هل قرأ أحدكم رواية رومانسية كهذه؟

فارسةٌ مقدسة تُدعى سيرافينا هزمت الملك الشيطاني وأنقذت العالم، ثم اختفت فجأة.

السبب؟ لأنها أصبحت أمًّا.

لا أعرف لماذا هربت مع ابنتها، لكن يبدو أن هذه الرواية من نوع الحريم العكسي.

 الفارسة المقدسة كان لديها ثلاثة أصدقاء!

كما هو متوقَّع، المهن التي تبدأ بـ”مقدس” في الروايات الرومانسية هي الأكثر انفتاحًا.

على أي حال، يقال إن الرجال الثلاثة جنُّوا وهم يبحثون عنها. لكن بعد عشر سنوات، ظهرت فتاةٌ تشبه البطلة تمامًا.

وكانت طالبةً جديدةً في المدرسة التي يعمل فيها الأبطال الثلاثة كمعلمين.

عندما أدرك الثلاثة أنها ابنتها، أصيبوا بالهوس.

 تنافسوا على أنها ابنتهم، وقدَّموا لها كل شيء…

كانت الفتاة مذهولة. في الروايات الإلكترونية، قد يكون الإخفاء شائعًا، لكن أن تُخفي الأم عن ابنتها هوية والدها، بل وهويتها هي أيضًا؟ يا للـفاجعه!

لماذا أسأل؟ لأنني تجسَّدتُ الآن كتلك الابنة.

كانت حياتي السابقة فوضى تامة، لذا أردتُ أن أعيش هذه الحياة بسلام. هاه… يا للحياة…

لكن على الأقل، والدايَّ هذه المرة يعشقان ابنتهما؟ ههه.

لكن ما المشكلة؟

أنني لا أعرف في أي روايةٍ أنا.

لا أتذكَّر قراءة هذه القصة، ولا كتابتها.

هل يعرف أحدكم؟

أرجوكم، لتكن قصةً هادئةً ومحببةً وشافية. أرجوكم، أرجوكم…

لا أحد يعرف؟ حسنًا، فلنفترض أنها ليست رواية.

سأعتبر أنني فزت بجائزة الوالدين في هذه الحياة، وسأعيش هنا مستمتعةً بالرفاهية!

* * *

اختيار والدَيَّ في حياتي السابقة؟ كان فشلًا ذريعًا.

لأنني مُتُّ على يد أمي.

لا أعني أنها وبَّختني بشدة، بل بالمعنى الحرفي.

كان والداي في حياتي السابقة مهووسَين بالمال.

تفاقم هوسهما بعد أن جنيتُ المال كممثلةٍ صغيرة ناجحة، فاستنزفاه بالكامل.

“الجامعة؟ ما هذه الجامعة الملعونة! أنجبناكِ جميلة، فلماذا لا تعملين على يوتيوب على الأقل لتسدّدي تكاليف تربيتكِ؟”

هكذا تحدَّثا بوقاحةٍ إلى ابنتهما التي لم تفوّت المركز الأول في المدرسة رغم غياب التعليم الخاص.

على الرغم من معارضتهما، درستُ بجدٍ ونجحتُ في الالتحاق بمدرسة العلوم التي كنتُ أحلم بها. لكنني لم أتمكَّن حتى من حضور حفل الالتحاق، والسبب…

“إنه سرطان الدم.”

هاه… الحياة صعبة جدًّا…

أنا من أصيبت بالسرطان وشعرت بالحزن، لكنهما عاتباني لأنني، كابنة، أجبرتهما على رعايتي. لكنهما لم يزورا المستشفى إلا لتصوير برامج جمع التبرعات.

اشتريا بضاعة فاخرة وسياراتٍ أجنبية بأموالِ مأساتي.

 لذا، يجب أن أكون قد سدَّدتُ تكاليف تربيتي وزيادة.

عندما قلَّ اهتمام الناس ونضبت التبرعات بينما استمر المرض وتكاليف العلاج، قرَّرا أنني لم أعد مجدية.

“ابنتنا، إنه عيد، تعالي إلى البيت لتناول الطعام. لقد أعددتُ أمكِ الكثير من اللحم المسلوق والمحار.”

بعد خروجي من المستشفى، تناولتُ الطعام الباهظ الذي أعدَّته أمي بشكلٍ غير معتاد، وفي اليوم التالي، أصبتُ بالتهاب معوي شديد. 

لم تتحمَّل مناعتي الضعيفة بسبب سرطان الدم الفيروس.

في زاويةٍ مزدحمة من غرفة الطوارئ، ظنَّت أمي أنني فقدتُ الوعي تمامًا، فتمتمت لنفسها:

“كان يجب أن أُبرمَ تأمينًا إضافيًّا…”

كانت تطمع بتأمين حياتي لتحقيق مكاسب أخيرة.

“الشرطة… أرجوكم، اطلبوا الشرطة. إنه إساءة للأطفال.”

عندما غادرت أمي، جمعتُ قواي الضئيلة وتوسَّلتُ إلى الممرضة.

“أنا مريضة بسرطان الدم… أمي حاولت قتلي بالتأمين عن طريق إطعامي طعامًا فاسدًا عمدًا.”

أخبرتُ الشرطة التي جاءت بعد البلاغ، لكنهم لم يصدّقوا كلامي.

لكن عندما تدخَّلت الإعلام، تغيَّر الموقف.

**صدمة! ممثلة صغيرة سابقة، والداها حاولا قتلها من أجل التأمين**

هل كانت شركات التأمين، التي تأسَّست على مبدأ “عدم دفع التأمين”، لتفوّت شبهة الاحتيال؟ 

بدأت الشرطة وشركات التأمين التحقيق في استخدام التبرعات.

وهكذا، أصبحت أمي مجرمة بدلًا من تحقيق مكاسب.

الانتقام ليس مثل المشروب الغازي، بل مثل الدجاج الحار. حتى لو برد، فإنه لذيذ.

منع أمي من جني المال من حياتي كان حلوًا وحارًّا.

وعلاوة على ذلك، ماذا يحدث إذا ماتت الابنة، مصدر المال الوحيد؟ ديونٌ كبيرة.

:هذا مصدر مالكم تتخلَّص الآن من قيود وأعباء والديها الفاسدين! تحطَّموا!’

النقطة الوحيدة المؤسفة في هذا الانتقام المثالي هي أنني متُّ لإكماله.

كنتُ أبكي بحسرةٍ لأنني لم أذهب إلى مدرسة العلوم ولم أصبح بالغة، لكن…

“واه! ماذا؟”

وُلدتُ من جديد.

في غابةٍ تلعب فيها الجنيات ذوات الشعر الأخضر المزيَّن بالزهور.

من أم ذات شعرٍ أحمر وعيونٍ خضراء.

باسمٍ جديد، ‘سيلي’.

‘ما هذه الرواية بحق الجحيم؟’

عادةً، عندما تستيقظ في عالمٍ آخر، أليس هذا انتقالًا إلى رواية؟ لكنني الآن لستُ متأكدةً حتى إذا كان هذا عالم رواية.

لأن لا شيء يحدث!

كانت الغابة منعزلةً تمامًا عن الحضارة، لدرجة أنني شككتُ في وجودها على الخريطة.

لم يكن هناك سوايَ وأمي. 

أمي في هذه الحياة غريبة الأطوار ومهملة بعض الشيء، لكنها تحب ابنتها كثيرًا.

“سيلي، يا صغيرتي. يجب أن نعيش هنا معًا لوقتٍ طويل وبصحةٍ جيدة.”

لم تكن تحبني لتبيعني بثمنٍ غالٍ. لو كانت مهووسةً بالمال، لما عاشت في مثل هذه القرية النائية.

في هذه القرية، الكائنات الشبيهة بالبشر كانت الدريادات، أرواح الأشجار.

“يا ابنة الغابة، اشعري بطاقة العالم من حولكِ. هل تسمعين همس الأوراق الخضراء؟”

الجنيات هي أرواح الطبيعة، مصدر السحر، ويقال إنهن أنقى وأقوى السحرة.

“لا أسمع شيئًا. ربما لأنني لم أتناول الخوخ مؤخرًا.”

“يا شجرة، أرينا دورة الفصول.”

“واو! توقَّفي عند موسم الخوخ، ههه.”

كان بإمكانهن زراعة الفاكهة التي أريدها من البذرة في لمح البصر.

بالنسبة لي ولأمي، كنَّ مجرد جيرانٍ لطيفات، لكن عندما يقتحم صيادون أو مستكشفون هذه الغابة النائية نادرًا، يكتشفون مدى رعب الدريادات.

‘لذلك لا يجرؤ أحد على اقتحام هذا المكان.’

بعد حياةٍ مليئة بحوادث والديَّ، كنتُ راضيةً عن حياتي الجديدة الهادئة والمملة والخالية من الأحداث.

تلقَّيتُ حب أمي الذي افتقدته في حياتي السابقة!

في زاويةٍ من قلبي، كنتُ لا أزال متعلقةً بمدرسة العلوم، لكن هل توجد مدرسة علوم هنا؟ لم أعد مضطرةً للتنافس مع أطفالٍ يتلقَّون دروسًا خصوصية، وهذا جيد!

والأهم، أنني لستُ مريضة!

ماذا يمكنني أن أطلب أكثر؟

“سيلي، دعينا نعيش هنا معًا إلى الأبد.”

“حسنًا! بشكلٍ هادئٍ وطويل!”

“نعم! هادئ وطويل!”

لكن الحياة لا تسير كما نريد.

انتهى بي الأمر بأمنيةٍ جديدة. في صيف السنة التي أصبحتُ فيها سيلي وعمري عشر سنوات.

**إشعار القبول**

**أكاديمية سبيلمور**

30 أغسطس، سنة التحرير 11

السيدة سيلينا لوريلهارت المحترمة،

يسرُّنا إبلاغكِ بقبولكِ في أكاديمية سبيلمور.

تفتخر أكاديمية سبيلمور، المؤسسة السحرية العريقة ذات التقليد اللامع والسلطة الرفيعة، بتخريج سحرة عظماء عبر آلاف السنين، مفتتحةً عصرًا جديدًا.

(ننكر أي علاقة بالسحرة غير العظماء. خجلوا من أنفسكم!)

نأمل أن تعتبري فرصة الانضمام إلى صفوف خريجي سبيلمور شرفًا لعائلتكِ.

هذه الرسالة هي الإشعار الأخير للطلاب المقبولين الذين لم يسجّلوا بعد.

إذا رأيتِ أنكِ لا تملكين المؤهلات لتصبحي ساحرةً عظيمة، يمكنكِ تجاهل هذه الرسالة. تقدّر سبيلمور حكمة وشجاعة الاعتراف بالتواضع.

في حال لم تستلمي الرسائل السابقة بسبب سوء الحظ، نعلمكِ مجددًا أن التسجيل ينتهي في 1 سبتمبر الساعة 9 صباحًا، يوم الافتتاح.

مدير أكاديمية سبيلمور 

غريغوري ليكساريون.