# الفصل الثاني

 

التقطتُ القط السمين وركضتُ نحو زاوية هادئة في الحديقة حيث لا يرانا أحد.

 

كنتُ أركض دون تفكير، أحاول إيجاد مكان أكثر عزلة—عندما فجأة، خرج شخص من خلف شجرة كبيرة، واصطدمتُ به مباشرة.

 

“آه!”

 

“مياووو!”

 

طار القط وهو يلوح بأقدامه الصغيرة في الهواء، وكنتُ على وشك السقوط على ظهري.

 

في تلك اللحظة القصيرة، كنتُ أفكر هل أحاول كسر السقوط أم أترك نفسي أسقط، عندما شعرتُ فجأة بذراعين تلتقطانني.

 

“هل أنتِ بخير، سيدتي؟”

 

صوت دافئ ولطيف مر بجانب أذني.

 

فتحتُ عينيّ، مشوشة—ورأيتُ رجلًا وسيمًا ينظر إليّ من الأعلى، كأنه خرج مباشرة من أحلامي.

 

كان لديه شعر أسود لامع، حواجب كثيفة، وعينان حمراء عميقتان تحترقان كنار.

 

خط فكه الحاد وجسر أنفه العالي أكملا المظهر.

 

كان لديه ذلك النوع من الوجوه المثالية التي تجعلكِ تتساءلين عن الواقع.

 

من يبدو بهذا الجمال حتى؟

 

ما زال يحملني، ساعدني على الوقوف برفق واعتذر بصوت حلو مثل وجهه.

 

“أنا آسف. لم أكن أنتبه إلى أين أسير. هل أنتِ مصابة؟”

 

“أ-أنا بخير،” تمتمتُ، أحدق به ببلاهة.

 

ساعدني على النهوض بابتسامة ساحرة صغيرة.

 

تلك النظرة الحادة خفت، جعلته يبدو كشاب مشرق وبريء.

 

تلك الابتسامة كانت غير قانونية.

 

بجدية.

 

كاد قلبي يتوقف من تلك الابتسامة، لكنني تمكنتُ بطريقة ما من جمع شتات نفسي.

 

للأسف، لم يكن لدي وقت للإعجاب بجماله المذهل الآن.

 

كان عليّ إيقاف ذلك القط الكابوسي من قول أي شيء مجنون.

 

بينما كنتُ أبحث عن الكرة المشعرة السمينة التي أسقطتُها، تحدث إليّ الوسيم الحلو بلطف.

 

“هل فقدتِ شيئًا؟”

 

“أوه، لا، إنه فقط… القط…”

 

“أوه، القط؟ أعتقد أنه ذهب… همم؟”

 

استدار ليشير لي إلى الاتجاه الذي ركض إليه القط، لكن بدلًا من الأدغال، كان يشير نحو السماء.

 

تبعتُ نظرته، نظرتُ إلى الأعلى—وسقط قلبي.

 

كان هناك، في منتصف السماء الزرقاء الصافية: شيء ضخم ومخيف يصرخ بالأخبار السيئة.

 

أسود وأحمر يدوران كثقب أسود صغير.

 

كنتُ أعرف هذا المشهد جيدًا جدًا.

 

“ما الذي يفعله هذا هنا؟!”

 

بوابة.

 

مدخل إلى عرين مليء بالوحوش.

 

والأسوأ—بدت وكأن انهيار العرين على وشك الحدوث.

 

ساعتان متبقيتان؟ ربما ساعة واحدة فقط؟

 

إذا لم يقضِ أحد على “مالك” العرين، ستنسكب الوحوش إلى العالم.

 

لكن… لماذا توجد بوابة هنا؟

 

أعني، بالتأكيد، قط ناطق كان غريبًا بالفعل، لكن الآن هذا؟

 

كنتُ مشوشة تمامًا ومتجمدة، أحدق في البوابة، عندما بدأت الطاقة فجأة تتصاعد.

 

كان ذلك يعني أن انهيار العرين قد بدأ.

 

ثم، في لمح البصر—جُذبتُ مباشرة إلى البوابة.

 

“انتظر، لا، توقف—!”

 

ظننتُ أنني سأصطدم بالأرض بقوة، لكن على مفاجأتي، هبطتُ بسلاسة.

 

تصحيح: هو هبط بسلاسة—بينما يحملني في ذراعيه.

 

حديقة الربيع الدافئة اختفت.

 

الآن كنا في غابة مظلمة تحت سماء رمادية كئيبة بلا شمس أو قمر أو نجوم.

 

نظر الغريب الوسيم إلى الأعلى وتمتم بعدم تصديق.

 

“…أين نحن؟”

 

دفنتُ وجهي في صدره وغطيتُ عينيّ بيديّ.

 

يا إلهي.

 

لا تقل لي… هل هذا حقًا عرين؟

 

لم أرد أن أصدق—لكن نعم، هذا كان عرينًا 100%.

 

كنتُ أعرف أن شيئًا ما كان خاطئًا عندما ظهر قط ناطق، لكن هذا؟ هذا كثير جدًا.

 

ظننتُ أنني سأعيش أخيرًا حياة هادئة في قصة رومانسية خيالية، والآن هذا؟

 

ما هذه الحياة الفوضوية؟!

 

كنتُ غاضبة جدًا حتى بدأتُ أرتجف، وقال الرجل الحلو بهدوء،

 

“لا تخافي، سيدتي. سأحميكِ.”

 

بجدية، حتى شخصيته كانت حلوة.

 

ابتسم ليطمئنني، ونظرتُ في عينيه، أشعر بهدوء غريب.

 

ثم نزلتُ من ذراعيه ببطء.

 

كان مذهلًا بكل الطرق، لكنه لا يستطيع حمايتي.

 

مهما كان لطيفًا أو وسيمًا، لا يستطيع شخص عادي محاربة وحوش العرين.

 

حتى الجنود المدربون أو الأسلحة عالية التقنية لم تكن تنفع ضد تلك الأشياء.

 

بدأ كل شيء عندما كانت الأرض على وشك الانهيار من نقص الطاقة والكوارث المناخية.

 

حينها بدأت البوابات تظهر في جميع أنحاء العالم.

 

الوحوش—تُسمى “الحيوانات”—بدأت تنسكب من الأعرنة خلف تلك البوابات.

 

عندما كانت البشرية على وشك الانقراض، استيقظ بعض الأشخاص بقوى خاصة—تُسمى “المهارات”.

 

كنتُ واحدة من هؤلاء المستيقظين.

 

نظرتُ إلى الهواء وفكرتُ بصمت، نافذة الحالة.

 

وكما هي العادة، ظهرت نافذة زرقاء أمامي—مرئية فقط للمستيقظين.

 

رأيتُها مرات عديدة جدًا من قبل.

 

《إيرفيت تيتانوا》

 

[الحالة]  

حديقة لانيير D — 99%  

□□■■□■□ □■

 

[المهارات]  

– تعزيز القوة C (سلبي)  

– تعزيز الدفاع C (سلبي)  

– تعزيز بدني B (سلبي)  

– فن السيف A (سلبي)  

– سأصد كل شيء A (فعال)  

– التدمير المتبادل S (فعال)

 

الفرق الوحيد كان اسمي—تغير ليتناسب مع هذا العالم.

 

لكن مهاراتي كانت نفسها كما كانت.

 

كان لدي ست مهارات إجمالًا، بما في ذلك المهارة الفعالة من الرتبة S [التدمير المتبادل].

 

في حياتي القديمة، كنتُ واحدة من اثني عشر مستيقظًا من الرتبة S في كوريا.

 

في البداية، كان ذلك رائعًا. الرتبة S تعني أجرًا على مستوى الحكومة ومعاملة من الدرجة الأولى.

 

لكنني لم أكن أعرف أن “مستيقظ من الرتبة S” كان رمزًا لـ”عبد عرين من الرتبة S”.

 

وماذا لو دفعوا لي الكثير؟

 

كنتُ أنهي تطهير عرين وأنهار في الشارع من الإرهاق،  

فقط لأتلقى مكالمة طارئة وأُجر إلى عرين آخر قبل أن أصل إلى المنزل.

 

ما فائدة المال إذا كنتِ مرهقة جدًا لتنفقيه؟

 

هوايتي الوحيدة كانت قراءة الروايات الإلكترونية، لكنني بالكاد أنهي أيًا منها لأنني كنتُ دائمًا مشغولة جدًا.

 

تمكنتُ فقط من إنهاء روايتي المفضلة، “رومانسية سرية في حديقة الفراشات”، قبل عريني الأخير.

 

كنتُ أظن أن هذا هو السبب في أنني انتهيتُ متجسدة هنا.

 

لكن الآن هناك عرين آخر؟

 

هذه الحياة فاشلة أيضًا. هل أموت الآن؟

 

“…في الواقع، ليست فكرة سيئة.”

 

تمتمتُ بابتسامة ملتوية، وأعطاني الرجل الوسيم الحلو نظرة قلقة.

 

لم يكن يعرف ما يحدث أيضًا، لكنه بدا قلقًا جدًا عليّ.

 

حتى قلقه كان جميلًا.

 

هل أتأكد على الأقل من أن هذا الرجل اللطيف الحلو يبقى على قيد الحياة قبل أن أموت؟

 

حاولتُ جمع شتات نفسي، سألتُ،

 

“أنا بخير. أم… هل يمكنني أن أسأل عن اسمكَ؟”

 

“من فضلكِ، ناديني لاينرس.”

 

بوجه مثل وجهه، كنتُ متأكدة أنه سيكون أحد الشخصيات الرئيسية، لكنني لم أسمع بهذا الاسم من قبل.

 

لا يمكن أن يكون مجرد شخصية خلفية بوجه كهذا.  

 

هل معايير الجمال في هذا العالم معطلة أم ماذا؟

 

جزء مني أراد فعلًا أن يعيش أطول قليلًا ويستكشف هذا العالم.

 

تذكرتُ دروس الآداب من الأسبوع الماضي، رفعتُ تنورتي قليلًا وقدمتُ نفسي.

 

“أنا إيرفيت تيتانوا. من فضلكَ، نادني إيرفيت فقط.”

 

“الشرف لي، إيرفيت.”

 

أجاب لاينرس بابتسامة حلوة كالكريمة المخفوقة.

 

لو لم تكن الخلفية وراء تلك الابتسامة غابة كئيبة وسماء بلون الدم، لكنتُ متحمسة لإضافة هذا الرجل إلى قائمة المزايا الحلوة في حياتي الجديدة.

 

بينما تنهدتُ ونظرتُ إلى السماء الملعونة، ألقى لاينرس نظرة حوله وسأل،

 

“بالمناسبة… هل تعرفين أين نحن؟”

 

“همم… لستُ متأكدة حقًا…”

 

تجنبتُ بإحراج النظر إلى جزء نافذة الحالة التي تقول “حديقة لانيير D”.

 

حدق لاينرس في السماء بوجه جاد، أمال رأسه قليلًا، وسأل مجددًا،

 

“هذه أول مرة لي في العاصمة. هل هذا النوع من الأشياء شائع في أريندل؟”

 

…إذن هو نبيل من الريف.

 

ربما جاء إلى العاصمة في الوقت المناسب لحفل خطوبة ولي العهد وحضر بالصدفة.

 

ثم جُر إلى انهيار عرين.

 

أظن أن الشيء الوحيد الذي كان ينقص هذا الرجل المثالي… هو الحظ.