وضع الكاهن الحقيبة المستطيلة الصلبة المصنوعة من جلدٍ فخم ومرصعة بالذهب على الطاولة الصغيرة، ثم بدأ يرنّم تعويذة بصوتٍ منخفض.

 

 

 

فحدث صوت “دلق”، وانفتحت القفل تلقائيًا، وارتفعت غطاء الحقيبة.

 

 

 

‘واو! هذا سحر!’

 

 

 

انفتحت عينا لور على مصراعيها أمام المشهد الغريب الذي تراه لأول مرة.

 

 

 

‘أريد أن أريه لأمي وجدّي أيضًا!’

 

 

 

لكن الجو المحيط كان رسميًا جدًا، فلم تستطع لور أن تظهر فرحتها بصراحة، فقفزت قدماها عدة مرات فقط على السجادة.

 

 

 

داخل الحقيبة وُضع صندوق صغير بحجم خاتم تقريبًا.

 

 

 

أخرج الكاهن الصندوق بعناية فائقة.

 

 

 

كان غطاء الصندوق مطبوعًا برمز المعبد.

 

 

 

“نظرًا لأن رمز المعبد مطبوع هنا، فهذا يعني أنه أثر مقدس من المعبد.”

 

 

 

قال هايغنز عند رؤية الصندوق الذي أخرجه الكاهن:

 

 

 

“صحيح! إنه أثر مقدس تم التحقق منه. جلبته مباشرة بعد تلقي الاتصال.”

 

 

 

فتح الكاهن الصندوق، فظهر خاتم لامع بداخله.

 

 

 

“أولًا، يجب أن يرتدي صاحب السمو دوق أتيليون هذا الخاتم، وبعدها من سيخضع لفحص النسب سيرتديه.

 

يجب أن ترتديه الآنسة. إذا ظل الحجر الشفاف في وسط الخاتم شفافًا، فهذا يعني أنها من نسل العائلة، وإذا تغير لونه فهذا يعني أنها ليست من نسل العائلة.”

 

 

 

وأشار الكاهن إلى الخاتم موضحًا، ثم انحنى وسلمه للصندوق كاملاً إلى الدوق أتيليون.

 

 

 

ارتدى الدوق أتيليون الخاتم أولًا، وبعد قليل، أخرجه وسلمه للور.

 

 

 

“هل يجب أن ترتدي لور الخاتم الآن؟”

 

 

 

سألت لور بعينين متألقتين، فأومأ الكاهن برفق.

 

 

 

“نعم.”

 

 

 

ابتسمت لور وهي تنظر إلى الخاتم، ثم لاحظت مشكلة كبيرة.

 

 

 

“الخاتم كبير على يدي!”

 

 

 

الخاتم الذي يناسب يد رجل بالغ مثل أتيليون، لم يكن من الممكن لطفلة خمس سنوات مثل لور أن ترتديه بشكل صحيح.

 

 

 

لو ارتدته هكذا، سيدور على إصبعها ويخرج بسهولة.

 

 

 

والغرفة واسعة جدًا، فإذا تدحرج الخاتم فقد لا يستطيعون إيجاده! ماذا لو فُقد هذا الخاتم الثمين؟

 

 

 

ضحك الكاهن وقال:

 

 

 

“هذا الخاتم أثر مقدس، لذا يتغير حجمه تلقائيًا ليتناسب مع إصبع من يرتديه.”

 

 

 

اتسعت عينا لور بدهشة.

 

 

 

‘واو، هذا مدهش!’

 

 

 

خاتم يتغير حجمه!

 

 

 

لم تفهم لور معنى الأثر المقدس، لكنها فهمت جيدًا أن الخاتم يتغير حجمه.

 

 

 

وبينما كانت لور تحدق بالخاتم متألقة، ظهر كتاب ذهبي بجانبها فجأة، لكن بدا أن لا أحد في الغرفة يراه سوى لور.

 

 

 

[لور، هذا الخاتم…]

 

 

 

ظهرت كلمات في الكتاب، وعندما قرأتها لور، اتسعت عيناها.

 

 

 

“عذرًا.”

 

 

 

وفي تلك اللحظة، استغل الكاهن لحظة تردد لور وأدخل الخاتم في إصبعها.

 

 

 

فلمع الخاتم، وضاق تلقائيًا ليناسب إصبع لور.

 

 

 

ثم تغير الحجر الشفاف في الخاتم إلى اللون الأسود في لحظة.

 

 

 

عمّ صمت تام.

 

 

 

لقد تغير لون الحجر، وكانت المعاني واضحة جدًا.

 

 

 

نظر الكاهن بحذر إلى الدوق أتيليون وأعلن:

 

 

 

“…هذه الطفلة ليست من نسل صاحب السمو.”

 

 

 

وفي لحظة تحول الحجر إلى الأسود، حبس الحضور أنفاسهم جميعًا.

 

 

 

لم يستطيعوا الكلام، وتراجعوا مرتبكين وهم يطلقون تعليقات قصيرة.

 

 

 

“انظروا، كما توقعت…!”

 

 

 

“كيف…؟ كيف يجرؤ أحد على ادعاء أنه من نسل صاحب السمو…!”

 

 

 

تتطاير نظراتهم بين أتيليون ولور بقلق، لكنهم لم يجرؤوا على الاقتراب.

 

 

 

وفي تلك الأثناء، انفجر هايغنز غاضبًا تجاه لور.

 

 

 

“ما هذا الفعل؟ كيف تجرؤين على خداع الدوق؟ حتى لو كنت طفلة، هذا الفعل لا يُغتفر!”

 

 

 

قال هايغنز بصوت غاضب، واحمرّت وجهه من شدة الغضب.

 

 

 

رأى الجميع مدى حرص أتيليون في البحث عن إيلين، فلم يستطع هايغنز أن يتحمل محاولته خداعه.

 

 

 

“كفى.”

 

 

 

حينها، قال أتيليون بصوت هادئ.

 

 

 

كانت كلمة واحدة كافية لتهدئة الضجيج في الغرفة. صمت هايغنز.

 

 

 

عمّ الصمت الغرفة، وفي تلك اللحظة رفعت لور يدها الصغيرة.

 

 

 

“ما معنى ‘النسب’؟”

 

 

 

صوتها البريء كان دافئًا، لكن الجو المحيط تجمد فجأة.

 

 

 

ماذا قالت؟ تساءلت عن معنى النسب؟

 

 

 

توجهت النظرات الحادة نحو لور.

 

 

 

لكنها كانت فقط تحدق بعيون كبيرة وتتنقل بنظراتها حول الغرفة.

 

 

 

‘لماذا يغضب الكبار عندما يقولون “النسب”؟ لم أتعلم هذه الكلمة بعد… كلمات الكبار صعبة….’

 

 

 

نظرت لور إلى أتيليون بعينيها البريئتين.

 

 

 

‘أبي دوق أتيليون، لذلك يعرف كل شيء!’

 

 

 

تألقت عيناها بالثقة، ملؤها إيمانها بأتيليون.

 

 

 

“هاه!”

 

 

 

ضحك هايغنز ساخرًا، ليس من الفرح بل من الغضب.

 

 

 

لقد زعم الكثيرون أنهم يعرفون مكان إيلين، لكن لم يكن يتوقع أن يتم استغلال طفلة صغيرة في هذا الاحتيال.

 

 

 

لو لم يكن هناك توجيه من أتيليون، لكان هايغنز قد دفع الطفلة بعيدًا بنفسه.

 

 

 

حينها التقت عينا أتيليون بعيني لور وقال:

 

 

 

“عدم كونك من نسل العائلة يعني أنك لست ابنتي. هذا يعني أنك كذبتِ.”

 

 

 

“أوه… فهمت.”

 

 

 

أومأت لور برأسها وفتح عيناها على مصراعيه.

 

 

 

حقًا، أبي رائع، يعرف كل شيء بدقة.

 

 

 

لكن…

 

 

 

قطبت لور وجهها، ثم رفعت رأسها، ابتسمت لأتيليون وقالت:

 

 

 

“لكن، أنا ابنتك بالفعل!”

 

 

 

وقفت بثقة وصدّرها منتفخًا.

 

 

 

في النهاية، لم يستطع هايغنز الصمت أكثر فتدخل.

 

 

 

“يا صاحب السمو، لا حاجة لسماع المزيد. يجب أن نتعامل مع هذه الطفلة فورًا…”

 

 

 

“ولماذا تعتقد ذلك؟”

 

 

 

قطع أتيليون كلام هايغنز وسأل لور:

 

 

 

“ولماذا تعتقدين ذلك؟”

 

 

 

“لأن هذا الخاتم… لقد استخدم بطريقة خاطئة!”

 

 

 

هزت لور يدها المزينة بالخاتم بحماس، ورفرف الكتاب بجانبها وكأنه يقول “عمل رائع!”

 

 

 

ظهرت حروف ذهبية متلألئة على الصفحات المتحركة.

 

 

 

غمزت لور للكتاب، وكان غمزها يبدو فقط كإغلاق وفتح عينيها أمام الكبار.

 

 

 

احمرّ وجه الكاهن، وهو يراقب أتيليون، لكنه رفع صوته مستاءً.

 

 

 

“هذا الخاتم أثر مقدس موثق من المعبد. هل تعني أن المعبد أخطأ؟”

 

 

 

كان قول إن الخاتم خاطئ إهانة للمعبد أيضًا.

 

 

 

رفع الرجل صوته بقوة، لكن لور لم تخف، بل وضعت يديها على خصرها وردّت بشجاعة:

 

 

 

“ليس المعبد، بل الكاهن أخطأ! لقد فتح الصندوق بالعكس!”

 

 

 

رفعت لور حاجبيها وأمعنت النظر في الكاهن بعينيها الخضراوين، متحديةً.

 

 

 

‘الكتاب، لقد فعلتُ ذلك جيدًا!’

 

 

 

الكتاب أظهر للور الخطأ الذي ارتكبه الكاهن.

 

 

 

[لور، فتح الكاهن صندوق الخاتم بالعكس. يجب أن يكون الطرف المدبب لرمز المعبد للأسفل عند فتح الصندوق! لكنه فتحه والطرف المدبب للأعلى.]

 

 

 

كانت شرحًا واضحًا وبسيطًا يستطيع الطفل فهمه.

 

 

 

لم تتذكر لور كل ما قاله الكتاب، لكنها كررت الجملة الأولى بثقة.

 

 

 

كان المعبد معروفًا برموزه الفريدة ومعانيها المقدسة.

 

 

 

الرمز يحتوي على دائرة كبيرة في الوسط وعدة مثلثات صغيرة في الأسفل.

 

 

 

الدائرة ترمز لمصدر الحياة والقوة المقدسة، والمثلثات المتجهة للأسفل ترمز لبركات الأرض.

 

 

لذلك، يجب أن تكون المثلثات في الرمز موجهة للأسفل حتى يعمل الطقس المقدس بشكل صحيح.

 

 

 

[رمز المعبد… سأشرح التفاصيل لاحقًا، لكن تذكري، لور، يجب أن يكون الرمز في الموضع الصحيح لتعمل القوى المقدسة!]

 

 

 

أوضح الكتاب النقاط الأساسية مُوجزًا معنى الرمز.

 

 

 

[إذا لم يكن الرمز في مكانه الصحيح، فالخاتم ليس أثرًا مقدسًا حقيقيًا!]

 

 

 

إذن…

 

 

 

معرفة هذا كله يعني أن الكاهن ارتكب خطأً كبيرًا عند فتح الصندوق ووضع الرمز، وهذا أمر غريب جدًا!