الفصل السابع
حين رأيت السيد الشبح أول مرة، ظننته إنسانًا.
هيئته تشبه رجلًا بالغًا متين البنية بكل تفاصيله.
لكن ما إن اقتربت منه، حتى شعرت بهالة باردة تنبعث من جسده.
أما وجهه، فكان مغطى بستر أسود قاتم، لا يُرى ما وراءه.
حاولت التدقيق، لكن السواد الحالك لا يكشف شيئًا.
خرج السيد الشبح من الفتحة وهو ينفض كُمّيه قائلًا:
“أدعوتِني؟”
مع أنه أكبر حجمًا من الفتحة، إلا أنه خرج منها بسهولة غامضة لا تفسير لها.
“إذاً، الزعيم تحول فعلًا إلى إنسان؟”
اقترب مني بخطوات واثقة، وصوته بدا وديًّا.
كان أطول مني بشبر تقريبًا، مع أنني لست بالقصيرة أساسًا.
“أمر رائع. كنت أفكر في أن هذا البرج بحاجة لإعادة تنظيم.”
قالها بنبرة مبتهجة.
ويبدو، مثل أودوكسيني، أنه لم يُبَالِ إطلاقًا بتغَيُرِ الزعيم.
[كيف تجرؤ على مخاطبة الزعيم هكذا؟ أيّ وقاحة هذه!]
زمجر أودوكسيني بامتعاض، ثم اقترب مني وهمس بجدية:
[لكنني أتفق معه في نقطة واحدة: هذا المكان بحاجة لإصلاح. يا زعيم، أعِد التفكير في ما اقترحتُه سابقًا.]
‘المقصود… طرده من الخدمة على ما يبدو.’
ضحك السيد الشبح وقال بخفة:
“وقاحة؟ بل هي ألفة. نحن فريق واحد ولدينا هدف مشترك.”
ثم أضاف بحماسة:
“وبما أن زعيمًا جديدًا قد وُلد، فلنغتنم الفرصة لنتحرر من تقاليدنا البالية.”
‘وحش يتحدث عن “إصلاح المنظمة”؟! يا له من غريب.’
لكن سرعان ما خطر ببالي سؤال آخر:
“لحظة… كيف لك أن تتحدث بلغة البشر بهذه الطلاقة؟”
على عكس أودوكسيني، لم تُترجَم كلماته في رأسي، بل خرجت صريحة، بلُغتي ذاتها.
توقف السيد الشبح لحظة، ثم انحنى قليلًا حتى صار وجهه بمستوى نظري وقال:
“أيها الزعيم، لمَ تسأل عن أمر بديهي؟ تذكّر دوري.”
دوره… استقبال الداخلين من البشر، والتحقق من بطاقاتهم، وفتح البوابة لهم.
“أنا بمثابة دليل (مرشد سياحي). وهل رأيت دليلًا يجهل لغة من يرشدهم؟”
قالها بنبرة مازحة، وكان منطقه مقبولًا.
لكن أودوكسيني أبعد يدي عن رأسه بغتة وهمس بانزعاج:
[الأمر مريب. طوال حياتي، لم أسمعه يتكلم بكلمة واحدة.]
وبالفعل… حين دخلت البرج مع التوشين، لم ينبس السيد الشبح ببنت شفة. اكتفى بالإشارة بيده فقط.
ضحك السيد الشبح بصوت خفيف، كأنه سمع كل ما قيل، ثم قال:
“أتدرين لماذا؟ لأننا لم نكن مقربين بعد.”
ثم اقترب من أودوكسيني، ومد إصبعه وضغط بخفة بين عينيه.
فتقلّصت تقاسيم وجهه بغير إرادة.
‘هل للوحوش أيضًا شبكة اجتماعية فيما بينهم؟ لا أريد حتى أن أفكر… لعل أولئك الزعماء المتوسطين الذين قتلتهم قبل قليل كانوا أصدقاءه؟’
لم أجرؤ أن أسأل.
ابتسم السيد الشبح لي وقال بلطفٍ غريب:
“يسرني أن أعمل معك، أيها الزعيم الجديد. فلنكن أصدقاء.”
ثم ربت على كتفي وأضاف:
“بالمناسبة… عليكِ أن تأخذ ما هو لكِ.”
وأشار بيده نحو المذبح.
هناك، لم أرَ سوى بقع الدم التي سالت مني.
لكن حين اقتربت أكثر، لمحتها: قطعة قماش سوداء داكنة.
اقتربت فوجدتها العباءة السوداء التي كان يرتديها شيطان الدماء.
وبجانبها، قناع أحمر غريب الشكل.
*القناع موجود بالغلاف بايدها*
ظننت أنه وجهه الحقيقي… لكنه لم يكن إلا قناعًا.
أما ما خلفه، فلن يُعرف أبدًا.
بحثت أسفل العباءة لعل بقاياه ما زالت هناك، لكن الجسد كان قد تبخر تمامًا، كأنه لم يكن.
اقترب السيد الشبح مني والتقط العباءة، ثم وضعها على كتفي.
فجأة، تقلصت لتناسب جسدي تمامًا.
وفي تلك اللحظة، شعرت بتيار دموي يفيض في عروقي.
‘لمجرد أنني ارتديتها، أشعر بالقوة تملأ جسدي…’
إنها فعلًا تستحق أن تكون من عتاد الزعيم.
أسلحة ومعدات الوحوش الزعماء نادرة وثمينة للغاية، وفرصة الحصول عليها شبه معدومة.
لكنني الآن أملك واحدة… بل من قمة برج بأكمله.
لو عرضتها في “سوق الصيادين”، فقد تباع بثروة لا تُقدّر بثمن.
ربما أبيعها وأختفي بعدها… فكرة مغرية بالفعل.
لو كان بالإمكان بيعها، لكنتُ قادرة على شراء منزلٍ في المنطقة الآمنة بكل سهولة.
منزلٌ مزوّدٌ بنظام تعقيمٍ أوتوماتيكي، ومحمِيّ بحاجزٍ من الدرجة S.
ولو أضفنا إليه حديقةً واسعة ومسبحًا، لكان الكمال بعينه.
لكن للأسف، على جانب العتاد كان هناك وصف صغير:
【عنصر مُقترن بالدم-ساري (شيطان الدماء)】
أي أن هذا العتاد بات مقترنًا بي، غير قابلٍ للبيع.
حسنًا… لا بأس. مجرد حلمٍ قصير لا أكثر.
لففتُ العباءة جيدًا، ثم التقطتُ القناع وأدخلته إلى حقيبتي.
حقيبتي القديمة من الدرجة F اهتزّت بتثاقل وهي تعمل، وفي تلك الأثناء سألت:
“لكن… ما الذي يقوم به زعيم البرج بالضبط؟”
لم أُرِد أن أعرف، لكن لم أستطع تجاهل السؤال.
أجابني السيد الشبح الذي كان واقفًا بجانبي:
“الأمر بسيط. أنت تعرف بالفعل: مقاتلة أولئك الذين يأتون لغزو البرج.”
كنتُ أتوقع هذا، لكن سماعه مباشرةً كان صادمًا حقًا.
“لا أثق بقدرتي… لم أخض قتالًا حقيقيًا من قبل، وفوق هذا، سأقاتل بشرًا؟”
ابتسم السيد الشبح ورفع كتفيه بخفة:
“لا تقلقي، أيتها الزعيمة. كل شيء، ما أن تبدئيه، حتى تجدي نفسكِ معتادة عليه.”
…
كنتُ أنتظر كلماتٍ مثل: “لن يكون الأمر صعبًا” أو “سأساعدك”.
لكن كلماته جاءت باردة، واقعية.
وبينما أحدّق فيه بعيونٍ يملؤها القلق، أردف قائلًا كأنه يواسيني:
“رأيتِ الإعلان، أليس كذلك؟ أمامك شهر كامل قبل أن يحاول أحدهم دخول البرج. استغلّيه لتستعدي.”
شهر واحد من الحرية أفضل من لا شيء.
نظرتُ إليه وقلت:
“بإمكانك فتح البوابة إلى خارج البرج، صحيح؟”
“طبعًا.”
“إذاً… دعني أخرج.”
حدّق السيد الشبح في وجهي لحظةً، ثم رفع يده.
فما كان من الجدار القريب إلا أن فتحت فيه دوّامة سوداء.
كانت بوابة للخارج.
“ما دام الزعيم يريد، فليكن.”
قالها وهو يمدّ يده إليّ.
صافحتُه بلا وعي، فإذا به يقودني بخطواتٍ هادئة نحو البوابة.
“إلى أين تريدين الذهاب؟”
“يمكنني الذهاب إلى أي مكانٍ؟”
“بالطبع.”
فكرتُ قليلًا، ثم ذكرتُ اسم حديقة قريبة من البرج، بعيدة بما يكفي عن أعضاء نقابة “التوشين” الذين قد يتربصون قربه.
لكن فجأة، حدّق السيد الشبح في يدي الممسوكة به، وقلبها بهدوء.
جرحٌ لم يلتئم بعد كان لا يزال ينزف.
آه… نسيتُ أن يدي غارقة بالدماء أصلًا.
بل إن دمي قد لطخ قفازه وكمّه.
‘مستحيل… هل نزفتُ إلى هذا الحد؟ أم أنه هو من ينزف؟’
أردتُ أن أسأله، لكنّه شدّ يدي نحو نفسه، فضيّعت اللحظة.
مزّق جزءًا من ثيابه السوداء وربط به جُرحي.
ثم قال بصوتٍ مائل إلى الدعابة:
“استمتعي . ستكون أول إجازة لك… وربما الأخيرة.”
تمنيتُ ألا أكون قد سمعت هذه الجملة.
‘ عندما يُعاد فتح البرج… هل سأكون محبوسه فيه إلى الأبد؟’
ارتجف قلبي بالقلق، لكن لم يكن أمامي إلا أن أركّز على الخر وج الآن.
وما أن اقتربتُ من البوابة، حتى ناداني السيد الشبح مرة أخرى:
“أيتها الزعيم.”
التفتُّ نحوه، فالتقت عيناي بابتسامته الخفيفة، وسمعته يقول:
“إن احتجتِ إلى مساعدة، فعودي إلينا. نحن… في النهاية رفقاء.”
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 7"