[‘خيانةٌ متخفّيةٌ في زي القداسة’ … احتجاجٌ شعبيٌ يتفجّر في حادثة جواسيس المعبد]
ابتسم بايلور بارتياحٍ لعنوان الصحيفة.
“يجب أن نجتثّ أوغاد المملكة المقدّسة من الإمبراطورية.”
إذن، لم تكن هذه هي النهاية.
كان بايلور يعلم مُسبقًا بأمر عملاء المملكة المقدّسة المختبئين داخل الإمبراطورية، وكان يُخطّط للقضاء عليهم جميعًا.
لماذا؟
‘لإشعال الحرب.’
عندما تندلع الحرب، سينشغل الناس بها تمامًا.
مهما حدث للخلافة داخل العائلة الإمبراطورية، فلا رأي لهم.
بعبارةٍ أخرى، حتى لو مات الإمبراطور وتولّت الإمبراطورة العرش، حتى لو أصبح زوجها، فلن يهتمّ أحد.
في هذا السياق، كان بايلور يتوق للحرب أكثر من أيّ شخصٍ آخر.
فجأة.
وضع بايلور الصحيفة على الطاولة، وأمال رأسه للخلف للحظة، غارقًا في أفكاره.
لُــوفانتي.
في الوقت الحالي، كان هو المشكلة.
بما أنه كان أميرًا مُعترفًا بشرعيته، كان عليه التخلّص منه، حتى لو كان ذلك يعني قتله.
‘الحراسة مُشدَّدةٌ عليه.’
كان الإمبراطور يحرس لُــوفانتي بالفعل. ربما لا يعلم لُــوفانتي بذلك، لكنه كان تحت حراسةٍ أمنيةٍ أشدّ من تلك التي تحمي الإمبراطور.
‘لن يكون هذا سهلاً.’
ضحك بايلر وهو ينقر بأطراف أصابعه على مقبض الكرسي.
‘هذا هو الوقت الذي أحتاج فيه إلى استخدام شارل.’
أمال بايلر رأسه للخلف تمامًا. نظر إلى السقف وتمتم.
“حسنًا، بعد اليوم، ستعود شارل بين ذراعيّ.”
كان متأكدًا.
سينفصل لُــوفانتي وشارل اليوم.
* * *
فكّر لُــوفانتي.
كانت عودته سالمًا من المملكة المقدسة بفضل رعاية رئيس الكهنة.
بغض النظر عن مشاعر رئيس الكهنة، أو ظروفه الخاصة، فإن إعادته كانت بدافع التقدير فقط.
كان هذا بمثابة وعدٍ ضمنيٍّ من المملكة المقدّسة بأنه حتى لو أصبح لُــوفانتي، عميل المملكة المقدسة، أميرًا إمبراطوريًا، فلن يؤذي المملكة المقدسة.
كان لُــو ينوي الوفاء بهذا الوعد. لم يكن ينوي خيانة المملكة المقدّسة من الأساس.
لكن كلّ ذلك تحطم في يومٍ واحد.
نظر إلى المعبد المدمّر.
لقد انهار المعبد، وقُتِل الكهنة.
ما ستفكّر فيه المملكة المقدّسة.
لقد خان لُــوفانتي الأمة المقدّسة وكان يخطّط لإيذائها.
كان من الطبيعي أن يفكّر لُــوفانتي بهذه الطريقة، نظرًا لأنه أُبلِغ مؤخّرًا أن الكهنة جواسيس.
لماذا، لماذا حدث هذا؟
أعتقد أنه من فعل كاتاكل. نعم. إذًا كيف عرفت كاتاكل أن الكهنة كانوا جواسيس؟
لمعت لحظةٌ من الماضي في ذهنه.
عندما أرسلت له المملكة المقدّسة المعلومات.
اللحظة التي رأت فيها شارل تلك الوثيقة.
ذلك المشهد لا يُنسى.
و……
ظلّت خيالات شارل وهي تنقل المعلومات إلى كاتاكل تترآى وتتدفّق في ذهنه بلا توقّف.
“لماذا؟”
ابتلع لُــو ريقه بجفافٍ ورفع ذقنه.
“لماذا كشفتِ هويّات الكهنة؟”
نظر إلى شارل. كان كتفيها يرتجفان كفأرٍ خائف.
لو كان ذلك من قبل، لعانقها بشدّةٍ وطمأنها بأنه لا بأس، لكنه الآن لا يستطيع.
لا، لم يشعر حتى برغبةٍ في فعل ذلك. شارل، شارل……
كانت خائنة.
أغمض لُــو عينيه بإحكام.
لطالما عرف أن شارل جاسوسة. لكنه تظاهر بعدم المعرفة.
حتى لو كانت جاسوسة، فلن تؤذينا، أليس كذلك؟ حاول أن يفكّر بهذه الطريقة.
لاحقًا، عندما أصبح أميرًا الإمبراطورية، رأى أن ذلك أمرٌ جيد. ظنّ أنه يستطيع الآن رؤية نفس اتجاه شارل، من نفس المنظور. لكنه كان مخطئًا.
بغض النظر عن منصب لُــو، كانت شارل جاسوسة.
لن يسلك نفس درب شارل أبدًا.
“لم يكن عليكِ نقل المعلومات إلى كاتاكل.”
“لا، لُــو. اسمعني …”
“لا بد أنكِ كنتِ تعلمين أن نقل المعلومات سيقتل الكهنة. لماذا؟”
تراجع لُــو نصف خطوةٍ عن شارل، التي مدّت يدها إليه. لمس جبينه واستدار. لم يستطع فهمها على الإطلاق. ما لم يستطع فهمه أكثر هي شارل نفسها، التي، حتى في هذا الموقف، لا تزال متمسّكًا بالإنكار.
“العدالة ولمساواة التي كتتِ تتحدّثين عنها وتتغنّين بها … ألا تطبّق على هؤلاء الكهنة أيضًا؟”
اخترقت كلمات لُــو شارل كسكينٍ حادّ.
“هل يجوز قتل الآخرين من أجل منظمتكِ؟”
ارتجفت عينا شارل. طعنه منظهرا كألمٍ مبرح، لكنه تجاهلها. الآن، عليه أن يُركّز على خيانة شارل.
“ماذا عمّا فعلتيه في كلّ ما سبق وأنتِ تندفعين مُشعِلةً نارًا، قلقةً على سلامة الناس؟ وتلك الحجّج التي كنتِ تُروّجين لها عن إنقاذ الناس كذبة، أليس كذلك؟”
“…..”
“كذبةٌ لتندسّي إلى المملكة المقدّسة. هل هذا صحيح؟”
خفضت شارل عينيها.
لا.
لم أفكّر أو أتصرّف هكذا قط.
لا. قطعًا لا …
لم تستطع نطق كلمة ‘لا’. لم تستطع الدفاع عن نفسها.
صحيحٌ أن لُــو تحمّلها طوال هذا الوقت.
صحيحٌ أنه شكّ في هويتها الحقيقية لكنه تظاهر بعدم معرفتها.
يمكنها أن تتخيّل مدى الخيانة التي لا بد أنه يشعر بها الآن. لذا، لم تستطع شارل قول شيء، ولم تستطع سوى الصمت.
“أنا …”
تابع لُــو.
“لقد وثقتُ بكِ.”
انثنت أطراف أصابع شارل.
“لأنكِ قلتِ ذلك بنفسكِ. لأنكِ طلبتِ مني أن أثق بكِ. لذا، وثقتُ بكِ.”
“…..”
لم تقل شارل شيئًا.
فشعر لُــو بإحباطٍ أكبر.
لو أنكِ اختلقتِ عُذرًا.
لو أنكِ صرختِ بالإنكار.
لكنتُ صدّقتُكِ هذه المرّة أيضًا. لكنتُ غضضتُ الطرف عنكِ، كما كنتُ أفعل في كلّ مرّة.
لماذا لا تختلقين عذرًا؟
“شارل.”
شدّ لُــو قبضتيه بيأس.
“قولي لي بصراحة. أريد أن أسمعها من شفتيكِ.”
رفعت شارل رأسها أخيرًا ببطء. نظر في عينيها، اللتين كانتا فارغتين كما لو أنهما بلا روح، وسأل لُــو.
“ما هي هويّتكِ الحقيقية؟”
أغمضت شارل عينيها ببطء، ثم فتحتهما مجددًا.
“…أنا.”
ماذا أقول؟
أن تخمينكَ كان صحيحًا. وأنني كنتُ في الواقع عميلةً لكاتاكل وأنني خنتُك. هل أخبره بالحقيقة؟
لكن إذا كنتُ سأبقى مع لُــو بعد ذلك، فعليّ إقناعه بأن الأمور ستتغيّر.
عليّ أن أريه أنني كنتُ عميلةً لكاتاكل سابقًا، لكنني الآن لستُ كذلك.
هل هناك شيءٌ من هذا القبيل؟
أطلقت شارل ضحكةً فارغة.
لقد جاهدتُ لإيقاف بايلور طوال هذا الوقت، لكنني لا أزال عضوًا في كاتاكل.
مهما فعلتُ من الآن فصاعدًا، سيشكّ لُــو بي.
لن يثق بي، وسسراقب كلّ تحرّكاتي.
لم تُرِد شارل ذلك.
وكانت تعلم أن غير ذلك مستحيل.
“لُــو.”
رفعت شارل رأسها ببطءٍ ونظرت إلى لُــو.
“احذر من الإمبراطورة. لن تدعكَ وشأنكَ إذا دخلتَ إلى القصر الإمبراطوري.”
حدّق لُــو بعينها، فتح فمه وأغلقه دون أن يعرف ماذا يرد. قبل أن ينطق بكلمة، تابعت شارل.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات