استمتعوا
“ماذا أريد أنا؟”
رمشت هاينا بعينيها في دهشة من السؤال.
لماذا يسأل عن ذلك؟
“نعم.”
لم يسبق لها قط أن فكّرت في الأمر بجدية.
بدت عليها الحيرة، لكنها بدأت بالتفكير بعمق.
قبل أن تُحتجز في هذا العالم الروائي، لم تكن أمنيتها سوى أن يعود والداها إلى الحياة.
وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فقد كانت تحلم بمليار وون يسقط من السماء، نقدًا نظيفًا بلا ضرائب.
تلك الأمنية وحدها كانت كفيلة بحل كل مشاكلها،
فكلّ مشاكلها آنذاك كانت تدور حول المال.
لكن الآن… المشكلة لم تعد في المال، بل في كل ما عداه.
الآن، على هاينا أن تنجو من طفولةٍ تقضيها في كنف عائلة لا تُكنّ لها ذرة حب.
عليها أن تخوض تدريبات قاسية لتصبح وريثة مجموعة هونغ إيل في المستقبل.
ولا تريد أن ينتهي بها المطاف مطلّقة من ذلك الطفل المغرور لاحقًا.
ولا تريد لأحد أن يسلبها شيئًا بعد الآن.
فقد خسرت والديها بسبب سائق مخمور،
وخسرت مبلغ تأمين سكنها في عملية احتيال،
وخسرت الفرص لأن الفقر كان يطوّقها من كل الجهات.
فتذكّرت حينها هدفها الحقيقي.
“أريد أن أصبح إنسانة لا أخسر شيئًا أبدًا.”
“إنسانة لا تخسر شيئًا؟”
“نعم.”
نظر إليها جايهيون بنظرة غريبة، وكأن عينيه تقولان. “ماذا قد خسرتِ في حياتك أصلًا؟”
لكن هاينا تجاهلت تلك النظرة.
“أنا جادّة، لن أخسر شيئًا بعد الآن.”
“أفهمك، كلامك منطقي يا هاينا.”
لكن جايهيون أومأ برأسه وكأنه استوعب الأمر تمامًا.
“أنتِ وأنا… متشابهان نوعًا ما.”
“هاه؟”
ماذا؟ كيف وصلت المحادثة إلى هذا المنعطف؟
حدّقت هاينا فيه بدهشة.
لا، لا، أنت مجرد الدور الثاني الماكر في الرواية.
أنا فقط أريد أن أكون الابنة الجشعة لعائلة تملّك المال!
لكن رغم هزّها لرأسها، ظلّ جايهيون يبتسم بتلك الابتسامة الغريبة.
****
“هاينا؟”
“نعم؟”
رفعت رأسها حين ناداها أحدهم.
“ركّزي. سأكرر السؤال—كيف تقرئين هذه الجملة؟”
“آه… أمم… الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي …؟”
* الجملة الي تحتها خط قالتها بالانقلش
“أحسنتِ، قراءتك ممتازة. لكن لماذا كنتِ سارحة؟”
آه… نسيت كم هو جنوني هذا الحمل الدراسي.
منذ أن تجسّدت في جسد طفلة من عائلة تشايبول، لم يخطر ببالها أن الدراسة ستكون بهذه الوحشية.
مرّ أسبوعان على دخولها هذا العالم،
وبرنامجها الدراسي؟ قاسٍ بلا رحمة.
تدرس أكثر من ست ساعات يوميًا مع معلّمين مختلفين.
اللغة الكورية، والإنجليزية، والرياضيات كانت الأساس،
إضافةً إلى الكتابة العلمية، ومقالات الرياضيات، والرياضيات الخاصة، والمحادثة الإنجليزية، والتاريخ، والبيانو، وركوب الخيل، والفن… كان من الأسهل عدّ المواد التي لا تدرسها.
بل إنّ لديها معلمَين فقط لتنسيق جدول دراستها.
‘حقًا، حياة الشايبول ليست سهلة.’
ولحسن الحظ، يبدو أن مهارات هونغ هاينا الأصلية لم تختفِ تمامًا.
رغم أن كيم هاينا لم تمارس المحادثة بالإنجليزية سابقًا،
إلا أنها تلفظ كل الكلمات بإتقان.
وبالمثل، في سائر المواد الأخرى استطاعت أن تُظهر نفس المهارة التي كانت لدى هونغ هينا من قبل.
‘حقًّا، إنه من حسن الحظ وسط هذا البلاء.’
لربما سألها معلّم اللغة لماذا أصبح نطقها كالمبتدئين فجأة.
“حسنًا، لنكمل القراءة من هنا. هذا الجزء…”
انتظري لحظة.
هل يطلبون من طفلة في السابعة أن تقرأ وتفسّر مقالات نيويورك تايمز؟
حتى بالكورية ستكون صعبة الفهم.
ناهيك عن كونها من قسم الاقتصاد!
حبست هاينا دموعها، وحاولت قدر الإمكان أن تواكب تعليمات المعلّم.
‘صحيح… في حياتي السابقة، كنتُ أريد أن أدرس، لكن لم أكن أملك المال ولا الوقت. في هذه الحياة… سأدرس كما أشاء.’
ابقِ إيجابية… ابقِ إيجابية.
***
“أحسنتِ اليوم، هاينا. عادةً ما تصرخين في وجهي طوال الوقت، لكن اليوم لم تصدري صوتًا واحدًا! أنا ممتنّ حقًا.”
“آه… شكرًا لك…”
أليس من الطبيعي ألّا تصرخ؟
لماذا يبدو ذلك وكأنه إنجاز هنا؟
“في المرة القادمة التي أرى فيها والدكِ، سأخبره كم كنتِ مجتهدة ومؤدبة مؤخرًا.”
“شكرًا يا معلمة.”
“لا شكر على واجب. لكن، والدك لم يظهر كثيرًا، أليس كذلك؟”
“آه…”
حكّت رأسها، نعم، لم تره ولو مرة واحدة منذ تجسّدها.
“سمعتُ أن رحلته إلى لندن طالت دون قصد. لكنه قال إنه سيعود اليوم!”
“حقًا؟ همم… هاينا، هل أنتِ بخير هذه الأيام؟”
“هاه؟”
“أعني… هل أنتِ بخير في ما يخصّ… رؤية والدك؟”
…ماذا يُفترض أن يعني هذا؟
هل كانت العلاقة بين هاينا ووالدها سيئة؟
لم تستطع أن تُجيب على الفور.
في الحقيقة، كانت تشعر ببعض القلق تجاه لقائه.
ففي الرواية الأصلية “قانون الحب عند التشايبول”، بالكاد ذُكر والد هاينا—هونغ إيدو.
رئيس مجلس الإدارة هونغ ظهر مرارًا،
أما الوالد نفسه، فلم يكن له حضور يُذكر.
كل ما كانت تعرفه هو التالي:
أن زواج والديها كان زواجًا سياسيًّا بلا مشاعر،
وبعد وفاة والدتها في حادث، أصبح والدها أكثر برودًا.
ركّز فقط على توسعة أعماله.
وهاينا، المشتاقة إلى اهتمامه، بدأت تسلك سلوكيات طائشة لتجذب انتباهه.
لكن كلما زادت في ذلك، زادت المسافة بينهما، حتى انهار رابط الأبوة كليًّا.
وبحسب الرواية، لم يكن إيدو يكره هاينا،
لكنه فقط… لم يحاول يومًا أن يفهمها أو يهتم بها.
أسوأ أب في التاريخ.
جديًّا، إنها ابنتك، كيف يمكنك أن تكون بهذه القسوة؟
إهمال الأطفال جريمة، أليس كذلك؟
قرّرت هاينا ألا تتوقع منه شيئًا.
لكنها ستُحاول أن لا تُفسد العلاقة تمامًا.
لأن هونغ إيدو هو الوريث القادم لمجموعة “هونغ إيل”.
هي لا تحتاج إلى حبّه لترث الشركة،
لكن الحفاظ على علاقة مستقرة سيكون نافعًا.
وبمجرد أن أرث الشركة… سأعيش كابنة تشايبول إلى الأبد!
في هذه الحياة، لن أُعاني من المال مجددًا.
سأصبح التشايبول الأعلى في كوريا، وسأعيش في رفاهية.
جدّدت هاينا عزمها.
بمجرّد أن أرث، سأوظّف مديرًا تنفيذيًّا محترفًا.
سأجلس، أجمع المال، ولن أعمل بنفسي أبدًا.
نعم، سأصبح تلك المديرة الغنيّة التي تدفع رواتب ضخمة لكنها تُرهق موظفيها بالعمل.
“حسنًا، أراك بعد يومين. ولا تنسي حلّ الواجب، اتفقنا؟”
“نعم! إلى اللقاء، معلمة!”
رافقت هاينا معلّمتها إلى الباب.
لكن ما إن فُتح الباب—
حتى تجمّدت.
“يا إلهي! سيدي! قلتَ إنك ستعود اليوم… وها أنت ذا!”
تمامًا كما توقّعت، دخل والدها—هونغ إيدو— المنزل.
“…آه.”
هكذا تستقبل ابنتك؟
“لا بد أنكِ معلّمة هاينا. شكرًا لكِ على مجهودك.”
قالها ببرود تام، بلا أدنى مشاعر،
وفتح الباب لمعلّمتها.
بدت المعلّمة متأثرة،
على الأرجح لأن ملامحه أعجبتها أكثر من تهذيبه.
فلماذا يبدو هذا الرجل وكأنه عارض أزياء؟
حتى لو لم يكن تشايبول، لكان جمع ثروه من مظهره فقط.
بصراحة، يبدو أن الجمال هو الامتياز الحقيقي في هذه العائلة.
يبدو هونغ إيدو وكأنه نجم إعلانات.
طويل القامة، متناسق الجسد، ملامحه حادّة ومرتبة.
لا يبدو كأب… بل كممثل في أوج مسيرته الفنية.
حتى ملامح هاينا الحادّة والجميلة لا شكّ أنها جاءت منه.
التشابه بينهما مذهل. حتى تعبير الوجه المتجهّم كان نسخة طبق الأصل.
“هونغ هاينا.”
“نعم؟”
أُغلق الباب مجددًا، وباتا وحدهما في المدخل.
“ماذا تفعلين هنا؟ اذهبي إلى غرفتك.”
“أه… ماذا؟”
هذا كل ما لديك لتقوله بعد أن ترى ابنتك للمرة الأولى منذ دهر، أيها السيد؟
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 6"