“هِيك!”
ارتجفت الفارسة التي كانت معي فجأة واندفعت بجسدها.
أنا و إكس قلقنا من أن تتدحرج تلك المرأة ككرة وتُقذَف بعيدًا، لكن لحسن الحظ لم يحدث ذلك.
‘… أحقًّا هي مُحترفة؟’
[ أتشُكّين بي؟]
‘نعم، قليلًا…’
حدّقتُ بالفارسة المرتجفة بنظرةٍ فيها شيء من الشفقة، ثم أسرعتُ نحو الباب وفتحته.
“مَن هناك؟”
“مرحبًا آنسة إيفي، أنا شارلوت، كبيرة الخادم في قصر دوق فيرديناند. ناديني ببساطة شارلوت.”
المرأة التي وقفت أمام الباب كانت ذات بنية جسديّة أكبر قليلًا، وابتسمت بلُطف.
ملابسها كانت تختلف عن باقي الخادمات، إذ كانت على معصمها نقوش تحمل شعار آل فيرديناند.
لم أكن أعرف ما وظيفة “كبيرة الخادمات” تحديدًا.
‘لكن يبدو أنّها شخص ذو شأن كبير في القصر!’
يكفي أنّ ملابسها مختلفة، فهذا يُظهر أنّ مكانتها عالية.
“مرحبًا شارلوت، أنا إيفي. عمري ثماني سنوات هذا العام.”
حيّيتها بأدب ثم ضممتُ السيف في حضني بقوة.
“وهذا السيف هو إكسكاليبر، وورائي الفارسة التابعة لآل فيرديناند…”
[ذهبت.]
هاه؟
التفتُّ إلى حيث كانت الفارسة تجلس قبل قليل.
لكنها اختفت في لحظة واحدة!
مستحيل!
اتّسعت عيناي وأنا أفتّش الصالون بعيني، فرأيت النافذة في الزاوية مفتوحة قليلًا.
هل خرجت من هناك؟!
‘كيف استطاعت أن تفعل ذلك بهذه السرعة؟!’
[ ألم أقل لكِ إنها مُحترفة؟]
ظللتُ أفتح فمي وأغلقه بدهشة وأنا أحدّق حول الصالون.
ظنّت شارلوت أنّني أشعر بعدم ارتياح لشيء ما، فانحنت قليلًا حتى تُقابل عينيّ.
“آنسة إيفي، هل أزعجكِ شيء؟ أم أن الحلويات لم تُعجبكِ؟”
يبدو أنّها لم تسمعني حين قلتُ الفارسة التابعة لآل فيرديناند.
“آه، لا! لقد كانت لذيذة جدًّا. في الواقع… هذه أول مرة أتناول شيئًا مثل هذا.”
فكرتُ قليلًا أن أحكي لها عن الفارسة التي كانت معي، لكنني قررتُ الصمت.
‘الأفضل ألا أتحدّث عنها!’
فلا بدّ أنّ لديها ظروفًا خاصة جعلتها تهرب قبل أن تُكشف.
ولأنها لم تؤذني بشيء، فلا داعي لإخبار أحد.
سأعرف السبب منها حين ألتقيها مرة أخرى!
لوّحتُ بيدي بسرعة وضحكتُ بخجل، فابتسمت شارلوت باطمئنان.
“الحمد لله. لكن… أول مرة؟! تقصدين أنّكِ لم تتذوقي مثل هذه الأطعمة من قبل؟!”
هل… هل هذا أمر سيّئ؟
ارتبكتُ وحركتُ عيني بسرعة.
“أمم، نعم. في المكان الذي كنت أعيش فيه، لم يكن هناك أشياء فاخرة مثل هذه الحلويات. وحتى إن وُجدت، ما كنت لأستطيع شراءها…”
“ماذا! لا يُعقل!”
تغيّرت ملامح شارلوت إلى صدمة كبيرة.
أيعقل أن يكون الأمر بهذه الخطورة؟!
‘هل ارتكبتُ خطأ ما؟’
[إنها تلوم والدكِ أكثر مما تلومكِ.]
‘أبي؟ لماذا أبي؟’
لم يُتح لإكس الوقت لشرح الأمر، إذ فتحت شارلوت فمها وقالت:
“مستحيل…! هل أُحضِر لكِ المزيد من الحلويات؟ أيُّ نوع أعجبك أكثر يا آنسة إيفي؟ سأُضاعف لكِ حصّتك…”
رمشتُ بعيني وأنا لا أفهم لِمَ تُبدي عليّ هذا الحزن.
ثم ابتسمتُ بخجل وقلتُ:
“لا داعي! أكلتُ كثيرًا فعلًا! لكن… إن كان لا يُزعجكِ… هل يمكن أن تُعطيني بعض الكعكات المتبقّية؟ أريد أن آخذها معي إلى البيت لأشاركها مع أبي…”
“…العودة إلى البيت؟”
“نعم؟ بالطبع! بعد قليل سأعود إلى منزلي… أليس مسموحًا؟”
بدت شارلوت محتارة للغاية.
اظن أنّني قلتُ شيئًا خاطئًا.
لكنها ابتسمت فجأة وقالت بحزم:
“بالطبع، سأُجهّزها لكِ بشكل جميل! وأيضًا، عندما يطرق أحد على الباب، لستِ مضطرّة لفتح الباب بنفسكِ.”
“أم… ماذا تعنين؟”
لكن إن لم أفتح الباب، كيف سيدخل الزائر؟
“يكفي أن تقولي ‘تفضّل’، عندها سيدخل من تلقاء نفسه.”
حين قالت ذلك، تذكّرتُ كلام شيخ القرية:
“النبلاء معتادون أن يعيشوا من دون أن يُحرّكوا إصبعًا!”
آه… هكذا إذن.
الآن فهمتُ يا عمّي.
أومأتُ برأسي بخجل، فابتسمت شارلوت برضا.
“سأُحضّر الحلويات لكِ لاحقًا. لكن الآن، يجب أن تلتقي بالدوق يا آنسة إيفي.”
“الدوق؟”
“نعم، إنّه جدُّكِ. عندما تلتقينه، ناديه ‘جدي!’ وسيُسعده ذلك كثيرًا.”
قالتها وهي تضحك ومدّت يدها إليّ.
تردّدتُ قليلًا، ثم أمسكتُ يدها.
“لكن… هل أستطيع أن أحمل إكس معي؟ حين قابلتُ صاحب السمو لم أستطيع إدخال السيف، فتركتُه حينها. لكن بما أنّ الدوق شخص رفيع أيضًا…”
“بالطبع! لكن لا تقلقي، هنا في قصر فيرديناند، كل الخدم يحملون السيوف معهم.”
ثم أخرجت شارلوت خنجرًا صغيرًا كان معلقًا على خصرها لتُريني.
هل يعني هذا أنّ كل أفراد العائلة يستخدمون السيوف؟
[هذا صحيح، هكذا هي عائلة فيرديناند.]
‘لم أكن أعلم…’
أجبتُ إكس في سري.
لا يجب أن أتصرف بتهوّر هنا!
نظرتُ بطرف عيني إلى السيف المعلّق على خصر شارلوت بينما كنتُ أمشي ممسكةً بيدها.
لكن المكان الذي وصلتُ إليه لم يكن غرفة الدوق… بل قاعة مليئة بالثياب!
بمجرد النظر، كان واضحًا أنّ عددها هائل.
‘لماذا أحضرتني شارلوت إلى هنا؟’
رفعتُ بصري نحوها بحذر.
“ألم تقولي إننا سنذهب لمقابلة الدوق؟”
“بلى، صحيح.”
“لكن لماذا هنا؟ هل الدوق موجود بين هذه الفساتين؟”
وسط هذا العدد الهائل من الفساتين؟! لا أظن…
مع ذلك، لم أستطع أن أمنع نفسي من تخيّل دوق فيرديناند مختبئًا بين الملابس.
‘أوف…’
[ أووف… ولماذا تتخيّلين مثل هذه الأشياء؟]
‘قلتُ لكَ لا تقرأ افكاري!’
[أنتِ من بدأتِ بتلك التخيلات الغريبة!]
تجاهلتُ تذمّر إكس، وحدّقتُ بجدية في الفساتين الكثيرة وفي الخادمات اللواتي وقفن بالغرفة.
لكن شارلوت أمسكت يدي وسارت بي إلى منتصف القاعة وهي تقول:
“قبل أن تلتقِي بالدوق، يجب أن نُلبسكِ ثوبًا جميلاً. ولحسن الحظ، قصر فيرديناند مليء بثياب الفتيات الصغيرات.”
“هاه؟ ماذا قلتِ الآن؟”
“لا شيء يا آنسة! فلنختر معًا فستانًا، ما اللون الذي تُحبّينه؟”
وأشارت إلى مجموعة ضخمة من الفساتين.
تجمّدتُ لحظة وأنا أحدّق فيها بدهشة.
‘حقًّا؟ هل يُمكنني أن أرتدي واحدًا منها؟’
[ ألستِ حفيدة هذه العائلة؟ هذا يعني أنّ كل هذه الفسات
ين لكِ. ]
‘لكن يبدو أنّ الدوق لم يكن يعلم بوجودي أصلًا، فكيف تكون ملكي؟’
[ لم أقصد ذلك… آه، انسَي الأمر أيتها الغبية! ]
شدَدتُ بيدي على طرف فستاني البالي، وأنا أقف أمام تلك الفساتين الثمينة الباهرة.
ترجمة:لونا
رابط قناة التيلي:
https://t.me/+qYEu3UlKRFJjMjk0
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"