لأنّني كنتُ أكتب عن أمرٍ عايشتهُ بنفسي، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لكتابة المقال.
كاليما، وهي تُطالع مسودّتي الأولى، احمرّ وجهُها حُمرةً شديدة.
“واو، سيّدتي عبقريّة! كيف يُمكن أن يكون الأمر مثيرًا إلى هذا الحد؟ إذا قرأ المرء هذا فقط، فسيبدو سيروليان لوك أعظم عاشقٍ في القرن! لم يُمزَج بكلمة كذب واحدة، فكيف انتهى بكِ الأمر إلى هذا الاستنتاج؟”
“آآآه! لا تقرئيه أمام الشخص المعنيّ بالأمر!”
أنا لم أكتب ولو ذرّةً من الكذب. لقد تزوّج من امرأةّ من عامّة الشعب، وفوق ذلك قدّم لها الياقوتة الصفراء التي كان الدوق قد سلّمه إيّاها ذات يوم قائلًا: “أعطِها للمرأة التي ترغبُ في الزواج منها حقًّا”. كما كتبتُ أنّه طلب من الدوق أن يستقبلني بنفسه، والدوق لم يرفض.
‘ثمّ إنّ دوقة لوك انسحبت بحجّة أنّها متعبة.’
أنا لم أنسَ أن أُدرج تلك الجملة السلبية الصغيرة أيضًا. قرُبّ جملة أو جملتين سلبيتين إذا تراكمت، فعندما يقع حدثٌ سيّئ، لا يشكّ الناس بل يتقبّلونه كأمرٍ طبيعي.
‘تلك هي قوّة القلم.’
لكنّ قراءة هذا المقال بصوتٍ عالٍ أمامي أمرٌ آخر تمامًا.
“اقرئيه لاحقًا في الصحيفة. لا أمامي.”
“إنّها موهبةٌ إلهيّة! يجب أن يُمجّدكِ الجميع!”
وبينما كنتُ أنا وكاليما نتجادل، طرق سيروليان بأطراف أصابعه على الباب وقال:
“هل لم تنتهيا بعد؟”
“سأُجهّز نفسي الآن!”
أسرعتُ فأدخلتُ المسودّة في ظرفٍ ورقي.
ارتديتُ ثوبًا بسيطًا للخروج، وربطتُ شعري في ضفيرةٍ سميكة واحدة. أتممتُ مساحيق التجميل الخفيفة على عجل وخرجت، فمدّ سيروليان يده كما لو كان أمرًا بديهيًّا.
“فلنذهب إذن؟”
لا يهم كم مرّة يحدث ذلك، لم أعتد بعد على هذا الإتيكيت المهذّب. وضعتُ يدي بخجلٍ فوق راحة يده، فحدّقت كاليما بعينيها الدائريتين وسألت:
“لكن يا سيّدي القائد، هل يصحّ أن تخرج في موعدٍ هكذا؟ سمعتُ أنّ لوار ظهر في الحيّ الرابع عشر البارحة…….”
وبما أنّ الأمر أثار فضولي، نظرتُ إليه أنا أيضًا. فأجاب سيروليان بنبرةٍ هادئة:
“لقد تدخّل جلالتُه البارحة.”
بدا أنّها جملةٌ عابرة، لكن ما إن سمعت كاليما الجواب حتى قفزت متحمّسةً بحماسةٍ عارمة.
“ماذا؟ جلالتُه بنفسه؟! لم يعُد يخرج إلى الخطوط الأماميّة مؤخرًا! آه يا إلهي، لا بُدّ أنّه كان بديعًا آسرًا! آه لو كنتُ هناك بنفسي!”
ما الذي تقوله الآن؟ وبينما كنتُ أحدّق حائرةً، أمسكت كاليما يدي فجأة وضغطت عليها بحرارة. احمرّ وجهها كلّه وصاحت من شدّة الانفعال.
“إنّ جلالتُه وهو يُقاتل لوار هو أروع مشهدٍ في العالم! لو حضرتِ لرأيتِ بنفسكِ ولن تتمكّني إلّا أن تتحمّسي كما أفعل الآن!”
لكن لا يُسمح مطلقًا بتغطية أخبار لوار، لذا لم يكن بوسعي رؤية مشاهد القتال أصلًا.
‘لو كان بوسعي أن أراه!’
وبينما كانت تهزّ يدي بقوّة حتى شعرتُ أن رأسي يهتزّ معها، فكّرت أنّها الآن متحمّسةٌ بما يكفي للإجابة بلا تحفظ.
فانتهزتُ الفرصة وسألت بخفوت.
“يبدو أنّ دوق لوك أيضًا صيّادٌ قويّ للوار. لكن بما أنّه في عُمرٍ متقدّم، لا بُدّ أنّه يجد صعوبةً في القتال المباشر. أنا لا أعرف ماهيّة اللوار تحديدًا، لكن أهو وحشٌ كالذئاب يهاجم بأسنانه مثلًا؟”
كاليما فردت كتفيها بفخرٍ وقالت:
“بالطبع! لوار مخلوقاتٌ شيطانيّة تتطفّل على البشر، لذلك لا يستطيع مواجهتها إلّا أشخاصٌ بعينهم. فقط أولئك الباردو القلب، الخالون من الدم والدموع. مثل القائد!”
مخلوقاتٌ شيطانيّة تتطفّل على البشر.
حفرتُ كلمات كاليما في ذهني وانتظرتُ أن تُكمل، لكن سيروليان قاطعها فجأة.
“يكفي.”
ثمّ جذبني بخفّةٍ إلى جانبه، وكأنّه يُريد ألّا أسمع المزيد.
لكن ما أثار اهتمامي حقًّا كان كلام كاليما. ففتحتُ عينيّ وسألتها:
“أحقًّا ما تقولين؟ لا يستطيع قتالهم إلّا أشخاصٌ مُعيّنون؟”
“طبعًا. ولهذا السبب بالتحديد أصبح القائد وريث دوقيّة لوك!”
“توقّفي!”
وبينما كانت قصّة كاليما تصبح أكثر إثارة، قاطعها سيروليان بصوتٍ عالٍ.
منذ متى صار زفافي ‘زفاف القرن’؟ ألم يكن الأمر مجرّد عقد خطوبة لم نعلم إن كان سيُجاز أصلًا؟
‘إنّه جميلٌ. فخم جدًّا.’
حتى من مجرّد الرسمة شعرتُ أنّه سيكون مبهرًا.
لكن المشكلة:
“……هل هو ممكنٌ حقًّا؟”
فكلّما كان التصميم أفخم، طال وقت إنجازه!
‘ثمّ إنّها أشارت إلى تطريز لامع على الذيل، هل تُخطّط لوضع أحجار كريمة؟ كلّها أعمالٌ يدوية قطعةً قطعة.’
لا أستطيع حتّى أن أتصوّر كم سيستغرق إنجازه. نظرتُ إلى المصممة بوجهٍ شاحب، لكنّها ضربت صدرها بثقةٍ وقالت:
“إنّه زفاف دوقيّة لوك، لا بُدّ من إنجازه!”
“……عذرًا، لكن لِمَ لا تضعين هذا العزم جانبًا قليلًا؟”
فجأة، تداخل صوتٌ غريب في حديثنا.
رفعتُ رأسي أنا والمُصممة معًا، وإذا بامرأةٍ ذات شعرٍ ذهبي لامع مرفوع، ترتدي فستانًا كريميًّا أنيقًا، تدخل بخطواتٍ واثقة.
إنّها دوقة لوك.
كانت تجعّد حاجبيها الناعمين في حرج، لكن مَن لم تتردّد في إلقاء الكلمات القاسية كانت السيّدة النبيلة التي تسير إلى جانبها مثل ظلّها: زوجة البارون سايجي.
“حتى لو كنتِ ترين حماتكِ صعبة المراس، هل ترَين أنّ من اللائق أن تُقيمِي الزفاف هكذا دون كلمةٍ واحدة تستأذنين فيها؟”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
حسابي ✿《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 23"