وما إن تلاقت أعينهما، حتى انفجرت الطفلة بضحكة بريئة كأنها لم تكن تبكي قط.
“إنها إيرين…”
“نعم، لا شك في ذلك.”
سرعان ما أدركت إيف وباليريان من المسؤولة عما حدث.
* * *
“لا تقلقا، لقد تم احتجاز كل من تبقّى من الخاطفين في سجن خاص.”
قال زافيير بعدما استقر الوضع، موضحًا لهما الإجراءات التي تم اتخاذها.
أما إيرين، فكانت نائمة بسلام بين ذراعي باليريان، وكأن شيئًا لم يكن.
‘ترى، هل كانت تعي ما حصل لها؟ أنها اختُطفت، وكادت أن تُقتل؟‘
‘حقًا… إنها لطيفة.’
بدأ رافيير يفهم ولو قليلًا، لماذا كان باليريان لا يتوقف عن التباهي بابنته في القصر الإمبراطوري.
وربما شعر باليريان بنظراته، فاستدار بجسده قليلًا ليحجب وجه إيرين، ثم نظر إلى زافيير بنظرات تحذيرية.
“توقّف. لا تحدّق بها.”
“ما الذي تتصوّر أنني سأفعله بها؟“
“دع الرجل يرى الطفلة، ما المشكلة؟“
قالت إيف متدخّلة بابتسامة، ممتنّة لـزافيير على مساعدته طوال الوقت.
“لقد وقف إلى جانبنا، على الأقل.”
“لست ممن يحبّون أن يُمنّ على الآخرين بالمساعدة.”
أجابها بهدوء.
أمام إصرار إيف وتهذيب زافيير، تنهد باليريان باستسلام، وأبعد جسده ليكشف عن إيرين.
“هل ما سمعته صحيح؟ أن هذه الطفلة هي من هزمت كل أولئك الخاطفين؟“
سأل زافيير موجّهًا سؤاله إلى إيف، لأنه لم يكن يرغب في الدخول في حديث طويل مع باليريان، فهو يعرف كم يصبح جادًا، بل ومزعجًا، إذا تعلّق الأمر بابنته أو زوجته.
“نعم، يبدو أنها استخدمت سحر الماء لخنقهم، حتى فقدوا الوعي.”
“يا للعجب… طفلة في هذا السن وتملك هذا الحسّ الفطري؟“
لم يكن زافيير مصدومًا فحسب، بل مذهولًا تمامًا.
فالطفلة لم تتجاوز عامًا واحدًا بعد، ومع ذلك عرفت أن حبس الهواء يُفقد الإنسان وعيه، بل وتمكنت من استخدام السحر لإحداث ذلك؟!
“لا شك أن إيرين عبقرية!”
قالها باليريان بفخر وابتسامة مفعمة بالرضا.
وهزّ زافيير رأسه موافقًا بلا وعي، قبل أن يدرك سريعًا أنه ارتكب خطأً فادحًا.
“أتصدّق؟ الأسبوع الماضي غطّت نفسها بالبطانية وحدها! هل يمكن تصديق أن طفلة بهذا العمر تفعل ذلك؟“
“بل وقبل شهر، قالت إنها تشعر بالنعاس!”
وانطلق باليريان بعدها بسيلٍ من المواقف التي تُثبت حسب رأيه عبقرية إيرين، وكأنه كان ينتظر الفرصة ليبدأ الحديث.
‘تمنّيت لو لم أفتح الموضوع…’
فكّر زافيير بندم، لكن قبل أن يطول الأمر أكثر، تدخّلت إيف، وغرزت مرفقها في خصر باليريان.
“هم؟ ماذا هناك؟“
قالها بنبرة بريئة، وعيناه مفتوحتان على وسعهما، وكأنه لم يرتكب خطأ.
تنهدت إيف وأسدلت كفها على جبينها بإحباط.
‘كم مرة أكدت عليه هذا الأمر؟!’
“اتفقنا أننا لا نتحدث عن الطفلة أمام الآخرين!”
“أوه… صحيح! نسيت. آسف.”
ابتسم باليريان بإحراج وهو يحك خده بخفة.
“هل حقًا اتفقتما على ذلك؟“
سأل زافيير متفاجئًا.
“منذ عدة أشهر، أخذت منه هذا الوعد.”
قالتها إيف بتنهيدة عميقة، وقد كانت قد أدركت باكرًا أن زوجها مفرط في التفاخر بابنته.
‘لا بأس أن يحب الأب طفلته، لكن عليه أن يعرف متى يكفّ عن المبالغة.’
كانت قد رأته غير مرة يقطع حديث مساعديه ليبدأ فجأة بسرد قصص عن إيرين، دون مناسبة.
‘أليست لديهم مهام يجب عليهم إنجازها؟!’
أن يستمعوا إلى مديح مستمر عن ابنة القائد في أوقات العمل، لم يكن أمرًا طبيعيًّا أبدًا.
مرت في ذهن إيف ذكريات من حياتها السابقة في بيئة العمل، ولم تستطع أن تترك الوضع كما هو.
ومن ثم، انتزعت منه وعدًا صارمًا:
“لا تمدح ابنتك خلال أوقات عمل الموظفين!”
فما يحدث في الداخل، لا ينبغي أن يتسرب إلى الخارج.
“منذ عدة أشهر، إذًا…”
تمتم زافيير بضيق.
ولم يكن غريبًا عليه.
فقد عانى كثيرًا من هذه العادة لدى باليريان، لدرجة أنه كان يتجنّب اللقاء به ما لم يكن هناك أمر مهم للغاية.
كان يتعمد حفظ تحركاته، كي لا يلتقي به صدفة.
‘إن علِقْتَ معه، فأنت في محاضرة تمتد من 30 دقيقة إلى ساعتين…’
وبالنسبة لـزافيير، الذي تحمّل مسؤولية العرش، فحتى دقائق معدودة كانت ثمينة للغاية.
وقد بدأ يفكر جديًّا في أن يطلب من السيدة لودفيغ التدخّل، لكنه تردد، متذكّرًا ما حدث في حادثة الطلاق السابقة.
‘وها قد اكتشفت أنهم عقدوا هذا الاتفاق… ومع ذلك، لم يلتزم به على الإطلاق.’
تنهد زافيير من الأعماق.
فبما أنه لم يعد بإمكان باليريان التفاخر بابنته أمام مرؤوسيه، فقد أصبح هو الضحية الجديدة لتلك الهواية.
“كيااااه!”
ضحكة طفولية رقيقة صدحت في المكان، فالتفت زافيير لا إراديًا إلى إيرين.
كانت تضحك ببراءة وهي تتابع حركة يد والدها.
‘حسنًا… قد يكون لديه بعض العذر.’
فقد كانت الطفلة تملك ابتسامة تأسر القلوب.
وحين رأى أنها عادت بسلام إلى أحضان والديها، ابتسم بدوره بهدوء، مرتاحًا لسلامتها.
وما إن تلاقت أعينهما، حتى انفجرت الطفلة بضحكة بريئة كأنها لم تكن تبكي قط.
“إنها إيرين…”
“نعم، لا شك في ذلك.”
سرعان ما أدركت إيف وباليريان من المسؤولة عما حدث.
* * *
“لا تقلقا، لقد تم احتجاز كل من تبقّى من الخاطفين في سجن خاص.”
قال زافيير بعدما استقر الوضع، موضحًا لهما الإجراءات التي تم اتخاذها.
أما إيرين، فكانت نائمة بسلام بين ذراعي باليريان، وكأن شيئًا لم يكن.
‘ترى، هل كانت تعي ما حصل لها؟ أنها اختُطفت، وكادت أن تُقتل؟‘
‘حقًا… إنها لطيفة.’
بدأ رافيير يفهم ولو قليلًا، لماذا كان باليريان لا يتوقف عن التباهي بابنته في القصر الإمبراطوري.
وربما شعر باليريان بنظراته، فاستدار بجسده قليلًا ليحجب وجه إيرين، ثم نظر إلى زافيير بنظرات تحذيرية.
“توقّف. لا تحدّق بها.”
“ما الذي تتصوّر أنني سأفعله بها؟“
“دع الرجل يرى الطفلة، ما المشكلة؟“
قالت إيف متدخّلة بابتسامة، ممتنّة لـزافيير على مساعدته طوال الوقت.
“لقد وقف إلى جانبنا، على الأقل.”
“لست ممن يحبّون أن يُمنّ على الآخرين بالمساعدة.”
أجابها بهدوء.
أمام إصرار إيف وتهذيب زافيير، تنهد باليريان باستسلام، وأبعد جسده ليكشف عن إيرين.
“هل ما سمعته صحيح؟ أن هذه الطفلة هي من هزمت كل أولئك الخاطفين؟“
سأل زافيير موجّهًا سؤاله إلى إيف، لأنه لم يكن يرغب في الدخول في حديث طويل مع باليريان، فهو يعرف كم يصبح جادًا، بل ومزعجًا، إذا تعلّق الأمر بابنته أو زوجته.
“نعم، يبدو أنها استخدمت سحر الماء لخنقهم، حتى فقدوا الوعي.”
“يا للعجب… طفلة في هذا السن وتملك هذا الحسّ الفطري؟“
لم يكن زافيير مصدومًا فحسب، بل مذهولًا تمامًا.
فالطفلة لم تتجاوز عامًا واحدًا بعد، ومع ذلك عرفت أن حبس الهواء يُفقد الإنسان وعيه، بل وتمكنت من استخدام السحر لإحداث ذلك؟!
“لا شك أن إيرين عبقرية!”
قالها باليريان بفخر وابتسامة مفعمة بالرضا.
وهزّ زافيير رأسه موافقًا بلا وعي، قبل أن يدرك سريعًا أنه ارتكب خطأً فادحًا.
“أتصدّق؟ الأسبوع الماضي غطّت نفسها بالبطانية وحدها! هل يمكن تصديق أن طفلة بهذا العمر تفعل ذلك؟“
“بل وقبل شهر، قالت إنها تشعر بالنعاس!”
وانطلق باليريان بعدها بسيلٍ من المواقف التي تُثبت حسب رأيه عبقرية إيرين، وكأنه كان ينتظر الفرصة ليبدأ الحديث.
‘تمنّيت لو لم أفتح الموضوع…’
فكّر زافيير بندم، لكن قبل أن يطول الأمر أكثر، تدخّلت إيف، وغرزت مرفقها في خصر باليريان.
“هم؟ ماذا هناك؟“
قالها بنبرة بريئة، وعيناه مفتوحتان على وسعهما، وكأنه لم يرتكب خطأ.
تنهدت إيف وأسدلت كفها على جبينها بإحباط.
‘كم مرة أكدت عليه هذا الأمر؟!’
“اتفقنا أننا لا نتحدث عن الطفلة أمام الآخرين!”
“أوه… صحيح! نسيت. آسف.”
ابتسم باليريان بإحراج وهو يحك خده بخفة.
“هل حقًا اتفقتما على ذلك؟“
سأل زافيير متفاجئًا.
“منذ عدة أشهر، أخذت منه هذا الوعد.”
قالتها إيف بتنهيدة عميقة، وقد كانت قد أدركت باكرًا أن زوجها مفرط في التفاخر بابنته.
‘لا بأس أن يحب الأب طفلته، لكن عليه أن يعرف متى يكفّ عن المبالغة.’
كانت قد رأته غير مرة يقطع حديث مساعديه ليبدأ فجأة بسرد قصص عن إيرين، دون مناسبة.
‘أليست لديهم مهام يجب عليهم إنجازها؟!’
أن يستمعوا إلى مديح مستمر عن ابنة القائد في أوقات العمل، لم يكن أمرًا طبيعيًّا أبدًا.
مرت في ذهن إيف ذكريات من حياتها السابقة في بيئة العمل، ولم تستطع أن تترك الوضع كما هو.
ومن ثم، انتزعت منه وعدًا صارمًا:
“لا تمدح ابنتك خلال أوقات عمل الموظفين!”
فما يحدث في الداخل، لا ينبغي أن يتسرب إلى الخارج.
“منذ عدة أشهر، إذًا…”
تمتم زافيير بضيق.
ولم يكن غريبًا عليه.
فقد عانى كثيرًا من هذه العادة لدى باليريان، لدرجة أنه كان يتجنّب اللقاء به ما لم يكن هناك أمر مهم للغاية.
كان يتعمد حفظ تحركاته، كي لا يلتقي به صدفة.
‘إن علِقْتَ معه، فأنت في محاضرة تمتد من 30 دقيقة إلى ساعتين…’
وبالنسبة لـزافيير، الذي تحمّل مسؤولية العرش، فحتى دقائق معدودة كانت ثمينة للغاية.
وقد بدأ يفكر جديًّا في أن يطلب من السيدة لودفيغ التدخّل، لكنه تردد، متذكّرًا ما حدث في حادثة الطلاق السابقة.
‘وها قد اكتشفت أنهم عقدوا هذا الاتفاق… ومع ذلك، لم يلتزم به على الإطلاق.’
تنهد زافيير من الأعماق.
فبما أنه لم يعد بإمكان باليريان التفاخر بابنته أمام مرؤوسيه، فقد أصبح هو الضحية الجديدة لتلك الهواية.
“كيااااه!”
ضحكة طفولية رقيقة صدحت في المكان، فالتفت زافيير لا إراديًا إلى إيرين.
كانت تضحك ببراءة وهي تتابع حركة يد والدها.
‘حسنًا… قد يكون لديه بعض العذر.’
فقد كانت الطفلة تملك ابتسامة تأسر القلوب.
وحين رأى أنها عادت بسلام إلى أحضان والديها، ابتسم بدوره بهدوء، مرتاحًا لسلامتها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 115"