كان هناك خطأ، أليس كذلك؟
قيل إنّه غير قابل للقياس!
فلماذا تمّ إصلاحه بهذه السرعة؟
‘بل إنّه 5%!’
هل هذا يعني أنّ وجودي لا يُحدث فرقًا؟
كيف يرونني!
قد أكون طفلةً في السابعة، لكن مع ذلك!
‘فجأةً أشعر بالإحباط.’
هل يمكنني حقًا حماية أمّي…؟
“منذ زمن.”
بينما كنتُ أحدّق في النافذة بذهولٍ وثقتي تهتزّ، فتحت أمّي فمها وهي تنظر من النافذة.
“عندما رأيتُ هذا المنظر لأوّل مرّة، لم أستطع التأقلم.”
كأنّها تستعيد ذكرياتٍ بعيدة، كان صوت أمّي أعمق وأكثر حنينًا من المعتاد.
توقّفتُ عن التفكير للحظة وبدأتُ أستمع إليها بجديّة.
كان تعبيرها يبدو جادًا لهذه الدرجة.
“لقد قلتِ إنّ العالم الذي كنتِ تعيشين فيه مختلف جدًا عن هنا.”
تبعها الأبّ هارجن بنظره وردّ عليها.
لحظة!
آبائي، أي أبطال الرواية، يعرفون أنّ أمّي “مُتجسدةٌ”.
هذا هو سبب عدم دهشتهم عندما تستخدم أمّي كلماتٍ حديثة أحيانًا.
بل إنّ الآباء بدأوا يستخدمون هذه الكلمات متأثّرين بها.
“نعم، صحيح.”
“…”
“لذلك، كان كلّ شيء مخيفًا ومحيّرًا حينها. لم أعرف من أنا، ولا ماذا يجب أنْ أفعل.”
وضعت ذراعها على إطار النافذة، وأسندت ذقنها، وواصلت:
“بل إنّني كنتُ حينها ملقبةً بلقب الشرّيرة. لم يستمعوا إليّ مهما قلتُ، وكانوا يرتجفون بمجرّد رفع يدي.”
“…”
“شعرتُ أنّني غير مرحّب بي في أيّ مكان.”
أبعدت نظرها عن النافذة وأخفضت عينيها.
“لكن هذا الآن مجرّد ذكريات.”
نظر إليها هارجن وسأل:
“هل فكّرتِ يومًا بالعودة؟”
“لمَ لا، كثيرًا.”
“إذن، حتّى الآن–”
“قلتُ لكَ، هذا الآن مجرّد ذكريات.”
تألّقت رموشها الورديّة تحت أشعّة الشمس.
“لقد بنيتُ علاقاتٍ جديدة، ومررنا بصعوباتٍ معًا وتغلّبناها. هذا العالم أصبح الآن عالمي الحقيقي.”
“…”
“لذا، لا يوجد مكان أريد العودة إليه أو يجب أنْ أعود إليه سوى هنا.”
ابتسامةٌ أكثر إشراقًا زيّنت شفتيها.
“أنتم هنا.”
عيناها البنفسجيّتان، كأحجار الجمشت، انعكست فيهما الشمس الربيعيّة بحرارة.
غطّيتُ فمي بيديّ وشهقتُ.
‘واه، أمّي تبدو كبطلةٍ تمامًا.’
بالطبع، هي البطلة فعلاً.
“والأهم، ابنتي المحبوبة هنا أيضًا.”
“ابنتكِ القاسية التي لم تخرج لتوديعكِ.”
عبستُ فور انتهاء كلام هارجن.
‘أبي أحمق.’
أنا هنا لأنّني أحبّ أمّي أكثر من أيّ شخص!
“على أيّ حال، على عكسَ تلك الأيّام، أحبّ هذا العالم الآن، فلا داعي للقلق.”
“…”
“بالطبع، القصر لا يزال سيّئًا.”
ضحكَ هارجن بخفّة على إضافتها المرحةِ.
ثمّ أمال رأسه ببطء وردّد كلامها:
“نعم، مؤخرًا أحببتُ هذا العالم أيضًا. لكن القصر لا يزال سيّئًا.”
رفعت أمّي زاوية فمها، ثمّ تنهّدت بهدوء.
“في مثل هذا المكان، الشخص الوحيد الذي فتح لي قلبه مريضٌ الآن، فكيف لا أذهب؟”
وضع هارجن يده على يدها بلطف وقال:
“ستكون والدتي بخير.”
“يجب أنْ أجعلها كذلك.”
لهذا وُجدت قدراتي.
أخذت أمّي نفسًا عميقًا وابتسمت بخفّة.
“ربّما كنتَ أنتَ الأكثر كرهًا للعودة إلى القصر. شكرًا لقبولكِ عنادي، هارجن.”
“ألم أُستدعَ معكِ؟”
“لكن كان بإمكانكَ الرفض لو أردتَ.”
“حسنًا.”
رفع هارجن زاوية فمه ووضع إصبعه على ذقنه.
“عادةً، من لا خيار لهم بالتراجع يصبحون أكثر تطرّفًا.”
ارتجفتُ عند سماع كلامه.
أعلم أنّه يقصد القصر، لكن بما أنّني أعرف المستقبل، شعرتُ وكأنّه يتحدّث عن نفسه.
بالنسبة للآباء، أمّي هي هكذا.
السبب الأخير لعدم التخلي عن كل شيءٍ وحماية هذا العالم.
‘حسنًا، سأفعلها.’
شدّدتُ قبضتي وعزمتُ أمري.
لحماية أمّي ولحماية هذا العالم الذي تحبّه.
سأفعل كلّ ما بوسعي.
المهمّ هو عدم الانكسار!
‘لنعيد التخطيط.’
ماذا يجب أنْ أفعل في القصر لمنع انخفاض النسبة؟
لمعرفة ذلك، يجب أنْ أفهم العلاقة بين القصر وأمّي وأبي بدقّة…
‘أعرف فقط أنّ العلاقةَ سيّئة، لكن لا أعرف التفاصيل.’
في الأصل، تُروى قصّة <إنقاذ العالم فقط> من منظور يوريا، البطلة.
وأمّي نادرًا ما ذهبت إلى القصر.
هذا طبيعيّ.
‘كان عليها هزيمة ملك الشياطين!’
كيف تعود إلى القصر وهي مشغولةّ بالذهابِ إلى قلعة الشيطان؟
لذا، ذهبت أمّي إلى القصر فقط عندما استُدعيت لمحاربة ملك الشياطين.
وأيضًا عندما عادت لتلقّي مكافأة بعد هزيمته.
‘حتّى حينها، لم يكن الجميع يحبّون أمّي، باستثناءِ الإمبراطورة.’
بدقّة، كانوا لا يحبّون الأبطال بشكلٍ عام.
كما قال هارجن، هل ظنّوا حقًا أنّ الأبطال يطغون على مجدهم؟
‘لو قرأتُ القصّة الخارجيّة، لكنتُ عرفتُ بالضبطِ.’
لكن أنا، سيسي.
طفلة لم تقرأ القصّة الخارجيّة.
أنا نادمةٌ جدًا الآن.
‘لحسن الحظ، لستُ بلا معلومات تمامًا.’
بفضل ما قاله هارجن، لستُ في حالةٍ غير عارفةٍ تمامًا.
“من هنا، يجب أنْ تمشوا.”
توقّفت العربة فجأة، وفتح الكونت ليونارد الباب وقال.
قفزتُ من العربة وتبعتُهم وأنا أرتب المعلومات.
أوّلاً، الإمبراطوريّة لا تحبّ أمّي وأبي.
ثانيًا، أمّي وأبي لا يحبّون الإمبراطوريّة.
ثالثًا، كلّما أقتربنا من قاعة العرش، تقلّ النسبة…
نظرتُ إلى التقدّم الذي ينخفض بمقدار 0.01% وأدرتُ عينيّ.
‘ماذا أفعل الآن؟’
إذا ذهبتُ إلى قاعة العرش، ففي لحظة مقابلة الإمبراطور، ستبدأ القصّة الأصليّة.
بعد كلّ هذا الجهد للوصول إلى هنا، لا يمكنني أنْ أفشل دون فعل شيء.
‘إذا خلعتُ عباءة التخفّي الآن…’
هززتُ رأسي رافضةً الفكرة.
ليس خيارًا جيّدًا.
ماذا لو أخذاني أمّي وأبي بعيدًا وذهبا إلى قاعة العرش؟
صحيح أنّني أحضرتُ بعض الأغراض من مختبرَ كايل، لكن لا يمكن استخدامها هنا.
‘يجب أنْ أصل إلى مكان لا يستطيعان فيهِ طرديَ.’
مكان لا يجرؤان فيه على التصرّفِ بحرّيّةٍ.
مثل قاعة العرش أمام الإمبراطور.
على الرغم من مخاطر بدء القصّة الأصليّة…
‘لقد فعلتُها من قبل، يمكنني فعلها مجدّدًا!’
توقّفتُ قبل بدء القصّة من قبل، سأنجح هذه المرّة أيضًا!
“تفضّلوا بالدخول.”
وصل الكونت ليونارد إلى قاعة العرش وأشار إلينا.
حسنًا، بحماسٍ!
‘أجل، أجل!’
ركضتُ أمام أبي ودخلتُ قاعة العرش أوّلاً.
أوّل ما رأيته هو السجادة الحمراء التي تنتهي عند عرشٍ يجلس عليه رجل.
تجاعيد عينيه تحمل آثار الزمن، شعره الأبيّض.
يشبه هارجن لكنّه أكثر غرورًا وبرودة–
شخصٌ يُشعرك بالاختناق بمجرد النظر إليهِ.
‘هذا هو الإمبراطور.’
ابتلعتُ ريقي ونظرتُ إلى النافذة.
التقدّم المتبقّي حتّى التفعيل الكامل: 0.1%
حسنًا، جيّد.
رؤية التقدّم هدّأ خوفي.
هذا الرجل العجوز يبدو تافهًا نسبيًا.
‘يمكنكِ فعلها، سيسيليا!’
الآن دوري!
“…أحيّي جلالة الإمبراطور.”
ما إنْ انحنت أمّي وأبي للإمبراطور.
خلعتُ عباءة التخفّي وتقدّمتُ خطوة–
“آه، آه؟”
تعثّرتُ بالعباءة وسقطتُ على الأرض.
فجأة، نزل صمتٌ ثقيل على قاعة العرش.
“…”
“…”
“…؟؟”
رفعتُ رأسي بسرعةٌ ونظرتُ إلى النافذة.
التقدّم المتبقّي حتّى التفعيل الكامل: خطأ، غير قابل للقياس
“هه.”
شممتُ وابتسمتُ.
…على أيّ حال، نجحتُ، ألستُ كذلك؟
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات