“لا يجبُ على الضيوف الرفض، يا سيّد لوك. وهَذا الحليب هو طعم نجاحي.”
“نجاح… ماذا؟”
يبدو أنّه لَمْ يفهم كيف يُمكن ربط زجاجة حليب بمعنى النجاح، لكنّني لم أكُن أبحث عن فهمه، لذَلك هززتُ كتفيّ بلا مبالاة.
ثمّ تبعني إلى داخل المنزل. وفجأةً، جسده الكبير تمايل كما لو كان سيسقط.
“أوه!”
“هاه؟ ما بكَ؟”
أمسكتُ بزجاجة الحليب قبل أنْ تسقط على الأرض. كان ممسكًا بإطار الباب ويتنفّس بصعوبةٍ، ووجهه أصبح شاحبًا فجأة.
‘هل يُعاني مِن مرضٍ مُزمن؟!’
إنْ ساءت الأمور، فسأضطرّ إلى دعم هَذا الجسد الضخم وأخذه إلى الطبيب. لكن هل سأستطيع فعل ذَلك؟
تداعَت في رأسي الكثير مِن الأفكار، وأمسكتُ بكتفه المُرتجف. ثمّ نظر إليّ بعينَيه الزرقاوَين كالياقوت وقال بصوتٍ متقطّع:
“لا بأس، أنا بخير. ولكن، ما خططكِ لليوم؟”
ما هَذا السؤال الذي لا يُناسب الوضع على الإطلاق؟
أجبتُه بشكلٍ غريزي وأنا أضغط على جبينهِ المتعرّق بطرف كمّي:
“لا شيء مميز. أنهيتُ تحرير عدد الصحيفة الأسبوعية بالأمس. لكن، أليس عليكَ أنْ ترى الطبيب الآن؟ هل تُريد أنْ ادعمك؟”
“في هَذهِ الحالة، أستأذن.”
“هاه؟”
قبل أنْ أفهم ما يقصده، استعاد أنفاسه وحملني بين ذراعيهِ فجأة.
صرختُ بخفّةٍ وأنا أُحيط عنقهُ بذراعيّ، إذ لم أكُن أتوقّع أنْ أُحتَضَن بأسلوب أميرات القصص على يد مريض!
“كنتُ مستعدًا، لكن…”
ما الذي استعددتُ له أصلًا؟ لَمْ أستطع أنْ أسأله، لأنّني كنتُ مشغولة بالخوف مِن أنْ يُفلتني.
وعندما خرجنا، كان على جانب الطريق عربةٌ تحمل شعار عائلة دوق لوك.
وقف السائق مذهولًا، وأشار إليهِ بإصبعه، ثمّ سارع إلى فتح باب العربة.
أجلسني سيروليان في الداخل ثمّ صعد وجلس في المقعد المُقابل. فتح النافذة وأعطى تعليمات للسائق:
“إلى المكان الذي ذكرتُه سابقًا.”
“أجل.”
هل كان قد حدّد وجهتنا سلفًا؟ تحرّكت العربة بلا تردّد.
كنتُ لا أزال بملابس النوم، ولَمْ أغسل وجهي جيّدًا، والآن أنا داخل العربة في هَذا الوضع؟
سألتُه بدهشةٍ وأنا أُحاول استيعاب ما يحدُث.
“إلى أين نحن ذاهبون؟ إنْ كنتَ ستُقابل الطبيب، فلا بأس بتركي هنا.”
مرّر يده خلال شعرهِ المبعثر مِن تأثير احتضانه لي، ثمّ تمتم بصوتٍ خفيف وهو يعضّ على شفتيه.
“سيُجنّ جنوني.”
ما الأمر؟ ما الذي يُزعجكَ إلى هَذهِ الدرجة؟ أخبرني بدلًا مِن أنْ تُبقِي الأمر لنفسك!
اقتربتُ منه قليلًا وأصغيتُ إليه. لكن بدلًا مِن الإجابة التي توقّعتُها، قال بنبرةٍ جافّة ومهنيّة:
“سأرتّب لقاءً مع سموّه الأسبوع المقبل.”
“الأسبوع المقبل؟!”
كنتُ أظنّ أنَّ الحديث سيأخذ منحًى مثيرًا، فإذا بهِ يُفاجئني بلقاءٍ رسميّ؟ دوق لوك؟!
“أليس هَذا سريعًا جدًّا؟”
لقد حصلنا للتوّ على الموافقة على الزواج، والآن يريد مني أنْ أقابل والد العريس في الأسبوع القادم؟
‘نحن لَمْ نتّفق حتّى بعد! لم نُحدّد كيف سنعيش كزوجين بالعقد، ولا مدّة العقد ولا أيِّ شيء!’
كان لديّ الكثير مِن الأمور التي أريد قولها، لكنّها كانت كثيرةً جدًّا لدرجة أنّني لَمْ أستطع النطق بأيٍّ منها.
بينما كنتُ أفتح فمي بلا صوت، مدّ سيروليان يدهُ ولفّ الشال المعلّق على الكرسي حول كتفيّ.
“إذًا لنذهب أوّلًا.”
إلى أين؟
بدأتُ أدرك للتوّ… أنَّ هَذا الرجل لا يقول سوى ما يُريد قوله فقط!
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 4"