استمتعوا 

 

[الفصل الأول: إيجاد طريقة لعلاج ضعف الشيطان السماوي في طائفة الشيطان]

 

“مـ، ما هذا؟”

 

فجأة، مرت الكلمات التي تمتمت بها على السرير قبل لحظة، 

في ذهني كوميض.

 

“أبي، إن كنت تراقبني، أخبرني بالإجابة.”

 

اللفيفة التي أمام عيني بدت وكأن أحدهم أجاب سؤالي.

 

‘هل من الممكن أن يكون أحدهم قد سمعني…؟’

 

ارتجف جسدي من البرد، ونهضت فجأة وأنا أُحدق من حولي.

 

حتى أنني تفقدت أسفل السرير، لكن لم يكن هناك أحد.

 

‘لا يبدو أن أحدًا يراقبني. إذًا من أرسل هذه اللفافه؟ 

لا بد أنه شخص يعرفني… أعني، 

يعرف أن والدي هو الشيطان السماوي، ويعلم أنه مريض…’

 

لذا، حتى وإن لم أكن أعلم من أين جاءت هذه اللفافه، 

فقد كان من الجدير التحقق منها.

 

‘هل هذه اللفافه مثل تلك النوافذ السحرية أو المهام التي تراها في الروايات أو الألعاب الخيالية؟ هذا منطقي تمامًا في عالم فنون القتال. الفكرة متقنة.’

 

‘أنا في ورطة عميقة، لذا لا يمكنني تحمل ان اكون متطلبه.’

 

مقارنةً بما كنت عليه قبل دقائق فقط، ضائعة تمامًا، 

هذه اللفافه بمثابة هدية من السماء. 

 

إذا فعلت ما تقوله، ربما أتمكن من النجاة فعلًا في هذا العالم المجنون من فنون القتال.

 

‘قالت عالج ضعف الشيطان السماوي؟ 

الآن بعد أن أفكر في الأمر، قالوا إن لديه مرضًا مزمنًا.’

 

إنه دائمًا على الحافة، على وشك الانحراف القاتل للطاقة.

 

الرواية كانت تسميه فقط ‘مرضًا مزمنًا’،

لكنني أعلم تمامًا ما هو، بفضل حياتي السابقة.

 

أبي يعاني من نفس الشيء الذي عانيتُ منه في حياتي السابقة.

 

‘الاكتئاب، اضطراب الهلع، الأرق.’

 

ثلاثة أسماء لأمراض، لكن الجذر كان في مكانٍ واحد.

 

‘عشيرة تانغ في سيشوان…’

 

اسم الشيطان السماوي كان تانغ هوي. 

 

قبل أن ينضم إلى طائفة الشيطان السماوي، 

كان سيدًا شابًا في عشيرة تانغ في سيشوان، 

وكان يُلقّب بإمبراطور السيف السام الذي لا يُضاهى.

 

وكان لديه زوجة جميلة تُدعى سول هوا، من قصر الثلج في بوكهاي.

 

‘كان الجميع يقول إن أجمل امرأة وأوسم رجل في السهول الوسطى قد اجتمعا.’

 

والطفل الذي وُلد بينهما هو أنا، سول تشون سونغ.

 

‘الآن أفهم لماذا يبدو أبي حزينًا دائمًا حين يتحدث عن أمي.’

 

أمي، سول هوا، قُتلت.

 

بعد ولادتي بفترة قصيرة، بينما كان تانغ هوي بعيدًا للحظات.

 

وكل ذلك بسبب مكيدة من الزوجة الأولى لعشيرة تانغ، 

داخل العشيرة نفسها.

 

أبي، تانغ هوي، حملني بين ذراعيه على الفور، 

وتخلى عن اسم تانغ، وترك عشيرة تانغ في سيشوان إلى الأبد.

 

‘منذ ذلك الحين، لم يتمكن والدي من النوم، 

فكوابيس ذلك اليوم تطارده باستمرار. 

وكان بالطبع مكسور القلب لفقدان المرأة التي أحبها.’

 

وما أعاده من الحافة، رغم ضعفه المتزايد واستسلامه، 

لم يكن سوى أنا، التي كنت لا أزال طفلة في ذلك الوقت.

 

“بابا!”

 

“هل… هل ناديتني بابا؟”

 

“…با!”

 

حين رآني أبتسم ببراءة، 

رأى والدي ملامح المرأة التي أحبها في وجهي.

 

“أنتِ نسخة طبق الأصل من سول هوا ومني. 

نعم، أنتِ هدية. أثمن كنز تركته سول هوا خلفها.”

 

قالها وهو يقبّل وجنتي.

 

“من الآن فصاعدًا، اسمك الأخير هو سول، 

وليس تانغ. أنتِ سول تشون سونغ الآن.”

 

“با!”

 

“يبدو أنك تحبين اسمك الجديد، أليس كذلك؟”

 

وأنا أضحك بصوتٍ صافٍ وأُمسك بإصبعه بإحكام، 

قال أبي بصوت أكثر جدية من أي وقت مضى:

 

“تشون سونغ، سأمنحكِ العالم. لن أسمح لأحد أن يؤذيك.”

 

بعد ذلك، أتقن أبي الفنون الشيطانية، وأسقط الشيطان السماوي القديم، وأصبح رئيس طائفة الشيطان السماوي.

 

ثم، كما وعد، بنى الطائفة من جديد. وأصبحت طائفة الشيطان أقوى يومًا بعد يوم، وبالطبع، زاد عدد أعدائه بنفس الوتيرة.

 

وكثرة الأعداء شملتني أيضًا، 

أنا من كان أبي يعزّها أكثر من أي شيء.

 

“نحن في مأزق حقيقي. سيدتنا الشابة تشون سونغ في خطر. ماذا لو غادرتِ الطائفة لبعض الوقت؟ 

فقط حتى تصبحين قوية بما يكفي لحماية نفسك؟”

 

أحد أخلص أتباع أبي، 

والذي كان معه منذ تأسيس الطائفة، اقترح ذلك.

 

أبي، الذي كان قلقًا جدًا عليّ، استقرّ في قرية نائية بعيدة عن السهول الوسطى، وربّاني هناك.

 

‘وهذا هو المكان الذي نحن فيه الآن.’

 

الأمر قاسٍ، لكن سبب مقتل سول تشون سونغ في الأساس، 

هو أن والدي كان متعلّقًا بي بشدة.

 

‘الصدمة التي خلّفها فقدان سول هوا ساءت أكثر فأكثر مع تقدُّم تشون سونغ في السن.’

 

كان يصاب بالهلع إن تحدّث أي أحد معي، 

فهرب كل من حاول الاقتراب.

 

‘وفي نهاية المطاف، شعرت تشون سونغ بالاختناق من والدها لدرجة أنها لم تعد تتحتمل.’

 

تشون سونغ هربت من الطائفة، 

رغم أن أبي أوصاني ألا أخرج بمفردي أبدًا.

 

‘وكأنهم كانوا ينتظرونها، ظهر حثالة عشيرة تانغ في سيشوان، وقتلوا تشون سونغ، وعلّقوا رأسها عند مدخل طائفة الشيطان.’

 

بصراحة، أولئك الأوغاد من عشيرة تانغ كانوا 99% من السبب الرئيسي في حماية أبي المفرطة لي.

 

كانوا يرسلون رسائل تهديد، 

يتحدثون عن موت سول هوا، ويهددون بقتلي أنا أيضًا.

 

ولأن الشيطان السماوي لم يُرِد أن أعيش في خوف دائم، 

لم يخبرني عن الأمر.

 

بل قرر أن يحميني بنفسه.

 

‘لو أن تشون سونغ استمعت لأبي، لما ماتت، لكنني أفهم لماذا شعرت بالاختناق، من دون أن تعرف شيئًا، وعاجزة تمامًا.’

 

كنت أرى الأمر من الجانبين. 

 

ولهذا، كانت تلك الحلقة تُؤلمني بشدة.

 

‘لو لم يكن والدي مريضًا، 

لما انهارت علاقته بابنته، ولربما عاشت تشون سونغ…’

 

هذا ما كنت أفكر فيه، غارقة في الحزن.

 

‘انتظر لحظة، إن عالجت ضعف أبي، 

ألن يعني ذلك أنني لن أموت وسنعيش جميعًا في سعادة؟’

 

كنت أعلم ذلك! هذه اللفافه قد تكون تذكرتي للنجاة!

 

إذا لم يعد أبي يتصرف بجنون خوفًا من أن يخسرني كما خسر أمي، يمكننا أن نكون معًا دون كوابيس، 

ويمكنه أخيرًا التحرر من هذا الألم، أليس كذلك؟

 

أنا أريد شيئين فقط في هذه الحياة.

 

“أبي، سأبقى معك إلى الأبد.”

 

أولًا، أن أفي بوعدي لأبي.

 

“اسمعيني جيدًا،

عليكِ أن تبقي على قيد الحياة. أنا أحبكِ، صغيرتي.”

 

ثانيًا، أن أنجو، دون أن أموت ميتة الكلاب.

 

“حسنًا! سأُعالج أبي!”

 

وبينما أقبض على قبضتي بعزم، واجهت صعوبة جديدة.

 

‘لكن… كيف سأعالج أبي؟’

 

لا توجد أدوية حديثة هنا، ولا الأدوية التي كنت أتناولها من قبل.

 

نظرت مجددًا إلى اللفافة.

 

‘طائفة الشيطان.’

 

بما أن المكان مذكور تحديدًا، 

لا بد أن هناك دليلًا على العلاج هناك!

 

‘يجب أن أذهب إلى طائفة الشـ…’

 

“نجمتي، هل استيقظتِ لتوكِ؟”

 

“آه، أبي!”

 

ظهر أبي فجأة، فحاولت إخفاء اللفافه خلف ظهري.

 

نظر إليّ أبي باستغراب.

 

“إن كنتِ بحاجة إلى الحمام، سأذهب معكِ.”

 

“لا، لست كذلك!”

 

لم يسأل حتى عن اللفافه، لذا أعتقد أنه لا يستطيع رؤيتها. 

 

ولم يبدو أنه سمعني أتحدث مع نفسي قبل قليل أيضًا.

 

‘هذا مطمئن.’

 

“أين كنت، أبي؟”

 

شعرت بالارتياح، فغيّرت الموضوع ببساطة.

 

“ذهبتُ إلى المرحاض.”

 

‘اصبح كذابًا محترفًا.’

 

“أنت تكذب!”

 

ربما كان حريًّا بي أن أتمنّى أبًا بذاكرة سمكة ذهبية.

 

منزعجة قليلًا، غطيت رأسي بالغطاء.

 

“ما الذي قلتِه؟”

 

٠لا شيء!”

 

صرخت بتوتر، وأبي، الذي لم يفهم شيئًا، 

جاء وجلس بجانبي، وبدأ يربّت على رأسي.

 

يده كانت ترتجف، لكنه واصل التربيت على شعري حتى غفوت. 

 

كان ذلك لطيفًا لدرجة أنني لم أستطع أن أظل غاضبة.

 

***

 

حلّ الصباح.

 

استيقظت مبكرًا، على غير عادتي، وتناولت الإفطار، 

ولعبت بالشريط البنفسجي الذي ربطه أبي في شعري 

– كان يشبه أذني الأرنب – بينما كنت أراقبه.

 

أبي دائمًا ما يقول إنه ‘يعمل’ في الصباح، ويقضي وقته وحيدًا.

 

‘من يعلم؟ ربما هذا العمل هو تدريب. وبما أنه الشيطان السماوي، فلا بد أنه تدريب مخيف… مثل استحضار الأرواح أو طقوس دمويّة… حتى لو كان قويًا، لا يزال لديه نقطة ضعف. 

هل هو بخير وهو يفعل هذا النوع من التدريب؟’

 

ربما من الأفضل تجنب أبي الآن.

 

مجرد التفكير بالتدريب أرعبني، لكنه كان فرصة مثالية أيضًا.

 

‘هذا يعني أنه يمكنني التجوال دون أن يلاحظني!’

 

وبينما كان أبي مشغولًا بأموره المخيفة، 

قررت تفقد الغرفة التي يحتفظ فيها بمكتبته الخاصة.

 

كل ما كنت أعرفه أنني لا يجب أن أدخل هناك،

لأنها تحتوي على أشياء مهمة. 

 

وكنت دائمًا فتاة مطيعة، لذا لم أدخلها من قبل.

 

لكنني الآن أعلم. إنها مكتبة الشيطان السماوي الخاصة! 

إن كان هناك أي معلومات عن طائفة الشيطان، فلا بد أنها هنا.

 

تأكدت أن أبي غير موجود، ثم تسللت كالنينجا وفتحت باب المكتبة بهدوء، ودخلت.

 

“هواا، جميعها كتب؟”

 

كانت مكتبة أبي مكتظة بالرفوف، 

وكل رف مكدّس بكتب قديمة وقاسية.

 

‘هل هذه عن طائفة الشيطان؟ أو ربما تقنيات فنون قتال سرية؟’

 

ابتلعت ريقي، وقلبي ينبض بقوة، 

وبدأت أقرأ العناوين على الأغلفة، واحدًا تلو الآخر.

 

‘كيف تكون والدًا محترفًا، 100 طريقة للفوز في تربية الأطفال، صنع طعام أطفال فائق الفائدة، تسريحات لطيفة لابنتك الصغيرة.’

 

جدّيًا؟

 

   ( ( 

   („• ֊ •„) ♡ 

━━━━━━O━O━━━━━━

– تَـرجّمـة: شاد. 

~~~~~~

End of the chapter