استمتعوا 

‘ما قصة عناوين الكتب التي يقرأها الشيطان السماوي؟‘

كانت تبدو وكأنّها من نوع الكتب التي تختارها ربّة منزل عادية.

نعم، معظم الكتب على الرف كانت تتعلّق بتربية الأطفال.

‘لا عجب أن والدي بارع في تصفيف شعري.’

كان والدي يصفّف شعري بنفسه كل يوم،

ويحرص دائمًا على تنويع التسريحة والمستلزمات.

اليوم، لفّ ضفيرتيّ وجعل منهما كرتين صغيرتين، أشبه بالزلابية.

‘الشريط الأرجواني يتماشى مع لون معطف والدي.’

لمستُ الشريط الأرجواني وابتسمتُ قليلًا.

لم يكن ما توقعتُه، لكنّي لم أمانع.

‘والدي يبذل مجهودًا كبيرًا من أجلي.’

شعرتُ بالإعجاب مجددًا تجاه ما يقدّمه والدي من أجل راحتي.

‘يجب أن أُبقي وتيرتي مرتفعة! عليّ أن أساعد أبي على تجاوز ضعفه النفسي بشكل أسرع، حتى نستمر في عيش هذه الحياة السعيدة!’

ولتحقيق ذلك، كان عليّ أن أتحرّك.

مررتُ بجانب الأرفف المليئة بكتب التربية، وتوغّلتُ أكثر.

‘المزيد من كتب التربية. ‘كيف تجعل طفلك أطول قامة‘ …’

وعندما فتحتُ أحد الكتب، رأيتُ مذكرة مكتوبة بخط يد والدي.

‘اغلِ عشبة الثلج وقدّمه له مرة واحدة في اليوم.’

ذكرني هذا الكتاب الذي يتحدث عن الطول بشيء كنت قد سألته لأبي منذ فترة.

“أبي، لماذا أنا قصيرة؟“

“ومن قال إن نجمتي قصيرة؟“

“لكن إيك سون في عمري، وهو أطول مني بكثير.

أريد أن أكون طويلة مثله.”

“أبيك يحبك كما أنت، نجمتي.”

“لكني لا أحب الأمر! أنت وإيك سون طويلان، 

وأنا أريد أن أكون طويلة! اجعلني أطول!”

تذكّرتُ وجه أبي وهو يبدو حائرًا بينما كنتُ أتشبّث بذراعه وأتوسّل إليه.

‘والآن حين أفكّر بالأمر،

بدأتُ أشرب شاي عشبة الثلج بعد تلك المحادثة…’

كل ذلك كان ليجعلني أطول.

‘وكل ما فعلتُه هو التذمّر من مرارة الشاي…’

“بما أنكِ أنهيتِ شرب الشاي، سأكافئكِ.”

كان أبي يضع قطعة حلوى سكرية في فمي بعد أن أشرب الشاي، كأنها مكافأة.

‘لقد صنع أبي ذلك الشاي المرّ من أجلي.

إنه مرّ حقًا… لكنني سأشربه من الآن فصاعدًا من دون تذمّر.’

وبينما أنا متأثرة بحب أبي، قلّبتُ الصفحة.

وظهرت ملاحظة أخرى بخط يده، هذه المرة حول فوائد عشبة الثلج.

‘…لا تأثير لها؟‘

نطقتُ بالكلمات وأنا مصدومة تمامًا.

“حتى لو لم يكن لها تأثير، هل كان عليه أن يكون بهذه الصراحة؟“

تمتمتُ وأنا أعيد الكتاب إلى مكانه، ثم التفتُ إلى الرف المقابل.

كانت هناك كلمات لفتت انتباهي.

[هدية لستار.]

“ستار، نفس ‘النجمة‘ التي في اسمي.”

*معناة اسمها نجمة ف يناديها نجمتي بدال اسمها

دفعني الفضول إلى سحب الكتاب.

صرير، اهتزاز، ارتطام!

انشقّ رف الكتب إلى نصفين بصوت مدوٍّ.

***

في تلك الأثناء، تسلّل الشيطان السماوي دانغ هوي بهدوء إلى الغرفة الداخلية، وأغلق الباب، ثم جلس متربّعًا.

“خيط الحاجز الشيطاني المتعالي.”

حين مدّ هوي يديه، اندفعت طاقة أرجوانية مخيفة من أطراف أصابعه، على شكل خيوط.

غطّت تلك الخيوط الأرجوانية الغرفة بأكملها بسرعة، مشكّلةً حاجزًا.

‘كم من الوقت يمكنني أن أتدرّب اليوم؟‘

في العادة، كانت تشون سونغ تذهب للعب في منزل إيك سون أثناء انشغال هوي، لكن لمزيد من الحذر، كان يستخدم حاجزًا ليحوّل الغرفة إلى مساحة تدريب سرّية.

‘قد تعود نجمتي مبكرًا، لذا عليّ أن أسرع. هل هكذا يتم القطع؟‘

الكتاب الذي فتحه هوي لم يكن يحتوي سوى على رسمة لرأس إنسان.

حدّق هوي في الرسمة باهتمام شديد.

“سيكون التعلم أسهل إذا طبّقته مباشرة.”

وضع الكتاب جانبًا، ونهض، وتوجّه نحو دمية قشّ تشبه الإنسان، حتى في تفاصيل الشعر.

‘أتساءل إن كان سيُقطع بسلاسة؟‘

قدّر المسافة بينه وبين الدمية بعينيه.

بدا وكأنه لم يفعل شيئًا سوى لمس السيف،

ثم انطلقت طاقة سيف أرجوانية من النصل.

“سيف الروح الطائر السريع.”

وقبل أن يُنهي كلماته، انطلق هوي بسرعة خاطفة بمحاذاة دمية القشّ، وكأنه ينساب في الهواء.

فجأة، كان السيف في يده.

تطاير شعر الدمية في الهواء.

استدار هوي وعاد إلى حيث كانت الدمية.

“مستقيم تمامًا.”

ابتسم وهو ينظر إلى شعر الدمية المقطوع بشكل مستقيم.

‘ستبدو هذه التسريحة رائعة على نجمتي. حسنًا، نجمتي ستكون لطيفة حتى لو كانت صلعاء. لكنها في عمر تهتم فيه بالأناقة.’

“ما الخيارات الأخرى؟“

تناول الكتاب مجددًا وهو يبدو راضيًا.

وكان عنوان الكتاب.

“كيف تصفّف شعر طفلك بطريقة تجعله يحبّه“

***

‘هـ، هل انشقّ رفّ الكتب لتوّه؟‘

حدّقتُ في الرف المنشقّ وفمي مفتوح من الصدمة.

لكن لم يكن ذلك الأمر الوحيد المثير للدهشة.

‘هناك غرفة مخفيّة خلف رف الكتب!’

على عكس المكتبة المزدحمة، لم يكن في هذه الغرفة سوى رفّ واحد، وكتب مغلّفة بالحرير.

‘ربما عثرتُ على شيء مذهل؟ مثل دليل فنون قتالية حقيقي؟‘

في قصص فنون القتال، ينال الناس التنوير بمجرد قراءة دليل سري… ربما حياتي الآن تدور حول الارتقاء من خلال هذه الأدلة؟

وخفق قلبي بقوة، وأمسكتُ بأحد الكتب المغلّفة بالحرير.

فتحتُ الكتاب ولم أتمالك نفسي من الابتسام.

‘وجدتُه!’

لم يكن دليل فنون قتالية كما تمنّيت، بل كتابًا عن طائفة الشياطين.

‘انتظر، هل كل الكتب هنا من هذا النوع…؟‘

أخرجتُ الكتب الأخرى بسرعة من الغرفة السرية، وتصفّحتها.

‘منجم ذهب! هذا المكان منجم ذهب!’

“الجائزة الكبرى!”

رفعتُ يديّ وصرختُ بفرح.

‘هل هكذا يشعر جامع الجينسنغ حين يجد حقلًا كاملاً؟‘

جميع الكتب هنا كانت عن طائفة الشياطين.

من خلال قراءتها وتنظيمها،

يمكنني أن أكتشف كل شيء – مكان مقرّهم، بنيتهم، كل شيء.

“لا يمكنني الوقوف هنا وأحتفل فقط.”

‘عليّ أن أستخرج المعلومات قبل أن يُنهي أبي تدريبه. ولكن…’

“من أين أبدأ القراءة؟“

رغم أن عدد الكتب في الغرفة السرية أقل، إلا أن رؤية عشرات الكتب دفعة واحدة كان كافيًا ليشعرني بالإرباك.

‘قال أبي إن الكتب غذاء للروح. سأعتبر هذا مثل أكل الحلوى.’

“حسنًا، أولًا، مكان طائفة الشياطين!”

قبضتُ على قبضتيّ بعزم،

وفتحتُ كتابًا عن مكان وزمان تأسيس الطائفة.

‘القرية هذه أقرب بكثير إلى الطائفة مما كنت أعتقد.’

الآن فهمتُ لماذا اختار أبي هذه القرية ليختبئ فيها.

‘لأنها قريبة من طائفة الشياطين،

فمن السهل الحصول على الأخبار وإصدار الأوامر.’

وشخص ماهر مثل أبي يمكنه الوصول إليهم في لحظة إذا ما حدث أمر خطير.

‘المشكلة أنني لستُ بمهارة أبي.’

‘وبما أنني طفلة، فالوصول إلى طائفة الشياطين قد يستغرق أكثر من يوم.’

“أعتقد أن عليّ أن أكون ممتنّة لكونها ليست أبعد.”

بعد أن فهمتُ موقع الطائفة، 

انتقلتُ إلى الكتاب التالي، وكان عن هيكل الطائفة.

‘رئيس الطائفة هو القائد، والدي، 

وهناك نائب له… نعم، كما في الروايات، هناك نائب دائمًا.’

فهمتُ ذلك، وانتقلتُ بسرعة إلى الصفحة التالية.

‘هذا هو الجزء المهم. لأجد طريقة لمعالجة ضعف والدي العقلي، يجب أن أتمكّن من التنقّل داخل الطائفة.’

والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي أن أصبح عضوًا فيها.

‘لكن طائفة الشياطين لن تسمح لأي كان بالانضمام.’

لذا، كان عليّ أن أجد طريقة لأكون ذات فائدة لهم.

وتحدث هذا الفصل عن الرتب الدنيا في الطائفة.

‘مع مهاراتي الحالية، لا يمكنني دخول إحدى الوحدات القتالية الخمس الكبرى… هل هناك طريقة لأصبح تلميذة من المستوى الأدنى؟‘

وهناك، في السطر التالي،

ظهر توضيح عن كيفية اختيار التلاميذ الجدد.

‘يتم اختيار التلاميذ الجدد مرة في السنة.

يتنافس مئات الأشخاص، ومن ينجو يدخل.’

أن أقاتل مئات الأشخاص وأنا بالكاد قادرة على هزيمة شخص واحد؟

بهذا الجسد الصغير، سيكون من المعجزة أن أنجو دون أن أُسحق.

“إذا كان الدخول بصفتي تلميذة من المستوى الأدنى بهذه الصعوبة، فكيف لي أن أدخل الطائفة؟ هل أحاول الانضمام كخادمة؟“

لكن إن أصبحتُ خادمة، فلن أتمكّن من التحرّك بحرية.

‘قد أقضي النهار بأكمله في الأعمال المنزلية والغسيل. 

أحتاج إلى وقت كافٍ للتسلّل.’

إذًا، هذا الخيار مستبعد.

الآن، لم يتبقَ سوى ثلاث فرق فقط.

فرقة الاغتيال السوداء – وحدة اغتيالات نخبوية صغيرة.

فرقة الظل الخفي – مجموعة تفتيش سرية.

فرقة الأسرار الثلاثة – وكالة استخبارات داخل الطائفة.

‘أيّ من هذه يمكنني الانضمام إليها؟‘

وبينما كنتُ أفكر، لمع الحلّ في ذهني فجأة.

عرفتُ الجواب. 

فورًا أشرتُ إلى اسم واحدة من الفرق الثلاثة.

“هذه!”

   ( ( 

   („• ֊ •„) ♡ 

━━━━━━O━O━━━━━━

– تَـرجّمـة: شاد. 

~~~~~~

End of the chapter