2- طفلة غير عادية
استمتعوا
‘هل نادى والدي لتوّه بلقب الشيطان السماوي؟’
ما إن خطرت هذه الفكرة في رأسي حتى اجتاحتني مشاهد غريبة وغير مألوفة.
‘ما هذه المشاهد؟’
“دان ميونغ! لا!”
“اسمعيني جيداً، عليكِ أنت فقط أن تنجي، أحبكِ، يا ابنتي.”
مشاهد لعائلة سعيدة، ثم سيارة تشتعل فيها النيران في منتصف الطريق السريع.
صورتان متضادتان اختلطتا أمام عيني بشكل جنوني،
حتى بدأت تتضحا وتندمجا في مشهد واحد.
والدتي كانت تحميني حتى آخر لحظة،
تحجُب عني النيران بجسدها كاملاً.
والدي، الذي كان ينزف في مقعد السائق،
أدار رأسه لينظر إليّ رغم أنه كان يفقد وعيه.
‘تذكرت الآن، بارك دان ميونغ،
هذا هو اسمي في حياتي السابقة.’
رغم أن الذكرى جاءت فجأة وبدا الأمر غريبًا،
كنت أعلم بالفطرة أنها حياتي الماضية.
في حياتي السابقة،
تمكنت من النجاة من حادث خطير بفضل تضحية والديّ.
‘لكن، أنا فقط.’
والدتي التي ضحّت بحياتها من أجلي،
ووالدي الذي كان يقود السيارة، توفّيا في مكان الحادث.
“السيارة تحطمت بالكامل، كيف نجت الطفلة فقط؟”
“تسك، هي السبب في موتهم.”
نبذني كل أقاربي من كلا الجانبين.
قالوا إنني نذير شؤم لأنني الوحيدة التي نجت من ذلك الحادث المروع.
ونتيجة لذلك، ولعدم وجود من يعتني بي، تم إرسالي إلى دار أيتام.
ولم يكن الكبار فقط من رأوا يوم الحادث يوم شؤم.
أنا كنت من يتذكر ذلك اليوم بوضوح أكثر من أي أحد.
‘إنه خطئي. لو لم يحاول والداي حمايتي،
لكانا على قيد الحياة الآن…’
كلمات أقاربي كانت بمثابة لعنات، وظلت تطاردني.
منذ ذلك اليوم، بدأت أعاني من كوابيس يومية،
تطورت إلى أرق، ثم إلى اكتئاب واضطرابات هلع.
ألم فقدان كل من أحببت في لحظة واحدة،
ولحظاتهم الأخيرة التي عشتها، لم تُمْحَ من ذهني.
بل كانت تتكرر باستمرار، ولم أستطع الفرار منها طوال حياتي.
‘كنت أتمنى فقط أن أموت حينها في تلك اللحظة.’
في دوامة لا تنتهي من الخوف والقلق،
راودتني أحيانًا رغبة في الاستسلام لكل شيء،
لكنني حاولت أن أعيش.
“دان ميونغ، اسمعيني جيدًا، عليكِ أن تنجي وحدك.”
لأن كلمات والدتي الأخيرة أصبحت واجبًا عليّ.
“أحبك، يا ابنتي.”
كنت أظن أن بقائي حيّة هو الطريقة الوحيدة لرد جميل أمي وتضحيتها.
وكان الأمر نفسه في عيد ميلادي العشرين.
ذلك اليوم الذي امتلأ بضجيج أبواق السيارات الجنوني.
باااانغ!
ربما كانت إحدى السيارات تقود بطريقة متهورة؟ كل ذلك الضجيج أعاد إليّ ذكريات ذلك اليوم، فأصبت بنوبة هلع وسط ممر المشاة.
لم ألاحظ حتى الدراجة النارية المسرعة باتجاهي، حينها…
توقفت ذاكرتي عند تلك اللحظة.
‘لقد مت، دون أن أحقق أمنية أمي الأخيرة في النجاة.’
لكنني لم أشعر بالمرارة طويلاً،
لأن شيئًا آخر صدمني أكثر من موتي في حياتي السابقة.
‘لكن لحظة…، هل أنا سول تشون سونغ؟ ليس مجرد شخص يحمل نفس الاسم، بل هي نفسها؟’
اسم ‘سول تشون سونغ’ كان مألوفًا جدًا بالنسبة لي.
عندما كان الأرق يمنعني من النوم، كنت أكتب.
وكنت أقرأ الكثير من الروايات،
لكنني أتحدث عن الرواية التي قرأتها قبل الحادث بيوم.
سول تشون سونغ كانت شخصية في روايتي المفضلة،
والتي قرأتها أكثر من مئة مرة، ‘الوريث الشاب لعشيرة نامغونغ’.
‘لم تكن البطلة، لكنني كنت أحب اللحظات الحلوة بينها وبين والدها، الشيطان السماوي. كنت أعيد قراءة ذلك الجزء كل يوم.’
تلك القصة كانت عزائي، لأنني فقدت والديّ في سن صغيرة.
لذا، كنت أركّز على قصتهما في الرواية،
بدلًا من التركيز على عشيرة نامغونغ التي كانت العنصر الرئيسي.
‘لهذا السبب أعرف هذا.’
الشيطان السماوي أمامي سيصبح لاحقًا الشرير الأخير،
الذي يسعى لتدمير العالم.
والسبب في تحوله إلى الشر؟ هو موت ابنته،
سول تشون سونغ، أغلى ما يملك في هذا العالم.
‘مستحيل! لا بد أن هناك خطأ. الشيطان السماوي ليس شخصًا ضعيفًا يصاب بنزيف أنفي طوال الوقت.’
ثم تذكرت كلمات الرجل المقنّع ذو قناع الشورا.
“الدواء أصبح أقوى الآن، لذلك سيكون نزيف الأنف أكثر.”
‘الآن بعد أن فكرت في الأمر،
الشيطان السماوي كان يعاني من الأرق أيضًا.’
أتذكر أنني قرأت أنه كان يتناول مهدئات قوية لذلك.
‘حسنًا، لنفترض أن النزيف سببه الحبوب المنوّمة القوية.
لكن لا يعقل أنه لا يستطيع حتى عصر الغسيل أو حمل طفلة صغيرة مثلي!’
‘والدي كان ضعيفًا تمامًا منذ سبع سنوات.’
لكن في الرواية، ‘الوريث الشاب لعشيرة نامغونغ’،
كان الشيطان السماوي، تانغ هوي،
يفيض قوة، رغم معاناته من الأرق ونوبات الهلع.
لم يكن يستطيع التحكم بقوته حتى.
كان قويًا جدًا، لدرجة أن لقبه السابق كان
‘إمبراطور السيف السام الذي لا يُقهر’.
وبعد حادثة معينة، انقلب على طائفته،
وهزم الشيطان السماوي السابق،
وتولى قيادة طائفة الشيطان السماوي.
لقد كان الأقوى بلا منازع — هذا هو الشيطان السماوي تانغ هوي.
‘كان يخاف لدرجة أن قوته الهائلة قد تؤذي ابنته، فكانت يداه ترتجفان كلما لمسها. وكان حريصًا جدًا عندما يرتب لها ملابسها. ذلك الجزء من الرواية كان مؤثرًا… انتظر، الأيدي المرتجفة؟’
ثم تذكرت يدَي والدي ترتجفان كلما حملني،
وكيف كان حريصًا عند غسل ملابسي.
‘هل يمكن أن يكون…؟ لا، مستحيل. لا يمكن.’
‘جيوك أون.’
نادى والدي الرجل المقنّع المغادر.
“هل لا تزال نجمتي غير قادرة على تحمّل كامل قوتي؟”
“هل أنت جاد؟ ألا تعلم حقًا؟”
الرجل المقنّع نظر إلى والدي الذي بدا عليه الجهل بالأمر،
تنهد، وقال بنبرة فيها استسلام:
“حتى فنانو القتال الذين تدربوا لسنوات لا يستطيعون تحمّل ضربة من الشيطان السماوي والخروج منها سالمين. أعلم أنك كنت موهوبًا منذ صغرك، ايها الشيطان السماوي، لكن الأطفال العاديين ليسوا هكذا. تشون سونغ لا تزال في السابعة من عمرها.
إن لم تكن حذرًا، قد تؤذيها حقًا.”
“نجمتي ليست طفلة عادية. عمرها سبع سنوات فقط،
لكنها لا تصرخ حتى عندما ينزف أنفي. تفتح المنديل بيدَيها الصغيرتين وتمسح أنفي بهدوء. إنها ذكية وبارعة للغاية،
لا ريب أنها ستدرك قريبًا حقائق الكون وأسراره!”
“ماذا…”
“لا، ربما ستسيطر على العالم بجاذبيتها! قد تصبح طائفة الشيطان السماوي طائفة سول تشون سونغ… لا، الطائفة لا تكفي. عندما أنظر إلى عينيها المشعتين كالجواهر، أشعر أن عليّ بناء إمبراطورية لها! وليس هذا فقط …نجمتي عبقرية…”
‘هل هذا حقيقي؟ هذا جنون.
لا أصدق أنني أسمع الشيطان السماوي يتفاخر بابنته!’
كانت عيناه تلمعان بجنون حبّه لابنته،
لكن صوته كان جديًا بالكامل.
كان هذا بالتأكيد الشيطان السماوي من الرواية.
‘…هل فعلاً تم تجسيدي داخل الرواية؟’
مهما حاولت الإنكار، لم أعد قادرة على إنكار الواقع أمامي.
نعم.
لقد تجسدت بشخصية سول تشون سونغ،
ابنة الشيطان السماوي.
…التي تُقتل على يد قاتل مأجور يحمل ضغينة ضد الشيطان السماوي.
***
عندما أدركت الحقيقة، عدت إلى غرفة النوم،
شاردة تمامًا، واستلقيت.
‘لقد كنت مشوشة لدرجة أنني نسيت إخفاء المضرب.
لا بأس، سأموت على أي حال، فما أهمية ذلك؟’
استلقيت في السرير والمضرب والحبل بجانبي تحت البطانية، أحدق بسقف الغرفة بعبوس.
كان رأسي يعج بالفوضى، مختلطًا بين حياتي السابقة والحالية.
‘لا، الأهم الآن هو أنني سول تشون سونغ.
بارك دان ميونغ ماتت وانتهى أمرها.’
أولويتي الآن هي النجاة بصفتي سول تشون سونغ.
‘موت واحد بلا فائدة في حياتي الماضية يكفي.’
لم أكن أريد نهاية بائسة أخرى في هذه الحياة.
كنت أرغب في الوفاء بوعد أمي،
ذاك الوعد الذي لم أستطع تحقيقه من قبل.
كان عليّ أن أحققه هذه المرة.
‘لكن كيف أتجنب الموت؟ الرواية لم تذكر سوى أنها تُقتل على يد قاتل غامض لديه ضغينة ضد الشيطان السماوي.’
الشيطان السماوي كان قد انقلب على طائفته،
لذلك كان له أعداء كُثُر.
ولم أكن أعرف من أين أبدأ لتغيير مصيري.
“أبي، إن كنت تراقبني، أخبرني بالإجابة.”
‘أعني، لا يمكنني حتى إخبار والدي أنني بعثت من جديد…’
ربما بدأت أعتاد على هذا الجسد،
لأني وجدت نفسي أبحث عن أبي أولًا.
كنت أتمتم لنفسي بانزعاج عندما سمعت صوت خشخشة خارج نافذة غرفة النوم.
ما هذا الصوت؟’
كان يشبه صوت قماش يُرفرف في الريح،
أو ربما صوت جناحي طائر.
بشكل غريزي، أخرجت العصا من تحت البطانية.
‘بما أنني لا أزال أعيش في قرية نائية بعيدًا عن السهول الوسطى، لم يحن وقت اغتيالي بعد. لذا، على الأرجح، ليس قاتلًا من الظلال.’
كنت سارحة في أفكاري حين سمعت شيئًا ينقر على النافذة.
‘هل يطلب مني فتح النافذة؟’
مستحيل أن يكون قاتلًا مؤدبًا بما يكفي ليطرق.
‘إذًا، من يكون؟’
فتحت النافذة بحذر.
“بيب! بيب!”
ثم طار طائر شفاف إلى الداخل، أسقط شيئًا أمامي،
دار حول رأسي، ثم طار عائدًا من حيث أتى.
‘هل كان ذلك طائرًا للتو؟’
“لم أرَ طائرًا شفافًا من قبل.”
ولم يُذكر مثل هذا الطائر في الرواية أيضًا.
‘في الحقيقة، أنا نفسي مستحوذة،
فما الذي يمكن أن يكون مستحيلاً؟’
بمجرد أن فكرت بهذه الطريقة،
لم يعد وجود كائن غير مذكور في الرواية أمرًا غريبًا.
تجاوزت الأمر بسرعة، ثم التفتُّ لما أسقطه الطائر.
كان ما أهداه الطائر لي لفافة من حرير.
لكن الغريب فيها أنها كانت تتوهج.
‘هل هي ساخنة؟’
مددت يدي نحو اللفافة بحذر…
ثم، وبوميض ساطع، انفتحت اللفافة تلقائيًا أمامي.
[الفصل الأول: إيجاد طريقة لعلاج عقل وجسد الشيطان السماوي داخل طائفة الشيطان]
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 5 - 5- سر الطائر الشفاف 2025-06-11
- 4 - 4- التدريب السري للشيطان السماوي 2025-05-31
- 3- خبير في تربية الأطفال 2025-04-20
- 2- طفلة غير عادية 2025-04-20
- 1- الأب الضعيف و اللص 2025-03-24
التعليقات لهذا الفصل "2- طفلة غير عادية "