[العنوان: كثيرون لا يعرفون]
قبل عشر سنوات، عندما حدث “الصدع العظيم” لأول مرة، انجرف نفق كامل داخل الشق.
عشرات الأشخاص ابتلعهم الموقف، وكان الفوضى تعمّ المكان.
وفي خضمّ ذلك الجحيم، ظهر كجائزة من حقل الزنزانة تذكرة هروب واحدة فقط.
المشكلة كانت: من سيستخدمها؟
كاد الموقف أن يتحول إلى اقتتال دموي، لولا أن شخصًا ما تدخل ليقترح التصويت.
وربما كان لا يزال لدى الناس شيء من الإنسانية آنذاك، إذ وقع الاختيار بالأغلبية على أصغر الموجودين سنًا،
وكان ذلك الطفل هو بايك هيدو.
كان الوحيد القاصر بينهم.
وهكذا خرج بايك هيدو بمفرده… ويا للسخرية! فما أن خرج حتى استيقظت قوته الكامنة.
أيّ توقيت بائس هذا!
لكن حين عاد إلى الصدع من جديد، كان الأوان قد فات…
فالجميع كانوا قد لقوا حتفهم بالفعل.
حتى أسرته نفسها، لم ينجُ منهم أحد.
هل تتذكرون؟
كان ذلك أثناء موسم الأعياد.
لو خرج أي شخص آخر غيره، لربما كان الجميع على قيد الحياة الآن…
[التعليقات]
— واو… حقًا موقف لا يُحتمل.
— لو أن شخصًا واحدًا فقط في الداخل تخلّى عن المثالية وتصرف بأنانية… يا لها من مفارقة.
— المدهش أنهم فكروا في التصويت أصلًا في مثل ذلك الوضع.
— ومن يدري؟ حتى لو بقي بايك هيدو، ربما لم يكن شيء ليتغير.
⤷ كانت زنزانة من المستوى الثالث (خطرة). لو كان هناك مصنف من الدرحك S، لكان اجتازها بفرقعة أصابعه.
— وما المضحك في أن يثرثر البعض في قصص مؤلمة كهذه؟
ضغطتُ على زر العودة إلى الخلف.
شعرت أنني تجاوزت حدودي، وكشفت أسرارًا شخصية لا تخصني.
حقًا، حياة المُصنفين ليست أمرًا يمكن لأي أحد احتماله.
أن تكون موضوع حديث الناس طوال اليوم… يا له من حمل ثقيل.
لم أرَ فائدة من الاستمرار، فكل ما سأجده مجرد ثرثرات لا تعنيني، لذا خرجت من المنتدى.
ثم كتبت في البحث: نقابة توشين.
كان لا بدّ من معرفة وضعهم بعد فشلهم في غزو البرج القرمزي.
لم أجد معلومات مميزة، لكن في موقعهم الرسمي ظهر مقطع فيديو نُشر اليوم نفسه.
وبمجرد أن ضغطت على الفيديو، ظهر وجه باك كي هيوك المقيت يملأ الشاشة.
“سمعتم الأخبار، أليس كذلك؟
نقابة توشين نجحت في اجتياز المرحلة الأولى من الطابق الأعلى في البرج القرمزي!
نعم، صحيح. كل الفضل يعود إلى أعضائنا الأقوياء. هاها!”
بمجرد سماع صوته، شعرت بألم بارد يخترق بطني حيث طعنني ذات يوم.
“في الحقيقة، بعد بحث طويل، وجدنا أخيرًا طريقة للتغلب على شيطان الدم.
ما لم يستطع أحد فعله، أنجزناه نحن توشين!
ماذا؟ هه، بالطبع لا يمكننا الكشف عن التفاصيل، هذا سرّ من أسرار النقابة.”
[أليس هذا الرجل هو الذي كان مع الزعيم؟]
قال أودوكشيني وهو يقترب من الشاشة.
“نعم.”
[أتذكره جيدًا. في كل مرة يصعد للطابق الأعلى، كان يفعل شيئًا غريبًا.]
“شيئًا غريبًا؟”
[كان يحرص على طعن إنسان بسيفه كل مرة. تمامًا كما فعل بك.]
“ماذا؟!”
انتفضت من مكاني، مندهشة.
“إذًا لم يكن الأمر موجهًا لي وحدي؟”
[صحيح. والآن فقط أدركت، كان يفعل ذلك ليُحدث “الخلل”.
آه، البشر… يا لهم من مخلوقات بائسة.]
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي.
لم أكن الضحية الوحيدة، بل كان هناك آخرون.
ضحايا كُثر، لكنهم فشلوا دائمًا.
فـشيطان الدم لا يستجيب إلا لدماء الأحياء، بينما البشر العاديون يموتون قبل أن يسكبوا القدر الكافي من الدم.
لكنهم حين عثروا عليّ، بقدرتي على التجدد الذاتي، وجدوا الضحية المثالية.
أمسكت برأسي المثقل بالألم.
في النقابة، كان هناك آخرون مثلي من ذوي الرتب F، يعملون في الدعم الخلفي.
كثير منهم اختفى فجأة، وظننت أنهم انتقلوا إلى أماكن أخرى.
لكن… هل يُعقل أنهم جميعًا قُدموا كقرابين مثلي؟
وفجأة، تذكرت كلمات باك كي هيوك يومها داخل البرج:
“المستيقظون الضعفاء بلا سند، يمكن استغلالهم في أي وقت.
يختفون فلا أحد يسأل عنهم… تمامًا كما يحدث معك الآن.”
صحيح… هذا ما قاله.
كم عدد الأرواح التي أزهقها حتى الآن؟
استمر صوته الحقير يتدفق من الفيديو:
“لقد كدنا نُسقطه هذه المرة… حقًا كدنا.
لا تصدقون؟ هه، نعم، نحتاج بعض المحاولات الأخرى، لكننا اقتربنا من النهاية.
في المرة القادمة، سنبهر الجميع.
نعم، بالتأكيد. عندما يُفتح البرج مجددًا، سنكون أول من يتحداه.
لقب أول نقابة تُسقط البرج القرمزي سيكون لنا.
سنثبت أننا الأقوى في كوريا. انتظروا المفاجأة!”
لم أستطع كبح غضبي، فضربت الأرض بقبضتي.
“تجارب؟ تسمي ذلك تجارب؟ أيها الحقير، بالنسبة لكم أرواح البشر مجرد أوراق بالية؟”
لقد عزموا على تكرار جرائمهم حتى يجدوا الطريقة الصحيحة، ولو على حساب حياة الأبرياء.
لا، لا يمكن أن أسمح بظهور ضحايا آخرين مثلي.
لكن لحسن الحظ، البرج مغلق الآن.
وهذا يمنحني بعض الوقت.
“هل يجب أن أذهب إلى إدارة السيطرة؟ وأعترف بكل ما جرى، وأطلب حمايتهم؟”
إن فعلت ذلك، سيتخذون إجراءً ضد نقابة توشين، وسيكشفون فضائحهم أمام الجميع.
لكن… المشكلة تأتي بعد ذلك.
فأول ما ستفعله الإدارة هو فحص نافذة حالتي بدقة.
وحينها، سيكُشف كل شيء… حتى صفحة معلومات الوحش.
وسيعرفون أنني أصبحت الزعيم الأخير للبرج القرمزي.
هل سيعاملونني حينها كإنسان؟ أم كوحش ينبغي التخلص منه؟
لم يُسمع من قبل عن إنسان أصبح زعيم زنزانة.
أقرب الحالات كانت ما يُسمى بـانفلات القوة.
حين يفقد المستيقظ السيطرة على قواه، تتضاعف قوته فجأة، لكن جسده لا يحتمل، فيذوب ويتحول إلى شكل مشوّه مخيف، ثم يفقد وعيه تمامًا، ليصير وحشًا كاملًا.
كانت تلك حوادث نادرة، غير معروفة كثيرًا، إلى أن حدثت قبل ست سنوات.
يومها، المستيقظة الأولى في كوريا، هان تشونغ آه، فقدت السيطرة وتحولت إلى وحش، فاضطرّت الإدارة إلى قتلها على الفور.
حتى بطلة عظيمة مثلها لم تُعذر.
فما بالكم بي؟
لو عرفوا ذأمري، لربما قتلوني بلا تردد، أو أخذوني إلى مختبر سري ليشرحوني قطعة قطعة.
على الأقل، سأبقى تحت مراقبة أبدية.
“لا… الاستنجاد بالإدارة مقامرة خطيرة.”
إذن، عليّ أن أخفي حقيقتي…
وأن أنتقم بيدي.
اتخذتُ قراري.
* * *
ما هذا الإحساس؟
غفوت دون أن أشعر، لكن شيئًا ما استيقظ في أعماقي.
شعور غامض يزلزل أحشائي، يثير القلق في أعصابي.
قفزت واقفة رغم أن جسدي كله يصرخ من الألم.
لم أستطع تجاهل هذا الإنذار الفطري.
[الزعيم!]
صرخ “أودوكشيني”، وقد شعر بما شعرت به.
وفجأة…
دوّى انفجار هائل!
كوووووااااااانغ——!
اهتز المبنى بعنف، كما لو ضربه وحش ذو قوة جبارة.
تحول أودوكشيني إلى هيئة مظلمة وانتشر في الأرجاء.
“هل هو صدع جديد؟ أو وحوش؟”
بما أننا في منطقة خطرة، فالاحتمال وارد.
لكن أن يحدث هذا بعد ساعات قليلة فقط من وصولي؟ إنه جنون.
بدأت الأرض تتشقق أسفل قدميّ.
قفزت بسرعة، وفي اللحظة التالية انهار المكان الذي كنت فيه.
كان كل شيء سريعًا جدًا، بدا غير واقعي.
رفعت رأسي، فرأيت جدار غرفة المعيشة وقد انفتح على الخارج.
ضوء القمر انسكب عبر الفجوة، يغمر المكان المظلم.
رؤية بيتي — آخر ما تبقى لي — يتداعى أمامي، أفقدتني صوابي.
“من هذا اللعين؟!”
اندفعت غاضبه، وفتحت نافذة التحديات.
اقتربت من الجدار المنهار، فإذا بصوت يعلو من الخارج:
“الاختباء لا معنى له.”
رفعت بصري، ورأيته.
لم يكن وحشًا.
كان إنسانًا.
بل رجلًا أعرفه.
“من الأفضل أن تظهر طوعًا.”
كان بايك هيدو واقفًا هناك، يحدق بي من تحت ضوء القمر.
♤♧♤♧♤♧♤
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 17"