوس، بملامحه الحجرية وشاربه الرمادي؛ الكونتيسة فاليريا، بسلطتها الباردة؛ وإيفلين، التي كانت تتألق بـ براءة انتصارها.
كان ريكاردو يجلس بهدوء، يراقب سيرا بتوتر طفيف، كأنه يتوقع صراخاً أو دمعة.
لكن سيرا لم تفعل أي من ذلك.
وضعت سيرا وشاح الحرير الذي كانت تخيطه على الطاولة أمام ريكاردو.
ثم سحبت خاتم الخطوبة الفضي من إصبعها ووضعته داخل الوشاح.
“ري… البارون ريكاردو،”
بدأ الكونت ديميتريوس، منزعجاً من هذا المشهد العلني.
“ما هذا الهراء؟”
نظرت سيرا مباشرة إلى ريكاردو، وعيناها كانتا كجمر مشتعل.
“هذا هو خاتمك، أيها البارون. وأنا أعيد إليك كل ما يربطني بك. أنا أفسخ الخطوبة.”
ارتبك ريكاردو للحظة. كان يتوقع منها أن تنهار، لا أن تتخذ قراراً جريئاً كهذا.
تدخلت إيفلين بتمثيل متقن.
“أوه، سيرا، لماذا؟ هل جننتِ؟ ريكاردو فارس نبيل، لا يمكنكِ…”
قاطعتها سيرا بهدوء مرعب، ونظرت إليها نظرة جعلت الابتسامة تختفي من وجه إيفلين.
“أختي الحبيبة، لا تقلقي على مصيري. فبما أنكِ قد بذلتِ الكثير من الجهد في الرقص على جثتي، فلا يجب أن يُهدر عملكِ. خذي ريكاردو، فأنا أقدمه لكِ بكل سرور، هدية.”
الآن، كان على الكونت ديميتريوس أن يتدخل للدفاع عن شرف العائلة ومصالحه.
“يكفي يا سيرا! ماذا تعنين بهذا الهراء؟”
صرخ الكونت، وهو يضرب بقبضته على الطاولة.
“أنتِ مجرد فتاة غير شرعية، وليس لكِ الحق في اتخاذ قرار كهذا. من أمركِ بفعل هذا؟”
ردت سيرا بهدوء قاطع
“لقد أمرني شرفي، يا كونت. وهو ما يبدو أنه اختفى من هذه العائلة منذ زمن طويل. أنا أعلم كل شيء. أنا أعرف خيانة ريكاردو، وأعلم أن إيفلين كانت تستغل ضعفي، والأهم… أعلم أنكما، يا كونت ويا كونتيسة، قد ساعدتما في نسج هذه المؤامرة لتدميري وطردي من القلعة بشرف رخيص!”
صمتت القاعة صمتاً مرعباً. لقد كشفت سيرا السر العائلي بجرأة لم يسبق لها مثيل.
وقف الكونت ديميتريوس، ووجهه محتقن بالغضب.
“أنتِ فتاة لئيمة لا تعرفين قدركِ. صحيح أنكِ لستِ وريثة، وصحيح أن هذا الزواج كان سيحميكِ من التشرد، لكن بما أنكِ اخترتِ الإهانة العلنية، فلتتحملي العواقب. اخرجي من هذه القلعة. لن أسمح لوصمة العار أن تتنفس الهواء الذي يتنفسه دمي الشرعي!”
ابتسمت سيرا ابتسامة باردة.
“هذا ما كنتُ أنتظره، يا كونت. لا تقلق، لن أعود أبداً. لكن تذكروا هذا اليوم. تذكروا وجه ابنتكم التي طردتموها. سأعود، ولن أعود لآخذ مكاني، بل لآخذ كل شيء منكم.”
غادرت سيرا القاعة، تاركة خلفها العائلة في حالة من الفوضى المربكة.
لم تكن تملك سوى حقيبة صغيرة، وبعض العملات الفضية، و وعد مظلم بالانتقام يحترق في عينيها.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 2"