استدرتُ ببطءٍ أمام المرآة.
كان الفستان يحمل تدرّجًا رقيقًا بين الأحمر النبيذي الداكن وأسود الليل.
كلّما سقط عليه الضوء، كشف لمعانه الحريري المتدفّق عن وجوده.
“ألن يكون ثقيلًا للتحرّك به؟”
سأل لُــو، لكنني هززتُ طرف تنورتي برفق.
“يبدو جيدًا، لكنه أخف مما ظننت.”
ورفعتُ تنورتي.
بدا الفستان الذي كنتُ أرتديه جميلًا من الخارج، لكن كان هناك شيءٌ أكثر أهمية.
كانت تلك الأدوات المخفيّة تحت التنورة.
تنورةٌ داخليةٌ للخنجر وجيبٌ صغيرٌ على الفخذ. بفضل هذا، استطعتُ التحرّك براحةٍ حتى مع وجود المسدّس في مكانه.
طقطقة. ملأتُ مخزن المسدّس، ووضعتُه في الجيب، وسحبتُ تنورتي للأسفل.
“شارل، إذا كنتِ سترفعين تنورتكِ، هل يمكنكِ إخباري مسبقًا؟”
“هاه؟”
“لقد فاجئتِني.”
نظرتُ إلى لُــو في المرآة، وكانت وجنتاه محمرّتين قليلاً.
يا إلهي.
لقد ارتكبتُ خطأً آخر.
سعلتُ بخجلٍ طفيف. تظاهرتُ بضبط حافّة تنورتي، ثم أشحتُ بنظري عنها.
“ألا تشعرين بالفراغ في رقبتكِ؟”
اقترب مني لُــو، الذي كان قد هدّأ من روعه، وقال.
“أعتقد أنه سيكون من الجميل ارتداء بعض المجوهرات.”
بعد لحظة تردّدٍ أمام خزانة العرض، أخرج بروشًا يُعلَّق على الصدر.
“هذا سيكون جيدًا.”
كان بروشًا مرصّعًا بالعقيق الأحمر. اقترب مني لُــو وثبّته بعنايةٍ على الدانتيل حول صدري.
“هل يناسبني؟”
“بالتأكيد.”
ابتسم لُــو بارتياحٍ ولمس خدي برفق.
“ليس جميلاً فحسب.”
بابتسامةٍ لا مبالية، أدر البروش بين أصابعه.
نقرة-
انفتح البروش، كاشفاً عن إبرةٍ صغيرة. اتسعت عيناي.
“أوه. ما هذا؟”
“إنها إبرةٌ مسمومة.”
رمشت بتعبيرٍ فارغ.
ألم نكن ذاهبين إلى دار مزادٍ بسيطة؟ ولكن لماذا نحتاج إلى شيءٍ كهذا؟
نظرتُ إلى لُــو وسألتُه بحيرة.
“هل كانت دار المزاد خطيرةً بما يكفي لتبرير حمل شيءٍ كهذا؟”
“لا أعرف.”
هزّ لُــو كتفيه وأجاب.
“فقط للاستعداد للأسوأ.”
“….”
“لا أريد أن تصابي بأذى.”
شعرتُ ببعض القلق، لكنني أومأتُ برأسي الآن.
الأمر المهم اليوم هو مقابلة صاحب دار المزاد والحصول على معلوماتٍ عن العالم السفلي.
* * *
لم يضمن لنا لقاء صاحب دار المزاد الحصول على معلوماتٍ عن القطعة الأثرية المقدّسة.
ولكن، أليس هناك احتمال، تحسّبًا؟
قد يعرف شكل القطعة الأثرية، أو حتى إن لم يكن كذلك، فربما سمع شائعاتٍ عنها.
‘لأنه من العالم السفلي.’
لذا، من فضلك، آمل أن يكون لديه بعض المعلومات. تنهّدتُ بهدوءٍ ونظرتُ من نافذة العربة.
لكنني لم أستطع تأمّل المنظر بهدوء. رأيتُ انعكاس صورة لُــو في النافذة.
كان ينظر إليّ.
كان مجرّد انعكاس، لكنه كان واضحًا جدًا. لم أستطع إلّا أن أتظاهر بعدم رؤيته وأشيح بنظري عنه.
‘إنه يحبّني.’
بصراحة، ما زلتُ لا أصدّق ذلك.
“هل يكذب؟”
حتى أنني ظننتُ أن هناك دافعًا خفيًا خلف نواياه …
‘بدأتُ أكره نفسي.’
شعرتُ بالشفقة لعدم قدرتي على تقبّل مشاعره الحقيقية.
بالطبع، لأن فكرة أن لُــو يحبّني لهذه الدرجة غير واقعية.
لكن …
‘سيتركني على أيّ حالٍ إذا اكتشف هويتي.’
ما زال لُــو يجهل هويتي.
يشكّ بي، لكنه لا يعرف بعد بأنني عميلة كاتاكل، ولا يعرف شيئًا عمّا فعلتُه أو كيف عشتُ.
إذا اكتشف لُــو كلّ هذا …
إذا فعل …
‘سيتوقّف عن حبّي.’
إذن، هناك شيءٌ واحدٌ عليّ فعله الآن.
‘أن أجد الآثار المقدسة.’
وأعيد لُــو إلى المملكة المقدّسة.
بهذه الطريقة، سيكون لُــو بأمان.
‘وبعد ذلك …’
سينفصل عني.
لأنني لن أتمكّن من العودة إلى المملكة المقدّسة. حسنًا، لأكون دقيقة، أشك في أنني سأكون على قيد الحياة بعد ذلك.
على أيّ حال، لم يكن الوقت مناسبًا لي للانغماس في ألعاب الحب.
مع بقاء حياة لُــو بين يدي، كان عليّ التصرّف بحذرٍ وسرعةٍ أكبر من المعتاد.
“شارل.”
في تلك اللحظة، ناداني لُــو.
“هاكِ، القناع.”
ناوَلَني القناع الذي سأستخدمه في دار المزادات. كان قناعًا يغطي العينين، مزينًا بدانتيلٍ أنيق.
“بصراحة.”
رفعتُ القناع إلى وجهي.
“لا يمكنكَ إخفاء وجهكَ تمامًا بشيءٍ كهذا، أليس كذلك؟”
ابتسم لُــو بخفوت.
“هذا صحيح. عادةً ما يمكنكَ تخمين هوية الشخص من خلال لون شعره أو شكل جسمه.”
“إذن، أليس القناع بلا معنى؟”
“المهم هو أنه اقترح ارتداء أقنعة.”
قال ذلك وهو يعبث بقناعه المزين بالريش.
“أظن أنه مجرّد مظهرٍ شكلي.”
حسنًا، فهمت.
لا بد من وجود بعض القطع غير القانونية بين قطع المزاد، وشراؤها دون حتى التخفّي أمرٌ … لا يليق بالنبيل، أليس كذلك؟
اقتنعت، فأومأتُ برأسي.
“ستشاهد المزاد حتى النهاية، أليس كذلك؟”
“أجل. وبعد ذلك سنبحث عن المالِك.”
بعد قليل، وفي مكانٍ قريب، توقّفت العربة ببطء. من خلال نافذة العربة، رأيتُ معبدًا ضخمًا على الطراز القوطي من الماضي.
“أوه …”
حتى في إمبراطوريةٍ يكاد يكون فيها عددٌ قليلٌ من المؤمنين، استخدام معبدٍ كدار مزادات؟
“أليس هذا تجديفًا؟”
“ليس الأمر كما لو أنه استُخدِم كمعبدٍ من قبل، لذا لا بأس. لقد مرّ وقتٌ طويلٌ على أيّ حال.”
نزل لُــو من العربة ومدّ يده إليّ هامسًا بهدوء.
“إن كنتِ قلقةً حقًا، صلِّي قبل أن تدخلي فقط.”
“الصلاة؟”
عبستُ قليلًا.
“ألا يجب أن تفعل ذلك بدلًا مني؟”
“لا اكترث حقًا.”
الابن المتبنى لرئيس الكهنة لا يكترث.
لو سمع رئيس الكهنة ذلك، لأمسك بمؤخرة رقبته وسقط أرضًا.
نقرتُ بلساني وخرجتُ من العربة. ثم ربّتتُ على تنورتي المتجعدة لأتأكد من المسدس والخنجر المختبئين في الداخل.
“حسنًا إذًا …”
شبكتُ ذراعي مع لُــو بلا مبالاة وابتسمتُ ببراءة.
“هل نذهب؟”
ثم أجاب لُـو.
“شارل. من الآن فصاعدًا، ممنوعٌ عليكِ الابتسام لي.”
“لماذا؟”
“أنتِ جميلةٌ جدًا، هذا سيجعل قلبي يتوقّف.”
“….”
شخرتُ وأدرتُ رأسي. لكنني لم أستطع منع زوايا فمي من الارتفاع بسعادة.
قال أنني جميلة.
هااه، بجديّة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات