عندما تجسّدتُ في هذه اللعبة للمرة الأولى، لم أدرك حتى أنني قد تجسّدت بالفعل. بدافع الفضول، قمتُ بتنفيذ بعض المهام، وبذلك مرّ يومٌ كامل. ثم، تمامًا كما هو الحال الآن، استقبلتُ أول زبون في اليوم التالي، وحصلتُ على مهمة تعلّقت بزيادة مستوى الودّ.
في ذلك الوقت، كان كل ما يشغلني هو العودة إلى منزلي بأي طريقة ممكنة.
لم يكن اهتمامي منصبًا على اكتساب المودة أو تحسين العلاقات، بل كنت غارقة في التفكير في كيفية العودة إلى عالمي الحقيقي.
“أيها الرجل! أعطني غرفة. على أن تكون نظيفة.”
دخل أحدهم إلى الفندق بركلة قوية على الباب الأمامي.
كان رجلًا ضخم الجثة، يحمل سيفًا طويلاً على ظهره كأنه حقيبة، تغطي وجهه لحية كثيفة، وتشقّه ندبة طويلة. أما يده، التي مدّها لدفع أجرة الإقامة، فقد امتلأت بالندوب.
لكنني لم أعر أيًّا من تلك التفاصيل أهمية، فسلمتُه مفتاح الغرفة 201 بلا مبالاة، وعدتُ للغرق في أفكاري.
“هَيْ، ألَا تقدمون خدمة حمل الأمتعة؟ أين التوجيهات؟ ما هذا التعامل مع الزبائن؟!”
ضربة قوية!
ارتطم كفه الغليظ بقوة على مكتب الاستقبال.
ما هذا؟ زبون مزعج؟!
في اللعبة، كانت هناك أحيانًا مهام مفاجئة تتعلق بطرد الزبائن المزعجين، لكن ذلك لم يكن يحدث إلا في مستويات متقدمة، وليس في هذا الطور المبكر من اللعب.
لكن في تلك اللحظة، لم يكن ذلك هو ما يهمني. كنت غارقة تمامًا في التفكير في طريقة للعودة إلى عالمي.
تجاهلتُ الرجل وهو يواصل ضربه على الطاولة بانزعاج، وأخيرًا انفجرتُ قائلةً بنبرة ضيق:
“يا هذا، إنها الغرفة 201، مما يعني أنها أول غرفة في الطابق الثاني. ألَا تستطيع استنتاج ذلك بنفسك؟ لا تزعجني واذهب إلى غرفتك. لديّ أمور أكثر أهمية منك.”
“مـ… ماذا؟!”
“هل لم تفهم؟ قلتُ لك، خذ مفتاحك واذهب إلى غرفتك، أيها الـنمام التافه! كيف تجرؤ على إثارة الضجة هنا؟”
كان من المتوقع أن يغضب الرجل، أن ينفجر بالصراخ أو حتى يحاول التهجم، لكنه بدلًا من ذلك بدت عليه الصدمة. كان فمه يتحرك بلا صوت، وجهه شاحبًا كأنه لا يصدق ما سمعه.
نظرتُ إليه ببرود، ثم أضفتُ بنبرة ضجر:
“لقد دفعت المال، وأنا أعطيتك المفتاح. ماذا تريد أكثر من ذلك؟ توقف عن التسكع هنا واختفِ من أمامي!”
ظلّ الرجل يحدق بي للحظات، ثم أخيرًا، بعد تردد، صعد إلى غرفته.
ولكنه لم يستسلم بسهولة. ظلّ طوال الليل يهبط إلى مكتب الاستقبال ليثير المشاكل ويفتعل الشجارات.
وكانت كل مواجهة بيننا تتحول إلى جدال محتدم.
استمرّ هذا الصراع حتى الليل، وعندما نفد صبري تمامًا، قررتُ تجاهله وصعدتُ إلى غرفتي، تاركةً إياه يتحدث مع نفسه.
ولكن في صباح اليوم التالي، وجدتُ مفاجأة غير متوقعة:
<أديروا موظفيكم بطريقة أفضل. سأعتبر هذا تعويضًا عن الأضرار النفسية التي تعرضتُ لها.>
لقد سرق ذلك اللص اللعـ// صندوق النقود ليلًا، تاركًا خلفه تلك الورقة الوقحة.
في الدورية الليلية، اكتشف “أوفَان” اختفاء الصندوق والورقة التي تركها السارق، مما أثار الفوضى في الفندق.
عندما أبلغنا سلطات الأمن، جاء أحد الحراس يحمل صندوق النقود الفارغ، قائلًا إنه وجده على الطريق المؤدي إلى “ميرفيا”.
سارت الأمور بسرعة، كما لو أن كل شيء قد تم تحديده مسبقًا.
كان “سِيدويــــن” ينظر إليّ ببرود عندما طلب مني تفسير ما حدث لمفتاح صندوق النقود، والذي كان “أوفَان” قد سلّمه إليّ.
لكنني لم أملك أي إجابة.
كنتُ قد تخلصتُ منه قبل فترة، ولم أعد أعرف مكانه.
وهكذا، عندما بدأ الحارس يتهمني ضمنيًا بالتواطؤ مع اللص، لم يبدِ “سِيدويــــن” أي اعتراض، بل اكتفى بالصمت، مما بدا وكأنه تأييد لكلام الحارس.
“بما أن اللورد لم يُنكر ذلك، فهذا يعني أن الشكوك في محلها. آنسة تشيجو، يُرجى مرافقتنا إلى مركز الأمن للتحقيق.”
في تلك اللحظة، شعرتُ برغبة عارمة لا تُحتمل في العودة إلى منزلي.
وهكذا، وجدتُ نفسي أصرخ وأستلقي على الأرض عند البحر، قبل أن يُعاد تشغيل اللعبة بالكامل.
إذا كان كل شيء يسير كما في المرة السابقة، فمن المؤكد أن الزبون المزعج سيظهر مجددًا هذه الليلة.
‘ماذا لو كان ذلك الرجل في الواقع مجرد لص جاء منذ البداية بهدف سرقة الصندوق؟ وربما لم أكن سوى ذريعة له لتنفيذ خطته؟’
هذه المرة، كنتُ مصممةً على إدارة المفاتيح بعناية، وعدم تكرار أخطائي السابقة في تصعيد الخلاف مع ذلك الرجل، ولكن رغم ذلك، شعرتُ بالقلق.
“إذا كان قد تمكن من الفرار بصندوق النقود الثقيل حتى مدخل الفندق، فهذا يعني أنه يتمتع بقوةٍ كبيرة.”
وهذا يعني أيضًا أنه قد يكون قادرًا على انتزاع المفتاح مني بالقوة.
وإن حدث ذلك، فسيختفي صندوق النقود، وسيدعو “سِيدويــــن” فرقة الأمن مجددًا، وسأُعتقل، وسينهار مستوى المودة، وسأعود لنقطة البداية في هذه اللعبة اللعـ//ة…
“لا! لا! هذا مستحيل!”
هذه المرة، سأحمي الصندوق مهما كلّف الأمر!
لم أكن لأترك مجالًا لأي خطأ، لذا بدأتُ بالتحضير جيدًا. وبينما كنتُ أفكر في خطتي، مرّرتُ يدي أسفل مكتب الاستقبال، متفقدةً المكان بدقة.
***
ضربة قوية!
“أيها الرجل! أعطني غرفة. على أن تكون نظيفة.”
كما توقعت، ظهر عند المساء.
بنفس الطريقة تمامًا، اقتحم الفندق بركلةٍ على الباب.
لم يكن “أوفَان” أو “سِيدويــــن” في الجوار، مما يعني أنني كنتُ وحدي في مواجهته.
لكنني كنتُ مستعدة.
ارتسمت على وجهي أبهى ابتسامةٍ لدي، واستقبلته بنبرةٍ دافئة:
“مرحبًا بكم، أيها الضيف الكريم! أهلًا وسهلًا بكم في ميرفيا! لقد كنتُ بانتظاركم! سأحرص على تقديم أفضل خدمةٍ لكم!”
توقف الرجل في مكانه، متجمدًا من المفاجأة.
كان متجهّم الوجه، يستعد للتقدّم نحو مكتب الاستقبال بفظاظة، لكنه بدا مشوشًا، وكأنه لم يكن يتوقع هذا الترحيب اللطيف.
“مـ… ما هذا؟ لا تبتسمي هكذا! إنه أمرٌ مزعج! هل تسخرين مني؟ لماذا تبتسمين بهذه الطريقة؟!”
لم أكن أتوقع هذا الرد.
لكن، من أكون أنا؟
أنا محترفة في ألعاب المحاكاة التي تتطلب مهاراتٍ خدمية!
“أوه، بالطبع لا! ابتسامتي نابعةٌ من سعادتي بلقائك. تبدو مليئًا بالحيوية والنشاط، وهذا يجعلني أشعر بالبهجة. هل ترغب في غرفةٍ واحدة فقط؟”
“نـ… نعم! أعطني المفتاح فورًا! ها هو المال!”
مدّ يده بالمال، فمددتُ يدي لأستلمه.
ولكن…
طنين العـــــملات المعدنية!
ألقى المال على الأرض عمدًا، متجاهلًا يدي تمامًا، ثم راقبني بنظراتٍ مترددة.
“أنت أيها اللعـ//… لقد عدتَ بنسخةٍ مطوّرة من نفسك هذه المرة!”
“اصبري… اصبري…”
تشنّجت يدي بينما كنتُ أنحني لالتقاط النقود المتناثرة.
كنتُ أقاوم رغبةً عارمةً في قذف تلك القطع المعدنية في وجهه.
بل كنتُ أرغب في أن أضع عملةً معدنية في كل فتحةٍ من أنفه حتى يختنق، ثم ألقنه درسًا طوال الليل!
لكن لا بأس.
الصبر سيزيد من مستوى المودة لدي.
بعدما انتهيتُ من جمع المال، أجبرتُ نفسي على رسم ابتسامةٍ عريضة، حتى أنني ضغطتُ على أسناني لمنعها من الاصطكاك، وقلتُ بصعوبة:
“هــو… هـو… هـو… تبدو في كامل قوتك ونشاطك! سأمنحك غرفة 201. ها هو المفتاح. يبدو أن سيفك ثقيلٌ جدًا، هل ترغب في أن أحمله لك؟”
“لا… لا داعي! من تظنينني؟!”
“من أظنك؟ بالتأكيد أراك مجرد وغدٍ متعجرف.”
انتزع المفتاح بقوة، ثم صعد الدرجات المؤدية إلى الطابق العلوي بخطواتٍ عنيفة.
“أتمنى أن لا يعود مجددًا…”
ولكن كما يقال، “اذكر الذئب، يظهر فورًا.”
بعد وقتٍ قصير، عاد صوته مدوّيًا مع وقع خطواته الثقيلة وهو ينزل مجددًا.
“ما الأمر الآن، أيها الضيف الكريم؟”
“الغرفة قذرة! طلبتُ غرفةً نظيفة!”
بالطبع، لم يكن الأمر متعلقًا بالنظافة، بل بحقيقة أن الفندق قديمٌ ومتهالك.
مهما نظّفته، لن يبدو جديدًا أبدًا.
“يا للأسف! يبدو أن مستوى النظافة لم يكن على قدر توقعاتك. هل تود أن أخصص لك غرفةً أخرى؟ أو يمكنني تنظيفها مجددًا إن شئت.”
“لا يهمني! فقط اجعلها نظيفة!”
“أيها الضيف الكريم، غرفة 201 هي الأنظف حاليًا. ولكن إن لم تكن راضيًا عنها، يمكنني تنظيفها مجددًا. هل يمكنك الانتظار قليلًا هنا؟”
“أتريد مني أن أنتظر هنا؟!”
إذن، ماذا تقترح؟ أن أنتظر أنا بينما تنظفها بنفسك؟
شعرتُ بأنني سأنفجر غضبًا.
كان هذا النوع من الغضب مختلفًا عن شعوري بالإحباط عندما يتلاعب بي النظام أو “سِيدويــــن”.
ضغطتُ يدي بقوة داخل مكتب الاستقبال، أغلقتها ثم فتحتها مرارًا، محاوِلةً ضبط أعصابي.
“جميع الغرف بنفس الحالة، لكن إن كنتَ غير راضٍ، يمكنني إعادة المال إليك.”
“هل تحاولين طردي؟!”
“إن كنتَ لا تريد هذه الغرفة، ولا أي غرفةٍ أخرى، فيمكنك قضاء ليلتك في الإسطبل…”
“هـوو… هـوو… أعني، لا، لا، لم أقصد ذلك!”
أتمنى لو يرى “سِيدويــــن” هذا المشهد الآن!
ليرى كيف أبذل قصارى جهدي لهذا الفندق!
ليحاول إيجاد موظفٍ مخلصٍ مثلي إن استطاع!
ابتسمتُ بأقصى ما لدي، على أمل أن يمرّ هذا اليوم بسلام، وأن يزداد مستوى المودة لدي.
بعدما صعد إلى غرفته أخيرًا، عاد مجددًا عدة مرات ليشتكي من أمورٍ سخيفة.
لكن آخر شكوى له كانت الأكثر عبثية.
“هذا المكان… إنه مسكون! رأيتُ شبحًا في الغرفة!”
“هوهو، لا يمكن ذلك، أيها الضيف الكريم. ربما كنتَ مرهقًا، ما رأيك أن تحظى ببعض الراحة؟”
“أخبرك أنني رأيتُ شبحًا! علمتُ أن هذا المكان كان مقبرةً قديمة قبل أن يُبنى الفندق!”
“يا إلهي! هل هذا صحيح؟ إذن، هل ترغب في أن أبقى بجانبك حتى تنام؟”
“مـ… مـاذا؟! ماذا تقولين؟!”
ثم صعد مجددًا، ولم يظهر بعد ذلك.
مرّت الساعات، وحلّ منتصف الليل.
كنتُ أمضغ شطيرةً قدمها لي “أوفَان” في وقتٍ متأخر، وأنا أسير إلى غرفتي.
كل ما كنتُ أتمناه هو ألا يحدث شيءٌ هذه الليلة.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "09"