[البطلة التي أنقذت الكونتيسة لوكوود، شارل كورتني!]
[هل ستُكشَف أسطورةٌ جديدةٌ في عالمنا الاجتماعي؟ وقائع البطلة.]
جعّدتُ الصحيفة.
جميع الصحف كانت تروي القصة نفسها.
شارل كورتني، التي أنقذت الكونتيسة لوكوود بعد أن أوقفت المتسلّل الذي اقتحم منزل ماركيز بايدن، كيف امتلكت كلّ هذه الشجاعة، وجانبها البطولي، والعلاقة بين لُــو فانسين وشارل كورتني…
كانت المقالات متلهّفةً لجعلي بطلة.
“سأُجَن.”
بالتأكيد لم تكن هذه خطتي.
كانت خطتي إثارة المشاكل في العالم الاجتماعي والطرد!
لكن لماذا حدث هذا؟
“لقد أنقذتُ الكثير من الناس.”
لا، ألم تكن الإمبراطورية في الأصل مكانًا خاليًا من الحوادث؟
لكن لماذا بدأت الأمور تحدث بمجرّد وصولي؟
كدتُ أبكي. هيك.
“هل استيقظتِ؟”
فتح لُــو الباب ودخل الغرفة. أنزلتُ رأسي والتفتُّ إليه.
“هناك عادةٌ في الدنيا أن تطرق الباب حتى لا يفزع مَن في الغرفة. أنتَ تعلم ذلك، أليس كذلك؟”
“شارل تعلم بقدومي بالفغل، حتى لو لم أطرق.”
“هذا صحيح.”
مرّةً أخرى، كانت خطوات لُــو مميّزة. لذلك لم أستطع تجاهلها.
رميتُ الصحيفة التي كنتُ أحملها بخشونةٍ على المكتب ونهضتُ.
توجهتُ إلى لُــو، الذي كان جالسًا على الأريكة.
“كنتِ تقرأين الصحيفة أيضًا.”
أمال لُــو رأسه للخلف ونظر إليّ.
“لقد أحضرتُها أيضًا.”
“ارمِها بعيدًا.”
“لماذا؟ هناك عنوانٌ رئيسيٌّ رائعٌ يقول ‘شارل البطلة’.”
ابتسم ساخرًا، ولوّح بالصحيفة في يده.
يا لكَ من حقير.
انتزعتُ الصحيفة من يده بنظرةٍ غاضبة. ثم جلستُ على الأريكة المقابلة له.
“حسنًا، شارل.”
ناولني لُــو الصحيفة بطاعة. لكنه لم يصمت.
“ما هو شعوركِ وأنتِ بطلة الإمبراطورية؟”
“لا تفعل ذلك.”
“المدينة المقدسة ستحبّ ذلك حقًا، أليس كذلك؟”
“أخبرتُكَ ألّا تفعل.”
هاه.
تنهّدتُ بعمقٍ ودفنتُ وجهي بين يدي.
“سيتصل بكِ الجارديان قريبًا. سيسألونكِ عما تفعله العميلة شاران.”
“لستُ مضطرةً للرد على الهاتف. لن يأتي عملاء جارديان إلى الإمبراطورية مرّةً أخرى على أيّ حال.”
“هذا صحيح.”
“سأقع في ورطةٍ عندما أعود إلى المدينة المقدسة، لذا سأتظاهر بأنني لا أعلم شيئًا حتى ذلك الحين.”
بالطبع، لا أنوي العودة إلى المدينة المقدسة بعد انتهاء هذه المهمة.
“لا بأس.”
تابع لُــو.
“بدوتِ متعبةً أمس، لذلك لم أسألكِ أيّ أسئلةٍ أخرى.”
تابع لُــو.
“ما الذي حدث بالأمس؟”
رفعتُ رأسي ببطء. ونظرتُ إلى لُـٕو بنظرة ذهول.
“ظللتَ تسألني بالأمس. كنتَ تسخر مني بشدة.”
“كانت مزحة، والآن أسألكِ بجدية.”
انحنى لُــو إلى الأمام وشبك يديه.
“أخبريني بالضبط ما حدث بالأمس.”
هااه. تنهّدتُ تنهيدةً طويلة.
“لم أقصد ذلك. حقًا.”
واستمررتُ ببطء.
“أمسكتُ بكأس الكونتيسة بالخطأ، وعندما شربتُ النبيذ، كان طعمه غريبًا، فأدركتُ أنه سم. كان الأمر برمّته مصادفة بحتة.”
ثم رمش لُــو ببطء.
“هل عليّ أصدّق هذا؟”
“الأمر ليس أن تصدّقه أو لا، إنها الحقيقة بالفعل!”
يا إلهي، هذا ظلم!
لو كان هذا ما خطّطتُ له حقًا، لكنتُ على الأقل فخورةً به!
شعرتُ بالإحباط الشديد لدرجة أنني ضربتُ صدري. ثم انفجر لُــو ضاحكًا مرّةً أخرى.
“حسنًا. سأصدّقكِ.”
“واو… أنا حقًا أنحني لكَ امتنانًا.”
ضحك لُــو وأومأ برأسه. ثم، بيديه الماهرتين، سكب الشاي في الفنجان.
ثم أضاف ‘أوه، صحيح’.
“لقد انتحر الساقي.”
“…؟”
كيف يمكنكَ أن تقول شيئًا كهشا بهذه البساطة وكأنكَ تقول ‘أكلتُ خبزًا هذا الصباح’؟
لقد صُدمتُ لدرجة أنني لم أستطع حتى قبول فنجان الشاي الذي أعطاني إياه لُــو، وانفتح فمي.
“لن تشربيه؟ إذًا سأشربه أنا “
“لا. أعطِني إياه.”
عدتُ إلى صوابي وقبلتُ فنجان الشاي. ابتسم لُــو مجددًا وسكب الشاي في فنجانٍ جديد.
“قالوا إنه مات فور بدء الاستجواب. لا بد أنه خبّأ دواءً في فمه.”
دواءٌ مخبّأٌ في فمه.
من الصعب بعض الشيء القول إنه كان من فعل شخصٍ عادي.
هل كان لديه داعم؟
إذا كان الأمر كذلك، فأين يمكن أن يكون؟
كاتاكيل؟
الإمبراطورة؟
كان قلبي ينبض بسرعة.
شعرتُ أن الإجابة قد حُسمت في داخلي.
“لكنني سمعتُ أنه قال شيئًا قبل وفاته…”
رمش لُــو ببطءٍ واستعاد ذكرياته.
“عندما يحلّ الليل، يسود الصمت، شيءٌ كهذا؟”
خفق قلبي بشدّة.
[عندما يحل الليل، يسود الصمت.]
هذا…
‘هذا ما يقوله عملاء كاتاكل قبل انتحارهم مباشرة.’
بعبارةٍ أخرى، كان ذلك الساقي عميلاً لكاتاكل.
كشف هذا أن كاتاكل قد تدخّلت شخصياً لإرباك الكونت فلوريا وحاولت قتل الكونتيسة لوكوود.
إذن.
‘لماذا؟’
لم أفهم شيئاً.
كانت كاتاكل منظمةٌ تعمل لصالح الإمبراطورية.
ولكن لماذا بحق السماء حاولوا المساس باثنين من الكيانات المهمة فيها؟
إذا انهارت، فستكون الإمبراطورية هي التي ستعاني.
‘لماذا بحق السماء؟’
شعرتُ وكأن شكوكي تتراكم.
‘يجب أن أذهب إلى المقر الرئيسي وأتحقق.’
أولًا، علي انتظار المعلومات التي طلبتُها من بينكي.
آه، رأسي يؤلمني.
أمسكتُ بجبهتي لأنني أعاني من صداع.
“شارل؟”
ثم ناداني لُــو بتعبيرٍ مُفاجئ.
“ما الخطب؟”
أوه لا.
كنتُ غارقةً في أفكاري ولُــو أمامي.
هززتُ رأسي بسرعة.
“امم، لا، لا شيء. كنتُ مُتفاجئةً قليلًا.”
“حقًا؟”
ابتسم لُــو. كانت ابتسامةً بدت شريرةً نوعًا ما.
“ظننتُ ….”
نظر إليّ لُــو من أعلى إلى أسفل وقال.
“ظننتُ أن شارل تعرف شيئًا.”
“….”
رائع. أنتَ سريع البديهة حقًا.
بلعتُ ريقي بصعوبةٍ وحاولتُ الضحك.
“هاهاها. ماذا كنتُ سأعرف؟ لا أعرف شيئًا.”
رمش لُــو ببطء. ثم أطلق ضحكةً خفيفة.
“إن قالت شارل هذا، فلا بد أن يكون كذلك.”
بدا على وجهه بوضوحٍ أنه لم يصدّق ذلك.
لكن لو أضفتُ أيّ شيءٍ هنا، فسيزيد ذلك من شكوكه.
لذا ارتشفتُ الشاي وغطيتُ وجهي بفنجان الشاي.
“بالمناسبة، هل سمعتِ ما قاله الطبيب؟ أنتِ بحاجةٍ للراحة قليلًا، شارل.”
ظننتُ أنه يُغيّر الموضوع عمدًا. لم أستطع تفويت هذه الفرصة.
“أليس هذا الطبيب دجالاً؟ أنا بخيرٍ حقًا.”
“ربما تكون سذاجتُكِ هي الدجل، شارل. هيا، انهضي.”
قال لُــو وهو ينهض.
“لنخرج في نزهة.”
“…نحن الاثنان؟”
عبستُ قليلًا، مُشيرًا إلى لُــو وإلى نفسي بإصبعي.
تساءلتُ لماذا علينا الخروج أنا وهو مجددًا وحدنا، فسألتُ.
“ألا يمكننا الذهاب كلٌّ على حدة؟”
أجاب لُــو فورًا.
“ماذا لو وقعتِ في مشكلةٍ مرّةً أخرى؟”
“لا، ليس مرّةً أخرى. كم مرّةً سببتُ أنا المشكلة؟”
تمتمتُ ونقرتُ بلساني.
“لستُ من النوع الذي يسمح لأحدٍ بالذهاب إلى الماء هكذا.”
“الآن وقد وصلنا إلى الموضوع، لنذهب في رحلةٍ بالقارب في البحيرة. يقولون إن هناك مزرعة تماسيح هناك، لذا سيكون من الجميل رؤيتها.”
“لماذا لا تستمع لي حتى؟”
“سمعتُ أن هذا المكان مشهورٌ بين الآنسات والسيدات النبلاء هذه الأيام.”
لم أستطع إقناع لُــو، الذي كان عنيدًا جدًا، بأيّ قدرٍ من الكلمات.
هذا شيءٌ أعرفه منذ زمنٍ طويل.
لذلك لم يكن لديّ خيارٌ سوى الإيماء.
“أجل. الخروج أفضل من البقاء في الغرفة.”
أومأتُ ببطء، وابتسم لُــو ابتسامةً مشرقة.
“هيا بنا الآن.”
“أجل….”
أجبتُ، وأدرتُ رأسي قليلًا لأنظر إلى السرير.
تذكّرتُ المسدس والخنجر المختبئين بين الفرش، لكن …
‘حسنًا، إنها نزهة، لذا سيكون كلّ شيءٍ على ما يرام.’
لذا لم أحضر المسدس والخنجر.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات لهذا الفصل " 27"