رفع لوسيان رأسه لينظر إلى مزهرية زهور الذرة التي تركتها وراءها.
ثم لمس بتلاتها الزرقاء المائلة إلى الأرجوانية بحرص.
… كانت ناعمة.
“قالت إنها تُشبه لون عيني”
شدّ لوسيان قبضته بقوة.
لم يكن يعرف اسم هذه الزهرة من قبل.
لم يكن يُبالي بها قط.
لكن الآن …
“…”
بطريقة ما، شعر أنه سيُحب زهور الذرة من الآن فصاعدًا.
* * *
في ذلك المساء ، زارها دانتي فجأة.
“ماركيز؟”
كنتُ أُطعِم الحمام ، فالتفتُّ إليه بعينين واسعتين.
كان الأمر غريبًا ؛ قال إنه مشغول جدًا لرؤيتي. لماذا هو هنا؟
وقف دانتي عند الباب ، متكئًا عليه ، عابسًا.
“ماذا؟ تلك الحمامة مجددًا؟”
لماذا مزاجه سيء اليوم؟
حاولتُ أن أُخفف من حدة الجو ، فقلتُ مازحةً بإبتسامة.
“هل تغار لأنّي أُحب الحمامة؟”
“…”
ضمّ دانتي شفتيه بإحكام ، كأنه قد أُصيب في موضع مؤلم.
“ماركيز؟”
“…”
أملتُ رأسي و ناديته مجددًا ، لكنه ظلّ عابسًا.
مستحيل ، حقًا؟
سخيف.
حدّقتُ في دانتي غير مُصدّقة.
و في الوقت نفسه ، وبخني بنبرة فاترة.
“هل تقضين اليوم كله مع الحمام؟”
من الواضح أنه كان على علم بوضعي الوظيفي من خلال ليام ، و كان يفتعل المشاكل بلا سبب.
كتمتُ تنهيدة كادت أن تخرج مني.
“هل هناك نقص في واجباتي الإدارية؟”
“…”
عبس دانتي بعمق.
واصلتُ حديثي بأدب.
“إذا كانت هناك مشكلة ، فأرجو إخباري. سأعالجها”
“لا، ليس هذا ما قصدته … اللعنة”
لعن دانتي في سره ، و مرر يده بعنف في شعره.
“انسِ الأمر. أنا فقط في مزاج سيء”
“في مزاج سيء؟”
“نعم. حتى ذلك ليام المتشدد يمدحك بين الحين والآخر. لذا توقفي عن القلق بلا داعٍ …”
“ماذا عنك يا ماركيز؟”
سألتُ فجأة.
رمش دانتي بدهشة.
“ماذا؟”
“أنا مهتمة برأيك في أدائي في العمل”
نظرتُ إلى الأسفل عمدًا ، متظاهرةً باليأس.
“إن لم يُرضيك ، فهو بلا معنى”
“مهلاً.”
“الشخص الوحيد الذي أريد مساعدته هو أنت يا ماركيز”
بينما قلتُ تلك الكلمات العذبة المتأصلة ، خفّت حدة تعبير دانتي الكئيب قليلًا.
“كيف لي ألا أكون راضيًا عن عملكِ؟”
قال بنبرة أقل حدة.
“لو لم أكن راضيًا ، هل كنت سأعيّنُكِ مديرةً من البداية؟”
كاذب.
فكرتُ ببرود.
لم يُعطني منصب المديرة إلا لأن إلـزي الأصلية توسلت إليه و هي تبكي.
هز دانتي كتفيه و أضاف ،
“هل أبدو كشخص يتصرف بدافع العواطف؟”
حسنًا ، بمجرد النظر إلى طريقة تعامله مع بنديكت و لوسيان … يبدو عاطفيًا جدًا.
حتى و أنا أفكر ساخرةً ، لم تفارق وجهي ابتسامة مشرقة.
ثم فجأة-
“بالمناسبة.”
كما لو أنه تذكر للتو ، ناولني دانتي ظرفًا.
“ما هذا؟”
“لا أعرف. يبدو أنها من الكونتيسة مارتن”
بريجيت؟
أخذتُ الظرف بسرعة.
<إلى عزيزتي إلـزي ،
كان الجو حارًا جدًا مؤخرًا. كيف حالكِ؟
في منطقة الكونت مارتن ، ذروة الصيف الآن. العشب و أشجار الحديقة خضراء و خصبة لدرجة أن مجرد النظر إليها يُشعرني بالانتعاش. مؤخرًا ، أحضر لي جوزيف بعض الزهور. على الرغم من غيابي لفترة طويلة ، إلا أنه لم ينسني. لا أستطيع وصف مدى سعادتي بذلك.
بالمناسبة ، هناك حفل كوكتيل في الهواء الطلق تقيمه العائلة الإمبراطورية في أوائل سبتمبر. لقد تلقيتُ دعوة. بما أن جوزيف لا يزال صغيرًا جدًا ، فسأحضر كممثلة عن عائلة الكونت. لذا ، كنتُ أتساءل إن كان بإمكاني رؤية وجهكِ هناك؟ أتمنى حقًا مقابلة صديقتي العزيزة و لو لمرة واحدة.
سأنتظر ردّكِ. مع حبي ، بريجيت>
فاضت الفرحة في كل رسالة كتبتها.
لم أستطع إلا أن أبتسم ابتسامة خفيفة و أنا أقرأها.
عندما كتبتُ إلى بريجيت آخر مرة ، سألتُها إن كان بإمكاننا اللقاء لأن لديّ معروفًا أريد طلبه. ردّت بمهارة على ذلك الجزء ، مُظهرةً تأملها المعهود.
أعدتُ الرسالة إلى ظرفها ، و شعرتُ بالرضا.
و لكن بعد ذلك-
“ما الذي في هذه الرسالة يُضحككِ لهذه الدرجة؟”
عاد صوت دانتي ساخرًا.
“أوه ، ستحضر الكونتيسة مارتن حفل الكوكتيل الذي تُقيمه العائلة الإمبراطورية هذه المرة”
“حقًا؟”
“نعم. يبدو أن عائلة الكونت قد استقرت حالتها كثيرًا. هذا جيد حقًا، أليس كذلك؟”
أجبتُ بإبتسامة مشرقة ، و أنا أفكّر بسرعة.
كانت مساعدة بريجيت ضرورية لخطة هروبي. كان عليّ أن أقابلها بطريقة ما، وقد مثّل هذا الحفل فرصة مثالية.
سيكون من الرائع لو تمكنتُ من حضور تلك الحفلة أيضًا …
لكن عائلة ليفيريان كانت من النبلاء ذوي الرتب الدنيا.
عائلة لم تطأ قدمها معترك السياسة المركزية لم تكن لتحظى بفرصة دعوة إلى تجمعٍ انتقائي كهذا. علاوةً على ذلك ، كنتُ منبوذةً تقريبًا في عائلة ليفيريان.
لكن-
“إذن يمكنكِ مقابلتها هذه المرة”
تحدث دانتي عفويًا.
للحظة ، شككت في أذني.
“ماذا؟”
“لقد دُعيتُ إلى تلك الحفلة أيضًا”
أراني دانتي دعوةً فاخرة.
على الظرف ، كان الختم الذهبي للقصر الإمبراطوري يلمع ببرود.
“يمكنكِ الحضور كشريكتي. صحيح؟”
“أوه …”
نظرتُ إلى دانتي في ذهول.
مع أنني حضرتُ نادي ديورلنس من قبل ، إلا أنه كان حدثًا غير رسمي. مهما كان مرموقًا ، لم يُعترف به رسميًا من قبل العائلة الإمبراطورية.
لكن حفل الكوكتيل هذا كان …
حدث رسمي أقامته الإمبراطورة.
و هل كان سيأخذني معه كشريكة له؟
لماذا؟
علاوة على ذلك ، فإن سماحه لي بمقابلة بريجيت يعني …
دانتي يُعاملني معاملة خاصة.
كان يجعلني شريكته في حدث رسمي ، مُخالفًا بذلك قاعدة عدم تفاعل موظفي المدرسة الداخلية مع من غادروا.
شعرتُ حينها أنّه …
… كان جادًا بشأن علاقتنا.
“لماذا تبدين هكذا؟”
تفحص دانتي تعبير وجهي بدقة و سألني.
ابتسمتُ بعفوية.
“ظننتُ أنكِ ستكونين سعيدة”
“بالتأكيد.”
أجبتُ مُتظاهرةً بالحماس.
“شكرًا لكَ. أنا سعيدة جدًا”
“حقًا؟”
انخفض تعبير دانتي الصارم إلى ابتسامة هلالية.
“استمري في الابتسام”
لمس خدي بيده برفق.
“تبدين أجمل عندما تبتسمين”
في تلك اللحظة ، غرق قلبي.
“سأحاول.”
أجبتُ بتردد، و حوّلتُ نظري نحو الحمام لأتجنب عينيه.
حدّق بي دانتي بهدوء.
كانت نظراته دافئة لدرجة …
… جعلتني أشعر بغرابة.
* * *
مرّ الوقت ، و حلّت أوائل سبتمبر.
حضرتُ حفل كوكتيل العائلة الإمبراطورية مع دانتي.
كان الخريف لا يزال في بدايته ، و شمس الظهيرة لا تزال حارقة ، لذا أقامت العائلة الإمبراطورية الحفل في المساء البارد.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "82"