“وعلى السيوف التي لم يُكمل صنعها أيضًا؟ لو كان هذا كذبًا، فلن تستطيع إكمالها طيلة حياتك، أتعلم؟”
“……هاه؟ هل عليّ أن أقسم إلى هذه الدرجة؟ حسنًا، فهمتُ. أُقسم…….”
هذا يعني أنّه صادق.
إنْ كان أبي قد أقسم على الورشة، بل وعلى السيوف التي لم يُكمل صنعها، فهذا يعني أنّه لا يكذب.
لأنّ أبي لا يُقسم بورشته أبدًا إن كان ينوي الكذب.
……لكن، ماذا عليّ أن أفعل الآن؟
“لِم أصلًا دوق ڤيرديناند. في هذا الطريق المتخلّف؟”
أجل، هذا ما أردتُ قوله أنا أيضًا.
كلّ النبلاء الذين رأيتهم حتى الآن، كانوا يتجوّلون في الشوارع وهم يمتطون عربات ضخمة ومعهم عشرات من فرسان الحماية.
أما نحن، معشر العامّة، فكنا نستلقي أرضًا بهدوء بانتظار مرور النبلاء.
‘لكن، لماذا دوق فيرديناند……. كان يتجوّل في هذا الشارع واصطدم بي؟’
ولماذا كان أبي يُخفي أنّ أمي كانت نبيلة حتى الآن؟
عقلي كان فوضويًّا بسبب المفاجآت المتتالية. لم أستطع أن أرتّب أفكاري.
في تلك اللحظة، مدّ دوق فيرديناند يده إليّ بحذر.
“إيفي.”
“……نـ، نَعم؟”
“إن لم يكن الأمر مزعجًا، هل يمكنني أن أربّت عليكِ قليلًا؟”
[هل يظنّها جروًا؟]
“نعم، بالطّبع!”
تجاهلتُ صوت إكس، الذي لا يفتأ يعلّق على كلّ صغيرة وكبيرة، واقتربتُ فورًا من دوق فيرديناند… لا، من جدّي.
إن كان حقًّا هو دوق ڤيرديناند، فعليّ أن أضع مشاعري جانبًا، وأن أنحني له باحترام……!
“سـ، سألقي التحيّة مجدّدًا، يا سيّدي الدوق!”
جمعتُ يديّ معًا باحترام، ومسحتُ وجهي جيّدًا كي أتأكّد من زوال الدموع، ثمّ قلتُ بصوت واضح ومشرق:
“اسمي إيفي رويس، أبلغ من العمر ثمانية أعوام هذا العام!”
***
غريب.
كنتُ أنوي فقط أن أُلقي التحيّة وأغادر…….
دَرَك… دَرَك…
لماذا أنا داخل هذه العربة؟
همستُ لنفسي وأنا أراقب الأشجار تمرّ بسرعة من خارج نافذة العربة.
كانت الريح تضرب وجهي بقوّة حتى اضطررتُ لإغلاق النافذة.
والعربة التي أركبها الآن، لم تكن تلك التي منحنا إياها سموّ الأمير.
“إيفي، هل أنتِ مرتاحة؟”
بل كانت أكبر بكثير، وأفخم بمراحل، عربة فاخرة وغالية المظهر بحق!
نظرتُ إلى ‘جدّي’ بعفويّة، ثمّ أجبتُه بصوت شديد الأدب:
“لستُ منزعجة أبدًا! شكرًا لسؤالك……!”
“لكن، يبدو أنّكِ غير مرتاحة بعض الشيء. أعتذر، لم أجهّز وسائد لأنّي لا أركب مع أطفالٍ عادةً.”
“……لا بأس بعدم وجود وسائد! حقًا، لا بأس! هذه العربة لا تتمايل أبدًا وهي مريحة جدًا. في الحقيقة، أنا معتادة حتى على عربات البضائع التي تجرّها الثيران!! هاهاه، لذا لا تقلق أبدًا.”
كنتُ أقول الصدق.
حين كنتُ أعيش في الريف، لم يكن هناك عربات فاخرة. بل مجرّد عربات بضائع، وإذا حالفك الحظ وسمحوا لك بركوبها، فذلك يوم مميّز.
كان المختار في القرية يأخذني معه عندما يذهب إلى المدينة، وكان يُجلسني في الخلف.
‘تلك كانت أيّامًا جميلة حقًا.’
صحيح أنّ تلك العربة كانت تهتزّ كثيرًا، وكانت خشنة، لكنّها بقيت ذكرى سعيدة في قلبي.
لكن، أيّ جملةٍ من كلامي أزعجت ‘سيّدي الدوق’؟
“……عربة بضائع؟”
تمتمَ الجدّ بذهول، ثمّ رمقَ أبي بنظرة حادّة جدًّا.
أشعرُ برعشة جسد أبي المذعور تصل إليّ حرفيًّا.
……لماذا هكذا؟
لا أعرف السبب، لكنّني أمسكتُ بيد أبي لأهدّئه.
ثمّ بدأتُ بالدّفاع عن عربة البضائع.
“أم، يا سيّدي الدوق؟ عربة البضائع ليست بالأمر السّيء إلى هذا الحدّ. كانت كبيرة جدًا، ومتينة، وجيّدة فعلًا. أمّا الثور الذي يجرّها، فكان اسمه ويلسون، وكان قويًّا للغاية…….”
لكن، كلّما تحدّثتُ أكثر، ازداد وجه الجدّ عبوسًا.
لماذا؟
بينما كنتُ لا أزال حائرة، سمعتُ صوت إكس يتحدّث خلفي:
[يا غبيّة، الحارس لا يُعجبه أنّكِ كنتِ تركبين عربة بضائع.]
‘ولمَ؟ كانت عربة جيّدة جدًّا……’
[لأنّكِ حفيدته! إن عَلِم الناس أنّ حفيدة دوق ڤيرديناند كانت تركب عربة بضائع في الريف، فماذا تظنّين أنّهم سيقولون؟]”
آه! إذًا هذه هي المشكلة!
ابتسمتُ في وجه الجدّ المعبّس، وشرحتُ له بجهد:
“لا تقلق، لا أتحدّث عن هذه الأمور مع أحد……!”
[ليست هذه الفكرة…… دعيكِ. انظري، وجه الحارس ازداد سوادًا.]
هاه؟ فعلًا!
كان الجدّ ينظر إلى أبي بنظرات أشدّ من قبل.
وبما أنّ الجوّ أصبح متوتّرًا ومحرجًا، قرّرتُ أن أوقف الحديث وأُدير وجهي بهدوء نحو النافذة.
لا أعلم، سيتحسّن الوضع لاحقًا ربما.
ثمّ فجأةً…
‘لكن، لماذا تنادي الدوق بالحارس؟’
[لأنّه الحارس.]
‘أيّ حارس؟’
[يا أيّتها الطفلة! ألا تعرفين شيئًا؟ نادي أباك! أريد الحديث معه!]
‘أبي بجانبك أيّها الأحمق، فقط أخبرني ما معنى الحارس.’
[إنّه، ببساطة……!]
وأثناء جدالي مع إكس، وصلت العربة إلى قصر دوق فيرديناند.
انفتح الباب العملاق ببطء، وتحرّك الفرسان المرافقون إلى الجانبين في تناغم.
وفي تلك اللحظة، بدا تمثالٌ هائل منصوب في وسط قصر فيرديناند أمام عينيّ.
[……إنّه حارس التّنين!]
كان التّمثال يصوّر تنّينًا ضخمًا، هائل الحجم والمهابة.
ظللتُ متشبّثة بنافذة العربة، وفتحتُ عينيّ بدهشة.
حارس إمبراطوريّة كالكيست.
الأسرة الدوقيّة الوحيدة في كالكيست.
بيت النبلاء العظيم، الذي أخرج سيّافي النخبة جيلًا بعد جيل.
و……
‘حارس التّنين؟’
[هل حقًا لم تكوني تعلمين هذا؟ كيف تعيشين في إمبراطوريّة كالكيست وتجهلين هذا؟]
يمكن لأيّ أحد ألّا يعرف……
لمَ يُحاضر بهذه النبرة؟
رمقتُ إكس بنظرة غاضبة دون أن أُظهرها.
[لمَ تنظرين إليّ هكذا؟ يا غبيّة!]
هاه؟ يبدو أنّ نظرتي لم تكن خفيّة.
على أيّ حال، ما أخبرني به إكس عن ‘دوقية فيرديناند’ هو كالتالي:
منذ زمن بعيد، حين تأسّست إمبراطوريّة كالكيست، أبرم أحد الكائنات الأسطورية لحدود الفهم عقدًا مع الإمبراطور الأوّل.
وكان هذا الكائن هو التّنين……!
‘أعرف هذه المعلومة على الأقلّ.’
“أعلم ذلك.”
‘صدقني، أعرف.’
“فهمتُ.”
المهم، أنّ التنّين أبرم عقدًا مع الإمبراطور الأوّل.
وقد وعد بأن يرعى هذه الإمبراطوريّة ويحفظها ما دامت قوّته قائمة.
والتّنين مخلوق خالد لا يموت.
لذا، ما دامت الإمبراطوريّة تحت حمايته، فستظلّ تنعم بالسّلام تحت ظلّ مجده وبركته.
لكن، بركة التّنين وعقده كانا مشروطين.
[طلب التنّين من الإمبراطور الأوّل أن يمنحه فارسًا، يتواصل معه، ويحرسه، ويحرس الإمبراطوريّة معه.]
استجاب الإمبراطور لذلك، واختار رأس أسرة فيرديناند، أقرب الناس إليه.
[وعقد التنّين عهد الحراسة معه.]
ومنذ ذلك الحين، صار يُطلق على عائلة فيرديناند اسم “حُرّاس التّنين”.
‘لكن، أليست هذه قصّة قديمة جدًا؟’
لا أدري إن ك
انت هذه الأسطورة حقيقيّة، لكنّني أعلم لأنّني داخل عالم رواية أنّ التّنين موجود حقًا.
وأعلم أنّ الأبطال سيقضون عليه لاحقًا، وستقع الإمبراطوريّة في الفوضى، ثمّ يُنقذونها من جديد.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"