كما قال أدريان، عاش لُــو.
لا بد أنه كان يعلم.
كان يعلم كمية السمّ التي وضعها في الشمبانيا، وكم استهلك لُــو.
ربما لهذا قال أنه سيعيش.
لأنه، وفقًا لحساباته، لم يستهلك لُــو ما يكفي من السم لقتله.
لكن لُــو كان ‘حيًّا’ فحسب. مرّت الأيام، ولم يستيقظ بعد.
[[خبرٌ عاجل] لُــو فانسين فاقدٌ الوعي … مأساةٌ داميةٌ في قاعة زفاف]
[شهاداتٌ من موقع الحادث! ‘انبعثت رائحةٌ غريبةٌ من الزجاج’ … انتشار الخوف من التسمّم]
تصدّرت قصص ذلك اليوم عناوين الصحف.
رميتُ الجريدة بعيدًا وجلستُ على كرسيي. دفنتُ وجهي بين يديّ.
«أنا بخير.»
لُــو، الذي كان يواسيني بوجهٍ شاحب.
«أوه لا. فستانكِ الجميل قد تَلَف.»
حتى في خضمّ كلّ هذا، كان لُــو يمزح ويطمئن على مزاجي.
«حقًا، أنا بخير ……»
كنتُ قلقةً جدًا وآسفةً على لُــو، الذي لم يستيقظ بعد قوله ‘أنا بخير’، لدرجة أنني كِدتُ أُجَن.
هذا بسببي.
كاد لُــو أن يموت بسببي.
«في الواقع، لستُ مضطرًا لقتل لُــوفانتي.»
«إذا عاد إلى المملكة المقدّسة دون أن يعرف شيئًا، فلن أحتاج لقتله، ولن يكون هناك سببٌ لفعلي ذلك.»
أدريان هو مَن حاول قتل لُــو، لكنني كنتُ السبب في قيامه بذلك.
«لُــوفانتي يموت بسببكِ.»
أبعدتُ وجهي ببطءٍ عن يديّ.
كانت أطراف أصابعي ترتجف بشدّةٍ لدرجة أنني لم أستطع السيطرة عليها.
هوه، أخذتُ نفسًا عميقًا ونظرتُ إلى لُــو، الذي كان نائمًا بعمق.
كان الجو هادئًا.
كان الجو هادئًا جدًا، حتى الصمت الذي يلتصق بأذنيّ كان كقطرات الماء.
بدا جسده، مستلقيًا على الشراشف البيضاء للوهلة الأولى نائمًا.
ارتفع صدره وانخفض برقّةٍ تحت البطانية الرقيقة، كما لو كان يُثبِتُ أنه يتنفّس، وأنه على قيد الحياة.
لكن شفتيه كانتا شاحبتين، وبدت عروق يديه الخالية من الدماء كقطعة رخامٍ باردة.
مع أنه بدا أنه سيستيقظ قريبًا، إلّا أن فكرة أنه قد لا يستيقظ أبدًا ظلّت تتسلّل إلى ذهني.
“… لُــو.”
لم تكن حالته قاتلة، لكن بما أنه تناول السم على أيّحال، وسيكون من الصعب عليه فتح عينيه لفترة.
لم يعرفوا متى سيستيقظ.
“ها.”
هل كان لُــو هكذا عندما أُصبتُ؟
هل كان قلقًا إلى هذا الحد، غاضبًا إلى هذا الحد؟
و…
هل كان خائفًا إلى هذا الحد؟
مع أنني كنتُ تعلم أن كاتاكل يطاردون لُــو.
مع أنني أُمِرتُ بقتل لُــو إذا لم أستطع إقناعه.
بدا موته بعيدًا جدًا بالنسبة لي.
لأنه لم يكن شخصًا يموت بسهولة.
لأنني شعرتُ بطريقة ما أن لُــو هو مَن سينجو في النهاية.
لكن.
‘لقد كان خطأي.’
لُــو ليس صلبًا.
كان مجرّد إنسان.
شخصٌ يموت إذا تناول السم، أو يموت إذا طُعِن بسكين.
لذا.
‘أنا خائفة.’
أخشى فقدان لُــو.
أخشى أن يختفي من العالم.
لماذا؟
«لأنك تُحبّينه.»
حقًا، هل هذا صحيحٌ حقًا؟
«لأنكِ تُحبّين ذلك الوغد اللعين.»
هل هذا سبب خوفي الشديد؟ هل هذا سبب شعوري بالتوتر والخوف والبكاء المستمر؟
في الحقيقة، لا أعرف.
لا أعرف حقًا ما هي هذه المشاعر التي أشعر بها تجاه لُــو.
لكن ….
هناك شيءٌ واحدٌ أتمنّاه فقط.
“استيقظ.”
أن يفتح لُــو عينيه فورًا.
“لطالما كنتَ كثير الكلام … لماذا أنتَ هادئٌ الآن؟”
لمستُ ظهر يده بحرصٍ بأطراف أصابعي. كان جلده دافئًا للغاية.
“لُــو.”
ارتجف صوتي قليلًا.
لم أُرِد أن أبدو ضعيفةً هكذا.
“سأحميك.”
حتى وأنا أنطق بتلك الكلمات،
انقبض قلبي من العجز.
قلتُ أنني سأحميك،
لكنني لم أستطع فعل شيءٍ حتى عندما رأيتُكَ تنهار أمام عيني.
استرحتُ بحذر. ووضعتُ جبهتي على ظهر يده.
كان قلبي ينبض بهدوء، بألم.
“استيقظ إذًا.”
إذا استيقظت ……
سأُخبركَ بما أشعر به.
أغمضتُ عينيّ وتمتمتُ بلا نهاية.
* * *
مرّت بضعة أيامٍ أخرى.
لم يستيقظ لُــو بعد، ولسببٍ ما، لم يُبدِ الرأي العام الهائج أيّ علامةٍ على التراجع.
[مَن استهدف لُــو فانسين؟ – تصاعد التوتر في مجتمع النبلاء]
[صدمةٌ في مجتمع النبلاء! اعتداء لُــو فانسين: مَن يقف وراءه؟]
الآن، ينصبّ التركيز على مَن هاجم لُــو تحديدًا في قاعة الزفاف المقدّسة.
لكن لن يتمكّن أحدٌ من معرفة مَن يقف وراء الأمر.
لا، حتى لو فعلوا، فلن يكشفوا عنه.
لأنهم لا يستطيعون اتهام أدريان، الرجل الثاني في قيادة منظمة كاتاكل.
بعبارةٍ أخرى، حتى لو أدرك مَن يعلم بوجود كاتاكل أن أدريان هو مَن هاجم لُــو، فلن يستطيعوا معاقبته.
تتمتّع كاتاكل بكلّ هذه القوة داخل الإمبراطورية.
إذن، عليّ فعل شيءٍ واحدٍ فقط.
“يا آنسة، هل ستخرجين اليوم؟”
سألتني ماردي وأنا أقف أمام المرآة.
“لقد اتّخذتِ قرارًا صائبًا. بدلًا من البقاء في المنزل طوال الوقت… من الأفضل أن تخرجي، وتستنشقي بعض الهواء النقي، وتغيّري مزاجك.”
حاولت ماردي مواساتي بابتسامة.
“سيدي سيستيقظ قريبًا.”
نظرتُ إليها وأومأتُ برأسي.
“بلى، سأفعل.”
قامت ماردي بتسوية تنورتي.
“إلى أين أنتِ ذاهبة؟”
“أوه. لا شيء يُذكَر.”
ابتسمتُ وأجبتُ.
“إلى القصر الإمبراطوري.”
“نعم؟”
“أريد مقابلة الإمبراطور.”
“نعم؟!”
ابتسمتُ لماردي، التي كانت مُندهشة.
لأن كاتاكل تستهدف لُــو.
هناك شيءٌ واحدٌ فقط يُمكنني فعله.
“لديّ ما أقوله له.”
أن أطلب المساعدة من القصر الإمبراطوري.
* * *
«هل تساءلتَ يومًا عن والديكَ البيولوجيين؟»
سألتُ لُــو هذا السؤال ذات مرّة.
ماذا قال حينها؟
«إذن سأغيّر إجابتي، أريد أن نلتقي أيضًا.»
«لأنكِ تريدين ذلك.»
سواءً كان ذلك من أجلي أو لأيّ سببٍ آخر، قال إنه ‘سيلتقي’ والديه.
لذا، لن يكون من الضرر به أن أُخبِر الإمبراطور عن لُــو الآن.
بالطبع، كانت العائلة الإمبراطورية صامتة.
مع أنني سلّمتُ تسجيل المحادثة بين بايلور والإمبراطورة.
لكن هذا لا يعني أنني أستطيع الجلوس مكتوفة الأيدي.
لأن لُــو كان في وضعٍ خطير.
‘إذا اكتشف أن لُــو هو ابنه البيولوجي، فسيستدعيه إلى العائلة الإمبراطورية.’
هذا سيصعّب على أدريان استهداف لُــو.
بالطبع، هذا يعني أن بايلور سيستهدف لُــو الآن، لكن على أيّ حال، لن يكون من السهل التخلّص من لُــو، الذي كانت تحميه العائلة الإمبراطورية.
‘لنكشف هوية لُــو للإمبراطور.’
بعد أن قرّرتُ ذلك، فتحتُ البوابة.
ثم وجدتُ سائقي، جيمس ……
“همم؟”
أملتُ رأسي.
خلف البوابة، وقفت عربةٌ لم أرها من قبل.
كانت مزخرفةً جدًا بحيث لا يمكن أن تكون لنا.
حدّقتُ فيها بنظرةٍ فارغة.
ما هذه العربة المرصّعة بالجواهر… هاه؟
لفت انتباهي الشعار المنقوش على باب العربة.
نسرٌ تحت الشمس.
لا بد أن هذا …….
“هل أنتِ الآنسة شارل كورتني؟”
نزل رجلٌ أنيق الملبس من العربة وتحدّث إليّ. أومأتُ برأسي غريزيًا.
“لقد كنتُ أنتظركِ. الآن، هيا بنا.”
رافقني بمهارة.
“همم، لكن …. مَن … أوه، بالمناسبة….”
عندما سألتُه في حيرة، ابتسم الرجل وأومأ برأسه.
“نعم. جلالة الإمبراطور يبحث عن الآنسة شارل كورتني.”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات