“أنتَ قائد هذه المَهمة، صحيح؟ سررتُ بلقائك. أنا شاران.”
بدا أن شاران لا تتذكّره.
قد يكون هذا صحيحًا.
لم يكن حفل التنصيب سوى حادثةٍ عابرة.
لقد نسي لوفانتي أيضًا.
أجل. لذا من الطبيعي ألّا تتذكّر…
‘لكن لماذا أشعر بهذا السوء؟’
كانت مشاعره معقدةً للغاية، وبدأ يشعر بالارتباك.
استدار بسرعة، دون أن يُلقي التحية على شاران.
“يا إلهي. ما هذا بحق الجحيم؟”
سمع صوت شاران من خلفه، وهي تحتقر لوفانتي والعملاء الآخرين، لكنه تجاهلها.
لم يستطع مواجهتها في حالةٍ من الانفعال الذي لم يستطع حتى فهمه.
بعد ذلك، لم يتحدّث لوفانتي مع شاران.
بالطبع، هذا لا يعني أن شاران كانت مهتمةً به.
“سمعتُ أن شاران جاءت في المرتبة الثانية هذه المرّة؟”
“لقد تأخّرت في النوم مرّةً أخرى.”
“لماذا لا تشتري شاران الملابس … أتمنى لو فعلت.”
يعلم الجميع أن شاران دائمًا ما تكون الثانية في الأداء الفصلي، وأنها أحيانًا تتأخّر في النوم، وأن ذوقها في الموضة هو الأسوأ.
كانوا يعرفون أيضًا كيف ينظر الناس إليها.
“شاران فتاةٌ جيدة.”
“ذكية.”
“إنها لا تشوبها شائبة.”
لذا، تخيّل لوفانتي شاران.
لا بد أنها نشأت بلا عيبٍ واحد.
على عكسي، الذي تخلّى عني والداي وأساء إليّ والدي بالتبنّي، مما أدى إلى نظرةٍ مشوّهةٍ للحياة، نشأت شاران في عائلةٍ ثريةٍ وسعيدة، مما سمح لها بأن تكون مشرقةً وإيجابيةً للغاية.
إذن، أنا وشاران شخصان مختلفان. لذلك، فإن هذه المشاعر الملتوية في داخلي ليست شيىًا أخجل منه.
هكذا حكم لوفانتي على شاران.
لكن …
“أنا؟ والداي ليسا في المنزل؟”
سَمع ذلك في المطعم.
“عندما بدأتُ أُدركُ محيطي، كنتُ طفلةً نشأتُ في الأحياء الفقيرة. حينها أدركتُ أن والديّ تخلّيا عني.”
لم تولد شاران في عائلةٍ سعيدة.
لم تصبح شخصًا ذكيًا وإيجابيًا بفضل والديها المُحبّين.
عاشت حياةً تُشبه حياة لوفانتي.
لا، ربما أكثر بؤسًا من لوفانتي، الذي تبنّاه والده بالتبني.
لكن …
“لكن ماذا أفعل؟ كنتُ مُهمَلةً بالفعل، وكان عليّ أن أنمو. لذلك كبرتُ وانتهى بي الأمر هكذا.”
لماذا الأمر مُختلف؟
لماذا تتألّقين دائمًا؟
لماذا لم تنهاري؟
“أنا حيث أنا اليوم لأنني عشتُ هكذا. أنا راضية.”
لماذا …… تُحرجينني؟
كنتُ غاضبًا.
نعم. كنتُ غاضبًا بشكلٍ لا يُمكن السيطرة عليه.
كان غاضبًا من شاران، التي عاشت حياتًا مثله لكنها أصبحت نقيضه تمامًا.
كان غاضبًا من نفسه لغضبه من شاران،
ومن عجزه لعدم تفكيره حتى في أن يصبح مثلها.
شعر بخجلٍ لا يُطاق اجتاح كيانه.
كان يكره شاران.
كان يكره شاران التي كبرت ونضجت.
كان يكره شاران التي جعلته يشعر بالخجل.
لذلك، هرب. من شاران، ومن نفسه.
* * *
“أنتِ دائمًا ما تُغضبيني.”
أصغت شارل إلى لُــو، ورمشت عدّة مرّاتٍ مرّةً أخرى بحيرة.
لا. لماذا بحق خالق الأرض تقول ذلك …؟
كانت عاجزةً عن الكلام.
“هل تقصد أنكَ غاضبٌ لأنني لا أهتم بنفسي؟”
“نعم.”
“لماذا؟”
“هذا…!”
توقف لُــو للحظة.
غمرته مشاعرٌ لا تُوصف.
هذا…؟
كيف له أن يفسّر هذا؟
لم يكن معتادًا على التعبير عن مشاعره بالكلام.
ارتجفت أطراف أصابع لُــو قليلًا.
حاول الحفاظ على هدوئه المعتاد، لكن حاجبيه تجعّدا قليلًا.
كما لو أنه واجه شعورًا لم يتوقّعه.
غريب.
كان معتادًا على رؤية شارل تُخاطر بحياتها،
وسلوكها المتهوّر لم يكن شيئًا جديدًا.
ومع ذلك … لماذا يُشعِره هذا دائمًا بهذا القلق؟
لماذا عليه أن يشعر بهذا الانزعاج في كلّ مرّة؟
شعر وكأنه حاول الإمساك بشيءٍ بعيدٍ عن متناوله وفقده.
زمّ شفيه، ورفرف بعينيه.
وأخيرًا، دون أن يُدرك، اعترف.
“لأن شارل شخصٌ أفضل مني.”
أغلق عينيه بقوّةٍ وتحدّث كما لو كان يتقيّأ.
“لكنني لا أفهم لماذا لا تعتنين بنفسكِ. أنتِ أفضل مني، لذا يجب أن تعيشي حياةً أفضل. أنتِ أفضل مني، لذا يجب أن تكوني أكثر سعادة. فلماذا بحق الإله تفعلين ذلك؟”
“لا، لا. انتظر لحظة.”
أمام اندفاع الكلمات هذا، لوّحت شارل بيدها بسرعة.
“لا أفهم ما تتحدّث عنه. هل يمكنكَ أن تشرحه بوضوحٍ من فضلك؟”
حدّق لُــو في شارل.
شخصٌ لا مبالٍ.
شخصٌ بلا نيّةٍ خبيثة.
شخصٌ عانى أكثر مني وأصبح شخصًا أفضل.
إذن، أنا …
“أقول إنني أكرهكَ، شارل.”
أكرهكِ.
“أكرهكِ بشدّةٍ لدرجة أنني أكاد أجنّ.”
“….”
أدار لُــو وجهه بعيدًا عن شارل، التي بدا عليها الذهول، ووقف ببطء.
“سأستدعي الطبيب.”
وغادر.
نظرت شارل إلى الفراغ في الغرفة، وتمتمت شاردة الذهن.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات