“الولاء. لأنّ الدوق الأكبر وأنا نُحبُّ بعضنا بعضًا.”
“إنْ كان من الصعب عليكِ التحدّث براحة، فالأفضل أن تتركي كلمة الولاء من المقدّمة.”
“مفهوم. الدوق الاكبر وأنا…”
“بعد تلك الفوضى التي أحدثها عمّي في الحفل، كنتِ أوّل من جاء إليّ في اليوم التالي. أستطيع أن أستشفّ الوضع إلى حدٍّ ما.”
ابتسم فريدريك بخفة، مقاطعًا كلام كلوي.
ألقت كلوي نظرةً سريعة إلى كيرتيس في الأسفل من جديد. غير أنّ نظرة الأمير من على الشرفة لم تفارقها.
أوشك أن يفلت منها تنهيدة. بعد جلالة الملك، ها هو اختبار من العائلة الملكية.
لكن كلوي كانت جندية. مهما بدا كيرتيس والأمير مقرّبين، فإنّ عقدهما يظلّ سرًّا عسكريًّا. ولو سرّبت معلومةً سرّيةً لعامل خارجي بلا صلاحيات بحكمها الشخصي، لانتهت حياتها العسكرية.
“دعينا نكن صريحين. هل تظنين أن عمي من النوع الذي يستطيع أن يشارك السرير مع أيٍ شخص آخر؟”
‘في تلك النقطة أنا موافقة جدًّا… لكن لا أستطيع أن أقولها.’
“بما أنه يُحبّني، فسيفعل ذلك برضا.”
ابتسم الأمير فريدريك بخفة إزاء ردّها الوقح.
“أستطيع أن أتفهّم جيدًا أنّ عمي اتخذ مثل هذا القرار. فحتى أنا، ابنه، أشعر بثقل عقدة النقص القديمة لدى والدي بين الحين والآخر.”
“أشكركَ على ثقتكَ بشخصٍ وضيعٍ مثلي.”
‘يا سموّ الأمير، هل جننت؟ هذه أوّل مرّةٍ نلتقي فيها، وأنت تغتاب جلالة الملك أمامي مباشرة؟’
لكن فريدريك ظلّ محتفظًا بابتسامته.
“لكن الشخص الذي لم أفهمه، هو الآنسة أمبرويز.”
“…..”
“لو نظرنا فقط إلى ما جرى حتى الآن، لكان عمّي هو المستفيد الوحيد.”
“ليس بالضرورة أن يكون كذلك…”
“إذًا هل هذا الزواج مصلحةٌ للآنسة أمبرويز؟ برأيي لا. بدايةً، لقد كرهكِ والدي العظيم كُرهًا شديدًا.”
كان أسلوب الأمير في الحديث عن الملك وقحًا جدًّا.
لكنّ كل من يعرف الأمير فريدريك ولو قليلًا، كان سيتفهّم تمامًا. فمن ينشأ تحت والدَين مخادعين طمّاعين، ويُقارن بالآخرين باستمرار، لا ينتهي به الأمر إلا بأحد طريقين:
إمّا أن يصبح نسخةً مطابقةً لوالدَيه، وإمّا أن يُصبح شخصًا يسخر منهما. وكان الأمير من الفئة الثانية. ولهذا كان مقرّبًا من كيرتيس.
لقد مضى أكثر من عشر سنوات وهو يرى المواجهة المشحونة بين والده وعمّه.
والآن، في الثانية والعشرين من عمره، كان الأمير قادرًا على استنتاج الكثير من نوايا كيرتيس استنادًا إلى هذه الأحداث. لكنّ أمرًا واحدًا كان يُثير قلقه: كلوي أمبرويز.
الأمير أيضًا بحث في سيرة كلوي أمبرويز. ثم نقر بلسانه استهجانًا.
كان الناس يظنون أنّها التحقت بالجيش طمعًا في زواجٍ اجتماعيٍّ أرفع. لكن من منظور وريثٍ للعرش، كان هذا هراءً.
فلو كان هدفها هو الزواج الطبقيّ، لما التحقت بالبحرية أبدًا. والجميع يعلم أنّ من يخرج من البحرية يُعاني عامًا كاملًا من صعوبة الزواج بسبب الخرافات.
لو كان هو في مكانها، شابّةٌ ذات وجهٍ جميل وطولٍ فارع، لألقى بنفسه إلى سوق الزواج في سنٍّ مبكّرة.
أمّا عمر كلوي الحالي فهو ستٌّ وعشرون.
أيُّ طامحٍ للزواج الطبقيّ يضيع ستّ سنواتٍ في الجيش؟
بل إنّها لم تنوِ التقاعد حتى بعد الزواج. لقد طلبت إجازةً لأجل الزواج فقط، ولم تقدّم طلب تقاعد. صحيح أنَّ هناك شرطًا يمنعها من التقاعد ما دامت مساعدةً لكيرتيس، لكنّها كانت حالةً استثنائية، ولو طلبت التقاعد فربّما كان يُسمح لها.
“لقد نظرتُ في الأمر أيضًا، ورأيت أنّه سيكون من الصعب على الدوق الأكبر أن يجد مساعدةً جديدة.”
“أعرف ذلك. لكنّ الدوقة الكبرى عادةً لا تبقى في الجيش لهذا السبب.”
قاطع الأمير كلام كلوي على الفور.
“في النهاية، ذاك الجيش. وإن لم يتقدّم أحدٌ طوعًا، فبإمكانهم أن يختاروا بالقوّة.”
النتيجة واضحة: كانت كلوي أمبرويز تنوي مواصلة حياتها العسكرية. والسبب بديهي، لم يكن هناك من يعيل عائلة أمبرويز سواها.
فالأمير رجّح أنّ لهذا الزواج مقابلًا ما. فالزواج ليس كالمساعد، لا يُفرض بالقوّة. ثمّ تذكّر طلب الدوق استخدام المعبد وهو يمرّ عابرًا قائلاً:
‘لن يتكرر هذا يا فريدريك.’
لن يتكرر؟ من ذا الذي يتحدث عن “تكرر الأمر” في زواجٍ لا يحدث في العمر سوى مرّةٍ واحدة؟ كان هذا يعني أنّ الزواج لن يدوم طويلًا.
زواجٌ قصير الأمد، مع مقابلٍ ما. لا يهمّ ما كانت طبيعة الصفقة، لكنّها كانت واضحة: عملية إنقاذٍ من طرف واحد. أمّا الثمن الذي ستدفعه كلوي أمبرويز فهو سمعةٌ سيئة تطاردها طول حياتها.
امرأةٌ طموحة تقدّمت بنفسها لتكون مساعدة كيرتيس شان بيرك، وتقبل بهذا؟ فما الذي ستجنيه؟
كان خيارًا لم يفهمه الأمير مطلقًا.
صحيح أنّه يعرف أنّ منصب مساعدة الدوق بيرك غير مرغوب، لكنّ من يُكمله يحصل على رصيدٍ عسكريٍّ كبير. أما الزواج من الدوق فسيُدمّر السمعة ويمحو أيّ رصيد.
بل وستظلّ مكروهةً من الملك طوال حياتها.
مستحيلٌ أن تجهل ذلك.
لذلك، كان الأمير فضوليًّا بشأن دوافع كلوي أمبرويز.
“أتساءل عن السبب الذي جعل الآنسة أمبرويز تُضحّي بنفسها وتُنقذ عمّي.”
لكنّ الأمير أغفل أمرًا مهمًّا.
فهو نفسه وُلِدَ حاكمًا، وكان شخصًا عاقلًا. لذا لم يكن ليتقبّل أبدًا أنّ مساعدةً قضت ثلاثة أشهر وهي تسهر مع عمه، تزوّجت فقط كي ترى هذا العمّ يركع.
وطبيعيّ أنّه لا يُمكنها أن تجيبه قائلة:
‘لقد كنتُ مجنونةً قليلًا.’
ابتسمت كلوي بخفّة وأجابت:
“أعتذر، لكنني كنتُ أُعجب بالدوق منذ زمن بعيد.”
امتعضت ملامح الأمير فريدريك قليلًا.
“أظن أني قلتُ فلنكن صريحين يا آنسة أمبرويز.”
“ولهذا أتحدث بصراحة.”
وضعت كلوي راحتَيها على وجنتيها بخجل.
“كنتُ أقرأ دائمًا عن بطولات الدوق بيرك في الصحف، وأحببته في صمت. كان حبًّا من طرف واحد. ولهذا حين ظهر إعلان البحرية عن الحاجة لمساعد للدوق، قلت: هذه فرصتي! وقدّمت طلبًا.”
“…..”
“لم أكن أظنّ أبدًا أنّه سيختارني. كنتُ أنوي الاكتفاء برؤية وجهه يوميًّا عن قرب. لكن ما توقّعتُه أقلّ من أن يقع هو نفسه في حبّي.”
ساد صمتٌ بينهما.
‘هل بدوتُ غريبةً الآن؟’ فكّرت كلوي وهي تحكّ وجنتها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 23"