الفصل 10 _تلك القمامة كانت أنا
………………………🌷…………………….
جمـيعُ الخادمـاتِ بِما في ذلك الخادمة الرئيسـية
لأوبري، خفضـن رؤوسـهن على حـينِ غـرةً.
وأوبري التي كانت مشغـولةً باختـيار هدية خاصـة في نهاية العام لتهدئـةِ ابنها، تيدريك، الذي شـعرَ بالحــزنِ عندما تم سحـب القلادة منه من طرف الدوق الأكبر فلاير.
“كانت هناك شائعـةٌ بينَ الخـدمِ بأنكِ لم ترسـلِ
حتى الحـد الأدنـى لعدد الخادمات إلى توليا!”
لقد أولى ليليوس دومًـا أهميـةً
كـبيرةً للسـمعةِ الخارجية.
“حتى أنهـم يقولون بأنني أحـسدُ سِـرًا أخي الماركيز، من وراءَ ظهـرهِ ولذلك أقـومُ بتعذيـبِ ابنتـهِ! كيف حـدّث أمرٌ كهذا بـيَّ!”
كانت هذه شائعـةٌ بدأت تنتـشرُ بينَ عـددٍ قليلٍ جدًا من الأشخاص، لكنها كانت بِمـثابةِ ضـربةً قاضيةً لليليوس، الذي كان الأبن الأصـغر حيـثُ كان علـيهِ أن يتـظاهرَ بأنه الأقلُ اهتـمامًا بالسلطـةِ.
أصبـحَ وجهُ أوبري شاحبًـا بِشـكلٍ غير طبيعـي.
“لقد تصـرف هذا الطـفل بٍشـكلٍ غبي مما تسبب في سحـب قلادة النسـل المُباشـرِ منهُ، لذلك لما تعطـيهِ كُل هذه الهدايا! لا تعـطهِ حتى واحـدةً مـنها!”
“لكن، كانَ تيدريك يبكـي طوال اليـوم ولا يأكلُ أيَّ شيءٍ! يجـبُ علينـا كوالدين أن نفـعلَ شـيئًا لهُ!”
“أصمتـيَّ!”
قال ليليوس ذلك مُشـيرًا إلى أوبري.
“أرسلـي خادماتٍ إلى توليا على الفـور! نحنُ
بِحاجـةً إلى وضـعِ حدٍ للشـائعاتِ!”
ثم نظرَ إلى قائمـةِ الهدايا التي كانت ستقـدمها
لتيدريك وعـقدَ حاجبيـهِ بأنزعـاجٍ.
بسبـب هذا الطفل أضـطر للإنحنـاء أمام الدوق الأكبر فلاير، ولكن كُل ما يحـصل عليه هذا الطفل الغبـي هو هدايا باهـظةُ الثمـنِ، لقد كان هذا أمـرًا يبعـثُ على السـخريةِ حقًـا.
“قلـمٌ!”
وسرعان ما رفع المـساعد الذي كان يتـبعه قلـمًا.
“هـذا، وهـذا، وكذلك هـذا، وهـذا أيضًا، أعطهـم كلـهم كهـدايا لتوليا، ولا تنـسَ أيضا أن تنـشرَ هذه الأخبار بين الضيوفِ النبـلاء وبين الخـدم!”
ومن بين الهـدايا كانَ هنالك مِعـطفٌ من السمور مُطرزٌ بِخيوطٍ ذهبيةً في بطانـتهِ، وما يصـل إلى عشرُ فساتينٍ مَصنوعةً على يد كبار الحرفييـن، بقيـمة تصلُ إلى مئة ألف قطـعةً ذهبـية، بالإضافةِ إلى قلادةً ذهبـيةً مُزينةٍ ببِعـض الألماس الصـغير.
(ملاحظة : ذا هو حيوان السمور :

كانت كُل هذه الأشـياء باهظـة الثمـن بِشـكلٍ غير طبيعي.
بدت وكأنها هدايـا كان تيدريك يريدها ويتمـناها دومًا.
لم يعد ليليوس يبدي الابتسـامة الجمـيلة التي كان يظهـرها عادةً في الخارج، بل بدا عابسًا وهو يتـحدث.
“تلك الفتاة، توليا، تغيـرت فجأة بِطـريقةً
غريبة، ربما بسبـب…”
تحـدث ليليوس بِتعبيـرٍ غاضب وهو يفـكرُ في ‘الماركيز فلاير’ الذي لم يعـد إلى الدوقية الكبرى مُنذ أكثرَ مِــن عشرِ سنـواتٍ، لكـنهُ لا يزال لهُ التأثيـر الأكبر بين أتـباعه بصفتـهِ الدوق الأكبر التالي.
“لابد من أنها عـقدت صفـقة ما مع والدي، وإلا فإن هذا الشيء الغبـي لم يكن ليزعجـنا بهـذه الطـريقة.”
تحـدث ليليوس بِصـوتٍ مُنخـفضٍ.
“أعطـي توليا خادمـةً رئيسـية.”
***
“همم، هذا جيّـد، لقد تغيـرت درجة
حـرارةُ الطـعامِ إلى حـدٍ ما. “
كان الأمرُ يستحـق المـشيَّ بِهذا الشـعرِ الفوضوي
الذي يشـبهُ السـحابةَ عـمدًا بِهـدفِ اسـتدراجِ لوك.
حتى بعد مجيـئي إلى القـصر، لم أكن
راضـيةً أبدًا عن الطـعام.
وعندما كنـتُ في المسـتودعِ كان الطـعامُ باردًا.
حسـاءٌ دافئ ؟ لقد كان هذا شـيئًا لم يسـبق ليَّ أكـلهُ.
لذلك عندما ادعيـتُ البـراءة وتجـولت بذلك الشـعر، من الواضـح أن ليليوس قد تحـدث مع زوجتـهِ أوبري.
“بالطبع، التمـييز ضـد الناس على أساس
الطـعام هو أسـوأ أنواع التمـييز.”
قمـتُ بحشـوِ مِلعـقةٍ مٍن الحـساءِ المـصنوعِ
من الخـضروات الناضـجةِ في فمـي.
كان الشعـورُ بأن معـدتي مُمتـلئة
بِطـعامٍ دافـئ مُطمـئنًا ورائـعًا.
“أنا مُـتأكدةً من أنهـم سوف يرسـلون
الخادمات غـدًا أو بعـدَ غدٍ.”
لكي يقمـنّ بالإبـلاغِ بِكُل تحـركاتيَّ.
توليا، التي كانت مُسـرفةً وغبيةً للغاية، أصبـحت
فجأة ذكـيةً، لذا سيكـونون يائسـين لمَعـرفةِ السببِ.
ربما يعتقـدون أنني تلقيـت التعليـمات من والد توليا، الماركيز فلاير، حتى قد قامـوا بتفتيـش الغرفـة أثناء غـيابي ؟
“نعم، ولكن ذلك غير صحـيح.”
لا يوجـدُ شـيءٌ حقًا.
لأن ما يحـدث هو من جعلنـي هكذا.
انهيـتُ تناولَ وجـبتي بعـدها قمتُ بإلقاـء
نظـرةً على نافـذةِ الحالة.
بعد أن نهضـتُ مِن مقـعدي، بدأتُ
بترتيـب طاولة الطـعام.
“عندما كنتُ ألعـبُ بشخـصيةِ كوريكو، لم تكن
هناك حاجةٌ للقـيامِ حتى بهـذا الشـيء.”
ومع ذلك، ولأنني مكـروهةٌ مِن قبـل الفيكونت ليليوس وزوجـته، فيكونتيسة أوبري، لم يكـنّ الخادمـات أيضًا يهتـمنّ بيَّ أو يحـبنني.
لقد كانت حياتي الآن أكثـر راحـةً من حـياتي كـ هانا، حيثُ كانَ مِن الطبيعي بالنسبـةِ لـيَّ أن أقـوم بغـسل الأطبـاق بِنفـسي.
صحيح.
عندها سمعـتُ طرقًـا على البـابِ.
“آنـسة توليا.”
أدرت رأسـي إلى ذلك الصـوت المألوف
وفتـحتُ عيني، كان ذلك بسـبب دخول لوك.
“لوك ؟ ما الأمـر ؟”
“هل استمتـعتِ بعـشاءك ؟”
كان لوك هو الشخـص الوحيـد تقريـبًا في
هذا القصر الضخـم الذي يتـحدثُ معـي.
لذا كان من بيـن الأشـخاص القلائل المُـقربينَ منيَّ.
مُـساعد الدوق الأكبر فلاير الذي كان يـعامل
الناس فقـط على أساس سلالاتهـم دونَ تحـيّزٍ!
مشى لوك نحـوي وفجأة تصلـبَ تعـبيرهُ.
”لماذا تفعلـينَ ذلك ؟”
نظر لوك إلى الوراء بعيـونٍ باردةً.
“لماذا تقوميـن بتنظيفِ مائدة العـشاء بنفـسك ؟”
لم يأتِ لوك بِمُفـردهِ.
كانت خادمـتان خلـفه تَتـبعانهِ بِخـوفٍ، وكانت
أوجههـما شاحـبةً بالفـعلِ.
“ألم تسمـعنني ؟”
“حسـنًا، هذا…”
“لقد قدمتـما عذرًا لعـدم حضـور الآنسة توليا للوجبة لأنها لم تكـن تحـب أن يـتم إزعاجهـا، ولكن كيف تفـسرون هذا ؟”
عندما لم يستـجب أيَّ منـهما كما لو أن أفواههـم مُغـلقة، حينها أصبحـت التـجاعيد بين حواجـب لوك أكثر وضـوحًا.
“إنها سليـلٌ مُبـاشر لعائلة فلاير، كيـف
تجـرؤون على إهـانةِ سيدتـكم؟”
“أوه، لا! سيدي!”
نظرت إلـيَّ إحدى الخـادمات التي كان
وجهها أبـيض وفتـحت فمها بِسُـرعةً.
“الآنسـة توليا تهـتمُ بالآخريـن جدًا لهذا
حاولت تخفـيف عـبء عـملنا، بهذا…”
“هذا صـحيح، سيـدي مـساعد الدوق!”
“تخفيـفُ العـبءِ ؟ من قال أن
السـيدة توليا تقـومُ بِمثلِ هذا ؟”
توليا فلاير تساعـدُ الخادمة ؟
صمـتنّ الخادمات اللاتـي كن يختلقنّ
الأعـذار عنـد سـماع كلام لوك.
حيثُ لم يـعرفنّ ما الذي يجـبُ قولــهُ أو
فعله، ولم يتـمكنّ مِن تـقديمِ المزيد من الأعذار.
“مُثيـرينّ للشـفقةِ بِـحق.”
عندما أمر لوك بعدها الخـادمات بالخـروج وانتظار العـقاب بِـصوتٍ باردٍ، تـشبثنّ الخادمـاتُ بيَّ بِتعابيرٍ مُترجـيةً، لكن لم تكن هـناك أيَّ فائـدة.
“الآنسة توليا، شُـكرًا لكِ على عمـلك
الشـاق، سأقـومُ باخـتيارِ خادمـةً جـيّدةً لك.”
“آه، شُـكرًا لك.”
ابتـسمتُ بِخـفةً على كلـماتِ لوك.
مـن الجـيد أنهُ قد ساعـدني، ولكن لماذا أشعـرُ
بطـريقةً ما وكأنهُ يـقومُ بأهانتـيَّ…؟
سيـكون من الأفـضل تغـيير المـوضوع أولًا.
في ذلك الوقـت، سُـمِعَ صـوتٌ مُزعـجٌ
في الغرفةِ قبـل أن اتحـدث.
“توليا!”
أزحـت نظـري نحـو مـصدر الصوت.
كانت المرة الأولى التـي أرى فـيها هذا الوجـه، لكنه كان وجـهًا رأيتهُ آلاف الـمرات في لعبـة <خبز القمح>.
لقد كانت الفيـكونتيـسة أوبري فلاير.
“السيدة الأصغر.”
انحنى لوك كيلفور بأدبٍ.
مدت أوبري يدها برشـاقة ليقــبل ظهر
يدها، لكنها غـيرت تعابيـرها بِسُرعةً.
“لقد سمـعت كُل ذلك في الخـارج! كيف تجـرؤون
على التنمـر واسـتغلال ابـنة أخي الثـمينة ؟!”
“أوه، لا! الفيكونتـيسة!”
“لا!”
“أيتها الخادمات!”
عندما صرخـت أوبري، تقدمـنّ الخادمات
اللاتي يتبعـنها على الفـورِ .
صفـع-!
صفـع-!
‘لقد رأيـتُ شيـئًا كهذا في دراما تاريخـية.’
حيث كانت تصفعُ الخادمـات خادماتٍ أخرياتٍ على خدهـنّ، صـفعن خادمات أوبري دون رحـمةً الخادمات على وجوههـن مما تسـبب في تمـزق شـفاهِ الخادمات ونزف الدمِ مـنها.
وبدون النـظر حتـى إلى الخـادمات اللواتي
كن يبـكين، أمسـكت أوبري بكـلتا يـديَّ.
“لقد ارتكـبنا خطأ سـيدتي! من فضـلك إرحـمينا.”
كانت يدا السيـدة التي تم العـناية بها جـيدًا ناعمةً للغايةِ، ولكن بطريـقةً ما كانـت تعـا
ني من البرودةِ كالأفعــى السـامة.
ثم قامـت أوبري بطمأنتنـي وكأنها عـمةٌ محـبةٌ.
“الآن، سأتخـلص من كُـل هؤلاء الخادمات الشـريرات كما يـحلو لـكِ، هل هـناك أيَّ شـيءٍ تودينـهُ؟”
يتبع…….
………………………🌷…………………….
التعليقات لهذا الفصل "10"