5
حقّقت «فضائح الأحد» نجاحًا باهرًا بالمعنى الحرفي.
“كما توقّعت، لم أكن مخطئة.”
لم يكن مبالغةً القول إنّ الجميع في الشوارع كانوا يتحدّثون عن «فضائح الأحد».
كانوا مفتونين بصيغة المجلّة الجديدة التي لم يروا مثلها من قبل، وهلّلوا للإشاعات المثيرة عن شخصيّات الأوساط الاجتماعيّة التي تضمّنتها.
أوفى تيل بوعده. زار منزل إيشا وأخبرها أنّ المجلّة، التي تجاوزت توقّعات المبيعات بعشرة أضعاف في غضون أسبوعين فقط، ستستمرّ في التعاون، بل ويقدّم لها مصادر معلوماتٍ بين الحين والآخر.
‘لكن لا يمكنني الاكتفاء بهذا.’
بينما كانت إيشا تفكّر في كيفيّة زيادة المبيعات أكثر، وقعت عيناها على أطفالٍ يتسوّلون بالقرب من منزلها.
‘كم عددكم؟’
اقتربت إيشا من الأطفال وعرضت عليهم أجرًا عادلًا لتوظيفهم. كان الهدف هو جعلهم يروّجون للمجلّة.
‘إذا تركتُ هذا لتيل، سيأخذ حصّةً أكبر. إنه بالتأكيد من هذا النوع.’
لم يكن هذا العرض خسارةً للأطفال. بل على العكس، كان صفقةً مربحةً لهم.
وهكذا، استمرّت مبيعات «فضائح الأحد» في الارتفاع، ومضى عامٌ ونصف.
لكن إيشا واجهت عقبةً غير متوقّعة.
‘لقد تناولتُ جميع الشخصيّات الممكنة…’
لم يعد أشخاص الأوساط الاجتماعيّة يقدّمون أحداثًا جديدة. بدأوا يتصرّفون بحذرٍ أكبر، وهو أمرٌ طبيعي. فمع وجود إيشا التي تنشر كلّ تصرّفاتهم، كان من المتوقّع أن يتوخّوا الحذر.
“أحتاج إلى شيءٍ أكثر إثارة.”
من في إمبراطوريّة دراكسيون يتمتّع بشهرةٍ واسعة وله فضائح كثيرة؟
شخصٌ لم أتناوله بعد.
“…كيليان وينترز.”
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً للوصول إلى الإجابة.
كيليان وينترز.
البطل الثانوي في رواية <الإمبراطور لا يعيش بدون أسرى>.
شخصٌ اشتهر بفضائحه حتى قبل بدء الأحداث الرئيسيّة للرواية!
حتى عند قراءة الرواية، لم تحبّ إيشا كيليان. بل على العكس، كرهته. كان شخصًا أنانيًا بشكلٍ مفرط، ودائمًا ما كان متسلّطًا مع البطلة هيلدا.
بل وأصبح في النهاية الشرير الأخير في القصّة.
“أحمقٌ مهووس بمشاعره!”
لم تكن مشاعرها تجاهه إيجابيّة أصلًا، ومع تجسّدها في إيشا أشتون، التي يقتلها كيليان، كان كرهها له أمرًا لا يحتاج إلى تفسير.
…لكن، هل يمكنني تناول قصّة كيليان بتهوّر؟
‘لكنه الآن في الحرب. وفقًا لتطوّر الأحداث، لن يعود قبل أشهر.’
كانت <الإمبراطور لا يعيش بدون أسرى> الرواية المفضّلة لإيشا.
على عكس أبطال الروايات الأخرى، كان البطل، بيلمور إيلينغتون، لطيفًا وودودًا. وبالمثل، كانت البطلة، هيلدا إيفريت، باردةً ومنطقيّة وخاليةً من العاطفة.
أحبّت إيشا علاقتهما كثيرًا، خاصّة كيف كان بيلمور يعامل هيلدا بلطفٍ ويحترم مشاعرها ويقترب منها بحذر.
على عكس كيليان تمامًا.
بما أنها روايتها المفضّلة، قرأتها إيشا مرّاتٍ عديدة.
وفقًا لحساباتها، لن يعود كيليان قبل ربيع العام القادم.
لأن الرواية تبدأ بوصفٍ عن الربيع.
والآن كان الشتاء القارس.
‘نعم، كنتُ أخطّط لمغادرة دراكسيون عند عودة كيليان على أيّ حال.’
كان هدف إيشا كالتالي:
جمع أكبر قدرٍ من المال عبر «فضائح الأحد».
ثم مغادرة إمبراطوريّة دراكسيون قبل عودة كيليان من الحرب. رغم قطع علاقتها بعائلة أشتون، لم تستطع تجاهل احتمال تورّطها في أحداث القصّة.
حتى لو غادرت الإمبراطوريّة، ستستمرّ «فضائح الأحد» في النشر. طالما أرسلت المخطوطات، سيتولّى رون الطباعة والتوزيع، كما يفعلون الآن.
‘مهما كان، لا يمكن تجاهل حضور كيليان في دراكسيون. هل هناك موضوعٌ أفضل من هذا؟’
كانت الإشاعات عن كيليان لا نهائيّة.
ابنٌ غير شرعي لعائلة الدوق، نشأ وسط الاضطهاد، لكنه حقّق إنجازاتٍ عظيمة في ساحات القتال.
حتى هنا، كلّ شيءٍ جيّد. شخصيّة بطوليّة مقنعة. لكن أن يقتل والده وأخاه اللذين عذّباه ليصبح ربّ الأسرة، كان فضيحةً يعرفها حتى المارّة.
لو كان قد تصرّف بلباقة، لربما استطاع الحدّ من انتشار الإشاعات، لكنه اختار الصمت.
ما زاد الطين بلّة كان سلوكه في ساحات الحرب. يقال إن كيليان لا يفرّق بين رجلٍ أو امرأة، شيخٍ أو طفل، فإذا كان عدوًا، حتى طفلٌ في الثالثة سيُقتل.
لذلك، كان الناس يخشونه.
لكن، المثير للدهشة، أنّ كيليان كان يتمتّع بمظهرٍ وسيمٍ للغاية. رغم أن إيشا لم تره بعد، كانت أوصافه في الرواية تتكرّر بما يكفي لتصبح ممّلة.
ونتيجةً لذلك، انقسمت آراء الناس حوله إلى فئاتٍ متعدّدة.
“لولا الدوق كيليان، هل كانت إمبراطوريّة دراكسيون لتنتصر بهذا الشكل في الحرب؟”
“إذا كان وسيمًا، فهذا يكفي. هناك نبلاء آخرون يحيط بهم إشاعاتٌ أسوأ.”
“لكن، هل يُعقل تمجيد شخصٍ قتل عائلته ليصبح ربّ الأسرة؟”
“هذه مجرّد إشاعات! لا يوجد دليلٌ قاطع.”
“بالطبع لا يوجد! لأنه تخلّص من أيّ دليلٍ منذ زمن! ولو كان بريئًا، أليس من المفترض أن ينفي ذلك؟”
على أيّ حال.
“أيّها الأحمق المزعج. سأريك بنفسي أن القلم أقوى من السيف.”
برقت عينا إيشا بالجنون وهي تمسك القلم.
و…
[ عددٌ خاص عن وحش الحرب في دراكسيون، كيليان وينترز!
لماذا أفسد هذا الوجه الوسيم؟
في هذا العدد، نكشف أسرار الدوق كيليان. ]
بعد صدور العدد الأوّل الخاص بكيليان.
“يا إلهي، هذا نجاحٌ مذهل!”
حقّقت المجلّة، التي كانت تعاني من الركود، نجاحًا هائلاً. فقد تضاعفت المبيعات ثلاث مرّات مقارنةً بالعدد السابق.
السبب كان بسيطًا. كيليان وينترز كان شخصيّةً غامضةً محاطةً بالأسرار، ولم يجرؤ أحدٌ من قبل على وضعه على طاولة التشريح بهذه الجرأة.
“لكن، لمَ هذا الإقبال الكبير؟”
ركّزت إيشا في مقالها على قصّة قتل كيليان لوالده وأخيه، لكن يبدو أن الناس ركّزوا على معاناته في طفولته.
ابن الدوق وينترز غير الشرعي، كيليان. تبنّاه الدوق وينترز على مضض، لكن، للأسف، انتهت مسؤوليّته عند هذا الحد.
كما يعلم الجميع، لم تكن طفولة كيليان مشرقة. كان يتعرّض للإساءة من والده الدوق وأخيه غير الشقيق. إليكم شهادة شخصٍ عمل خادمًا في عائلة الدوق آنذاك.
ليويلين (اسم مستعار): عملتُ في عائلة الدوق لفترةٍ طويلة، لكنني لم أرَ السيد كيليان بمظهرٍ سليمٍ قط. كان وجهه دائمًا مغطّى بالكدمات، ولا يمكنني عَدّ المرّات التي رأيته فيها يُضرب.
المحرّر: كيف كانت طبيعة العنف تحديدًا؟
ليويلين (اسم مستعار): كان يُضرب حتى لو التقى بعيون أحدهم، والشتائم كانت أمرًا معتادًا. لم يكن يُعطى طعامًا لائقًا. خبزٌ متعفّن وحليبٌ على وشك التلف… كانوا يجبرونه على أكله ويستمتعون بذلك.
المحرّر: ماذا شعرتِ عندما قتل كيليان والده وأخاه؟
ليويلين (اسم مستعار): فكّرتُ: “أخيرًا، حدث ما كان متوقّعًا”. شيءٌ من هذا القبيل.
…من خلال هذه المقابلة مع ليويلين (اسم مستعار)، لمحنا إلى روح الانتقام والغضب لدى كيليان.
لكن، هل كان من الصواب أن ينتقم بوحشيّة من عائلته؟ هل كان عليه أن يصبح ربّ الأسرة حتى لو تطلّب ذلك إزهاق أرواح والده وأخيه؟ ألم يكن هناك طريقٌ آخر؟
“هناك دائمًا سببٌ لانحراف الإنسان. لو عوملتُ بهذه الطريقة في طفولتي، لأصبحتُ مثله.”
“بالضبط. أنا في الحقيقة أتفهّم الدوق كيليان.”
“يا إلهي، كم كان وحيدًا طوال هذه السنوات؟”
هذه لم تكن الردود التي توقّعتها إيشا.
ومنذ ذلك الحين، بدأت إيشا تنفلت من عقالها.
[ العدد الثاني الخاص بكيليان وينترز!
هل يثير كلّ هذا الضجيج لجذب انتباه النساء؟
هل فرقة فرسان عائلة وينترز هي في الحقيقة نادي معجبين الدوق كيليان، ويتلقّون أموالاً إضافيّة تحت الطاولة؟
قصّة حبّ بين الفارس الحارس تيورن وكيليان وينترز! نكشف السرّ الآن! ]
كانت إيشا مخلصةً تمامًا لروح “النميمة”.
لكن حربها الفرديّة انتهت بهزيمتها.
“تبًا لهذا!”
كانت السيدات النبيلات والآنسات صلباتٍ كالصخر. بدلاً من انتقاد كيليان، ازدادت شعبيّته أكثر فأكثر.
كان العدد الثاني الخاص، الذي تحدّث عن قصّة حبّ مع الفارس تيورن، الأكثر تأثيرًا، إذ أشعل كلمة “الحبّ الممنوع” ضجةً كبيرة. بل ويقال إن البعض كتب قصصًا خياليّة ووزّعها سرًا. (بيقولك مرة كوريين مجابوش طاري الياوي ماتو)
“هذا سخيفٌ جدًا.”
حتى أنّ إشاعاتٍ تحدّثت عن تأسيس نادي معجبين لكيليان. بدا أنّ السيدات والآنسات سيواصلن شفقتهنّ عليه حتى لو أكل… شيئًا مقزّزًا.
“لا أعرف لمَ تكرهين كيليان لهذه الدرجة…”
الشخص الذي جعل إيشا تعيد التفكير في موقفها كان أخوها الصغير ليوريك.
“مهما كان، كيليان يساعد كثيرًا في المبيعات. أليس هذا كافيًا؟”
“أنا أكره ذلك الرجل!”
“إذن، استمرّي في بيعه.”
“ماذا؟”
“مجرد ذكر اسم كيليان يضمن النجاح، أليس كذلك؟ فقط استغلّيه بكلّ الطرق. اجمعي كلّ قصص البؤس الممكنة.”
همم.
غرقت إيشا في التفكير للحظة.
“حقيقة الأمر لا تهمّ، أليس كذلك؟ أنتِ تخطّطين لمغادرة دراكسيون عند عودة كيليان على أيّ حال.”
“…”
“انظري إليه كمجرد سلعة. ما رأيكِ؟ أليس اقتراحي جيّدًا؟”
كان لكلام ليوريك منطقٌ واضح. نعم، ما الذي يهمّ؟ طالما يجلب المال. في النهاية، لا مكان للمشاعر أمام الأرباح، حتى لو كانت مشاعر الكراهية.
وهكذا، قرّرت إيشا مواصلة استغلال كيليان.
هكذا بدأ كلّ شيء.
…والآن، إلى الحاضر.
“هاه، هاه!”
تعثّرت إيشا وهي تركض بجنون، تلهث بصعوبة.
— ترجمة إسراء
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"