3
استمتعوا
مستحيل…
ماذا يفترض بي أن أفعل الآن؟ السبب الوحيد الذي جعلني أبدو خائفة هو أن نظرات الجد كانت مرعبة!
“أنا لست خائفة…”
“إذًا، لماذا كتفيك منحدرتان هكذا؟“
“هـ–هذا لأن…”
لم أستطع منع نفسي—فقد دخلتُ تلقائيًا في ‘وضع الموظفة‘ عندما واجهت رئيس مجلس الإدارة.
لم أعمل يومًا في شركة كبيرة لدرجة أن يكون لديها رئيس مجلس إدارة، لكن… عندما أكون أمام مسؤول كبير،
فإن الوضع الافتراضي هو التصرف بأدب.
دون أن أدرك، فعّلت مهارة التلاشي التلقائي.
أخفض كتفي، أحنِ رأسي، وأجعل جسدي صغيرًا قدر الإمكان! بهذه الطريقة، أندمج مع الخلفية وأصبح غير مرئية.
ومن خلال الاختفاء من ذاكرة الجميع، أختفي أيضًا من عقل المدير عندما يبحث عن شخص ليلقي عليه المهام!
كانت تلك… استراتيجية البقاء الخاصة بـ هينا.
“ألا يبالغ المعلم كثيرًا؟ هيه، سيد كيم، اتصل بالحضانة.”
“نعم، سيدي الرئيس. سأجري الاتصال فورًا.”
بمجرد أن تفوّه الرئيس هونغ بتلك الكلمات،
أخرج السيد كيم هاتفه مستعدًا للاتصال في أي لحظة.
اتسعت عينا هينا بذعر.
ما الذي يحدث بحق الجحيم في أول يوم لي بعد الانتقال لعالم آخر…؟
هل هذه هي الحياة داخل عائلة من التشايبول (الأسر الثرية المتسلطة)؟
“مـ–مهلًا!”
“همم؟“
رفعت هينا يدها، فأوقفت الرئيس هونغ في مسيره.
لو استمر الأمر على هذا النحو، فسيُعاقَب ذلك المعلم البريء…!
لا، لا يمكنني السماح بحدوث ذلك! ذلك المعلم ليس سوى موظف مرهق آخر في سوق العمل الكوري!
فلنُنقذ الطبقة العاملة…!
“أنا لست خائفة!”
“إذًا، ما الأمر؟“
“انه بسبب ان جدي مخيف!”
قالتها بعينين مغمضتين بإحكام.
لا، لكن بجدية… وجه الرئيس هونغ كان مرعبًا جدًا لدرجة أنني أغلقت عيني تلقائيًا.
ومع ذلك، فإن الصمت الغريب من حولي جعلني أفتح عيني ببطء.
عندما رأيت كِلا الرجلين يرمشان بدهشة،
شعرت برغبة في إغلاق عيني مجددًا.
“………..”
“………..”
سقط الرئيس هونغ والسيد كيم في صمت في اللحظة نفسها.
“أهمم.”
“سـ–سيدي، أعتقد أن الآنسة هينا صغيرة جدًا على تحمّل هيبتك الطاغية…”
“اصمت! فهمت الأمر!”
“نـ–نعم، سيدي.”
“كما توقعت. ظننت أنها ربما نضجت قليلًا، ولكن…”
أدار الرئيس هونغ رأسه بعنف، وقد احمرّ وجهه كليًا.
حكّت هينا رأسها بحرج.
لقد أجابت كطفلة بدافع غريزة البقاء.
ولكن… ألن يكون من الأفضل لو تصرفت كطفلة حقًا؟
انتظري، عن ماذا يتحدث الأطفال في سن السابعة هذه الأيام؟
هل عليّ أن أذكر الدمى أو شيء من هذا القبيل؟
لم أُربِّ طفلًا من قبل، فلا فكرة لدي.
في النهاية، قررت هينا اختيار موضوع آمن.
“أ–أم، الطعام لذيذ جدًا… هل يمكنني الحصول على المزيد؟“
“!”
مهلًا لحظة.
هل قلت شيئًا صادمًا جدًا؟
لماذا كلاهما يرتجف هكذا؟
هل قول إن الطعام لذيذ يبدو كأنه حكم بالإعدام أو شيء من هذا القبيل؟
“هينا… لا تشكو من طعامها…؟“
“الآنسة تأكل جيدًا بمفردها…! شعرت أن هناك خطبًا ما عندما أكلت السبانخ دون تردد…!”
“اتصل بالطاهي. اسأله ماذا فعل بالطعام. هل وضع شيئًا غريبًا فيه؟“
يا إلهي…
تعرّقت هينا ببرودة من فرط المبالغة السخيفة لهذا الجد التشايبول المجنون.
“لـ–ليست بالأمر الجلل…”
“كيف تقولين ذلك، آنسة؟ فمنذ القدم، يُعدّ الطفل البارّ هو الذي يأكل جيدًا، وينام في وقته، ويظل بصحة جيدة دون أن يمرض.”
لأول مرة، تكلّم السيد كيم بوجه جاد، معارضًا كلمات هينا.
“على مدار سبع سنوات، لم تتناول الآنسة أكثر من ملعقتين من الأرز…”
مهلًا، ماذا؟
لم تتناول أكثر من ملعقتين؟
كشخص لم تأكل يومًا أقل من وعاء كامل من الأرز في حياتها، وجدت كيم هينا ذلك صعب التصديق.
لكن الآن كل شيء بات منطقيًا.
‘حسنًا، يبدو أن هذا أمر مقلق فعلًا للعائلة.
طفل لا يأكل بشكل صحيح… هذا ليس جيدًا لصحتهم أيضًا.’
إذا كان الأمر كذلك، فليس من الغريب أن يكونوا بهذه العاطفية.
لا شيء يقلق الأسرة أكثر من طفل يرفض الأكل.
‘حتى أمي كانت تقول إنها ممتنة لأني لم أكن أسبب المتاعب في الطعام أو النوم عندما كنت صغيرة…’
يبدو أن جميع الآباء حول العالم يشعرون بنفس الشيء.
حتى الجد التشايبول القاسي لم يكن استثناء.
تربية الأطفال فعلًا أمرٌ شاق.
قررت هينا تقبّل هذه العائلة الغريبة.
السيد كيم، وامرأة لطيفة الملامح اقتربت دون أن تنتبه،
كانا يمسحان دموعهما بمنديلين.
“أخيرًا… الآنسة تأكل جيدًا…! مجهود تغيير الطاهي واحدًا وثلاثين مرة…! لقد أثمر أخيرًا…!”
…لا يهم كيف أنظر إلى الأمر، فهذا يبدو كأنه بيئة عمل سامة.
لا يمكنك طرد الموظفين بهذه الوتيرة، كما تعلم…
“شكرًا لكِ… آنسة…! لا تتصورين مدى سعادتنا بكونك تأكلين جيدًا…!”
كيم هينا، موظفة مكتبية في الثانية والثلاثين من عمرها.
تتلقى المديح لأنها تأكل جيدًا.
هذه الحياة كطفلة في السابعة من العمر صعبة جدًا على التكيّف.
***
بعد انتهائي من ما بدا كأنه عشاء شركة مع مديري،
عدت إلى غرفتي منهكة تمامًا.
إذا كانت هذه هي الحياة في عائلة تشايبول، فأنا لا أريدها.
هذا لا يشبه أبدًا حياة الأثرياء التي تخيلتها…!
بل أشعر أنني أخدم رئيسًا على مدار الساعة…!
‘هذا أسوأ شيء…!’
توازن بين العمل والحياة؟
هذا المنزل هو الأسوأ في ذلك على الإطلاق.
رغم أنني في المنزل،
إلا أنني أشعر أنني ما زلت أعمل، أعتني برئيس دائمًا.
ما هذا؟ أرجوكم، دعوني أستقيل.
لسبب ما، رغم أنني انتقلت لعالم جديد،
إلا أنني لا أشعر بالسعادة أبدًا.
رفعت هينا رأسها أخيرًا ونظرت حولها.
‘واو… غرفة هذه الطفلة تبدو كالقصر.’
كل الأثاث الفاخر الذي رأيته فقط أثناء عملي في المتاجر الراقية كان هنا.
كنت أتساءل دائمًا عن مدى غنى من يشتري أثاثًا كهذا.
واتضح أنهم بهذا الغنى حقًا.
‘سمعت أن كبار الشخصيات الحقيقيين هم من يشترون الأثاث والسلع المنزلية، وليس فقط الحقائب.’
ولكن هذا ليس كل شيء.
الغرفة كانت ضخمة.
تبدو واسعة بما يكفي للعب مباراة كرة قدم داخلها.
نزلت هينا من السرير وفتحت بابًا في زاوية الغرفة بشكل عشوائي.
‘ما هذا الباب؟ حمام؟ هل تحتوي منازل التشايبول على حمام في كل غرفة؟‘
كان افتراضًا منطقيًا.
لكنها لم تكن حمامًا.
عندما فتحت الباب، وجدت غرفة أخرى.
…غرفة مليئة بالألعاب والكتب وأشياء للّعب!
‘…بالحكم على الوضع… فهذه أيضًا غرفتي، أليس كذلك؟‘
غرفة نوم منفصلة وغرفة لعب.
كانت هذه صدمة ثقافية حقيقية.
‘لا، كيم هينا. هذا ليس أمرًا استثنائيًا.
من الطبيعي أن يملك التشايبول غرفتين. نعم، بكل تأكيد.’
بالطبع.
لا تفزعي. لا تخافي!
اعتدلت هينا في وقفتها بثقة ونظرت حول غرفة اللعب.
لكن شيئًا ما بدا غريبًا.
كان هناك باب آخر في الغرفة.
‘هذا ليس الباب الذي دخلتُ منه للتو. ما هو؟‘
ودون تفكير كبير، فتحته.
في الداخل… خزانة ملابس واسعة مليئة بملابس الأطفال.
‘؟‘
لحظة.
لماذا تملك طفلة في السابعة خزانة ملابس كهذه؟
الأطفال في هذا السن ينمون بسرعة،
وقد يتغير طولهم بين ليلة وضحاها!
ألن تُرتدى هذه الملابس مرة واحدة فقط ثم تُرمى؟
شحب وجه هينا من كمية التبذير الصارخة.
ثم، عندما أمسكت بواحدة من القطع ورأت أن بطاقة السعر لم تُنزع حتى، ازداد شحوبها.
‘…لماذا يبلغ سعر هذا الفستان الواحد 4.8 مليون وون؟!’
إنه فستان لطفلة!
ستنمو عليه خلال سنة!
يا له من هدر للمال. وهدر للموارد.
‘راتبي الشهري الصافي كان 1.87 مليون وون… لكن فستان طفلة يكلّف أكثر من ضعفه؟!’
هذا جنون.
أعادت هينا الفستان بسرعة وحذر.
شعرت بغريزة غريبة بأن أي تجعيدة فيه ستجعلها تدفع ثمنه بطريقة ما…
“آنسة هينا؟“
دخلت المرأة الجميلة التي رأتها سابقًا إلى الغرفة.
ربما كانت المربية الخاصة بهينا.
“أراكِ كنتِ تلعبين في غرفة الملابس.
كنت أبحث عنكِ في كل مكان.”
“أوه… نعم…”
“بالمناسبة، كتالوج جديد سيصل لاحقًا، فلنختر بعض الملابس سويًا. لقد كبرتِ قليلًا، وحان الوقت لملابس جديدة.”
…هل أنتم جادون؟
هناك كل هذه الملابس بالفعل، وأنتم ستشترون المزيد؟
الأرض، أنا آسفة.
تخلّت هينا عن محاولة التفكير.
“بما أنكِ أنهيتِ وجبتك دون أي مشاكل، فقد قرر الرئيس أن تختاري ما تشائين من التحلية اليوم، آنسة هينا.”
ابتسمت المربية بحرارة وهي ترفع هينا وتحملها إلى الغرفة الرئيسية وتضعها بلطف على الأريكة.
“بالطبع، بشرط أن تنظّفي أسنانكِ بعدها جيدًا.”
“آه، حسنًا.”
تحلية؟
وما المشكلة في ذلك؟
أومأت هينا بلا مبالاة. هي تحب الحلويات أيضًا،
لكن تحلية الأطفال عادةً ما تكون شوكولاتة أو آيس كريم.
…أو هكذا ظنت.
“…..؟“
كانت عربة تلو الأخرى من الحلويات تُدفع إلى داخل غرفتها.
“……؟؟“
هل نحن نفتح بوفيهًا هنا؟
هل هذا أحد تلك البوفيهات الخاصة بالحلويات التي سمعتُ عنها فقط؟
“مـ–ما هذا كله…؟“
“نعم، آنسة. طلبنا هذه الحلويات خصيصًا من فندق رويال باليس سيول، المفضل لديكِ.”
أمي. أبي.
كنت أرغب في تجربة الترف المُفرط…
لكن ليس إلى هذا الحد.
كيف من المفترض أن آكل كل هذا وحدي؟
وقبل أن تهز رأسها، شاعرة بأنها أصبحت واحدة من مجرمي إهدار البيئة—
“الرجاء الانتظار قليلًا، انستي.
سيصل أصدقاؤك قريبًا، لتستمتعي معهم بهذه الحلويات.”
زال سوء الفهم لدى هينا.
“أصدقائي…؟“
“نعم، انستي. ورثة مجموعة تشونغيونغ الصغار سيصلون بعد ساعة. يرغب الرئيس أن تتقاسمي معهم الحلويات وتجري محادثة ممتعة.”
مهلًا.
مجموعة تشونغيونغ؟
أليست… الشركة التي تنتمي إليها عائلة بطل الرواية؟
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"