كنتُ أخطّط للركض نحو الإمبراطور والتحيّة بحماس.
خطّة لجذب الانتباه بطريقة لطيفة وجذّابة، إذا جاز التعبير.
‘لكنّها فشلت فشلاً ذريعًا قبل أن تبدأ.’
على أيّ حال، أوقفتُ تقدّم القصّة الأصليّة، أليس كذلك؟
“…سيسي؟”
بينما كنتُ أحدّق في النافذى التي أظهرتَ خطأًً وأمسح أنفي بإصبعي، جاء صوتٌ خافت من الخلف.
استدرتُ بسرعة وابتسمتُ بارتباك.
“ههه، مرحبًا، أمّي.”
هل تأخرتُ في وداعكِ؟
أم أنّه ترحيب الآن؟
“كيف وصلتِ إلى هنا…؟”
أمسكت أمّي بذراعي وسحبتني خلفها على الفور.
هذه الجرأة أمام الإمبراطور!
كما هو متوقّع من بطلة هزمت ملك الشياطين!
“يبدو أنّها استخدمت إحدى الاختراعات لتتبعنا طوال الطريق.”
رفع الأبّ هارجن عباءة التخفّي وأمال رأسه.
شهقتُ وكتمتُ أنفاسي.
‘لا يجب أنْ تصل العباءة إلى يد أبي!’
قد لا يُعيدها لي هارجن، على عكس أيّ شخص آخر.
لا يمكنني أنْ أفقدها، فقد أحتاجها لاحقًا!
“أبي، أبي. سأحتفظ بها وأعيدها إلى الأبّ كايل.”
هل يمكنكَ إعادتها لي؟
لن أفعل شيئًا سيّئًا، سأكون طفلةً مطيعة…
“سيسيليا ميلر.”
لكن على عكس هجوم عينيّ البريئتين، فتح هارجن فمه بنظرةٍ باردة غير معتادة.
“يبدو أنّكِ لم تدركي بعد مدى تهوّر فعلتكِ.”
“ليس كذلك أنا أسـ”
“من علّمكِ عادةً سيّئة كالاعتذار قبل التفسير؟”
عبس بعينٍ واحدة وقال ببرود:
“هذه المرّة، حتّى أمّكِ لن تستطيع حمايتكِ.”
كانت أمّي تنظر إليّ بوجهٍ متصلب.
تراجعتُ خائفةً خطوةً إلى الخلف.
“لا، لا.”
أعلم أنّني كنتُ متسرّعة.
ليس اعتذارًا!
“أنا فقط…”
كنتُ أحاول إنقاذ أمّي.
إذا لم أفعل هذا، ستموت أمّي، وسيدمّر الآباء العالم.
‘بالطبع، لن يعرفوا إذا لم أقل، لكنّهم لا يفهمون مشاعري.’
بدأت مشاعر الإحباط تتدفّق من أعماق قلبي كموجة.
في الوقت نفسه، أصبحت رؤيتي ضبابيّة.
‘أمّي وأبي لا بدّ أنْ يوبّخاني…’
ربّما لأنّني في جسد طفلةٍ في السابعة.
على الرغم من أنّ عقلي يفهمهما، استمرّت الدموع بالتدفّق.
“هييي، بوو…”
“آههه هاه، هاه!”
بكيتُ بصوتٍ عالٍ، غير قادرة على كبح دموعي.
أبي قاسٍ جدًا.
كيف يستطيع التحدّث إليّ ببرودٍ بهذا الشكل!
كنتُ فقط أحاول إنقاذ أمّي!
لا يعرفون مدى إخلاصي!
“سيسيليا، توقّفي.”
ربّما أذهلتها بكائي المفاجئ، فانحنت أمّي على ركبةٍ واحدة لتساوي مستوى عينيّ وقالت بحزم.
أبي أيضًا، على عكس بروده السابق، بدا متردّدًا وهو يحرّك شفتيه.
“هيييي…!”
لكنني واصلتُ البكاء بصوتٍ عالٍ، لا مبالية.
منذ عيد ميلادي السابع وحتّى الآن، كنتُ أعاني من القلق لأيام.
‘ماذا يمكنني أنْ أفعلَ!’
لم يُعطوني أيّ قدرات وطلبوا منّي حماية أمّي، بل ومنعوني من الكلام!
هل ظننتم أنّني أردتُ فعل هذا؟
“الجميع، هاه، حمقى، هييي…”
كان يجب أنْ يُخبروا الآباء بدلاً منّي، ما هذا بحق السماء!
بينما كنتُ أبكي بحزنٍ متدفّق وأنفي يسيل، سمعتُ فجأة:
“…وضعٌ غير متوقّع.”
صوتٌ عميق وهادئ جاء من بعيد.
استعدتُ وعيي فجأة كأنّني أُصبتُ بالصاعقة.
صحيح، أنا أمام الإمبراطور.
كدتُ أنسى لأنّ أمّي كانت تحجبني.
‘ليس هذا وقت البكاء.’
مهما كان الحزن، فالمهمّة لا تختفي.
على أيّ حال، الآن، سواء وبّخوني أم لا، حماية أمّي هي الأولويّة.
“هه.”
شممتُ مرّة ومسحتُ عينيّ بسرعة.
لا يهم، انتهى الأمر.
أمّي وأبي يواصلان توبيخي.
سأفعل ما يجب عليّ فعله.
“آسفة على الإزعاج.”
أخرجتُ رأسي من خلف كتف أمّي التي كانت لا تزال تحجبني وتحدّثت.
نظرتْ أمّي إليّ بفمٍ مفتوح، مصدومةً من توقّفي المفاجئ عن البكاء وسلوكي الهادئ.
“هذه الفتاة لا تبدو ابنتنا…”
لكنني استغللتُ ذهولها، وتخلّصتُ من يدها وتقدّمتُ.
ثمّ قلتُ:
“والدايّ فوجئا بي فجأة، لم يقصدا إثارةَ الضجيج.”
انحنيتُ بأدب وتحدّثتُ بوضوح.
“…”
“…”
“…”
ساد الصمت العميق القاعة مجدّدًا.
عدّلتُ ظهري وشممتُ مرّة أخرى.
‘في القصّة الأصليّة، بدا الإمبراطور يهتمّ بالآداب.’
لم يكن هناك وصفٌ دقيق لذلك في الرواية.
لكنني أتذكّر جملةً له:
“يا لهم من مجموعةٍ فوضويّة.”
بسبب جهل أمّي بالآداب بعد انتقالها إلى هذا العالم، وكايل وديريك اللذين لا يهتمان بالآداب.
صراحةً، هارجن لم يكن على وفاقٍ مع الإمبراطور، فلم يكن ليُظهر الآداب.
‘على عكسهم، كافأ الإمبراطور سيون وسيفه المميّز.’
كان سيون جزءًا من فرسان القصر، لذا كان متمرّسًا في الآداب.
على الرغم من أنّ معاملة سيون ليست جيّدة الآن.
على أيّ حال، الخلاصة:
عليّ أنْ أكون مهذّبة أمام الإمبراطور!
…آه، مهلًا.
هل كان يجب أنْ أرفع تنّورتي بدلاً من الانحناء؟
“…هذه الطفلة.”
كسر الإمبراطور الصمت وتحدّث ببطء:
“هل هي ابنتكِ؟”
كانت نظرته موجّهة إلى هارجن مباشرة.
تقدّم هارجن خطوةً وأخفاني خلفه.
“إنّها ابنتنا.”
“سألتُ إنْ كانت تحمل دماء آينهالت.”
“حتّى لو لم تكن كذلك، ما الذي سيتغيّر؟”
أمسك هارجن بيدي بقوّة وقال بحزم:
“لقد تخلّيتُ عن لقب آينهالت منذ سنوات.”
مِلتُ رأسي وراءه متسائلة.
‘يتحدّث بغموض عن عمد.’
مهما كانت الحقيقة، كان بإمكان هارجن أنْ يقول “لا” بوضوح.
بدلاً من توضيح إنْ كنتُ ابنتهم، تحدّث أوّلاً عن تخلّيه عن لقب آينهالت.
‘هل يريد إرباكهم؟’
إذن، لماذا؟
“لم أُصادق على تجريدكَ من اللقب.”
أمال الإمبراطور رأسه وقال.
ردّ هارجن بثقةٍ:
“قلتُ دائمًا إنّ إرادتي لن تتغيّر حتّى بدون موافقتكَ.”
تبادلٌ عصبيّ حيث حتّى البلع يُلاحَظ.
“إنّها تشبه أمّها تمامًا.”
غيّر الإمبراطور الموضوع فجأة:
“لكن تصرّفاتها تُشبهكَ وأنتَ صغير.”
فتحتُ عينيّ بدهشة.
ألم يكن هناك سوء تفاهم بينهما؟
لماذا يستعيدُ الذكريات فجأةً؟
‘آه، كان يجب أنْ أقرأ القصّة الخارجيّة!’
لو فعلتُ، لفهمتُ هذا الموقف المحيّر!
“…سنُعيد الطفلة إلى المنزل. لن يؤثّر ذلك على علاج الإمبراطورة”
قاطعه الإمبراطور برفع يده:
“لا داعي لذلك.”
“أسمح لعائلتكِ بالبقاء في القصر لبعض الوقت.”
كان تعبيره لطيفًا بشكلٍ غريب.
نظرتُ إلى النافذة فور انتهاء كلامه.
التقدّم المتبقّي حتّى التفعيل الكامل: خطأ، غير قابل للقياس
الحمد لله.
خشيتُ أنْ يكون هناك شيء في كلامه.
‘إذن، إذا صمدتُ لبضعة أيّام وعدتُ إلى المنزل بأمان؟’
يبدو أنّني تركتُ انطباعًا جيّدًا لدى الإمبراطور.
إذا تمكّنتُ من حلّ الأمور دون صراع…
“يبدو أنّني تأخّرتُ خطوة.”
فجأة، جاء صوتٌ آخر من الخلف.
استدرتُ لأرى صاحب الصوت.
رجلٌ أشقر قصير الشعر، يبدو متغطرسًا.
“سمعتُ أنّ أخي العزيز وصل إلى القصر بعد سنوات.”
مع ظهوره، تغيّرت اللفافة:
[ظهور شخصيّة رئيسيّة]
سيتمّ إعادة ضبط التقدّم المتبقّي حتّى تفعيل القصّة الأصليّة بناءً على عوامل متعدّدة.
فتحتُ عينيّ على إتساعهما.
هذا الأمير الثاني الذي كان ودودًا بشكلٍ غريب مع هارجن في القصّة الأصليّة.
‘إذا كان الأمير الثاني شخصيّة رئيسيّة…’
فهذا يعني أنّه متورّط في موت أمّي.
تورّطٌ كبير، محوريّ.
بمعنى آخر…
‘واه!’
كنتُ على حقّ!
الشرير الحقيقيّ ظهر!
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات