لا داعي للتفكير بشكل مبالغ فيه.
السبب لم يكن أكثر من ذلك.
السبب الوحيد الذي جعلني ما أزال حيّة في هذا العالم، رغم أنني لم أكن مختلفة عن أي إنسان عادي، هو مساعدة الطيبين من الناس.
“كنتِ خائفه جدًا، أليس كذلك؟ لا تقلقِ بعد الآن، أنا هنا.”
تذكرت يومًا ما ذلك الصوت اللطيف الذي ساعدني ذات مرة.
والآن بعدما امتلكت القوة، لم يكن ما أفعله سوى رد الجميل الذي تلقيته في الماضي.
صحيح أن جماعة توشين ‘نقابة المحاربين’ أرهقت إنسانيتي وأضعفتها كثيرًا، لكن حتى مع المخاطرة ببعض الخطر، لم يكن الأمر مغامرة مبالغًا فيها.
قال أودوكشيني ‘الظل الوحشي’ وهو يخدش أنفه بقدمه الأمامية:
[الزعيم… إنك لإنسانة غريبة.]
“حقًا؟”
كنت أعتقد أنني عادية جدا.
لكن ربما الوحوش لا تفهم ذلك.
وقفت من جديد أمام الطريق المقطوع.
القفز إلى الأسفل كان مزعجًا حقًا.
خفض أودوكشيني جسده ليلتصق بالأرض وحدّق للأسفل وقال:
[الزعيم، هناك شيء غير طبيعي.]
“لماذا؟ مستوى خطر الشقّ لم يتجاوز 4 فقط.”
[فجأة أشعر بطاقة هائلة تتجاوز ذلك بكثير.]
ما الذي يمكن أن يكون هناك في الأسفل؟
ترددت قليلًا، لكنني قررت أن أنزل على أي حال.
“سأعرف عندما أرى بنفسي.”
***
“واااااه!”
صرخة خرجت من فمي لا إراديًا.
داخل الحفرة الضخمة، كان وحش تمساح عملاق يُدعى كروكايل قد فتح فمه بانتظاري عند نقطة الهبوط.
لو لم أُدر جسدي في اللحظة الأخيرة قبل ملامسة الأرض، لكنت قد انتهيت داخل معدته مباشرة.
بصعوبة، تجاوزته وهبطت بجواره، ثم تدحرجت على الأرض قبل أن أنهض بسرعة.
“كيااااااه!”
صرخ الوحش وهو يفتح فمه على مصراعيه.
لم أكن أتوقع أبدًا أن يكون هناك وحش في الأسفل بانتظار لابتلاع الساقطين من الأعلى.
لا خيار لدي سوى القضاء عليه.
فقد ينزل أحد آخر بعدي.
أخذت وضعيتي استعدادًا للقتال.
لكن فجأة بدأ الوحش يصرخ بشكل غريب ويدور حول نفسه بجنون.
“كياااااه! كياااااه!”
هل هو غاضب لأنه لم يتمكن من ابتلاعي؟
“ما به هذا؟”
ثم لاحظت أن جسده يشتعل نارًا.
هل كان كروكايل وحشًا من نوع النار أصلًا؟ مستحيل.
هذا النوع يسكن الأماكن الباردة والرطبة.
علاوة على ذلك، كانت هناك جثث أخرى متفحمة من نفس النوع ملقاة حولي.
حينها فقط أدركت الحقيقة.
لم يكن يحاول التهامي، بل كان يصرخ من الألم.
لم يكن ذلك سوى نتيجة قوة أحد المستيقظين.
نعم… لا شك أن هناك صيادًا آخر هنا غيري.
وبمستوى عالٍ جدًا كذلك، لأنه تمكن من القضاء على وحوش خطرها من المستوى 4 بمفرده.
“لم أتوقع وجود صياد آخر… ربما ستصبح المهمة أسهل.”
ألقيت نظرة سريعة حولي، لكن لم يكن هناك أحد آخر بالقرب.
يبدو أن الصياد قد تحرك بالفعل… ربما نحو الزعيم.
على أي حال، كان عليّ أن أنهي الوحش الذي يصرخ أمامي.
لكن قبل أن أهاجمه، ظهر أمامي رمحي المألوف ومعه رسالة:
【لم تتحقق شروط بدء المعركة.】
كما توقعت… يبدو أن الأمر يتطلب دمًا من جديد. يا لها من شروط مزعجة.
أخرجت نصلًا صغيرًا لشق كفي، لكن خطرت لي فكرة فجأة:
“لحظة… هل يجب أن يكون دمي أنا بالذات؟ أليس من الممكن استخدام دم هذه الجثث المحترقة؟”
سألت أودوكشيني، لكنه أجاب ببرود:
[لا، دماء الموتى لا تصلح.]
صحيح… كان هناك هذا القيد. مزعج جدًا.
الآن فهمت لماذا كان شيطان الدم يملك نمط استدعاء الوحوش.
لقد كان يستخدمهم كبدائل لإراقة الدم بدلًا منه.
لكن تلك الوحوش التي كان يمكن أن تُستخدم… أنا من قتلها بيدي.
كان يجب أن أترك بعضها.
وبالطبع لا أستطيع طعن أودوكشيني بدلا مني.
ثم إنني أشك أنه قد ينزف دمًا لو فعلت.
*يمكن ينزف شوكولاتة ؟*
رفعت بصري لأجده يحدق بي بوجه متجهم.
هل كان قد فهم ما أفكر فيه؟
“مهلًا… إذًا لو وجدت وحشًا حيًّا بعد، قد أستخدم دمه؟”
سألت بأمل، لكنه حرك ذقنه بلا مبالاة قبل أن يجيب:
[فكّر في سبب موت الزعيم السابق.]
أمعنت التفكير… شيطان الدم مات لأنه لم يستطع استخدام دم البشر.
أما أنا… أستطيع استخدام دمي أنا.
إذًا العكس صحيح… لا أستطيع استخدام دماء الوحوش.
ولا يمكنني أن أجرح إنسانًا آخر من أجل ذلك.
إذًا… خياري الوحيد هو استخدام دمي.
تنهدت بيأس.
عليّ أن أجرح نفسي في كل معركة؟
“يا إلهي، ما هذا العبث.”
لكنني حاولت مواساة نفسي: كالمستيقظين الذين يستخدمون طاقتهم السحرية، فأنا أستخدم دمي.
والفرق أن شحن الطاقة السحرية يحتاج أحجار مانا باهظة الثمن، بينما أنا فأملك دمًا مجانيًا.
نعم… ربما هناك جانب إيجابي. أليس كذلك؟
أخرجت النصل مرة أخرى، وأخذت نفسًا عميقًا، ثم شققت راحة يدي بضربة واحدة.
***
بعد أن قضيتُ على الكروكِيل بسهولة، اتجهتُ نحو الداخل.
أردت أن أساعد ولو قليلًا إن كان هناك مصابون.
لكن بدا أن الصياد الذي مرّ قبلي يملك قوة أعظم مما توقعت.
صحيح أن الكروكِيل ليس وحشًا بالغ القوة، لكن عندما يهاجمون جماعة تصبح المسألة مختلفة.
ومن منظر جثثهم المتراكمة، بدا واضحًا أنه قضى عليهم جميعًا بهجمة واحدة.
بهذه الدرجة من القوة، ربما يكون شخصًا مشهورًا.
لكن لو كان صيادًا متمرّسًا حقًا، لكان أنهى الأمر تمامًا، دون أن يترك أثرًا.
أزعجني قليلًا أن واحدًا منهم بقي حيًّا بالكاد.
عندها سمعت صوت أودوكشيني:
[الزعيم، انظري هناك.]
التفتُّ إلى حيث كان يشير.
من داخل الكهف كان يظهر طرف قدم بشرية.
“ما هذا؟” تمتمتُ، ثم اتجهت بخطوات سريعة نحوها.
وعندما اقتربت، رأيت امرأة في منتصف العمر، بلباس رسمي، ممددة على الأرض.
تحققت من أنها ما زالت تتنفس، ثم ناديتها:
“آنسة! هل أنتِ بخير؟”
“… كُح، كُح.”
سعلت المرأة بشدة. كان قميصها الأبيض قد اسودّ من أثر الحريق.
“هل أصبتِ؟ هل تتألمين؟”
لم أكن أعلم موضع إصابتها، لذلك لم أجرؤ على لمسها بتهور.
وبعد سعال متواصل، فتحت فمها بصعوبة وتحدثت:
“الـ… الوحوش…؟”
وحوش؟ ربما تقصد الكروكِيل التي تفحمت وماتت.
حين أخبرتها بذلك، أطلقت تنهيدة ارتياح.
“هكذا إذن… الحمد… لله…”
لكنها لم تكمل جملتها، وسعلت مجددًا.
“آنستي…” نادتني بصوت واهن.
“هل… هل رأيتِ فتاة صغيرة؟”
“ماذا؟”
“استيقظتُ هنا معها، لكنها ارتعبت وركضت إلى الداخل…”
وأشارت نحو عمق الكهف.
“حاولتُ أن ألحق بها، لكن فجأة اندلعت النيران… وفوق ذلك، جرحتُ ساقي فلم أستطع…”
نظرتُ إلى ساقها.
كان دم قانٍ يتسرب من بين ثنايا سروالها الممزق.
رفعتُ القماش قليلًا، فإذا بالجرح أعمق مما توقعت.
لقد انغرز شيء حاد في ساقها حتى شقها، ولا بد أن الألم كان فظيعًا، لكنها تماسكت بصلابة.
بدافع الرغبة في مساعدتها، وضعتُ يدي فوق الجرح وحاولت استخدام قدرتي العلاجية.
لكن مهارتي من الدرجة F، ولن يكون لها أثر يُذكر أمام إصابة كهذه.
قلت لها بلطف:
“ابقي هنا بهدوء. سأذهب للبحث عن الفتاة. ستكون بخير.”
ثم وقفتُ مجددًا.
على أي حال، كان عليّ التعمق أكثر في الكهف لملاقاة الزعيم.
والبحث عن الطفلة في الطريق لن يكون أمرًا صعبًا… لو كانت ما تزال بخير.
فجأة خطر لي سؤال آخر فاستدرت نحو المرأة:
“هل مرّ بكِ صياد من قبل؟”
“لا… لست متأكدة، فأنا لم أستفق منذ وقت طويل…”
ولم تستطع متابعة كلامها.
بدا أنها فقدت وعيها بعد أن اطمأنت لرؤيتي.
عندها عقدت العزم على إنهاء هذه الزنزانة بسرعة وإخراجها لتلقي علاجًا مناسبًا.
ما أن أدرت جسدي للمغادرة حتى شعرتُ باهتزاز خفيف في الأرضية.
تلاه صوت كأن شيئًا هائلًا على وشك الانفجار.
شعرتُ بالقلق.
وفجأة، اندفعت ألسنة نار هائلة من أعماق الكهف.
♤♧♤♧♤♧♤
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"