“مـ… ما هذا؟”
انحنيتُ بغريزتي، بينما قال أودوكشيني وقد ابتعد عني مسرعًا:
[الزعيم، تراجعي فورًا.]
هرب وحده بسرعة البرق! يا له من جبان.
اللهيب المتصاعد كان يتماوج كأنه حي، يرسل حرارة خانقة في كل اتجاه.
لحسن الحظ، لم يصل إلينا نحن ومن في الخلف.
يبدو أن هذا كله نتيجة قدرة الصياد الذي سبقنا.
لكن ما خطب هذا الرجل ليستعمل قوته بهذه الطريقة الجنونية؟
هكذا سيحترق الجميع قبل أن يلتهمهم أي وحش.
وما لبثت النار أن بدأت تخبو تدريجيًا.
أيمكن أن يظن هذا الصياد أن لا أحد سواه في المكان؟
أو لعله لا يهتم إن كان هناك غيره. في الحقيقة، هناك مقاتلون من الصيادين يفعلون ذلك أحيانًا.
فقوانين النقابة تمنع أي صياد قتالي من استخدام قوته دون إذن رسمي.
لكن في أوقات الخطر والكارثة، يُسمح لهم بالقتال، بل يحصلون على عذر قانوني مهما فعلوا.
ولهذا يستغل بعض الحمقى الفرصة لينفجروا، ويفرغوا كل ما كبتوه من قوة، غير آبهين إن أصيب أحد بجوارهم.
هل قدري أن ألتقي واحدًا من هؤلاء هنا بالذات؟!
ما يقلقني ليس نفسي، فأنا أملك وسيلة للنجاة، بل الطفلة التي ذكرتها المرأة.
بنيران كهذه، كان احتمال أن تحترق مرتفعًا جدا.
انطلقتُ مسرعة نحو أعماق الكهف.
كلما تعمقتُ، كانت ألسنة النار أشد عنفًا.
لحسن الحظ، معدات الصياد التي أرتديها حمتني قليلًا من الحرارة، لكن الدخان جعل حلقي يحترق.
فغطيت فمي بكمٍّ مبلل.
في الطريق، بدت عشرات جثث الكروكِيل مشوية كليًا.
هل هذا فعلًا مستوى خطورة “4” فقط؟ الوحوش هنا أكثر مما توقعت بكثير.
[بهذا الشكل، سنتحول إلى فحم أسود.]
قال أودوكشيني الملتصق بكتفي بتذمر.
كدتُ أجيبه: “ألم تكن أسودا بالكامل؟” لكني صمت.
*البطلة متنمرة بامتياز*
واصلت التقدم حتى فُتح أمامي فراغ واسع في عمق الكهف.
لكنه كان بحرًا من النار.
“اللعنة… كيف سأعبر هذا؟”
لهيب كثيف اعترض طريقي كجدار هائج.
[كفى، يا زعيم. هذا جنون. لنعد أدراجنا.]
قال أودوكشيني وهو ينزلق إلى ظهري ليتفادى الحرارة، متدلّيًا كأنه ذائب.
هل أعود فعلًا؟ لكني قطعت كل هذا الطريق…
ثم إن وجود صياد آخر يعني أن إكمال الرحلة ممكن.
ووسط ترددي، لمح بصري خيالًا صغيرًا وسط النار.
كان جسدًا ضئيلًا، من حجمه بدا طفلًا.
لا شك أنها الطفلة التي ذكرتها المرأة.
تحركت قدماي من تلقاء نفسي.
تجربة كهذه ستترك جرحًا أبديًا في نفس أي طفل… كما حدث لي ذات يوم.
“هـ… هـه… هـوه…”
كانت الطفلة تبكي وتنتحب.
اقتربت منها، أحاول طمأنتها بصوتي:
“يا صغيرتي، هل أنتِ بخير؟ سآتي إليك حالًا!”
كانت طفلة صغيرة، عيناها تلمعان بدموع الرعب.
وما أن سمعت صوتي حتى شهقت مذعورة، ثم هزت رأسها بعنف.
“لا… لا تقتربي!”
“هاه؟ ماذا تقولين؟”
“إن اقتربتِ… ستتأذين!”
وجهها الشاحب كان يرتجف، وقالت بصوت خافت:
“النار… لا تنطفئ…”
حاولت تهدئتها برفق، ممدة يدي نحوها:
“أعلم أنكِ خائفة، لكن لا تقلقي. أنا صيادة. سأخرجك معي، وسأحميك. من هناك سنكون بأمان. تعالي معي.”
لكنها صرخت فجأة بكل قوتها:
“قلت لااا!!”
وفور صراخها، اهتزت النيران من حولها وكأنها استجابت لها!
غطيت رأسي بذراعي في رد فعل غريزي، والنيران انصبّت عليّ كالسيل.
“أوه، اللعنة!”
قفزت بجسدي بعيدًا، فهوت ألسنة اللهب على مكاني السابق، لتتناثر شراراتها على الأرض.
“آآآاااه!!”
صرخت الطفلة وسقطت على الأرض، وكلما ازداد خوفها، ازداد اللهيب حولها جنونًا.
كان يتجمع كدوامة نارية هائلة تبتلع المكان.
[الزعيم!]
ناداني أودوكشيني المتعلق بخصري على عجل.
في هذه المرحلة لم يعد بإمكاني التظاهر بعدم الفهم.
كان من الواضح أن صاحب هذه النيران هو تلك الطفلة نفسه.
يا له من أمر غير مسبوق أن يكون هناك مستيقظة بهذا الصغر!
وفوق ذلك، هذه القوة تبدو على الأقل من المستوى A أو أعلى.
المشكلة أن الطفلة لم تستطع التحكم بقدراتها، وقد وقعت في حالة من الهلع.
قالت الطفلة بصوت حاد مرتجف، وهي جالسة على الأرض:
“كنت أحاول إنقاذهم… أردت فقط إنقاذهم! لكن الناس…!”
ثم أضافت وهي تكاد ينفجر باكية:
“بسببي…!”
صرخت بحزم:
“عليكِ أن تهدئي!”
لو تُركت على حالها فستكون كارثة.
لقد بدأت تظهر عليها بوادر ما يُسمى بـانفلات القوة، وهي حالة نادرة تظهر فقط عند المستيقظين ذوي الرتب العالية.
إنها لحظة يفرغ فيها الجسد قوة هائلة تفوق احتماله، وقد ينتهي الأمر بمصير أبشع من مجرد الموت.
[الطاقة العظيمة التي شعرتُ بها قبل قليل كانت تخص هذا الإنسان إذن. الزعيم، الوضع خطير جداً.]
قال أودوكشيني بسرعة وهو يتدلى حتى وصل إلى كاحلي.
لم أكن أعرف الرتبة الدقيقة للطفلة، لكن كان من المؤكد أنها استثنائية القوة.
وإذا انفلتت قدراتها بهذا الشكل، فلن تكون هي وحدها الضحية، بل سينجرّ معها كل من في هذا الشقّ.
مددت يدي مجدداً محاولاً تهدئتها ولو قليلاً.
ورغم أن ألسنة النار كانت تعيقني، نجحت أخيراً في الإمساك بكتفها الصغير.
لكن بمجرد لمسها شعرت أنها حارة بشكل غير واقعي، كأنني وضعت يدي على حديد محمى.
وفي تلك اللحظة كانت النار تزداد اشتعالاً.
[ذلك الإنسان انتهى أمره. زعيم، إن لم تردي أن تري نهاية بائسة، فاخرجي فوراً. أو أطفئي النار على الأقل.]
صرخ أودوكشيني وهو يفر مبتعداً بعدما تخلى عن التشبث بي.
وبصراحة، بدا كلامه منطقياً. فالطفلة فقدت السيطرة تماماً.
لكن عليّ التفكير بهدوء:
هل لدي أي قدرة تُطفئ النار؟
فتحت واجهة المرحلة الأولى بسرعة وبدأت أستعرض ما أملك.
الأنماط التي استخدمتها في البرج لن تفيد هنا.
وحتى لو كبّلت الطفلة بالكامل، فلن يحل ذلك شيئاً.
هل سيجدي لو استدعيت اليد العملاقة وبدأت أُهوّي بها؟ لا، مستحيل.
عندها وقعت عيناي على اسم في القائمة: التجربة الثالثة – التطهير.
التطهير؟ ربما يكون هذا مفيداً.
لن أخسر شيئا بالمحاولة.
فبادرت بتفعيل القدرة.
【التجربة الأولى للشيطان الدموي: الثالثة – التطهير】
“أتمنى أن تكون قدرة مناسبة…”
في تلك اللحظة، شعرت بقطرة ترتطم بخدي.
رفعت رأسي لا إرادياً، فإذا بسقف المكان قد امتلأ ببركة سوداء متمايلة.
ما هذا؟ لم أتمكن من التمييز جيداً لبعد المسافة.
ثم بدأت قطرات تتساقط، تبعتها زخات، ثم هطول كالسيل.
كانت كافية تماماً لإخماد ألسنة النار المشتعلة حولنا.
“الحمد لله… هذه القدرة جاءت في وقتها.”
لكن كان هناك أمر مريب.
عندما مسحت شيئاً من السائل بأصابعي، وجدته لزجاً أكثر مما ينبغي، ورائحته كريهة ومعدنية.
إنه دم.
دم يتساقط من الأعلى مثل المطر، يصبغ المكان كله بالأحمر.
حدقت فيه ببرود، والمشهد بدا كأنه مقتبس من فيلم رعب.
“تطهير، تقولون؟ ما الذي يُطهَّر بهذا بالضبط…؟”
【تُستعاد نقاط حياتك (HP).】
【تصبح حركاتك أكثر خفة.】
【يمتلئ قلبك بالرهبة.】
“وفوق كل هذا… تبين أنها مهارة تعطي تعزيزات!”
♤♧♤♧♤♧♤
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 12"