“أي هرج هذا؟ لقد كنتُ أمسك بلصٍّ فحسب!”
شعرتُ بالغبن، لكن بالنظر إلى الوضع الحالي، قد يكون من الصعب استيعاب الموقف بسهولة.
مررتُ أصابعي بين خصلات شعري بغير اكتراث، محاولًا ترتيبها، ثم أبلغتُ بالأمر قائلًا
“سيدي، لقد وصلتَ في الوقت المناسب. من فضلك، استدعِ قوات الأمن حالًا. هذا الرجل حاول سرقة صندوق النقود!”
عندها، انتفض الرجل الذي كان مستلقيًا على الأرض وهو يتلوّى، وقد شحب وجهه تمامًا، ليصرخ بصوت مرتعش
“أوه… ل، لا! أيها السيد، سيّدي!”
ها هو ذا يكذب مجددًا.
“لا؟! كيف تنكر ذلك، وقد رأيتُ بأمِّ عيني؟!”
“كنتُ فقط أريد معرفة شكل صندوق النقود، هذا كل ما في الأمر!”
“هَه! أيّ هراء هذا؟”
“أنا جاد! أقسم أنني لم أرَ في حياتي مثل هذا الصندوق من قبل، فأثار فضولي لا أكثر!”
كان يحاول تبرير فعلته، لكنّ الألم البادي على ملامحه بسبب إصابته في كاحله جعله يطلق تأوهات بين كلماته.
“إن كنتَ ستكذب، فعلى الأقل افعلها بإتقان. ألم أخبرك بذلك من قبل؟”
“تـ..آنسة تشيغو!”
عندما قبضتُ على المكنسة التي أفلتُها للتوّ، ملوّحًا بها استعدادًا لضربه، تدخل أوبان على الفور ليوقفني.
لكن لماذا يُصرّ أوفان على منعي؟
في هذه اللحظة، كان سِيدويــــن يُراقب الوضع بنظرة باردة، يتنقل بيني وبين الرجل وأوفان.
الرجل تجنّب نظر سِيدويــــن وخفض رأسه بخوف، بينما كان أوفان، الذي شحب وجهه، يعبث بنظارته بتوتر.
اللص لا يزال هنا أمامنا جميعًا، فلماذا يتصرف الجميع هكذا؟
“ألستم على وشك استدعاء قوات الأمن؟”
عندها فقط، استدار إليّ سِيدويــــن، وعيناه الذهبيتان المشتعلتان كالنار تخترقانني.
كان يبدو غاضبًا بشدة، لكنه في الوقت ذاته بدا وكأنه مكبوت، كمن يعاني ضيقًا شديدًا.
“إن لم يستدعِه أحد، فهل عليّ أنا أن أفعل؟”
رفعتُ يدي قليلًا وأنا أتحدث، فازدادت نظرة سِيدويــــن برودًا.
“إن لم يكن هذا ولا ذاك، فماذا تريدون إذًا؟!”
وفي اللحظة التي كنتُ أحدق فيها في عينيه الباردتين، خطرت لي فكرة مفاجئة.
آه! أيمكن أن يكون الأمر…؟!
تحولت شكوكي إلى يقين، فاقتربتُ من سِيدويــــن وهمستُ له
“هل تريدني أن أفتح باب القبو؟”
أتريد التخلص منه بنفسك؟ أليس كذلك؟
لقد لعبتُ هذه اللعبة مرة ثانية، وأصبحتُ أفهم الأمور أكثر الآن.
لو كان أوفَان وحده، لكان أصدر الأمر فورًا، لكن وجودي هنا جعله مترددًا. لم يثق بي بعدُ بما يكفي ليكشف عن نواياه الحقيقية.
لو تحدث علانية، فقد يفضح أمر القبو وما يحتويه.
لكنني أقف في صفّ سِيدويــــن. طالما أنا في هذه اللعبة، فسأبقى في صفّه بلا تردد.
لإثبات ذلك، غمزتُ له بلطافة.
“هل تريد أن نحجزه في القبو فورًا؟ أم تفضّل تعذيبه بنفسك؟”
“ماذا؟!”
اتسعت عينا سِيدويــــن بذهول.
“أليس هناك شيء مخفي في القبو؟ لقد حاولتَ حبسي فيه يوم وصولي إلى هنا، أليس كذلك؟”
ظننتُ أنك تريد التخلص منه، لكنك لم تستطع قولها مباشرة، أليس كذلك؟
في تلك اللحظة، رفع أوفان يده فجأة وهتف بصوت عالٍ
“أنا! أنا من سيسحب هذا الوغد إلى القبو!”
اهتزّ صوته القوي في أرجاء البهو، ما جعلني أنتفض من المفاجأة.
“الآنسة تشيغو لا تعرف طريق القبو، ولا داعي لأن يتكبد البارون عناء التعامل مع شخص تافه كهذا. سأهتمّ بالأمر بنفسي! أرجوكم، اتركوه لي!”
كان يقف منتصبًا بجسده، وذراعه مرفوعة بجانب أذنه كالجندي، وقد بدا صادقًا للغاية.
“هاه.”
أطلق سِيدويــــن ضحكة قصيرة، وكأنّه غير مصدّق لما يسمعه. ومع ذلك، لم ينبس ببنت شفة، واكتفى بمراقبة أوفان، الذي ازداد شحوبًا، وهو يجرّ الرجل بعيدًا.
“تحرّك حالًا! انتهى أمرك!”
شاهدتُ أوفان، الذي كان مترددًا منذ لحظات، يتحرك بسرعة وحزم غير معهودين. يبدو أن القبو هو المكان المقصود بالفعل.
لقد كنتُ على حق! أنا عبقرية فعلًا!!~
“يا لها من راحة! كدنا نخسر كل شيء لولا تدخّلي. أليس كذلك؟”
التفتُّ إلى سِيدويــــن، واثقةً من أنني سأجد الامتنان في عينيه، لكنني تفاجأت.
على الرغم من أن اللصّ قد أُمسك، إلا أن تعابير سِيدويــــن كانت معقّدة.
‘أليس من المفترض أن يكون سعيدًا في موقف كهذا؟’
كان من الصعب دائمًا فهم ما يدور في رأس سِيدويــــن. لكنني لم أيأس، فاقتربتُ منه مجددًا.
يجب أن أرفع من مستوى إعجابه بي، فهذا ضروري لتقدّمي في اللعبة.
“سيدي، أنت تدرك أنني السبب وراء كل هذا، أليس كذلك؟”
“…”
“لقد لاحظتُ تصرفاته المشبوهة بفضل عينيّ الحادّتين!”
ألم يرني؟ أنا هنا، بجانبه!
لكن سِيدويــــن لم يلتفت إليّ، وكأنني غير موجود، واكتفى بإعادة صندوق النقود إلى مكانه.
يا للعجب! إنه ثقيل للغاية! كيف يرفعه بهذه السهولة؟
رفعَه كما لو كان صندوقًا فارغًا، أو دمية قماشية.
“يا لك من قويّ، سيدي!”
ربما إن مدحته، سينظر إليّ أخيرًا، وربما ترتفع نقاط إعجابه بي؟
لكن لا ردّ.
كم هو متحفّظ!
عندها، لاحظتُ أنه أخرج شيئًا من المكان الذي كان فيه الصندوق-ورقة مطويّة بعناية.
‘لماذا يوجد شيء كهذا هناك؟’
تلك الورقة كانت تشبه تمامًا الورقة التي تركها ذلك الوغد في الدورة السابقة.
“هل استخدمها مرة أخرى هذه المرة؟ رغم أنني كنت لطيفة معه جدًا؟ هل لديه شيء ليقوله؟”
بدافع الفضول لمعرفة ما كُتب فيها، جلست القرفصاء بجانب سِيدويــــن.
“أحسن إدارة موظفيك. سأعتبر هذا تعويضًا عن الأضرار النفسية التي تعرضت لها.”
يا للمصيبة! أيها الوغد! وأي أضرار نفسية تعرضت لها؟!
ما قصة فضوله حول صندوق النقود؟ لقد كان ينوي سرقته منذ البداية!
قبضت يدي بغضب، واهتزت من شدة الانفعال. لو علمت أنه ترك مثل هذه الرسالة، لكنت أنا من تكفل بأمره بدلًا من أوفان!
فقال سِيدويــــن ببرود
“يبدو أن استقباله لم يكن جيدًا.”
فصرخت محتجة
“أبدًا! كنت ودودة للغاية!”
أريد مُراجعة كاميرات المراقبة فورًا!
بالطبع، لا توجد مثل هذه الأشياء هنا، لكني رغبت في الصراخ بهذا الطلب من شدة الظلم الذي أشعر به! هذا ظلم فادح!
“علينا انتظار أوفان لنرى الأمر.”
“لقد كنت مثالية في استقباله، لا كذب في ذلك!”
كنت على وشك النهوض بعنف احتجاجًا، لكن قدمي انزلقت مرة أخرى على الأرض الزيتية.
“آه!”
تبًا، يبدو أني بالغت في دهنها.
مرة أخرى، أمسك بي سِيدويــــن بإحكام ومنعني من السقوط. ثم نقر لسانه وأخذ يخلع سترته ببساطة.
القميص الخفيف الذي كان يرتديه تحته تماوج مع حركة جسده، كاشفًا عن ملامح عضلاته المشدودة.
‘لماذا يخلع ملابسه فجأة؟’
بينما كنت أبتلع ريقي من المفاجأة، وضع سِيدويــــن سترته على الأرض الزيتية ومد يده إليّ.
“تمهلي، فلأرضُ زلقة.”
حسنًا، هذه المرة أنا حقًا متأثرة…
لكن بما أن المتحدث هو سِيدويــــن، فمن المؤكد أنني لن أتمكن من الاحتفاظ بهذا الشعور لأكثر من خمس ثوانٍ.
“حتى مهرٌ حديث الولادة يستطيع المشي أفضل منك، ماذا فعلتِ بالأرض بالضبط؟”
بالطبع، هذا هو سِيدويــــن الذي أعرفه.
أمسكت بيده بقوة للخروج من هذه الفوضى.
وما إن وصلنا إلى الأرض النظيفة، حتى ترك كل منا يد الآخر بسرعة، كأننا لم نكن نمسكها من البداية.
اللعـ//، كان يجب أن أكون أول من يفلت!
“شكرًا لك.”
“كلمات جوفاء.”
إنه لا يكتفي بتحطيم اللحظة، بل يحرف الحقيقة أيضًا!
“مستحيل، هذا ما أشعر به حقًا!”
نظر إليّ بعيون هادئة انحنت أطرافها قليلًا، وعبثت نسائم الهواء بشعره الفضي برقة.
“على الأقل، يجب أن يكون هناك فرق واحد بينك وبين المهر.”
يا إلهي، فنان اللعبة يجب أن يحصل على جائزة!
ولكن فقط الفنان، فقط هو.
“عندما كنت صغيرًا، كان هناك مهرٌ غبي في منزل البارون أونايد، وكان البارون تشيغو يحبّه كثيرًا.”
بدأت أشعر بالخوف مما سيقوله بعد ذلك. ولا تخيب توقعاتي أبدًا في مثل هذه اللحظات.
“وحالما رأيتك، عرفت السبب.”
عينيه الذهبية اللامعة، التي تشبه حقل القمح وقت الغروب، لم تعد تحمل أي برودة، بل لمع فيها اهتمام واضح.
اهتمام؟ لو كان شخصًا عاديًا، لربما ظننت أنه تعبير عن الإعجاب، لكن بما أنه سِيدويــــن…
علامة خطر؟ أم متعة خبيثة قبل أن يثير غضبي؟ أيا كان، هذا ليس شيئًا جيدًا.
“البارون أحبه لأنه ذكره بحفيدته الصغيرة. وأنتِ تُشبهين ذلك المهر الغبي تمامًا، خاصةً لون فروه الذهبي.”
شعرت بشفتي ترتجفان من الغضب، وحاولت بصعوبة السيطرة عليهما.
فرو؟ هل قال للتو إن لدي “فرو”؟
وما هذا؟ غبية؟! أنت تسخر مني الآن، لكني أنا من سينقذ فندقك، أيها المهر الأحمق!
وفي تلك اللحظة، تسلل إلى ذهني سؤال لم أفكر فيه من قبل.
‘لماذا يكرهني سِيدويــــن لهذه الدرجة؟’
من الواضح أن سِيدويــــن لا يحبني. لكن لماذا؟
أما أنا، فأستطيع أن أسرد عشرات الأسباب التي تجعلني أكرهه، بدءًا من شخصيته المتعجرفة وأسلوبه القاسي، وصولًا إلى ما فعله بي في الدورة الأولى من اللعبة.
لكن ماذا عن سِيدويــــن؟
لقد عرفني منذ بضعة أيام فقط، فلماذا يكرهني بهذا الشكل؟
ماذا فعلت له؟
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "12"