كان من الطبيعي أن تعمّ الفوضى البلاط الإمبراطوري بسبب تصريحات شارل.
كان معروفًا أنها عميلةٌ لمنظّمة كاتاكل.
لذلك، افترض الجميع أن اغتيال الإمبراطور كان بأمرٍ من بايلور، قائد منظمة كاتاكل.
ولهذا السبب أُلقِي القبض على بايلور أيضًا.
ولكن،
« مَن أمر باغتيال جلالة الإمبراطور هو جلالة الإمبراطورة.»
الإمبراطورة.
سادت الفوضى البلاط الإمبراطوري بسبب هوية المجرم الحقيقي التي لا تُصدَّق.
“هااه”
فكّ لُــوفانتي ربطة عنقه التي كانت تخنق رقبته، وتراجع إلى كرسيه. وأمال رأسه إلى الخلف.
“لُــوفانتي، لم يحن وقت الراحة بعد.”
تحدّث الإمبراطور بهدوء. لمس لُــوفانتي جبينه وتنهّد مجددًا.
“أعلم. كنتُ ألتقط أنفاسي.”
اعتدل لُــوفانتي، والتفت إلى الإمبراطور وسأله.
“كيف تتصرّف الإمبراطورة؟”
“كما في السابق.”
أجاب الإمبراطور ببرود.
“تزعم أنها لم تفعل شيئًا كهذا قط، وكلّ هذا من تلفيقكَ أنتَ وشارل.”
“لأنها أدلت بشهادتها فورًا بعد حديثي معها، على ما أعتقد.”
“هذا صحيح.”
لكن الإمبراطور ردّ بهدوء، وكأن شيئًا لم يحدث.
“لكن لحسن الحظ، وكما حدث مع شهادة شارل الإضافية، لا يزال آخرون يشهدون بأنها والإمبراطورة كانتا تلتقيان سرًّا.”
“نعم. بفضل هذا، فقد ضاعت مصداقية أقوال جلالتها.”
كما قال، قدّمت شارل شهاداتٍ إضافيةٍ حول لقاءاتها مع الإمبراطورة كدليلٍ على تلقّيها تعليماتٍ منها.
أن الإمبراطورة زارت غرفتها وأجرت معها محادثةً سرية.
بما أن أحدهم رأى الإمبراطورة في غرفة شارل، فقد أصبحت رواية شارل أكثر مصداقية.
ألم يكن للإمبراطورة سببٌ وجيهٌ لإيذاء الإمبراطور؟ بما أن الإمبراطورة كانت أكثر من تمنّت موته، لم يصدِّق أحدٌ توسّلاتها.
لذلك، ازداد موقف الإمبراطورة دفاعًا.
“بعد ذلك، ستُدلي الإمبراطورة بشهادتها، على ما أعتقد.”
أكمل لُــوفانتي، بعد أن أنهى تفكيره.
“أن قائد كاتاكل، بايلور، هو مَن أمر بكلّ هذا.”
أومأ الإمبراطور.
“بمجرّد أن تُقدِّم هذه الشهادة، سنتمكّن من حلّ هذه المسألة في وقتٍ قصير.”
“أتمنّى ذلك.”
ساد الصمت لحظة.
انغمس كلٌّ من الإمبراطور ولُــوفانتي في أفكارهما.
“بمجرّد الحصول على الشهادة.”
تحدّث الإمبراطور أولًا.
“سنعتقل كلّ مَن تواطأ مع الإمبراطورة، وكلّ مَن تعاون عن كثبٍ مع كاتاكل. حينها فقط سيتم تطهير العائلة الإمبراطورية من المندسّين فيها.”
أومأ لُــوفانتي دون إجابة.
سواءً طُهِّرت العائلة الإمبراطورية أم لا، لم يتهمّ لُــوفانتي للأمر.
سبب موافقته الآن هو أنه، في النهاية، كان لديه أمنية.
“نعم.”
نظر لُــوفانتي إلى الإمبراطور في عينيه وتحدّث مجددًا.
“في هذه الحالة، شارل …”
هووه. زفر مرّةً أخرى وقال.
“هل سيتم إطلاق سراح شارل؟”
“لُــوفانتي.”
لكن صوت الإمبراطور البارد هو ما عاد إليه.
“استسلم.”
“يا صاحب الجلالة.”
“شهد الكثيرون على شارل وهي تحاول إيذائي. بل وقدّموا شهاداتهم أيضًا.”
تجنّب الإمبراطور نظرة لُــوفانتي وأخفض عينيه.
“لن تستطيع النجاة من عقوبة الإعدام.”
“يا صاحب الجلالة!”
اعتدل لُــوفانتي فجأةً في جلسته. تسبّب ارتداد الكرسي الذي كان يجلس عليه في انقلابه للخلف مُحدِثًا صوت تحطّمٍ عالٍ. لكن لُــوفانتي لم يُعِر الأمر اهتمامًا.
“لن أتحمّل ذلك. هذا لن يحدث. قطعًا. مستحيل!”
صرخ، ووجهه غاضبٌ كما لم يكن من قبل.
“أليس هذا ما أمر به جلالتكَ بنفسه؟ إذًا، بعد أن نتعامل مع بايلور والإمبراطورة، سيكون بإمكاننا إنقاذ شارل!”
“…أنا آسف.”
أرخى الإمبراطور كتفيه، وبدا على وجهه شعورٌ حقيقيٌ بالذنب. فتح لُــوفانتي فمه وأغلقه مرارًا وتكرارًا.
كان لُــوفانتي يعلم ذلك أيضًا.
كما قال الإمبراطور، في موقفٍ يعلم فيه الجميع أن شارل آثمة، لا سبيل لإنقاذها.
لكن.
ومع ذلك.
أغمض لُــوفانتي عينيه بإحكام.
لماذا حدث هذا؟
كان حلمي منذ البداية أن أتقاعد وأقضي بقيّة حياتي مع شارل في منزلٍ ريفيٍّ جميل.
لماذا تورّطتُ في هذا الصراع السياسي؟
إذن، لماذا على شارل أن تموت؟ إذا كانت كلّ أكاذيبها، وكلّ مسرحياتها وصمتها، تهدف في النهاية إلى إنقاذي، فماذا أفعل أنا؟
هل أعترف بتضحيتها وأقبلُها بصدرٍ رحب، أم أُقاتل حتى النهاية؟
غمره العجز والغضب دفعةً واحدة.
استرخى لُــوفانتي وأخذ نفسًا عميقًا.
ماذا أفعل؟
أليس الجواب واضحًا بالفعل؟
انفتحت عيناه فجأة.
“سأفعل.”
ثم، وهو يشدّ على أسنانه، شدّ قبضته بقوّة.
“سأُصبح إمبراطورًا.”
إذا أصبحتُ إمبراطورًا، إذا أصبحتُ مركز كلّ القوة،
“وسأُنقذ شارل.”
لأنني سأكون قادرًا على إنقاذ تشارلز.
كما حاربت من أجلي، حان دوري للقتال لأجلها الآن.
مهما كانت التضحيات المطلوبة، ومهما سُفِكت الدماء، فإن هذا العزم لن يتزعزع.
* * *
اتّكأتُ على الجدار الحجري البارد بتعب، وأخذتُ نفسًا عميقًا.
كان الضوء المتدفّق عبر القضبان خافتًا لدرجة أنني لم أستطع حتى التمييز بين الفجر والغسق، وأصبح مفهوم الوقت بلا معنًى لحظة دخولي.
كانت يداي لا تزالان مقيّدتين. كان معصماي منتفخين، وكانت مواضع تلامس السلاسل حمراء داكنةً ومليئةً بالكدمات.
رفعتُ رأسي ببطء.
نافذةٌ صغيرة، شعاع ضوءٍ واحد. كان ذلك هو الرابط الوحيد بيني وبين العالم.
كيف هو الجو في الخارج؟ هل سيكون باردًا؟ أم حارًّا؟
وماذا سيفعل لُــو الآن؟ التفكير في الأمر خفّف من ألم قلبي قليلًا.
ارتجفت أصابعي. شددتُ يدي وأرخيتُهما قليلًا وهما على فخذي.
‘هل كنتُ ضعيفةً إلى هذا الحد؟’
لكن داخل هذا السجن، غالبًا ما أجد نفسي في مواجهة.
نهاية العزيمة هي الوحدة دائمًا، والعزاء المُسّمَى تضحية يأتي متأخّرًا جدًا.
الأكثر رعبًا من نظرة بايلور الحادّة، والأكثر رعبًا من سمّ الإمبراطورة، هو هذا الصمت الآن. في هذا الفراغ، لحظات تأمّلي في الخيار الذي اتّخذتُه هي الأكثر إيلامًا.
“لُــو.”
انسلّ الاسم من بين شفتيّ.
لم أجرؤ حتى على نطقه بصوتٍ عالٍ، بالكاد خرج همسًا.
تمنّيتُ لو أن أحدًا، في مكانٍ بعيد، سمعه.
‘عليكَ أن تصمد قليلًا.’
أغلقتُ فمي كما لو كنتُ أعده، وأخفضتُ رأسي مجددًا.
‘إذا صمدت ….’
أغمضتُ عينيّ بإحكام.
‘سأموت.’
وأطلقتُ نفسًا عميقًا.
الموت ليس مخيفًا.
لا، لا ينبغي أن يكون كذلك.
لأنه كان خياري.
لكن …
لماذا؟
لماذا أريد أن أعيش هكذا؟
‘لُــو.’
أريد رؤيتكَ مرّةً أخرى، ولو لمرّةٍ أخيرة.
عندها، ألن أتمكّن من المغادرة دون ندم؟
ضحكتُ ضحكةً عبثية، وقد جالت في فِكري أفكارٌ سخيفة.
في تلك اللحظة.
دويٌّ –
سمعتُ صوت سقوط شيء.
التفتُّ لا شعوريًا فرأيتُ رسالةً ملقاةً على الأرض المبلّلة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات