‘هذا الفستان أيضًا رائع جدًّا.’
لقد اشتراه لي أبي كهدية عيد ميلاد، بعد أن اقتصد في طعامه ليتمكّن من ذلك.
لكن، حين وُضع بجانب فساتين الدوقيّة الباهظة، بدا فستاني هذا متواضعًا قليلًا.
‘هل هو سيّئ إلى هذا الحد…؟’
إلى درجة أن أُضطر لتغييره قبل مقابلة الدوق؟
لكنني سرعان ما هززت رأسي نافية.
لا، فستاني هذا جميل وفاخر بما يكفي.
إنما هم يريدون أن أبدّل ثيابي الآن فقط لأنني سأقابل الدوق.
ومن الطبيعي أن أرتدي شيئًا مهيبًا في مثل هذا الموقف!
فمن الذي أهداني هذا الفستان؟ أبي العزيز!
تركتُ طرف فستاني من يدي، وأخذت أتأمل بحذر الفساتين التي كانت تشير إليها شارلوت.
لكنني لم أمدّ يدي إليها خشية أن تتسخ أو تتمزق.
“هل أعجبكِ شيء منها؟”
سألتني شارلوت وهي تلازمني من الخلف.
أما باقي الخادمات فكنّ يقفن بعيدًا قليلًا، لكن شارلوت لم تبتعد عني لحظة واحدة.
“كلّها جميلة جدًّا! لكن هل يليق بي أن أرتدي شيئًا مثل هذا…؟”
“بالطبع يا آنسة إيفي! كل هذه الفساتين هي… أقصد… المهم أنّه يمكنك ارتداء أيّ منها.”
“حقًّا! … أعني ليس لأنها تخصّني أو شيء كهذا، إنما فقط… بالصدفة! نعم بالصدفة! وُجدت فساتين تناسب عمركِ في قصر الدوق.”
توقّفت شارلوت عن الكلام فجأة وسعلت بخجل.
[…]
“…”
نظرتُ إليها بعينين مليئتين بالشك.
لماذا تتوقف دائمًا عند منتصف كلامها؟
[ لماذا هذه المرأة تتوقف عند نصف كلامها دومًا؟ ]
يبدو أن إكس فكّر بالشيء نفسه.
جاءت شارلوت بفستانين أحدهما زهري مُزيّن بالدانتيل، والآخر أصفر زاهٍ.
“ما رأيكِ بهذين؟ أعتقد أنّ كل شيء يليق بكِ، لكن الفساتين المُزيّنة كهذا ستبدو رائعة عليكِ.”
الفساتين التي أحضرتها شارلوت بدت حقًّا فاخرة وباهظة الثمن.
ولم يكن يعيبها شئ الا أنّها أكبر قليلًا من مقاسي.
‘لكن…’
[ ألا تُعجبك؟]
‘ليس الأمر أنّها لا تُعجبني…’
أدرتُ رأسي قليلًا نحو فستان أزرق كان معلقًا بين باقي الفساتين.
ذلك الفستان بدا وكأنّه استُخدم من قبل، إذ كان مختلفًا عن غيره وأكثر قدمًا.
[ هو الذي أعجبكِ؟ ]
ورغم ذلك، كان الوحيد الذي أسر قلبي.
[هذا هو الفستان الذي سحر عيني وقلب هذه الصغيرة. ]
‘أليس جميلاً؟’
[ في عيني، باقي الفساتين تبدو أروع. ]
‘لكن…!’
التفتت شارلوت في تلك اللحظة باتجاه نظري.
“هاه؟ هل أعجبكِ هذا الفستان يا آنسة؟”
“ن-نعم! إنه أكثر ما أعجبني.”
اقتربتُ سريعًا من الفستان الأزرق ووقفت أمامه.
وعندما نظرتُ إليه عن قرب، بدا أجمل وأروع مما كان عليه من بعيد.
تمتمت شارلوت بدهشة:
“غريب… ما الذي جاء بهذا الفستان إلى هنا؟”
ثم ناولت الفستانين الآخرين إلى خادمات معها، قبل أن تنحني لمستواي وتسأل:
“هذا الفستان لم يكن من المفترض أن يكون هنا، يبدو أن إحدى الخادمات أخطأت في وضعه. لكن إن أعجبكِ، سأساعدكِ في ارتدائه.”
“نعم، يعجبني! لكن… ما معنى أنه لم يكن يجب أن يكون هنا؟ هل له مالك؟”
“أمم، إن أردنا الدقة، فمالكة هذا الفستان هي أنتِ يا آنسة إيفي.”
“هاه؟ أنا؟”
“نعم، هذا صحيح. لا أستطيع أن أوضح أكثر… أنتنّ! تعالين وساعدنها في ارتدائه، ماذا تنتظرن؟!”
أصدرت شارلوت أوامرها بصرامة، فأسرعت الخادمات إليّ وبدأن في مساعدتي على تبديل ثيابي.
لكن… كيف أكون أنا مالكة هذا الفستان؟
أنا لم آتِي إلى هذا القصر إلا اليوم، بالصدفة بعد أن اصطدمت بالدوق!
فمن غير الممكن أن يكونوا قد أعدّوا فستانًا خصيصًا لي مسبقًا.
‘وفوق ذلك، قالت إنه لم يكن من المفترض أن يكون هنا!’
ماذا يعني هذا؟
لكن أفكاري انقطعت حين سمعت صوت شارلوت:
“تمّ الأمر! ما رأيكِ يا آنسة إيفي؟”
كانت ترتّب أطراف فستاني وهي تبتسم بلطف.
ثم جاءت إحدى الخادمات تحمل مرآة كبيرة لتضعها أمامي.
وقفتُ مرتبكة وأنا أحدّق في صورتي.
شارلوت بدأت تسرّح شعري بمهارة، وما إن انتهت حتى شعرتُ بأنني حقًّا مُهيبة.
إيفي رويس، الطفلة التي اعتادت التدحرج في أسواق القرى، اختفت تمامًا…
والتي ظهرت في المرآة لم تكن سوى فتاة نبيلة ذات شعر ذهبي وعينين زرقاوين.
‘يا له من شعور غريب!’
لم أعتد أبدًا على ارتداء ثياب بهذه الفخامة، ولا على أن يساعدني الآخرون في ارتدائها.
لكن لحسن الحظ، لم أبدُو مثل طفلة ترتدي ثوبًا مسروقًا.
تساءلت لو رآني أبي هكذا، ماذا سيقول؟
هل سيقول إنني أجمل ابنة، ويفرح بي؟
‘أتمنى ذلك… هيهي.’
تورد وجهي بخجل، وعبثتُ بأطراف شعري وأنا أنظر في المرآة.
صفّفت شارلوت شعري وربطته إلى الخلف، ثم صَفّقت يديها وهي تقول ببهجة:
“يا للروعة! كم يليق بكِ هذا الفستان يا آنسة إيفي!”
[هه، حتى لو خططتِ على القرع، فلن يصبح بطيخًا… ]
‘أتساءل إن كان عليّ أن أسألهم بما أنّ جميعهم يحملون سيوفًا، هل سأُعطى أنا أيضًا سيفًا؟’
[… يليق بكِ جدًّا أيتها الصغيرة! وكأنكِ وُلدتِ في هذا القصر!]
أجل، أجل…
تجاهلتُ ثرثرة إكس، ثم التفتُّ إلى الخادمة التي حملت فستاني القديم.
“أرجوكِ، احفظيه جيّدًا. أريد أن أرتديه عند عودتي.”
“حسنًا يا آنسة.”
أخذت الخادمة الفستان وغادرت.
أما أنا فحملت إكس في حضني، ونظرتُ إلى شارلوت.
كنت أشعر بقليل من الغرابة، لكنني لم أبدُو سيئة المظهر على الإطلاق.
“لنذهب الآن لمقابلة الدوق.”
قالتها وهي تمسك بيدي بلطف.
أومأتُ برأسي بتوتر.
❖ ❖ ❖
“… هل هذه هي؟”
“لا تُشبهه أبدًا…”
“أنا لا أعرف وجه الآنسة أصلًا، لكن… أليست مختلفة تمامًا؟”
“باستثناء لون الشعر، لا يوجد شبه! هل من الممكن أن نيل أحضر طفلة مجهولة من مكان ما…؟”
“هس! ستسمعنا!”
عانقتُ إكس بشدّة.
صحيح… لقد سمعت.
سمعتُ كل شيء! نعم، كل كلمة بوضوح!
[ لماذا يتحدّث هؤلاء الحمقى بهذه الصراحة وهي تسمعهم؟! ]
‘لا أعلم…’
لكن من المؤكد أنّ الشخص الأكثر فضولًا في معرفة سبب همساتهم هز أنا.
إذ إنني الآن لست في مكتب الدوق، بل في ردهة القصر، وحيدة تمامًا.
فقد استُدعيت شارلوت على عجل بسبب أمرٍ طارئ، وتركتني وحدي.
“أعتذر يا آنسة إيفي! سأرسل خادمة ترافقكِ بعد قليل!”
وهكذا مرّت خمس عشرة دقيقة بالتمام…
ولم يأتِي أحد.
‘إكس، هل من الطبيعي أن يُترَك الضيف في ممرّ القصر هكذا؟’
وأن
يُتهامس أمامه بهذا الشكل؟
شعرتُ بجسد إكس يهتزّ بغضب وهو يجيب:
[ مستحيل! إنهم فقط يتجاهلونكِ عمدًا! ]
كما توقعت إذن…
أسندتُ ظهري إلى الجدار قرب النافذة، وجلستُ على الأرض.
آه، ساقاي تؤلمانني، وظهري يؤلمني كذلك.
ترجمة:لونا
رابط قناة التيلي :
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"