الوقوف في نفس الوضع لفترة طويلة أمر صعب على طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات.
وبفضل ذلك، كانت شعبية شارلوت لدى قلبي تنخفض شيئًا فشيئًا لأنها تركتني هنا واختفت.
أما شعبية الخادمات في القصر، اللواتي يتهامسن أمامي، فقد كانت تتراجع أكثر وأكثر!
‘والآن تذكرت، حتى عندما كنت أغيّر ثوبي لم يساعدنني.’
“أنتن هناك! تعالين وساعدنها، ماذا تنتظرن؟!”
تذكرت فجأة كيف صرخت شارلوت على الخادمات.
حينها لم أفهم لماذا انزعجت شارلوت، لكنني الآن أدركت السبب!
فلقد كانت شارلوت نفسها تساعدني على تبديل ثوبي، ولم تتحرك الخادمات، لذا غضبت.
‘ههه…’
عانقت إكس بقوة أكبر، وضغطت وجنتي على غمد سيفه.
[ لماذا تفعلين هذا يا صغيرة؟ أيمكنك أن تتحدثي إليهم بكل ثقة وتطلبي منهم التوقف عن الهمس؟ هذا من مهاراتك، أليس كذلك؟]
‘أمم… صحيح…’
لكن هذه دوقية فيرديناند.
قبل ساعتين فقط، كنت طفلة ريفية تبلغ ثماني سنوات، بلا أي علاقة بهذه القصور الفخمة.
وأنا لم أعلم إلا قبل ساعتين فقط أنني حفيدة الدوق فيرديناند.
فكيف يُطلب مني التصرف؟
أنا أيضًا أشعر بغرابة كوني حفيدته!
[إن لم تتمكني من فعل ذلك، سأوبّخ تلك الخادمات المشاغبات بنفسي!]
‘لا بأس، سأعود إلى المنزل قريبًا على أي حال.’
[إلى المنزل؟ ألم يكن من المفترض أن تعيشي هنا؟ ]
‘أمم؟ لماذا عليّ أن أعيش هنا؟’
ردّ عليّ إكس بدهشة:
[ الم تكوني حفيدة الحامي؟ إذاً من الطبيعي أن تعيشي هنا. ]
فكّرت قليلًا ثم أجبت إكس في داخلي:
‘لكنني اعتدت أن أعيش مع أبي فقط.’
وهذا صحيح.
لم يكن المال كثيرًا، لكننا لم نكن نفتقر لشيء آخر، وأبي رباني وحده بلا أم بطريقة ممتازة.
كنت طفلة نشأت بلا نقص في شيء.
لذلك عندما سمعت أن الدوق، صاحب هذا القصر الفخم، هو جدي…
‘شعرت بالارتباك فقط.’
جدي الذي ظننت أنه غير موجود ظهر فجأة، وفوجئت أيضًا لأنه نبيل.
حقًا كان الأمر مفاجئًا.
لماذا تركت أمي لقب “الدوق الصغير” وهربت؟(ملاحظة خفيفة لطيفة: هو لو البنت صارت وريثة الدوق بينادولها الدوق الصغير ليه ؟ و مش الدوقة ؟ بكل بساطة عشان هي الي هتصير تسوي كل يسويه الدوق في حين أنو منصب الدوقة مقتصر فقط على اقامة الحفلات و تزيين القصر و الخ)
ولماذا أخفى أبي عني وجود جدي؟
ولماذا لم يبحث عني جدي؟
كانت هذه الأسئلة الوحيدة التي تشغلني، ولم أشعر بمشاعر أخرى.
بالطبع، شعرت بسعادة طفيفة لمعرفة أن لدي جد.
حتى الآن، كان والدي كل عائلتي، والآن أصبح لدي فرد آخر من العائلة…
لكن لا أظن أنني سأفرح بفكرة العيش في هذا القصر الفخم.
‘أنا والقصر الفخم هذا لا نناسب بعضنا البعض إطلاقًا.’
وعلاوة على ذلك…
تذكرت أول لقاء لي مع الدوق فيرديناند، أي جدي.
كان أبي يبدو مرتبكًا قليلًا.
‘كما لو أن شخصًا اكتشف شيئًا لم يرغب أن يُكتشف…’
لذلك، لم يكن لدي أي رغبة في العيش في هذا القصر.
بعد أن رأيت بعيني كيف تتجاهلني الخادمات، شعرت بعدم الرغبة أكثر وأكثر!
‘لم يقل الدوق لي بعد أن عليّ أن أعيش هنا، لكن إكس…’
همست بهدوء وضغطتُ وجنتي على السيف البارد قليلاً:
‘لن أعيش في مكان يُهينني فيه أحد..’
سأعيش حيث الناس لطفاء مع أبي ومعي.
من هذه الناحية، هذا المكان مستبعد تمامًا!
“آنسة إيفي، آسفة على التأخير! كنت قد أمرت خادمة أخرى لإحضارك، لكنها نسيت، يبدو..!”
هرعت خادمة قصيرة الشعر بلون الكستنائي الفاتح، عرق يتصبب على جبينها.
‘لابد أنها جاءت على عجل.’
ربما جاءت مسرعة بعد أن علمت أنه لم يأتِي أحد ليأخذني؟
رؤية اعتذارها المتكرر خفّف قليلاً من غضبي.
وقفت على الفور وهززت رأسي.
“لا بأس. لم أنتظر طويلاً كما تتصورين.”
[ لم تنتظرِي طويلاً؟! ]
“لذلك لا داعي لأن تشعري بالذنب.”
تجاهلت كلام إكس واستمررت بالحديث.
كان إكس يغمغم من داخلي كأنه غير راضٍ عن الوضع.
لكن…
‘لا أريد أن أغضب من هذه الخادمة.’
هي جاءت مسرعة لأجلي، وليست من تستحق غضبي.
الغضب كان موجّهًا للخادمات اللواتي كن يتهامسن ويحدقن بي منذ قليل… أليس كذلك؟
[ ذهبوا.]
“ماذا؟!”
لماذا يختفي هؤلاء الناس بهذه السرعة؟
الخادمات اللواتي كن يحدقن بي اختفين فجأة.
عندما نظرت عبر النافذة مذهولة، سألتني الخادمة التي جاءت لأخذي بحيرة:
“آنسة إيفي، هل تبحثين عن شيء ما؟”
“أ-لا، لا شيء.”
حقًا اختفين.
حدقت في المكان الذي كنّ فيه، مستغربة.
كنت أنوي أن أخبر من يأتيني أن الخادمات كن يتهامسن عني، لكن…
‘لقد اختفين جميعًا، ولن أتمكن من قول ذلك.’
[هؤلاء البشر في هذا القصر غريبون فعلاً. ]
تذكرت تلك الفارسة المتلعثمة في صالون الاستقبال.
هل كانت تراقبني مثل الخادمات لتسخر مني؟
نمت بذهنّي شكوك صغيرة جدًا.
“لا، لا يا آنسة إيفي! لم… لم يأمرنا الدوق بذلك…”
لكن الشك تلاشى على الفور حين تذكرت تلك الفارسة المحمرة الوجه تبكي بخجل.
‘لم تبدُو مثل هؤلاء.’
لو كانت تخطط لمراقبتي بنوايا سيئة، لما كان وجهها كذلك عند اكتشافي.
نعم، دعنا لا نفكر بسوء مسبقًا.
بينما كنت أفكر بذلك، دخل ضيف غير متوقع إلى رأسي.
[ أيها الطفلة البريئة! إذا قال لك أحدهم يوجد حلوى، ستتبعينه بسعادة! ]
‘ليس صحيحا!’
[ ليس صحيحًا؟!]
اهتزّ إكس بغضب داخل ذراعي.
ابتسمت الخادمة وهي تراقب السيف يهتز، ثم مدت يدها بحذر لتأخذ يدي.
“الآن سأوصلك إلى الدوق، آنسة إيفي. هل أمسك يدكِ؟”
“نعم، شكرًا جزيلًا!”
مسكت يدها بحذر، ومشت بمواكبة خطواتي.
أخبرتني عن القصر الفخم فيرديناند وعن عظمته وروعة مكانه، فلم أشعر بالملل خلال الطريق إلى مكتب الدوق.
وأكثر ما أثار اهتمامي كان الحديث عن أمي.
عائلة فيرديناند ، الحامية، أنتجت عبر الأجيال أعظم اسياد السيوف المقاتلين.
وأمي كانت من أفضل المحاربات بين هؤلاء اسياد السيوف العظماء.
أثناء سماعي لذلك، تساءلت:
لماذا ذهبت أمي إلى الريف؟ ولماذا تخلت عن المكانة والشهرة؟
ولماذا اختارت والدي، الحداد المتواضع، بدلًا من أبطال فيرديناند؟
“ابنتي!”
سمعت صوتًا مألوفًا جدًا من بعيد، يفيض بالحنين.
كنت أحدق من النافذة وأنا أمشي ببطء، ثم رفعت رأسي عند سماع الصوت المألوف.
صوت بسيط بعض الشيء،
لكنه دافئ.
بالتأكيد…
“إيفي! أميرتي ا!”
“أبييي!”
عندما رأيت وجه أبي، ابتسمت على الفور وقفزت من مكاني فرحًا.
حقًا، كان أبي موجودًا!
وجهه الذي أراه كل يوم، لكن رؤيته داخل هذا القصر جعلتني أشعر بسعادة غامرة!
ترجمة: لونا
رابط قناة التيلي:
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 20"