‘لا يُمكن أنْ يكون هُناك أحدٌ يصعد الجبل بطريقة أكثر عبئًا… لا، أكثر فخامةً مني.’
بعد حوالي ساعة مِن بدء التسلق.
كانت ليتيسيا تشربُ كوبًا مِن الشاي الدافئ الذي أعدّته لها ماريانا، وتتناول معه حلوى الماكرون التي استدعاها إيمريك باستخدام سحر الاستدعاء، حين خطرت لها تلكَ الفكرة.
‘الرجال أيضًا يحبّون الحلويات على ما يبدو.’
وبما أنها اعتادت تناول العشاء مع إيمريك، فقد كانت تعلم جيدًا أنه يُحب الوجبات الخفيفة الحلوة.
أما دييغو، فمع أنها رأته اليوم لأول مرة، إلا أنْ مظهره الهادئ والمُسترخي جعلها تظُن أنه يتناول أيِّ طعامٍ بسهولة، وبالفعل كان يأكل جيدًا.
وأخيرًا، جيرارد…
‘…يبدو وكأنه لا يُحب الحلويات.’
لكنه كان يأكل ماكرون مُمتلئ الحشوة وكأنه يتناول كعكًا عاديًا.
وبما أنه لَن يتناول المزيد لمُجرد وجودها أمامه، فلا بد أنه يأكل الحلويات بهَذا القدر عادةً.
‘كيف يُمكن لهًذا الجسد النحيل أنْ يبقى على حاله إذًا؟’
كان جيرارد يمتلكُ جسدًا لا يُمكن لأيِّ سيدةٍ نبيلة سوى أنْ تنظر إليّه بدهشة.
عند لحظة العودة إلى نقطة البداية، وكأنَّ التوتر الذي ظلّ يرافقها قد تبدّد دفعةً واحدة، شعرت ليتيسيا بأنَّ القوة قد تسرّبت مِن أطرافها.
فتقدّم إيمريك مِن خلفها وسندها بإحكام.
“أحسنتِ، يا زميلتي.”
“يا صاحب السمو…”
“لقد نجحتِ.”
قال ذَلك وهو يشير إلى ساعة رملية يبلغ حجمها نصف حجم طفل، كانوا قد نصبوها قبل صعود الجبل.
وكان الرمل ما يزال ينزل فيها.
وبعد أنْ رأت بعينيها دليلاً على نجاحها، خفق قلب ليتيسيا بشدة.
“سأُعيّن ليتيسيا لوبيز كمساعدةٍ شخصية، وأرسلها إلى قسم الإدارة في البرج الأحمر.”
“مفهوم، يا صاحب السمو.”
نظرت ليتيسيا إلى جيرارد ودييغو، اللذين أجابا هَذهِ المرة باحترامٍ على إعلان الدوق، وشعرت أنها بدأت تفهمُ قليلًا طبيعة إيمريك.
إيمريك لَمْ يُزِل العقبات مِن طريقها، لكنه ساندها لتتجاوزها بقواها الخاصة، وظل إلى جانبها.
كان دعمًا هدفه نموها، لا مُجرّد إرضاء الذات كما يفعل البعض، ولَمْ يسبق لها أنْ شعرت بمثل هَذا الاهتمام، لا في منزل البارون لوبيز الذي وُلدت فيه، ولا في منزا الماركيز دوبون الذي ترعرعت فيه.
شعرت كم هي مُدلّلةٌ ومُحتضَنة، فبفضل رعاية إيمريك، بدأت تكتسبُ الثقة لتعيش في هَذهِ الأرض الجديدة الغريبة عنها.
وكان لديها شعورٌ بأنها ستقع في حبّ الغرب، رغم قسوته وجدبه.
“يا صاحب السمو، أقصد… سنيور، أنتَ شخصٌ لطيفٌ جدًا.”
قالتها ليتيسيا ووجهها على وشك البكاء.
تفاجأ جيرارد ودييغو، إذ لَمْ يتفهّما مشاعرها ولا كلماتها، بينما اكتفى إيمريك بابتسامة مشرقة.
“في المستقبل، ستكتشفين أكثر كم أنا شخص لطيف.”
***
لَمْ تُقم مراسم منفصلة لتعيينها كمساعدة.
فبِمُجرد إعلان إيمريك ذَلك، وتأكيد المساعدَين العامَّين المعترف بهما في الغرب، جيرارد ودييغو، على ذَلك القرار، وتوليهم مهمة نقلها رسميًا إلى قسم الإدارة في البرج الأحمر، انتهى الأمر.
وبمُناسبة تعيينها، أقام الثلاثة الذين تسلقوا الجبل معها عشاءً متأخرًا للاحتفال.
ويبدو أنْ طاقم الطهاة في قلعة الدوق كان يتوقع ما سيحدث، فلًمْ يُبدوا أيِّ ارتباكٍ حين طُلب منهم تحضير العشاء، بل أعدّوا المائدة بأقصى جهدهم.
“لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا اليوم، كُلي جيدًا.”
“نعم، وأنتَ أيضًا يا صاحب السمو.”
كانت ليتيسيا قد اعتادت على تناول الطعام مع إيمريك فقط، لذا بدت في البداية متوترة بعض الشيء عند وجود جيرارد ودييغو.
لكن، ما إنْ بدأ الحديث يَمسّ العمل، حتى بدأت تطرح الأسئلة بحماس واستعادت حيويتها المعتادة.
وكان إيمريك راضيًا لرؤيته كمية الطعام التي أصبحت تتناولها مقارنةً بالشهر الماضي، أما جيرارد ودييغو، فقد أُعجبا بكيفية إلمامها التام بالأرقام والبيانات في الملفات، وأيقنا أنْ مساعدةً جديدة كفوءة قد انضمّت إليهم.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《قناة التيلجرام مثبتة في التعليقات 》
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 27"