بعد أن سلّمت ريجين النائم بسلام إلى ساشا، خرجت فينديا مع كيت إلى خارج القصر.
تبعتهما يوليز وكريس، ثم فارس يوليز وبيتر واحدًا تلو الآخر.
✧ ゚。 ・ 。゚ ✧ : * . ☽ . * : ✧ ゚。 ・
“تلك المرأة اللعينة… لن أدعها تفلت.”
تمتم تشارلز وهو يخطو بعنف، متوعدًا.
ما زالت الكدمات حول عينه تؤلمه، وكانت من أثر الضربة التي تلقّاها من عشيقته فانيسا بعد أن علمت أن له زوجة وطفلة.
عندها قبضت عليه كما يُقبض على فأر، وأعلنت انفصالها عنه.
وطردته قائلة: “ادفع نفقة الطفل وارحل عن حياتي.”
بسبب كيت، لم يخسر عشيقته فقط، بل أصبح على وشك أن ينهار عالمه بأكمله.
لم يقتصر الأمر على الطلاق، بل حُكم عليه بدفع تعويضات ونفقة شهرية أيضًا.
“تجرؤ تلك الحقيرة على السخرية من زوجها… ها أنتِ—”
صرخ وهو يلمح كيت خارجة من القصر، لكنه ابتلع كلماته على الفور.
إذ كان يقف بجانبها عدد من الأشخاص: تلك المرأة “ديا”، وابنة الماركيزة، وذلك الفتى الوسيم، وذلك الرجل الغريب مرتديًا المئزر، والفارس الضخم الذي كان يعيقه في كل محاولة لرؤية كيت.
جميعهم يبدون مستعدين للانقضاض عليه.
“هه. الكدمة تليق بك.”
اخترق أذنه صوتٌ ساخر، فابتلع ريقه متوتّرًا.
كانت ديا، العقل المدبّر وراء كل ما جرى.
أدرك تشارلز أنّها السبب في كل شيء؛ فهي من منحته قسيمة الطعام المجانية التي قادته مع فانيسا إلى المطعم، وهناك انكشف أمره.
ومنذ تلك اللحظة، سارعت كيت إلى رفع دعوى الطلاق، وظلّت تحت حماية هذه المرأة.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل إن ذلك الشاب أيضًا أغوى والدته.
صرّ تشارلز على أسنانه وهو يرمق ديا بنظرات ملؤها الحقد:
“كل هذا من تدبيركِ.”
“وما الحاجة لأن تسأل؟ سمعت أنك لم تعد تجرؤ على إظهار وجهك في الشارع، ومع ذلك جئت إلى هنا بخطوات ثابتة؟”
“كفى. لديّ ما أقوله لكيت، تنحّي جانبًا. هذه مسألة بين زوج وزوجة.”
“أي زوج وزوجة؟ لقد طلّقتما. ألا تعرف أن تقرأ ما في يدك؟ صكّ. طلاق. رسمي.”
مع سخرية ديا، قطّب تشارلز حاجبيه ثم أدار رأسه نحو كيت.
“أنتِ. دعينا نتحدّث على انفراد.”
كان بحاجة إلى وقت منفرد معها بعدما أدرك تفوّقهم العددي.
“سنتحدّث هنا.”
“تبًا! لا تجادلي—افعلي ما أقول!”
لكن رد كيت البارد والمقتضب فجّر غضبه.
كيف تجرؤ على التصرف بهذه اللامبالاة وهي التي دمّرت حياته؟
“سيّدتي، هل أدفنه هنا؟”
“هاه… إذن أنتَ الوغد الذي تجرّأ على السخرية من أمّي؟”
تحوّلت عينا تشارلز المشتعلتان غضبًا إلى كريس.
بسببه مرضت والدته وسقطت فريسة للفضيحة؛ إذ إنّ زوجات الرجال المتزوجين الذين ارتبطت بهم رفعن عليها دعوى جماعية بتهمة الزنا.
ورغم معرفتها أنها استُغلّت، ظلّت متشبثة بذلك “الفتى” تعيش في بؤس وحزن، تناديه ليلًا ونهارًا.
“والدتك من أغدقت عليه الهدايا. كما يقولون: الطبع يغلب التطبع. الآن عرفتَ ممّن ورثت تصرفاتك.”
“أنتِ…!”
اندفع تشارلز إلى الأمام غاضبًا، لكنه توقّف فجأة.
فقد اصطفّ الرجال المحيطون بديا أمامها في لحظة، مانعينه من الاقتراب.
كانت الأجواء مشحونة بالتهديد، نظراتهم تقول إن إشارة واحدة تكفي لينهالوا عليه.
اللعنة… اللعنة…!
أخذ يشتم في سرّه بحنق. وأدرك أنه إن طال الجدال هنا، فلن ينال سوى الخسارة.
التعليقات لهذا الفصل " 31"