“لا أعتقد ذلك، لا أرى أي عارضات أزياء معروضة أو قطع قماش موضوعة.”

 

يبدو أن شكوك إستيل لم يمكن حلها بمجرد كلمتي.

 

كان الأمر مفهومًا.

 

كانت الحالة داخل المتجر سيئة للغاية بحيث لا يمكن تسميتها بمتجر فساتين.

 

لم أتوقع واجهة العرض المزخرفة بمهارة لمتجر فساتين فاخرة، مع فساتين معلقة للعرض، لكن الطاولة الكبيرة، مع العديد من الأقمشة والخيوط الضالة المنتشرة بشكل عشوائي، كانت حقًا فوضى غير مسبوقة في أي مساحة تنتظر العملاء.

 

ومع ذلك، بدت البضائع التي تظهر من خلال الفوضى لطيفة للغاية.

 

“التصاميم متطورة للغاية. المصمم ماهر للغاية.”

 

“هل هذا صحيح؟ لا يمكنني معرفة ذلك حتى لو كنت أنظر إليها.”

 

بينما كنت أنظر إلى الفساتين بجانب إستيل، ظهرت امرأة ذات شعر وردي قصير من داخل المتجر.

 

“مرحبًا بكم في متجر فساتين شانيل! أنا شانيل، المصممة والمالكة. ما نوع الفستان الذي تبحثين عنه؟

 

أجبت بلا خجل.

 

“أبحث عن فستان عالي الجودة بسعر منخفض”.

 

بدا الأمر وكأن هذه الكلمات مجرد هراء، متجاهلة تمامًا لقوانين التبادل المكافئ.

 

ملاحظة:( قانون التبادل المكافئ هو “للحصول على شيء، يجب تقديم شيء ذي قيمة مساوية أو أعلى”. لذا فإن الفستان عالي الجودة يعني سعرًا عالي الجودة. وهذا هو ما يشرحه المؤلف في الجملة التالية)

 

كان السعر مرتفعًا إذا كانت الجودة والطلب مرتفعين، وكان السعر منخفضًا إذا كانت الجودة والطلب منخفضين. هكذا تسير الأمور.

 

ومع ذلك، بدلاً من الإشارة إلى هذه الحقيقة، سألت شانيل.

 

“إذا سمحت لي بالسؤال، ما هي ميزانيتك؟”

 

قلت السعر المتفق عليه مع إستيل.

 

“300 ذهب مقابل فستانين”.

 

بغض النظر عن مدى رداءة المتجر، كان هذا السعر منخفضًا بشكل مثير للسخرية.

 

عبست شانيل.

 

“لن تتمكني من شراء فستان واحد مناسب يكلف هذا المبلغ. ربما فستان مستعمل رخيص…؟”

 

أظلمت تعابير وجه إستيل عند سماع هذه الكلمات. وجهت وجهها معتذرًا نحوي.

 

نظرت شانيل إلى إستيل وسألتها، “هل تبحثين عن فستان لارتدائه في حفل عيد ميلاد ولي العهد هذا الشهر؟”

 

“هذا صحيح.”

 

لمعت عينا شانيل عند سماع ذلك.

 

“يا إلهي، أنت زبونة ذات قيمة كبيرة إذن”، قالت، ثم قدمت عرضًا غير تقليدي.

 

“يبدو أنكما لا تملكان ميزانية كبيرة، فماذا عن هذا؟ سأصنع فستانًا لكليكما. ومجانًا.”

 

“مجانًا؟”

 

تحدثت أنا وإستيل في نفس الوقت.

 

أومأت شانيل برأسها واستمرت.

 

“في المقابل، لدي شرط واحد. تصميم الفساتين متروك لي تمامًا لاتخاذ القرار. “عليكما فقط ارتداء المنتج النهائي وحضور حفل عيد ميلاد الأمير.”

 

حدقت وسألت، “وماذا تكسب؟”

 

“الترويج لمتجري! لا يوجد شكل أفضل للإعلان من سيدتين جميلتين ترتديان فساتين عصرية في مأدبة! إن رؤية المنتج شخصيًا أكثر فعالية بكثير من الكلام الشفهي.”

 

“هممم،” مسحت ذقني. ثم انحنيت نحو إستيل وهمست.

 

“ماذا تقولين؟ ألا تعتقدين أن هذه فرصة عظيمة؟”

 

قالت إستيل بحذر.

 

“نعم، لكنني لا أشعر بالراحة في تلقي عمل شاق لشخص ما دون دفع ثمنه بشكل صحيح. أنا قلقة من أنها ستصنع فستانًا فاخرًا للغاية.”

 

“من خلال ارتداء الفساتين التي صنعتها، سنروج لمتجرها. إنه شكل من أشكال الدفع. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون فاخرًا بعض الشيء. نظرًا لأنه مأدبة في المدينة الإمبراطورية، فسوف يرتدي الجميع ملابس رائعة. أنا متأكد من أننا لن نبرز.”

 

“ربما، ولكن….”

 

تمتمت بنظرة نادمة على إستيل المترددة.

 

“الفساتين هنا تناسب أسلوبي تمامًا أيضًا…”

 

“······!”

 

تسببت كلماتي التي أثارت تعاطفي في اتساع عيني إستيل الكبيرتين.

 

“لكن إذا كانت الآنسة إستيل غير مرتاحة، فلا بأس من زيارة متجر آخر بدلاً من ذلك.” قلت، وأنا أبدو حزينة.

 

بدا إستيل مضطربًا وهزت رأسها وكأنها قد اتخذت قرارها.

 

“لا، أنا أيضًا أحبهم، دعنا نحضر الفساتين هنا. يمكنني توفير المال أيضًا، لذا أعتقد أنها فرصة جيدة.”

 

ابتسمت شانيل، التي كانت تستمع، بمرح عند سماع هذه الكلمات.

 

“رائع. أنا متأكدة من أنك لن تندمي على ذلك. أنا، شانيل، سأقدم لك أجمل فستان على الإطلاق.”

 

“شكرًا لك، على الرغم من أنني أشعر بالخجل من التصرف بشكل غير لائق، إلا أنني أتطلع إلى التعاون مع اقتراحك اللطيف.”

 

انحنت إستيل لشانيل.

 

التقت نظراتي بنظرات شانيل من خلف إستيل أثناء قيامها بذلك. تمتمت شانيل بصمت، وبريق في عينيها.

 

أسر. قديسة. نجاح!

 

***

 

إليك ما حدث.

 

سألخص الصعوبات التي كان علي التغلب عليها من أجل إعطاء إستيل فستانًا.

 

أولاً، لن تقبل مساعدتي بشكل مباشر أبدًا.

 

بينما ستعطي مرارتها لشخص آخر دون تفكير ثانٍ، فلن تسمح لنفسها أبدًا بتلقي أي شيء من شخص ما.

 

حتى لو كانت أول صديقة لي، فلن تقبل فستانًا باهظ الثمن مني.

 

ثانيًا، حتى لو أكدت لها ألا تقلق بشأن التكلفة، فلن تختار فستانًا لائقًا أبدًا.

 

لا تعتقد أن القديسة يجب أن ترتدي فستانًا باهظ الثمن.

 

إنها تعتقد أن القديسة لا تستطيع ارتداء الأشياء المادية.

 

لذا فإن ارتداء فستان باهظ الثمن سيكون صعبًا عليها بسبب السعر.

 

لكن كان عليّ أن أضغط على أنوف هؤلاء النبلاء المتغطرسين الذين كانوا مصممين على السخرية منها.

 

لذا فإن المصممة الذي وجدته كان شانيل.

 

على الرغم من أنني لم أستطع أن أتخيل أن إستيل كانت مهتمة بالموضة على الإطلاق، إلا أن شانيل كانت في الواقع مصممة مشهورة جدًا بين الشباب الأرستقراطي هذه الأيام.

 

كان متجر فساتين شانيل يقع في أرقى شارع بوتيك في العاصمة.

 

ذهبت لزيارتها.

 

كان المبنى المهجور الذي ذهبنا إليه في الواقع استوديو شانيل.

 

[أود أن أطلب فستانًا.]

 

في البداية، كانت شانيل متغطرسة.

 

[تم حجز كل شيء.]

 

كانت هذه استجابة متوقعة.

 

بالنسبة لشانيل، التي غمرتها الطلبات من أرستقراطيي العاصمة الأكثر شهرة، لم أبدو زبونًا جذابًا.

 

لم تعتبرني حتى جديرة بالنظر إليها، واستمرت شانيل في قص القماش. ثم استخدمت سلاحي السري.

 

[ليس لديك الوقت حتى لصنع فستان للقديسة؟]

 

توقفت يدا شانيل عند كلمة “قديسة”.

 

كانت إستيل، بقواها المقدسة ومظهرها المذهل، مصدر إلهام مراوغ للعديد من الفنانين، وخاصة المصممين، الذين سعوا إلى إظهار الجمال المطلق في رعاتهم.

 

لكنها سرعان ما هزت رأسها وضحكت.

 

[لقد سمعت عن شخصية السيدة بيرنيا، لكنني لم أكن أعلم أنك بارعة في المزاح. تشتهر القديسة بارتداء فساتين فظيعة في كل مأدبة تحضرها وأنت تطلبين لها فستانًا؟ حتى لو انحنيت للخلف، فلن ترتديه القديسة.]

 

بالنسبة لشانيل، كان من المؤكد تمامًا أن إستيل لن ترتدي فستانًا من تصميمه من مصمم مشهور.

 

كان هذا هو فهم مصمم لديه نظرة ثاقبة لتفاصيل المجتمع الراقي.

 

لكن كان هناك شيء لم تكن تعرفه.

 

[سأجعلها ترتدي فستانك.]

 

[كيف يمكنني أن أصدق ذلك؟]

 

[لا يوجد شيء يمكن تصديقه. سأحضرها إلى هنا لطلب فستان بنفسي.]

 

فقط في ذلك الوقت وضعت شانيل القماش الذي كانت تتعامل معه ونظرت إلي.

 

[حسنًا، لكن كيف ستفعل ذلك؟ كيف تخطط لدفع ثمن الفستان؟]

 

أظهرت عيناها أنها تتساءل عما إذا كانت ابنة ماركيز بسيطة قادرة على تحمل أسعارها.

 

ملاحظة 🙁 من عجيب المفارقات أن الماركيز يأتي في المرتبة الثانية، إن لم يكن مساويًا، للدوق من حيث التسلسل الهرمي.)

 

بالطبع، كانت تكلفة قطعة عمل من صنع شانيل، أفضل مصمم في ذلك الوقت، باهظة الثمن.

 

كان سعر الفستان الأعلى جودة مساويًا لسعر عربة صغيرة.

 

كان هذا هو نفس السعر الذي أعطاني إياه لوسيان.

 

لكنني كنت واثقة.

 

واثقة من أنني أستطيع الفوز في مباراة مقايضة مع هذا البائع.

 

[لن أدفع ثمنها. هذا ليس طلبًا، بل صفقة.]

 

[ماذا؟]

 

[اصنعي الفستان مجانًا. بدلًا من ذلك، أترك تصميم الفستان لك بالكامل.]

 

ترددت شانيل المتغطرسة.

 

من خلال الطعم القوي الذي ألقيته، غمرت وقاحة طلب الفستان المجاني بفكرة الآفاق التي قد تجلبها مثل هذه الصفقة.

 

كانت فرصة لرؤية القديسة ترتدي فستان خيالاتها.

 

بعد أن عانت شانيل داخليًا لفترة طويلة، تنفست بعمق وأومأت برأسها.

 

[حسنًا، سأقبل الصفقة.]

 

***

 

كانت هذه هي عمليتي الكبرى لإغراء القديسة للحصول على فستان.

 

جلست على الأريكة واحتسيت بعض الشاي.

 

كانت إستيل في غرفة الملابس مع شانيل، تأخذ مقاساتها.

 

نظرت إلى الباب المغلق، فنظرت بسخرية كما يفعل المحتال غير الأخلاقي.

 

‘كانت الرحلة إلى المتجر ونص شانيل طبيعيين للغاية. لقد رتبت كل شيء كما لو كان مجرد صدفة. حتى لو كانت إستيل تعرف من هي شانيل، فلن تشك في أنني خططت لهذا.’

 

أنا مجرمة عظيمة! هاهاهاها!

 

بعد الضحك مثل الساحرة، مسحت ابتسامتي المريبة عندما خرجت إستيل من غرفة الملابس.

 

“هل أخذت مقاساتك؟”

 

“نعم. كانت المصممة دقيقة للغاية. كما قالت الآنسة نيا، فهي ماهرة للغاية.”

 

حتى شخص مثل إستيل، الذي لا يعرف شيئًا عن الموضة، يمكنه أن يشعر بمهارة شانيل.

 

حسنًا، يمكن العثور على المهرة للغاية في جميع المجالات.

 

ابتسمت.

 

“حسنًا، سأذهب الآن لأخذ قياساتي.”

 

“حسنًا.”

 

ذهبت إلى غرفة الملابس، تاركةً إستيل جالسة على الأريكة وهي ترتب ملابسها.

 

ورأيت…

 

“هل تبكين؟”

 

كانت شانيل على الأرض، وركبتاها ترتعشان.

 

كانت شانيل تغطي فمها، وما زالت تمسك بشريط القياس في يدها، لمنع أي صوت من التسرب.

 

كانت الدموع الساخنة المليئة بالعبادة تتدحرج على وجهها وهي تتمتم باحترام وكأنها التقت بإلحاكم منحدرة.

 

“عن قرب، كانت تتمتع بجمال معجزي أكثر مما كنت أعتقد. بشرتها ناعمة وشاحبة للغاية بدون عيب واحد… قوامها نحيف وهش وشعرها! خصلات ذهبية للغاية… حتى إصبع قدمها الصغير يشع طاقة مقدسة!” تحدثت وهي بالكاد تكبح مشاعرها.

 

“الإلهام عليّ! يا له من شفقة وأناقة وجمال وروعة! يمكنني أن أشعر بذلك!”

 

بدا الأمر وكأن شانيل كانت مستعدة للخروج من غرفة الملابس والبدء في صنع فستان إستيل على الفور. كان صوتي هو الذي أعاد شانيل إلى الأرض.

 

“عليك أيضًا أن تأخذي مقاساتي”.

 

بدت شانيل مستاءة وهي تكتم النار التي أشعلتها روح التصميم بداخلها، لكنها جاءت إلي على مضض وبدأت في القياس.

 

انظر، إنها ماهرة للغاية.

 

__________________~”~🌸🌸~”~__________________

 

أستغفر الله العضيم

 

الحمد الله 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم 

 

ربي أرحمني و أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين

 

الله أكبر 

 

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

__________________~”~ 💮💮~”~__________________