أخذت تندب حظها في داخلها وهي ترى نفسها محاطة بمراقبين مختبئين، وطبيب واقف أمامها بوجه حائر، وهي مضطرة لتقديم عرض زواج في هذا الموقف العبثي.
‘لو أنني فقط دعوتَه إلى المنزل بدلًا من هذا…!’
لكن بعد أن سلّمته الزهور، لم يعد من الممكن التراجع.
‘ربما أتمسك بفكرة أنها مفاجأة ليس إلا…’
‘سأدّعي أنه يوم مميز اخترعته، والزهور هي هدية فقط، وأؤجل عرض الزواج إلى وقتٍ لاحق.’
‘ نعم، هذا حل مناسب.’
لكن قبل أن تتم قرارها تمامًا…
“…إيف، لا تقولي إنك…!”
اتسعت عينا باليريان فجأة.
فتح فمه وكأنه على وشك قول شيء، لكنه سرعان ما أغلقه مجددًا وبقي صامتًا.
رؤيتها له بهذه الحال جعلت إيف تدرك أنه لا فائدة من التراجع الآن.
‘لقد فهم الأمر…’
وإن أنكرت الآن وقالت إنه ليس عرض زواج، سيبدو باليريان سعيدًا من الخارج، لكنه سيتألم داخليًا بلا شك.
‘لقد بدا عليه منذ مدة أنه يريد الزواج فعلًا…’
ورغم ذلك، حرص ألا يُثقل عليها أو يفرض الأمر، بل لم يصرّح به صراحة.
خصوصًا بعدما تعافى مؤخرًا وتسلّم منصب قائد الفرسان، مما جعله يقضي وقتًا أطول في القصر، فقلّت لقاءاتهما بعض الشيء.
‘آه، ما الذي عليّ فعله؟‘
رآها تتردد وتُحجم عن الكلام، فبدت ملامح باليريان غامضة. وكأنه يحاول كتم ابتسامة، أو لا يعرف كيف عليه أن يرد.
‘لاأعلم…!’
بما أن الأمر قد انكشف بالفعل، فإن التردد لن يزيده إلا تعقيدًا وسوء توقيت.
وإذ عقدت إيف عزمها، نهضت فجأة من على المقعد.
“ر–ريان!”
“…نعم،إيف.”
كان رده متوترًا على نحو واضح.
أما إيف، فجمعت ما تبقّى لديها من شجاعة متناثرة في الأرض، ثم أخذت نفسًا عميقًا.
‘بما أن عرض الزواج يحدث مرة واحدة في العمر، فلا بد أن يكون رومانسيًا، ومعسولًا لدرجة تذوب معها الألسن!’
كانت تردد في ذهنها النصائح التي همس بها إليها فتى متجر الزهور قبل قليل.
“سأكون خطيبتك الأبدية.”
“عزيزي، ترقّب هذه الليلة… آه! لماذا تضربني؟!”
… لا، هذا غير مناسب.
حتى وهي تفتقر للخبرة في مثل هذه المواقف، فهمت أن تلك النصائح لم تكن ذات فائدة تُذكر.
أن يُقدّم لها مثل هذا الكلام السخيف تحت مسمّى “مساعدة مجانية” كان بالفعل أمرًا يستحق أن لا تدفع له ولو فلسًا واحدًا.
باختصار، اليوم ليس يومها.
كادت أن تتراجع وتعيد التفكير، لكنها شعرت بنظرات حادة جعلتها تتوقف.
رفعت عينيها بلا وعي، لتجد باليريان يحدّق بها بإصرار لا يفتر.
‘حسنًا… بما أنني وصلت إلى هنا، فلأكمل ما بدأت.’
الانسحاب الآن سيبدو أكثر بؤسًا.
فتحت فمها من جديد، وعيناها الياقوتيتان التائهتان استقرتا أخيرًا عليه، ثم نطقت بحزم:
“هل تتزوجني؟“
فتحت علبة الخاتم التي كانت تخفيها، ومدّتها مباشرة أمام وجهه.
عندها ظهر الخاتم الذي اختارته بعد تفكير طويل.
كان في وسطه حجران ياقوت وزفير، متداخلين بتناغم، يلمعان بنعومة تحت وهج الغروب، وقد نُقش على الخاتم اسماهما معًا.
(لون عيون إيف ياقوتي ولون عيون باليريان متل حجر الزفير)
أمعن باليريان النظر في الخاتم بعيونه الزرقاء الصافية.
أما هي، فازدردت ريقها بقلق، إذ لم يكن يُبدي أي رد فعل.
‘لمَ لا يأخذه؟‘
‘لا يكون… هل سيرفض؟‘
تسللت الشكوك إلى قلبها وبدأت تبرد بعد أن كانت تغلي خجلًا وترقّبًا.
وهي تسترجع ما اقترفته في حقه طوال الفترة الماضية، أدركت أن طلبها للارتباط الأبدي به ربما لا يُمكنه أن يتقبّله بهذه البساطة.
‘لكن رغم كل شيء…’
كانت إيف تريد أن تبقى معه. لقد قررت ألا تخفي عنه شيئًا بعد الآن، وأن تكون دائمًا صادقة معه.
لكنها لم تكن بحاجة لشرح شيء، لأن ما فعله بعدها جعل وجهها يشتعل خجلًا من جديد كبركانٍ ثائر.
“أوه…؟“
فجأة، أمسك بذقنها بلطف وقرّب وجهه ليطبع قبلة على شفتيها.
ثم ابتسم وهو يهمس لها بصوت خفيض:
“ما رأيك أن نتزوج الآن؟“
انحنت عيناه الزرقاوان اللتان تشبهان صفحة السماء بابتسامة دافئة ومليئة بالحب.
أما وجهها، فاحمرّ بلون الغروب خلفه، ولم تبدُ عليه أي علامة من علامات الهدوء.
ومع ذلك، أومأت برأسها بخفة.
في تلك اللحظة، بدا كأن العالم كله قد اختفى من حولهما، ولم يبقَ سوى هما في مركز الوجود.
ثم توالت قبلة أخرى، أحلى من سابقتها.
__________
<نهاية الخاتمات>
ترجمه: سـنو
واتباد :
@punnychanehe
واتباد الاحتياطي:
@punnychanehep
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 102"
أبغىىى أصيييييححححححح