لا تمتلك أي شيء ثمين.

 

لا تحصل على أي شيء خاص.

 

لا تترك أي أثر يمكن التعرف عليه.

 

كان هذا العنصر يخالف كل قواعده الثلاث، لكن جاك أحب الخنجر كثيرًا. كما كان يعتز بالحرف الأول المنقوش على المقبض..

 

ضحك جاك بطريقة ما على نينا التي كانت تنظر بعيدًا بعينيها الذهبيتين..

 

وكأنها تعرف ما يفكر فيه في داخله.

 

الآن، هو ينتمي إلى مكان ما.

 

والآن هناك من يتذكره.

 

الآن، هناك شخص يقول إنه مميز.

 

كانت هذه الأشياء الثلاثة أشياء لا ينبغي أن يمتلكها، ولكنها ما يحتاجه البشر أيضًا أكثر من أي شيء آخر.

 

“إذن، من فضلكِ اتصلي بي عندما يحين وقت المغادرة. في الوقت الحالي، سأظل بكل فخر ضيفًا في القصر.”

 

“حسنًا.”

 

حيّٓى جاك أدريان وخرج من الباب بفخر. نظرت نينا إلى ظهره ثم نظرت إلى أدريان.

 

“هل أنت غاضب؟”

 

عند سماع صوتها المستفسر، بينما كانت تميل رأسها، فتح أدريان ذراعيه واقترب من نينا ببطء. وبينما كان يقف أمامها، كان على نينا أن ترفع رأسها إلى الخلف قدر الإمكان.

 

“لماذا تعتقدين ذلك؟”

 

“لأنني ذاهبة إلى مكان خطير.”

 

“هل تعتقدين أن أغبياء جزيرة الحجر الأزرق يستطيعون لمس إصبع واحد فقط من أصابعكِ؟”

 

مد أدريان يده وسحب خصلة من شعرها. انفكت ضفيرة نينا اليمنى وسقطت عندما أصبحت فضفاضة. حتى علامات ربطة العنق الشائعة التي تظهر عادةً لم تظهر.

 

“أعتقد ذلك أيضًا، ولكن سيكون الأمر مؤلمًا للغاية إذا تم القبض علينا.”

 

“لقد قلتِ أنك ذاهبة رغم أن مثل هذه الأفكار تراودك.”

 

أطلق خصلة أخرى من شعرها ومسحها بيديه. أغمضت نينا عينيها واستمتعت بلمسته مثل القطة..

 

“أدريان.”

 

لم يجب، حدقت نينا في عينيه وابتسمت.

 

“فلنذهب للسباحة.”

 

***

 

لقد كان القمر مكتملًا.

 

كان ضوء القمر الساطع يضيء بشكل أكثر إشراقًا على البحيرة الفضية. في ضوء القمر، كان بإمكان أدريان أن يرى بوضوح قطرات الماء تتساقط على جلدها.

 

ضحكت نينا وهي تضغط على قميصها المبلل وشعرها.

 

“الماء بارد.”

 

“نعم.”

 

نظرت إليه نينا وقالت..

 

“دعونا نرى من سيصل إلى الرصيف هناك أولاً.”

 

ما أشارت إليه نينا هو رصيف القوارب على حافة البحيرة. – أو ما يطلق عليها الناس أحيانًا بحيرة الزجاج – والمسافة التي تتصل مباشرة بالقلعة حتى حافة الرصيف كانت كبيرة..

 

“جيد.”

 

لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لكليهما. قالت نينا لأدريان، الذي وافق على الفور..

 

“الفائز يحصل على أمنية.”

 

“أي شئ؟”

 

“أي شئ.”

 

أجابت نينا بسعادة، وضحكت، وقفزت إلى الماء. ثم نزل أدريان إلى الماء. لم يبدأ الاثنان السباق بعد.

 

“حقا، أي شيء؟”

 

“يا إلهي. أدريان.”

 

ضحكت نينا وهي تقرب وجهها من وجهه، كانت عيناها الذهبيتان ترقصان مثل ظل القمر المنعكس على البحيرة.

 

“لقد بذلت حياتي من أجلك بالفعل، لا أعتقد أن هناك أي شيء آخر لأقدمه؟”

 

قال أدريان “من يدري” وابتسم.

 

التقط حصاةً من حافة البحيرة..

 

“عندما يسقط، تبدأ اللعبة.”

 

“نعم نعم.”

 

رفع أدريان الحصاة إلى أعلى، وسرعان ما سمعت صوتًا صغيرًا في البحيرة الهادئة.

 

انطلق الاثنان في نفس الوقت تقريبًا. كان صوت السباحة عبر المياه يملأ البحيرة ليلًا. توقف أدريان، الذي كان يسبح لفترة طويلة..

 

لقد كان هادئا.

 

كان هو الوحيد الذي يسبح، ألقى نظرة على الرصيف، الذي كان الوجهة، لكن يبدو أن نينا لم تصل أولاً.

 

“نينا؟”

 

صوت قلق خرج من دون أن يلاحظه..

 

إنه يعلم أن نينا لن تغرق في هذه البحيرة، لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من الشعور بالقلق..

 

“نينا!”

 

رفع صوته مرة أخرى وهز أحدهم كاحله.

 

“!!”

 

عرف أدريان من هو عندما تم جره إلى الماء. حدق في نينا وهي تفلت كاحله. اقتربت منه وسحبت يده إلى أسفل، وأرشدته إلى الأسفل..

 

ماذا تحاول أن تفعل؟

 

تبعها أدريان بدهشة. وعندما ضحكت نينا، ظهرت فقاعات. أشارت إلى سطح الماء وتبعها أدريان بإصبعها، ففتح عينيه على اتساعهما في اللحظة التالية..

 

كان ضوء القمر المنعكس على سطح الماء يرفرف مثل ستائر الشيفون. كان الضوء الخافت في مياه البحيرة الزرقاء جميلاً للغاية.

 

وبعد أن نظر إليها للحظة، وجه أدريان عينيه إليها.

 

وكان هناك قمر في عينيها أيضا.

 

داخل الماء، لم يبق سوى الصمت. لكن في أذنه، كان قلبه يرن. كان أدريان يستمع إلى صوت نبض الدم في جسده.

 

أمسك بذراعها، وفوجئت نينا بحرارة يديه رغم أنه كان تحت الماء. سحبها إليه واصطدم الاثنان ببعضهما البعض. كانت درجة حرارة الجسم مرتفعة للغاية، وكانت أعلى من درجة حرارة الماء البارد.

 

أم أن درجة حرارة جسمها كانت باردة جدًا بسبب الماء؟

 

شعرت نينا بالحرج إلى حد ما، وافلتت أنفاسها، وكان هذا خطأها..

 

شربت الماء..

 

تفاجأ أدريان عندما رأى نينا وهي تتنفس بصعوبة وسحبها إلى السطح، وبدأت في أخذ أنفاس عميقة والسعال.

 

“كيك، كوه، سعال، سعال-.”

 

بسبب ألم حلقها، حتى أن بعض الدموع خرجت.

 

“هل أنتِ بخير؟”

 

عندما دفعها أدريان إلى الخلف، أومأت برأسها وقالت.

 

“ماء، كح، شربته، اه-.”

 

غسلت نينا وجهها عدة مرات بالماء، وتنهدت، ووضعت ذراعها حول عنقه. كان جلده المبلل مشدودًا وساخنًا، وشعرت بالراحة..

 

على الرغم من أن بشرتهما متشابهة، إلا أن بشرة أدريان أكثر دفئًا بشكل واضح. حتى لو خدشتها، فمن غير المرجح أن تترك علامات.

 

‘أشعر أنني أريد أن أعضه، لكن هذا سيكون وقحًا. دعنا نتحلى بالصبر.’

 

شعرت نينا بأن جلده الناعم أصبح صلبًا عند الضغط عليه، مما يشير إلى أن جسده ممزق تمامًا. استرخيت نينا وهي تضع خديها على كتفيه العريضين..

 

“أعتقد أنني أشعر بالبرد.”

 

“برد؟”

 

“لأن أدريان ساخن.”

 

كان أدريان صامتًا للحظة ثم أجاب ببطء..

 

“إذا كنت ساخنا وأنت تشعر بالبرد، فمن المؤكد أنك ستصابين بالبرد، أليس كذلك؟”

 

هل يصاب الشخص الذي وقع العقد مع روح وينتر بنزلة برد؟

 

“لا يزال هذا ممكنا.”

 

تلعثمت نينا ولمست ظهره..

 

“ماذا تفعلين؟”

 

“لا شيء، ظهر أدريان، والكتفين واسعان.”

 

“ليس بقدر جان.”

 

“هل تريد أن تكون مثل جان؟”

 

“هذا…”

 

كل رجل يريد ذلك مرة واحدة على الأقل. تمتم أدريان وضحكت نينا.

 

“لكنني أحب أدريان كما هو.”

 

حتى لو وقف أدريان جنبًا إلى جنب معها الآن، فسوف تكون محجوبة تمامًا عن أعين الآخرين.

 

“هذا شرف عظيم.”

 

أطلقت نينا ذراعها من عنقه بابتسامة مرحة. نظرت إلى عينيه الورديتين للحظة ثم ابتسمت على الفور.

 

في اللحظة التي رأى فيها تلك الابتسامة، ارتجفت عينا أدريان، لكنه لم يستطع مقاومة نينا التي دفعت كتفيه بقوة في الماء.

 

كان خائفا من ضربها في حالة ما.

 

وباستخدام ارتداد أدريان إلى الماء، بدأت نينا في السباحة بسرعة نحو الرصيف. وبعد فترة، سمع صوتًا خلفها يقول: “نينا لا ديل!” لكن نينا ردت بضحكة فقط.

 

كان أدريان يمسح شعره المبلل بكلتا يديه ثم حول عينيه.

 

لقد اكتسب السرعة عندما بدأ السباحة مرة أخرى. لقد لحق بها بسرعة، عندما لحق بنينا فوجئت “أوه”، وفي اللحظة التالية أمسك بذراعها وسحبها إلى الخلف..

 

وضع أدريان يده على الرصيف..

 

“لقد فزت.”

 

“لا يمكن! هذا غش!”

 

“نينا، لقد سحبتني إلى الأسفل أيضًا.”

 

“هذا لا يزال-!”

 

عبست نينا، وضحك أدريان بصوت عالٍ، وتنهدت عاجزة.

 

“نعم، نعم، إذن ما هي أمنيتك؟ إذا حاولت الفوز بهذه الطريقة، هل ستجعلني أفعل شيئًا غريبًا؟”

 

“نينا.”

 

ابتسم أدريان، ونظر إلى القمر المكتمل بينما كان يميل برأسه للحظة، وسرعان ما نظر إلى نينا مرة أخرى.

 

“لكِ.”

 

ابتلع أدريان أنفاسه لفترة وجيزة وقال مرة أخرى.

 

“إذا كان لديكِ شخص أكثر خصوصية مني، أو إذا كنت تعتقدين أنه سيكون لديكِ واحد، من فضلكِ أخبريني.”