ثم ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ راضية، وتحرّكت الشفاه مردّدة.
“■■■■■!”
وما إن تدفّقت الكلمات السولمونية، حتى نظر يوليوس إلى جسد الزعيم الملقى وجهًا على الأرض.
ولم يدرك ما يجري بحقّ إلا في تلك اللحظة.
[أيها الكافر النجس… أعد إليّ جسدي… أعده الآن!]
صرخ يوليوس، مادًّا يده نحو جسده.
لكن يده اخترقته كما يخترق الدخان، دون أثر.
ومهما حاول، كانت النتيجة واحدة.
[لقد كذبت… أتظن أنك ستفلت بهذا؟]
صرخ بكلّ ما أوتي من قوة.
ارتد صوته في أعماق السجن الحجري، وتساقطت الحجارة من السقف.
نظر الزعيم، الذي أصبح الآن في جسد الإمبراطور، إلى الأعلى بتعجّب.
“■■؟“
رفع نبرته كمن يسأل، وأخذ يتلفّت حوله.
بينما استمرّ يوليوس في صراعه اليائس العقيم.
ضيّق الزعيم عينيه وسأل ببطء.
“أأنت هنا؟ في هذا المكان… مع ذلك… مرحبًا؟“
[أعدني… لم يكن هذا ما اتفقنا عليه!]
“يا صاحب المقام؟“
ظلّ الزعيم يتلفّت، رغم أن يوليوس كان أمامه مباشرة.
“■■■■■.”
تمتم بضيق، ثم مشى نحو الجسد الملقى أرضًا وتفقّد إن كان لا يزال يتنفس.
كان جسده الأصلي بالكاد حيًّا.
الدم لا يزال يتدفّق من معصميه الممزقين.
ورغم أنّه يتنفس، إلا أن موته بات وشيكًا بسبب النزيف.
لم يُبدِ الزعيم أيّ اهتمامٍ بموت جسده الأصلي.
رمقه بنظرةٍ غريبة للحظة، ثم اتجه إلى مدخل السجن، وانطرح على جانبه كما لو كان يتهيّأ لنومٍ هادئ، وأغمض عينيه بوجهٍ تملأه السكينة.
حتى دخل حرس القصر، وقد راودهم الشك من غياب الإمبراطور الطويل.
***
كانت ليلي تمشي بحذر نحو المطبخ لتُبرد يديها.
وقد شعرت، على نحوٍ غريزي، أن سلسلة الحوادث الصغيرة التي ألمّت بها ليست من صنع إهمالها.
‘ما الذي يحدث إذًا؟ إن استمرّ الأمر هكذا، سأبدأ بالحذر من أوراق الشجر المتساقطة!’
وفي طريق العودة، سارت في منتصف الممر، ترقُب ما حولها،
خوفًا من أن يُفتح باب فجأة من أيّ جهة.
راقبت خطواتها بعناية كي لا تتعثّر بشكلٍ مُخزٍ في ممر خالٍ.
وربما بفضل هذا التركيز، وصلت إلى الغرفة دون أن يصيبها مكروه.
“هل أنتِ بخير؟“
سألها وولفرام، الذي كان يتحدث مع جوليا، وقد وجه بصره نحوها.
“نعم، بالكاد. كنت على وشك التدحرج من على السلالم،
لكن بما أنني لم أسقط فعليًّا، فأنا محظوظة على ما يبدو.”
“أعتقد أن شيئًا كان ملتصقًا بالإمبراطور — روحًا شريرة، أو نحسًا، أو لعنة — قد انتقل إليك.”
عادةً، كانت لتسخر من مثل هذا الكلام الذي تراه ضربًا من الهرطقة.
لكن ليلي تذكّرت على الفور شيئًا يُطابق وصف وولفرام: خاتم الإمبراطور.
“ما كان يحدث للإمبراطور حتى الأمس يحدث لكِ الآن. لكن يبدو أنه يحدث لك بتكرارٍ أكبر. ينبغي أن تكوني حذرة. لقد رأى دمًا بنفسه.”
قال هذا وهو يُبعد فنجان الشاي وإبريقه عنها.
“استغربتُ أن الإمبراطور بدا طبيعيًّا اليوم. قال الخدم إن النحس قد غادره أخيرًا… واتضح الآن أنه انتقل إليكِ.”
“لكن لا أفهم… لماذا أنا بالذات؟“
تلمّست ليلي جيبها الذي وضعت فيه الخاتم.
“بالنسبة له، أيّ فرد من منزل الدوق كان يستحق الحقد.”
“أعني… لا أحب قول هذا، لكنني مجرد خادمة تافهة.”
[لا تتحدّثي بهذه الطريقة.]
قاطعها آيدن بجانبها، لكن بما أن أحدًا سواها لا يسمعه، تجاهلته كما لو لم يقل شيئًا.
تابعت ليلي كأن شيئًا لم يكن.
“لو كان الإمبراطور يريد حقًا إيذاء أحد في منزل الدوق،
كان بإمكانه اختيار شخص أفضل.”
حدّقت بوولفرام بذهول.
“مثلًا، أنت، أيها المساعد، ألن تكون أنسب مني؟ لن يخسر منزل الدوق كثيرًا إن أصيبت خادمة بأذى. فإن أراد الزعيم — أقصد، الإمبراطور المزيّف — حتى قليلًا من الانتقام، فلستُ أنا من يستحقه…”
‘كم مرة رآني أصلًا؟ تلك الليلة كانت أول لقاء بيننا! وتحديتُ الظلام لأرشده بلُطف… ومع ذلك، لم يشكرني، بل كرهني؟‘
تذكّرت ليلي تلك الليلة المعتمة التي سلّمها فيها الخاتم.
لم تكن تعرف حتى ما الذي هبط في يدها، ومع ذلك شكرت الإمبراطور، فقال لها.
“إلى الدوق، سأرسل هذا. الامتنان…”
لقد كانت سخرية!
نقّبت أكثر في ذاكرتها… تذكّرت كيف سألها فجأة إن كانت تحبّ الدوق، وأجابت بأنه “سيّد لطيف…”
الآن فهمت.
زعيم الطائفة لا بدّ أنه شعر بالإهانة.
خادمة تُبدي الامتنان لعدوّه الأبدي، لخصمه اللدود… لابد أنه أراد العبث بها لأقصى حد.
‘تبًّا… يا لي من منحوسة. كان عليّ أن ألعن سموّه منذ البداية، فقد كنت أعلم أنه إمبراطور مزيّف!’
لكن… بماذا ستنتقد آيدن كاشيمير أصلًا؟
وسامته التي بدت وكأنها نعمة من الحاكم؟
رقّته التي تُشبه نسائم الربيع؟
حنانه ووفاؤه، كجرو صغير يلاحقها دومًا ولا يترك لها لحظة تسرح فيها؟
حتى عندما تحاول… لا تجد شيئًا.
أعاد وولفرام الحديث إلى مجراه.
“قلتِ إنه أعطاك خاتمًا؟ وإن روح جلالته متعلّقة به؟“
“نعم. خاتم منقوش عليه شعار العائلة الملكية، وسموّه قال إنه تميمة لحماية الإمبراطور يوليوس.”
أخرجت ليلي الخاتم من جيبها.
“ربما الحاكم يحمي روحه من خلاله… هاه!”
ذلك الصوت الغريب الذي خرج منها لم يكن مقصودًا.
“ما الأمر؟“
“اللّون…”
وضعت الخاتم على الطاولة بسرعة، كما لو أنّه شيء قذر.
لقد ساءت حالته بشكلٍ ملحوظ.
“اللون؟ يبدو عاديًا بالنسبة لي.”
“بالنسبة لي… يبدو مختلفًا قليلًا. كأنّه يتلألأ بحرارة، ولونه لم يكن جيدًا أصلًا. لكن الآن… اصبح أسوأ بكثير.”
ما كان يومًا يتلألأ بلون أحمر داكن، أصبح الآن أسودَ بالكامل، كالعفن.
‘يبدو شريرًا!’
ظنت أنه يزداد ظلمة، لكنها أقنعت نفسها أنه مجرد وهم.
غير أنّه، وفي الوقت القليل الذي غابت فيه لتبرد يدها، تدهور فجأة بشكلٍ مريع.
حتى الآن، كانت الهالة المحيطة به تزداد عفونة، كأنها مياه صرف فاسدة تتصاعد منها الروائح.
[هذا ليس جيّدًا.]
علّق آيدن باقتضاب.
“هل تراه أيضًا، يا سموّك؟“
[نعم. إنه مشؤوم جدًا لدرجة أنني لا أرغب حتى في الاقتراب منه.]
وكان على حق.
تلك الهالة تبدو وكأنّها ستجذب صاحبها نحو قعر البؤس.
والآن، أدركت ليلي تمامًا مصدر كل تلك الحوادث الصغيرة. وبصراحة، شعرت بالامتنان أن الأمر لم يتعدَّ بضع تعثرات وارتطامات.
‘أين الإمبراطور الآن؟‘
وبالنظر إلى أن وهج الخاتم يعكس حالة روح الإمبراطور،
فقد بدأت تشعر بالقلق الشديد.
لماذا تدهور هذا الحد؟
لقد كان فاقدًا لصوابه أصلًا، فهل يمكن أن يزداد سوءًا؟
شعرت أن قائمة مصائبها… قد تضاعفت للتو.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 30"