“وأنا أيضًا أرجّح ذلك، لكن وصلتنا بلاغات مجهولة المصدر. ولهذا أطلب رؤية القائمة.”
قال ذلك بنبرة لطيفة، كما لو أنه يحاول إقناعها بهدوء.
“أ…أرجو الانتظار للحظة فقط.”
بعد صراع طويل في داخلها، أومأت فلور برأسها وغادرت.
بينما كان ينظر إلى ظهرها وهي تبتعد، صار وجه باليريان خاليًا تمامًا من التعبير.
فكلّ النظرات والكلمات التي صدرت منه لتلك الراهبة قبل قليل، كانت جزءًا من حساباته.
“ما الذي تفكرين به، يا إيف؟“
هذا السؤال وحده كان يشغل باله. كان متأكدًا أن امتناع الراهبة عن تسليمه القائمة بسهولة يعود إلى طلب من إيف.
ومنذ وقتٍ ما، صار عاجزًا عن فهم دواخلها كما كان من قبل، على الرغم من صدقها الدائم سابقًا.
بعد قليل، عادت فلور وهي تحمل القائمة، وقد بدا على وجهها الحرج الشديد وقدّمتها له.
أخذ باليريان القائمة وبدأ يطالعها ببطء.
كانت عيناه الزرقاوان أكثر حذرًا وهدوءًا من أي وقتٍ مضى.
وحين وصل إلى الاسم الأخير في أسفل الورقة… عثر على اسم مألوف للغاية.
اسمٌ لم يكن يجب أن يظهر هنا أبدًا.
“إيف إستيلّا.”
ما إن وقعت عيناه على ذلك الاسم حتى اضطربتا بشدّة، كما لو كان قاربًا في خضمّ عاصفة عاتية.
ودون أن يشعر، قبض باليريان على الورقة بكل قوته.
شعر وكأن قلبه قد تجمّد.
* * *
بعد عدة أيام عندما وصلته الأخبار، انتفض الكونت إستيلّا غاضبًا ووبّخ إيف.
“إيف! أتريدين الهروب من النمر بالدخول إلى عرينه؟!”
لكن إيف لم تُعر كلامه أي اهتمام.
كانت الكونتيسة ونواه يحدقان بها بصمت، ثم لم ينفكا عن التنهد.
فقد أدركا منذ زمن أن لا فائدة من النقاش حين تتخذ إيف قرارها.
“لذا سأذهب إلى الكنيسة الرئيسية اليوم أيضًا. لا بد أن أتصرف مؤقتًا وكأنني مؤمنة متدينة.”
قالت ذلك ثم نهضت من مكانها.
“وغدًا أيضًا عليّ الذهاب.”
“إييف…!”
تجنبت والدها الذي كان يحاول الإمساك بذيل تنورتها، ثم ركبت العربة وهي شاردة تحدّق من النافذة.
‘اليوم… سينتهي كل شيء فعلاً.’
بحسب ما قالت الراهبة فلور، فإن الأمر لا يستغرق أكثر من أسبوع لتصبح راهبة رسمية.
واليوم هو تمامًا اليوم السابع.
عندما استرجعت ماضيها لم تشعر إلا بالذنب تجاه باليريان.
وحين وصلت إلى الكنيسة الرئيسية، فوجئت بإيجاد باليريان بانتظارها مسبقًا.
“كيف عرفت أنني سأأتي وخرجت لتنتظرني؟“
اقترب منها وساعدها على النزول من العربة وهو يجيب:
“أنتِ تأتين في هذا الوقت كل يوم مؤخرًا.”
كان باليريان يبتسم بصفائه المعهود، مثل ضوء الشمس النقي. نظرت إليه وفكرت:
“نعم… ريان سيتفهم قراري حتمًا.”
ثم استجمعت شجاعتها، وقالت له:
“في الحقيقة… لدي شخص آخر الآن.”
لم تستطع أن ترفع عينيها إليه، وظلّت نظراتها تدور ما بين الأرض والفراغ.
“… من؟“
سألها باليريان بصوت منخفض وهادئ.
فأدركت إيف أنه أكثر هدوءًا مما توقعت، فشعرت بالارتياح.
“إنه الحاكم.”
ثم تابعت حديثها وفق ما كانت تخطط له تمامًا في ذهنها:
“بعد ما مررت به مؤخرًا، أدركت كم كنت أعيش مغمورة بنِعَمه دون أن أشعر.”
لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا.
فحين أدركت أنها ساحرة، كان أول من لامتْه في قلبها هو الحاكم.
وحتى الآن، كلما تذكرت ذلك، تشعر وكأنها تائهة عن الواقع.
أغمضت عينيها ببطء.
“وحين مُنحتُ حياة جديدة، أدركت أن هذا هو الطريق الذي كُتب لي أن أسلكه.”
“… إيف.”
عندما ناداها باليريان، قاطعته.
وهذه المرة، واجهت عينيه بشجاعة.
“… لذلك، لننهِ الأمر بيننا يا باليريان.”
ترجمة : سنو
انستا : soulyinl
واتباد : punnychanehe
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 13"